أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم جركس - قضية ضدّ وجود الله















المزيد.....



قضية ضدّ وجود الله


إبراهيم جركس

الحوار المتمدن-العدد: 4267 - 2013 / 11 / 6 - 19:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قضية ضدّ وجود الله

((قضيّة علمية ضدّ وجود إله خالق للكون))
فيكتور ستينغر2008
ترجمة إبراهيم جركس 2012

هنا في هذه المقالة أقدّم لكم حجّة قائمة على علم الفيزياء الحديث والكوزمولوجيا تنفي وجود إله خالق للكون. ويمكن تلخيصها على النحو التالي:
1) تقول الفرضية بوجود إله عالي الذكاء والقوّة، إله ما ورائي غيبي هو الذي خلق هذا الكون المادي بكل ما فيه.
2) ومن المنطقي أن نتوقّع وجود دليل ملموس وقابل للتجريب والاختبار يثبت وجود هذا الإله، ويدلّنا على هدفه وغرضه من خلقه لهذا الكون، ويتمثّل الدليل على شكل خرق أو انتهاك واضح وجليّ لأحد قوانين الفيزياء الراسخة أو لأكثر من قانون.
3) لا يتوفر أيّ دليل تجريبي ملموس لهذا الخلق الغائي للكون. لا يوجد أي انتهاك أو خرق واضح لأحد قوانين الفيزياء في هذا الكون الذي نسكن فيه.
4) يشير علم الكونيات الحديث Cosmology أنّ الحالة البدائية لكوننا كان حالة فوضى كلية، لذا فهو لا يمتلك أي ذكرى لخالق.
5) بإمكان العلماء تقديم سيناريوهات معقولة وطبيعية بالكامل قائمة على نظريات كوزمولوجية مؤسّسة بشكل جيد تبيّن لنا أنّ كوننا قد ظهر من خالة بدائية من العدم.
6) وبإمكاننا الاستنتاج بما لا يدع أي مجال للشك "عدم" وجود إله على قدر هائل ومطلق من الذكاء والمقدرة والقدرة على الخلق.
من منظور العلم الحديث، ما هي النتائج التجريبية والنظرية لعملية الخلق الإلهية؟ علينا أن نبحث عن دليل يثبت أنّ الكون (1) له بداية وأصل ونشأة و(2) أنّ هذه البداية لا يمكن أن تحدث بشكل طبيعي. أحد الإشارات التي تشير إلى حدوث خلق إلهي ستكون تأكيداً تجريبياً مباشراً على حدوث معجزة أدّت إلى مجيء هذا الكون إلى الوجود. وهذا يعني: يجب على البيانات الكوزمولزجية إمّا أن تظهر وجود خرق لقانون _أو لأكثر_ من قوانين الطبيعة الثابتة أو أنّ النظريات التي تصف تلك البيانات بنجاح ستكون بحاجة لمكوّنات عَرَضة غائية لا يمكن فهمها في سياق العمليات الطبيعية_المادية.
والآن، لقد سبق وأشار الفيلسوف ديفيد هيوم منذ قرون مضت إلى وجود عدّم مشاكل وإشكالات تتخلّل مفهوم المعجزة. ويمكن وجود إلى ثلاث أنواع ممكنة من المعجزات: (1) انتهاك لأحد قوانين الفيزياء الراسخة, (2) أحداث وظواهر غامضة وغير قابلة للتفسير والتعليل، و(3) مصادفات غير متوقّعة وغير مرجّحة على الإطلاق.
إذا تمّ رصد خرق وانتهاك واضحين لأحد القوانين الفيزيائية الراسخة بالطبيعة، عندها يمكننا الافتراض وببساطة شديدة أنّ هذا القانون كان خاطئاً بدلاً من القول بحدوث تدخّل إلهي من قبل الله. وإذا عرّفنا المعجزة بأنّها حَدَث أو ظاهر غير قابلة للتفسير أو التعليل، كيف لنا أن نكون متأكّدين وواثقين إذن من أنّه لن يتمّ العثور على تفسير منطقي لهذه الظاهرة في المستقبل القريب أو البعيد؟ وإن صادفنا حَدَثاً أو ظاهرة غير متوقّعة على الإطلاق وقلنا عنها أنّها معجزة، ما أدرانا أنّها كانت مجرّد صدفة عشوائية بحتة؟ هذه الأسئلة تفرض إشكاليات أمام أي شخص يناقش موضوع وجود الله من منطلق المعجزات واحتمالات حدوثها [1].
بأيّة حال، ليست هذه هي المهمّة التي تعهّدتها.
يقترح الثيولوجي ريتشارد سواينبورن، أن نعرّف المعجزة كحدث استثنائي غير قابل للتكرار خارق لقوانين الطبيعة [2]. طبعاً، بإمكاننا دوماً إعادة تعريف القانون ليتضمّن الاستثناء، لكنّ ذلك سيكون عملاً اعتباطياً. فقد وُضِعَت القوانين لتصف أحداثاً متكرّرة. لذلك، سوف نبحث عن دليل يشير لحدوث انتهاكات واضحة لقوانين فيزيائية راسخة لا تكرّر نفسها ضمن أي سياق قانوني.
لا شكّ أنّ الله، إذا كان موجوداً، قادرٌ على إعادة تكرار المعجزات إذا شاء ذلك. بأيّة حال، الأحداث المتكرّرة تقدّم لنا معلومات أكثر تقودنا في النهاية إلى تفسير طبيعي للظاهرة، في حين أنّ الحدث غير المفسّر وغير المتكرّر سيظلّ وببساطة غير مفسّراً على الأرجح. دعونا نعطي فرضية الله فرصة ونعيد النظر فيها ونبقى عقولنا منفتحة على فكرة الأصل الإلهي [المعجزة] للأحداث غير المتوقعة والصدف غير المرجّحة، وندرس كل ظاهرة من هذه الظواهر على أساس فردي. حتى من خلال أوسع تعريف للمعجزة لا نستطيع إيجاد أي دليل على حدوثها، عندئذٍ سيكون لدينا دعم قوي لقضيّتنا ضدّ وجود الله الذي يتدخّل بطريقة إعجازية ويسيّر الأحداث حسب مشيئته.
دعونا نكمل بحثنا عن دليل يثبت حدوث خلق إلهي للكون من خلال ملاحظاتنا وأرصادنا للكون من حولنا.

●-;- خلق المادة
يحتوي الكون حالياً كمّيّة هائلة من المادة التي حدّدناها حسب مفاهيمنا الفيزيائية الحالية بالكتلة. قبل القرن العشرين، كان يعتقد أنّ المادة لا تفنى ولا تندثر، بل تتحوّل من شكلٍ إلى آخر. إذن فوجود المادة بحدّ ذاته يبدو معجزة، وكان يعتبر انتهاكاً بيّناً لقانون مصونية الكتلة، المعجزة التي حدثت لمرّة واحدة فقط خلال تاريخ الكون: أثناء الخلق.
إلا أنّ ألبرت آينشتاين، في نظريته النسبية الخاصة التي نشرها عام 1905، قد بيّن أنّ المادة تُخلَق من طاقة وتختفي متحوّلةً إلى طاقة. وقام من خلال معادلته الشهيرة E=mc2 بربط كتلة الجسم (m) بكمية طاقة معادلة (E)، حيث أنّ (c) عبارة عن ثابت كوني، سرعة الضوء في الفراغ. وهذا يعني: لأغراض عملية، أنّ الكتلة تساوي الطاقة، بالنسبة لجسم ساكن مازال يكتسب طاقة.
عندما يتحرّك الجسم، فإنّه يكتسب طاقة إضافية أثناء حركته تسمّى "طاقة حركية". ويمكن أن تتحوّل الطاقة الحركية في التفاعلات الكيميائية والذرية إلى "طاقة ساكنة"، تكون مساوية لكتلة المادة المولّدة للطاقة [3]. وقد يحدث العكس أيضاً، قد تتحوّل الكتلة أو الطاقة الساكنة إلى طاقة حركية. بهذا الشكل، يمكن للتفاعلات الكيميائية والنووية توليد طاقة حركية، يمكن استخدامها لإدارة محرّكات أو تفجير الأشياء.
إذاً، وجود مادة في هذا الكون لا يخرق أي قانون من قوانين الطبيعة. إذ يمكن للمادة أن تأتي من طاقة. لكن من أين جاءت هذه الطاقة؟ أحد أهم أساسيات علم الفيزياء هو قانون مصونية الطاقة، والذي يعرف أيضاً بقانون الثيرموديناميكا الأول، الذي ينصّ على أنّ الطاقة تأتي من مكان ما. من حيث المبدأ، إنّ فرضية الخلق يمكن تأكيدها عن طريق الرصد المباشر أو البحث النظري بأنّ قانون مصونية الطاقة قد جرى انتهاكه منذ حوالي 13،7 مليار عام أثناء بداية الانفجار الكبير.
والحال هو أنّ لا الأرصاد ولا النظرية يشيران إلى ذلك. فالقانون الأول يسمح للطاقة بالتحوّل من نوع إلى آخر طالما أنّ الطاقة الكلية لنظام مغلق تبقى ثابتة. الأمر المذهل هو أنّ مجموع باقي الطاقات الحركية للأجسام في المراحل الأولى من الكون يبدو أنّها قد ألغيت تماماً بالطاقة السلبية المحتملة الناتجة عن تفاعلاتها الثقالية المتبادلة فيما بينها. وضمن نطاق ضئيل جداً وضيّق من أخطاء القياس واللايقين الكمومي، نرى أن كثافة الطاقة المتوسّطة للكون تساوي تماماً كثافة الطاقة اللازمة لظهور كون من حالة بدائية كمية الطاقة فيها تساوي الصفر.
علاوةٌ على ذلك، تنبأت النسخة الحديثة من نظرية الانفجار العظيم بوجود توازن قريب بين الطاقة السلبية والإيجابية، يطلق على هذه النظرية اسم "نظرية الانفجار التوسّعي العظيم"، وتقول هذه النظرية أنّ الكون قد مرّ بمرحلة من التوسّع الأسّي المتسارع خلال الجزء الأول من الثانية الأولى. لقد خضعت النظرية التوسّعية لعددٍ غير قليل من الاختبارات الرصدية الصارمة والكافية لإثبات خطأها أو عدم صحّتها. حتى الآن، تمكّنت النظرية من تجاوز جميع هذه الاختبارات وبسهولة [4].
باختصار، إنّ وجود المادّة في الكون لا يتطلّب انتهاك قانون مصونية الطاقة كما يزعم أنصار نظرية الخلق. في الحقيقة، البيانات تدعم وبقوّة فكرة أنّ هذا الحدث حَدَثَ بشكل طبيعي ومن دون أيّة معجزات. فإذا كان نقاشنا هنا حوا ما إذا حدثت هكذا معجزة أم لم تحدث، فالعلم والأرصاد لم يؤكّداها إطلاقاً.
●-;- خلق النظام
هناك تنبؤ آخر لأنصار فرضية الإله الخالق، لكن البيانات لم تؤكّده أبداً. إذا كان الكون مخلوق، عندئذٍ لابدّ أنّه كان يمتلك درجة من النظام لحظة خلقه _التصميم الذي وضعه الخالق العظيم في تلك اللحظة. هذا الافتراض بوجود نظام غالباً ما يعبّر عنه في سياق القانون الثاني في الثيرموديناميكا، والذي ينصّ على أنّ الإنتروبيا الكلية أو الفوضى ضمن نظام مغلق يجب أن تبقى ثابتة أو أن تزداد مع الزمن. لكن سيتبع عن ذلك أنّه إذا كان الكون كما هو حاله اليوم عبارة عن نظام مغلق، فهذا معناه أنّه لم يكن دائماً كما هو على النحو الذي هو عليه اليوم. ففي نقطة ما في الماضي، لابدّ أنّ النظام قد دخل من الخارج.
قبل عام 1929، كانت هذه حجّة قوية لصالح الخلق. لكن في تلك السنة كان الفلكي إدوين هابل قد أعلن أنّ المجرّات تتباعد عن بعضها بسرعة تتناسب تقريباً مع مسافتها، مشيراً إلى أنّ الكون يتمدّد. وقد شكّل هذا الاكتشاف المذهل الدليل الأول للانفجار الكبير. على سبيل المثال، يمكن أن يكون الكون المتمدّد قد بدأ بحالة من الفوضى الكلية ومازال في خضمّ تشكيل نظام محلّي متّسق مع القانون الثاني.
أبسط طريقة لاستيعاب ذلك هي عن طريق مثال منزلي بالمعنى الحرفي. تخيّل أنك كلّما نظّفت منزلك، فإنك ستفرغ سلّة القمامة عن طريق أخراجها من نافذتك إلى حديقتك. في النهاية ستمتلئ الحديقة بالأوساخ والقمامة. في النهاية تستطيع الاستمرار في القيام بذلك بطريقة بسيطة جداً، كل ما عليك فعله هو أن تستمرّ في شراء الأراضي حول منزلك، وسيكون لديك مكان أوسع لترمي فيه فضلاتك. أنت قادر على الحفاظ على مستوى من النظام المحلي _منزلك النظيف_ على حساب الفوضى المتراكمة في بقية أنحاء أرضك.
بنفس الشكل، هناك أجزاء من الكون قد تصبح أكثر انتظاماً مع ازدياد مستوى الإنتروبيا أو الفوضى أثناء عملية التنظيم (فكّر بالعملية وكأنّها فوضى أزيلت من نظام جرى تنظيمه) وقد تمّ رميها في الفضاء الواسع المحيط بالمنطقة المنتظمة. كلّما ازداد اتساع الكون، ارتفعت نسبة الأنتروبيا في معظم أجزائه، وهذا ما ينصّ عليه القانون الثاني. بل إنّ الأنتروبيا القصوى تزداد بشكل أسرع حتى مفسحةً مجالاً أوسع لتشكّل النظام. وسبب ذلك هو أنّ كرة الأنتروبيا القصوى بنصف قطر معيّن (نحن نتكلّم عن الكون بوصفه كرة) يساوي ثقب أسود بنفس نصف القطر. الكون المتوسّع ليس ثقباً أسود لذلك فهو يمتلك أنتروبيا قصوى أقل. إذن، في حين أنّه يصبح أكثر فوضوية على المستوى الكلي مع مرور الزمن، فإنّ كوننا المتوسّع ليس فوضوياً بشكل كلي. لكنّه كان كذلك في وقتٍ مضى.
لنفترض أنّنا نخمّن أنّ هذا التوسّع يعود إلى حوالي 13،7 مليار عام إلى اللحظة التي كان فيها الكون محصوراً داخل أصغر منطقة ممكنة من الفضاء يمكن تصوّرها، كرة بلانك ذات نصف قطر يساوي طول ثابت بلانك 1،6×10-35م. وكما يخبرنا القانون الثاني، فإنّ الكون في تلك اللحظة كان يمتلك نسبة أنتروبيا أقل ممّا يمتلك الآن. إلا أنّ تلك النسبة كانت عالية أيضاً بالنسبة لكرة بذلك الحجم الضئيل، لأنّ أي كرة ذات أبعاد بلانكية فإنّها تعادل ثقباً أسود.
قد يتطلّب الأمر المزيد من الشرح والإسهاب. قد نبدو وكأنّنا نقول بأنّ أنتروبيا الكون كان في أقصاها عند نشأته، وما زالت آخذةً بالازدياد منذ ذلك الوقت. طبعاً هذا بالضبط ما نقوله. فعندما بدأ الكون، كان الأنتروبيا الخاصّة به هي الأعلى بالنسبة لشيء ما بحجمه، وذلك لأنّ الكون كان معادلاً لثقب أسود لا مجال لأيّة معلومات أن تخرج منه. حالياً، باتت نسبة الأنتروبيا أعلى، لكنّها ليست قصوى، وهذا يعني، أنّها ليست في أعلى درجة ممكنة بالنسبة لحجم كوننا الحالي. فالكون لم يعد ثقباً أسود.
عندما كانت الأنتروبيا في أقصى درجاتها عند بداية الانفجار الكبير، كانت الفوضى كلية ومطلقة ولم يكن هناك أي بُنَى. لذلك، بدأ الكون بدون أي بنية أو هيكل، لكنّه بات اليوم ذو بنية لأنّ الأنتروبيا الخاصّة به لم تعد قصوى.
باختصار، وحسب فهمنا الحالي للكون، بدأ كوننا من دون أي تنظيم أو بنية، أي أنّه لم يكن مصمماً. بل كان في حالة من الشواش المطلق.
من هنا، نحن مجبرون على الاستنتاج بأنّ النظام الذي نراه الآن في الكون هو أنّه ليس نتيجة أي تصميم أولي موضوع للكون منذ البداية، أو ما يسمّى بـ"الخلق". الكون لا يحتفظ بأي دليل أو إشارة تخبرنا عمّا حدث قبل الانفجار الكبير. فالخالق لم يترك لنا بصمته، هذا إن كان موجوداً.

●-;- البداية والسبب
لقد قادت حقيقة الانفجار الكبير التجريبية بعض اللاهوتيين للقول بأنّها _بحدّ ذاتها_ تمثّل برهاناً يثبت وجود الخالق. في عام 1951، قال البابا بيوس الثاني عشر أمام الكنيسة الأسقفية أنّ "الخلق قد حدث مع الزمن، لذلك فهناك إله خالق، لذا فالله موجود" [5]. إلا أنّ الكاهن والعالم الكوزمولوجي جورج هنري ليمات _الذي كان أول من اقترح فكرة الانفجار الكبير_ كان قد نصح البابا بألا يصرّ على عصمة هذا التصريح وعدم قابليته للتكذيب أو التفنيد.
المدافع المسيحي وليم لاين كريغ قد قدّم عدداً من الحجج المعقّدة التي زعم فيها أنّه قد بيّن أنّ الكون لابدّ أن يكون له خالق وأنّ البداية تتطلّب وجود خالق شخصي [6]. إحدى حججه تقوم على النسبية العامّة، فالنسخة الحديثة من نظرية الجاذبية كان آينشتاين قد نشرها عام 1916 والتي تمكّنت منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا من تجاوز الكثير من الاختبارات والفحوص التجريبية [7].
في عام 1970، اقترح كل من عالم الفلك ستيفن هوكينغ والعالم الرياضي روجر بنروز _مستخدمين نظرية كان بنروز قد توصّل إلى في وقتٍ سابق_ أنّ المتفرّد Singularity كان موجوداً في بداية الانفجار الكبير [8]. إنّ إرجاع النسبية العامة إلى زمن الصفر، سيتقلّص الكون إلى حجم أصغر، في حين ستزداد كثافته وحقله الثقالي. مع تقلّص حجم الكون إلى الصفر، ستصبح كل من كثافته وحقله الثقالي _على الأقل حسب رياضيات النسبية العامة_ لا متناهيان. وعند تلك النقطة بالضبط، كما يزعم كريغ، سيتوقف الزمن، وبذلك لا يمكن وجود زمن سابق.
بأيّة حال، إنّ هوكينغ قد تراجع عن برهانه الأول. إذ أنّه يؤكّد في كتابه الأكثر مبيعاً "مختصر تاريخ الزمن": ((في الحقيقة لم يكن هناك أي متفرّد عند بداية الكون)) [9]. أمّا نتيجته المعدّلة، التي تزامنت مع نتيجة بنروز، مستمدّة من الميكانيكا الكمومية، هي نظرية العمليات الذرية التي جرى تطويرها خلال السنوات التي عقبت تقديم آينشتاين لنظريتيه النسبيتين. تخبرنا ميكانيكا الكم، التي تمّ تأكيدها الآن على نطاق واسع، أنّ النسبية العامة، بصيغتها الحالية على الأقل، ستتوقف عن العمل عند زمن أقل من زمن بلانك (4،6×10-44) ثانية، وعلى مسافات أصغر من حاجز بلانك كما ذكرنا سابقاً. ينتج عن ذلك أنّ النسبية العامة لا يمكن استخدامها لإثبات أنّ المتفرّد قد حدث قبل زمن بلانك، واستخدام كريغ لفرضية المتفرّد من أجل بداية الزمن خاطئ تماماً وفي غير مكانه.
يقدّم كريغ وغير من المتديّنين حجّة أخرى ذات صلة بالموضوع تقول أنّ الكون لابدّ أنّه كانت له بداية في لحظة ما لأنّه إذا كان قديم أو أزلي، فهذا معناه أنّه احتاج زمناً لانهائياً ليصل إلى الشكل الذي هو عليه في الزمن الحاضر. بطبيعة الحال، وكما أشار الفيلسوف كيث بارسونز: ((إنّ القول بأنّ الكون أزلي قديم يعني القول أنّه بلا بداية _لابداية حدثت منذ زمن بعيدٍ جداً)) [10]
اللانهاية عبارة عن تعبير رياضي مجرّد تمّت صياغته بالضبط في عمل للرياضي غيورغ كانتور في أواخر القرن التاسع عشر. بأيةّ حال، إنّ رمز اللانهاية (∞-;-) يستخدم في الفيزياء كاختصار لـ "رقم كبير جداً". وتستمرّ الفيزياء. في علم الفيزياء الزمن عبارة عن عملية عَدّ لدقّات الساعة. ويمكنك عدّ الدقات إلى الأمام وإلى الوراء. أمّا بالعدّ إلى الأمام فيمكنك الحصول على عدد كبير جداً، لكنّه ليس عدد لامتناهي موجب رياضياً، ولن تصل إلى نهاية "بالزمن". أمّا بالعدّ إلى الوراء فيمكنك الحصول على عدد كبير جداً، لكنه ليس عدد لامتناهي سالب رياضياً، ولن تصل أبداً إلى "بداية" الزمن. تماماً كما أنّنا لن نصل إلى لانهاية موجبة، فلن نصل أبداً إلى لانهاية سالبة. حتى وإن لم يكن للكون عدد لانهائي رياضياً من الأحداث في المستقبل، فما زال من غير الضروري أن يكون له نهاية. بنفس الشكل، حتى وإن لم يكن للكون عدد لامتناهي رياضياً من الأحداث في الماضي، فمازال غير محتاج إلى بداية بالضرورة. يمكن دائماً أن يكون لدينا أحداث تتبع أحداثاً قبلها، أو لدينا دائماً أحداث تسبق أحداثا أخرى بعدها.
يزعم كريغ أنّه إذا أمكن إثبات أنّ الكون له بداية، فهذا كافٍ لإثبات وجود خالق شخصي. وهو يقيم حجّته هذه على أساس (الحجة الكوزمولوجية من علم الكلام)، المستقاة من الفكر الإسلامي[11]. وتُعرَض الحجّة على شكل قياس منطقي:
1) أي شيء يوجد ببداية فله مبدأ.
2) للكون بداية.
3) إذن للكون مبدأ/علّة/مسبّب.
لقد تمّ تحدّي "حجّة الكلام" من قبل العديد من الفلاسفة وعلى خلفيات منطقية [12]، ولسنا بحاجة لتكرارها هنا بما أنّنا ضمن مجال العلم. يقوم كريغ في كتابات بأخذ المقدّمة الأولى على أنّها واضحة ومثبتة بذاتها، من دون أي مبرّر منطقي واضح ما عدا التجربة اليومية المعتادة. وهو نفس نوع التجارب التي أخبرتنا من قبل أنّ الأرض مسطّحة.
في الحقيقة، إنّ الأحداث الفيزيائية على المستويين الذري وما دون الذري قد ثبت أنّها تحدث من دون سبب واضحة أو علّة بيّنة على الإطلاق. على سبيل المثال، عندما تقوم ذرّة ذات مستوى طاقي مثار تهبط إلى مستوى أدنى وتصدر فوتوناً، جزيء الضوء، فإنّنا لا نجد سبب غائي وراء هذا الحدث. وبنفس الشكل، لا يوجد أي سبب غائي أو علّة واضحة وراء تحلّل النوى المشعّة.
يردّ كريغ قائلاً أنّ الأحداث الكمومية لها "سبب"، لها سبب بطريقة غير محدّدة مسبقاً يطلق عليها "السببية الاحتمالية". وبذلك اعترف كريغ في واقع الأمر أنّ "السبب" في مقدّمته الأولى قد يكون سبباً عَرَضياً، شيء ما عفوي، تلقائي، ذاتي: شيء غير محدّد مسبقاً. ومن خلال قوله بالسببية الاحتمالية، فإنّه يحكم بالموت على قضيّته عن الخلق المصمّم والمقرّر مسبقاً.
نحن لدينا نظرية ناجحة وأنيقة في الأسباب الاحتمالية _الميكانيكا الكمومية. إنّها لا تتنبأ بموعد وقوع حدث معيّن، كما أنّها تفترض أنّ الأحداث المفردة غير مقرّرة بشكل مسبق. والاستثناء الوحيد الذي يحدث في تفسير ميكانيكا الكمّ قدّمه الفيزيائي ديفيد بوم [13]. وهذا يفترض وجود قوى ما دون الكمومية غير مكتشفة بعد. في حين أنّ هذا التفسير له بعض الأنصار، إلا أنّه غير مقبول على مستوى عام لأنّه يتطلّب روابط داخلية فائقة تنتهك قوانين ومبادئ النسبية الخاصة [14]. والأهم من ذلك أنّه لم يتمّ العثور على أي دليل على القوى ما دون الكمومية.
فبدلاً من التنبّؤ بأحداث فردية، تستخدم الفيزياء الكمية للتنبّؤ بالتوزّع الإحصائي لنتائج مجموعات أحداث مماثلة. يمكن فعل ذلك بدقّة عالية. على سبيل المثال، ستخبرنا الحسابات الكمية عن عدد النوى ضمن عيّنة كبيرة والتي تحلّلت بعد مرور فترة معيّنة من الزمن. أو يمكنك أن تتنبّأ بشدّة ضوء من خلال مجموعة من الذرّات المثارة، وهذا قياس لمجموع العدد الكلي للفوتونات المنبعثة. لكن لا نظرية الكم ولا أي نظرية مثيرة أخرى _ومن ضمنها نظرية بوم_ تستطيع أن تقول أي شيء عن سلوك نوى أو ذرّات مفردة. الفوتونات المنبعثة أثناء الانتقالات والتحوّلات الذرية تدخل حيّز الوجود بشكل تلقائي، وتسبّب بانبعاث الجسيمات أثناء الإشعاع الذري. وهي بظهورها هذا _بدون تخطيط مسبق_ تناقض المسلّمة الأولى.
في حالة النشاط الإشعاعي، وُجِدَ أنّ عمليات التحلّل تخضع لقانون انحلال أسّي. بأيةّ حال، هذا القانون الإحصائي هو ما تتوقّعه بالضبط إذا كانت إمكانية الانحلال خلال فترة زمنية قصيرة هي نفسها بالنسبة لكافة الفترات الزمنية لنفس الديمومة. بمعنى آخر، خطّ الانحلال نفسه بيّن بالنسبة لكل حدث فردي يحدث بشكل غير متوقّع وبدون أن يكون قد تمّ التخطيط له مسبقاً.
في الحقيقة، لا يوجد انفصال بين ميكانيكا الكم والميكانيكا الكلاسيكية [النيوتونية] كما كان يعتقد بشكل عام. طبعاً إنّ ميكانيكا الكم تتحوّل بسلاسة إلى ميكانيكا كلاسيكية عندما تصل مقاييس أي نظام _كالكتل، المسافات، والسرعات_ إلى الحالة الكلاسيكية [15]. عندما يحدث ذلك، تنهار الاحتمالات الكمومية بنسبة صفر بالمئة أو مئة بالمئة، وهذا ما يمنحنا اليقين عند ذلك المستوى. والحال أنّنا لدينا الكثير من الأمثلة حيث الاحتمالية ليست صفراً أو مئة بالمئة. تتوافق حسابات الاحتمالية الكمومية تماماً مع الأرصاد لمجموعات من أحداث مماثلة.
لاحظوا أنّه حتى وإن كانت تبدو نتيجة الحجّة من الكلام صحيحة ومعقولة وأنّ للكون علّة أو سبب فعلاً، فما الضامن بأنّ هذه العلّة ليست طبيعية؟ المهم أنّ حجّة الكلام فاشلة من الناحيتين النظرية والتجريبية ولا حاجة للتطرّق إلى المسلّمة الثانية التي تقول أنّ للكون بداية.
وبالرغم من ذلك، هناك مسمار آخر يُدَقّ في كفن الحجّة من الكلام وذلك من خلال حقيقة أنّ المسلّمة الثانية فاشلة أيضاً. وكما رأينا سابقاً، إنّ القول بأنّ الكون بدأ مع الانفجار الكبير ليس له أي أساس في البناء المعرفي الفيزيائي والكوزمولوجي. تؤكّد الأرصاد أنّ الانفجار الكبير لا يستبعد احتمال أن يكون هناك كون سابق لكوننا. النماذج النظرية التي تمّ نشرها تقترح آليات يمكن من خلالها لكوننا الظهور عن كون سابق له، على سبيل المثال، عن طريق عملية تسمى "النفق الكمومي" وتعرف أيضاً بالتأرجحات الكمومية [16]. المعادلات الكوزمولوجية التي تصف الكون المبكّر تنطبق أيضاً على الجانب الآخر من محور الزمن، لذلك لا نملك أي سبب للافتراض بأنّ الكون قد بدأ مع الانفجار الكبير.
لقد رأينا مسبقاً أنّه لم تحدث أيّة معجزة واضحة في الانفجار الكبير. ومن الواضح أنّ حدوث هذا الحدث الهائل ليس إعجازياً، وإنّما هو حدث طبيعي. طبعاً هذه هي النتيجة الأكثر منطقية ومعقولية والقائمة على أساس غياب أي دليل أو إثبات لحدوث خرق أحد القوانين الفيزيائية المعروفة. علماء فيزيائيون وكونيون بارزون نشروا في أهم وأرقى الدوريات والمجلات العلمية المحترمة مجموعة من الاقتراحات حول بداية الكون وكيفية ظهوره من "اللاشيء" بشكل طبيعي [17]. تميل هذه الاقتراحات إلى التأمّلية، لكنّها قائمة على أساس علمي_ومعرفي متين. ولا واحد منها ينتهك أي قانون من قوانين الفيزياء المعروفة. هؤلاء العلماء لا يدّعون أنهم "يثبون" أنّ هذا ما حدث بالفعل. فعبء البرهان يقع على كاهل هؤلاء الذين يتوقون للزعم والادّعاء بأنّ تلك السيناريوهات مستحيلة.
في النهاية، لا يستطيع أحد إنكار أنّ البيانات التجريبية والنظرية قد نجحت في تفسير تلك البيانات التي تشير إلى أنّ الكون لم يظهر في حيّز الوجود بفعل معجزة أو عملية خلق إلهية. اعتماداً على معرفتنا العلمية الحديثة، نستنتج من دون شكّ عدم وجود إله ماورائي غيبي ذكي قادر خالق لهذا الكون.
========================
[1] للاطلاع أكثر على هذه المشكلات راجع كتاب نيكولاس إيفيريت، لاوجود الله، الفصل السادس، وجاري ترجمة هذا الكتاب إلى العربية.
Everitt, The Non-existence of God (London: Routledge, 2004), chapter 6
[2] ريتشارد سواينبورن، وجود الله، صـ 229
Richard Swinburne, The Existence of God (Oxford: Clarendon, 1979), p. 229
[3] يعتقد بشكل عام أنّ التفاعلات النووية هي وحدها التي تتحوّل ما بين طاقة كامنة وحركية. إلا أنّ ذلك يحدث أيضاً في التفاعلات الكيميائية. بطبيعة الحال، إنّ التغيّرات في كتل المواد المتفاعلة صغيرة جداً وضئيلة وبالكاد يمكن ملاحظتها.
[4] أنظر على سبيل المثال كتاب ألان غوث: الكون التوسّعي.
Alan Guth, The Inflationary Universe (New York: Addison-Wesley, 1997).
[5] البابا بيوس الثاني عشر "دلائل وجود الله في ضوء العلم الطبيعي الحديث" Pius XII, “The Proofs for the Existence of God in the Light of Modern Natural Science,” محاضرة ألقاها البابا بيوس الثاني عشر أمام الأكاديمية الأسقفية للعلوم، 22 تشرين الثاني/نوفمبر عام 1951. وأعيد طباعتها بعنوان "العلم الحديث ووجود الله"، نشرت في مجلة "العقل الكاثوليكي" “Modern Science and the Existence of God,” The Catholic Mind 49 (1972): 182-92.
[6] الدين، الإلحاد، وكوزمولوجيا الانفجار الكبير، تحرير وليم لاين كريغ وغوينتين سميث
Theism, Atheism, and Big Bang Cosmology, edited by William Lane Craig and Quentin Smith (Oxford: Clarendon, 1993).
[7] انظر على سبيل المثال كتاب غليفورد ويل: أكان آينشتاين محقاً؟ وضع نظرية النسبية العامة تحت الاختبار.
Clifford M. Will, Was Einstein Right? Putting General Relativity to the Test (New York: Basic, 1986).
[8] ستيفن هوكينغ و روجر بنروز، "متفرّدات الانهيار الثقالي والكوزمولوجيا".
Stephen Hawking and Roger Penrose, “The Singularities of Gravitational Collapse and Cosmology,” Proceedings of the Royal Society of London, series A, 314 (1970): 529-48
[9] ستيفن هوكينغ، مختصر تاريخ الزمن: من الانفجار الكبير إلى الثقوب السوداء، صـ 50
Stephen Hawking, A Brief History of Time: From the Big Bang to Black Holes (New York: Bantam, 1988), p. 50.
[10] كيث بارسونز: هل الله موجود؟ نقاش بين مؤمن وملحد، صـ187
Keith Parsons in J. P. Moreland and Kai Nielson, Does God Exist? The Debate between Theists & Atheists (Amherst, NY: Prometheus, 1993), p. 187.
[11] وليم لاين كريغ، الحجّة الكوزمولوجية من علم الكلام (The Kalâm Cosmological Argument ,London: Macmillan, 1979) والإيمان العقلاني (Reasonable Faith ,Wheaton, IL: Crossways, 1994). وانظر أيضاً: الحجّة الكوزمولوجية من أفلاطون إلى لايبنتز (The Cosmological Argument from Plato to Leibniz ,London: Macmillan, 1980) للتعمّق في تاريخ الحجج الكوزمولوجية وتاريخها.
[12] عوينتين سميث: الدين، الإلحاد، وكوزمولوجيا الانفجار الكبير. إيفيريت: لاوجود الله، صـ 68-27
[13] ديفيد بوم وجي هايلي، الكون الموحّد: تفسير أنطولوجي لميكانيكا الكم
David Bohm and B. J. Hiley, The Undivided Universe: An Ontological Interpretation of Quantum Mechanics (London: Routledge, 1993).
[14] تمّت مناقشة المسألة بشكّل أوسع في كتاب لنفس الكاتب [فيكتور ستينغر] الكوانتوم غير الواعي: الميتافيزيقا في علم الفيزياء والكوزمولوجيا المعاصرة.
Victor J. Stenger, The Unconscious Quantum: Metaphysics in Modern Physics and Cosmology (Amherst, NY: Prometheus, 1995).
[15] تتحوّل ميكانيكا الكم إلى ميكانيكا كلاسيكية عندما يصبح ثابت بلانك (h) مساوياً للصفر.
[16] ديفيد أتكاتز وهاينز بيغلز "أصل الكون كحدث نفق كمومي" David Atkatz and Heinz Paegels, “Origin of the Universe as Quantum Tunneling Event,”
Physical Review D25 (1982): 2065-73 أكساندر فلينكين: "ولادة الكون التوسّعي" Alexander Vilenkin, “Birth of Inflationary Universes,” Physical Review D27 (1983): 2848-55 ديفيد أتكاتز "الكوزمولوجيا الكمومية من أجل الرؤساء" David Atkatz, “Quantum Cosmology for Pedestrians,” American Journal of Physics 62 (1994): 619-27
[17] إدوارد تريون، "هل الكون عبارة عن تأرجح فراغي؟" مجلة "الطبيعة" Edward P. Tryon, “Is the Universe a Vacuum Fluctuation?” Nature 246 (1973): 396-97-;- فيلينكين "ولادة الكون التوسّعي"، أندريه ليند "الخلق الكمومي للكون التوسّعي" Andre Linde, “Quantum Creation of the Inflationary Universe,” Lettere Al Nuovo Cimento 39 (1984): 401-5.
===============================
الكاتب: البروفيسور فيكتور ستينغر Victor Stenger أستاذ فخري متقاعد في مجاليّ الفيزياء والفلك، في قسم الفيزياء وعلم الفلك وأستاذ مساعد في الفلسفة، بجامعة كولورادو، ورئيس مجمع مواطنين من أجل العلم في كولورادو. كما أنّه لديه سير مهنية موازية ككاتب ومؤلّف للعديد من الكتب رفيعة المستوى وذات شعبية واسعة بين القرّاء، حيث أنّه يجمع في كتبه ما بين الفيزياء والكوزمولوجيا والفلسفة، الدين، والعلوم الزائفة. ومن أهم أعماله: ليس بالتصميم: نشأة الكون Not By Designe: The Origin of the Universe (1988)، الفيزياء والفيزياء: البحث عن عالم يتجاوز حواسنا Physics and Physics: The Search for a World Beyond the Sense (1990)، الكوانتوم غير الواعي: الميتافيزياء في الفيزياء الفلك المعاصرين The Unconscious Quantum: Mataphysics in Modern Physics and Cosmology (1995)، الحقيقة الخالد: التناظر، البساطة، والأكوان المتعدّدة Timeless Reality: Semmetry, Simplicity, and Multiple Universes (2000)، وكتابه هل عثر العلم على الله؟ أخر النتائج التي توصّل إليها العلم في بحثه عن غاية في الكون Has Science Found God? The Latest Results in the Search foe Purpose in the Universe وهو كتاب هام جداً.



#إبراهيم_جركس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية الدين
- كتاب ((كيف وُجِدَت الآلهة)) كاملاً
- كتاب ((كيف وجدت الآلهة)) [6]
- كتاب ((كيف وجدت الآلهة)) [5]
- كتاب ((كيف وجدت الآلهة)) [4]
- كتاب ((كيف وجدت الآلهة)) [3]
- كتاب ((كيف وجدت الآلهة)) [2]
- كتاب ((كيف وجدت الآلهة)) [1]
- سورة الأنفال: مثال صارخ عن الشر الإلهي عند محمد والمسلمين
- محمد: سيرة ذاتية_سيكولوجية (8)
- محمد: سيرة ذاتية_سيكولوجية (7)
- محمد: سيرة ذاتية_سيكولوجية (6)
- الإسلام قارورة محكمة الإغلاق [1]... الدكتورة وفاء سلطان
- محمد: سيرة ذاتية_سيكولوجية (5)
- محمد: سيرة ذاتية_سيكولوجية (4)
- محمد: سيرة ذاتية_سيكولوجية (3)
- محمد: سيرة ذاتية_سيكولوجية (2)
- محمد: سيرة ذاتية_سيكولوجية (1)
- حياة حرّة من قيود الدين...[3]... تنوّع... تعدّد... وخصوصية
- طبيعة الإله في الإسلام... الدكتور وفاء سلطان


المزيد.....




- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن
- تُلّقب بـ-السلالم إلى الجنة-.. إزالة معلم جذب شهير في هاواي ...
- المقاومة الإسلامية تستهدف تحركات الاحتلال في موقعي المالكية ...
- مكتب التحقيقات الفيدرالي: جرائم الكراهية ضد اليهود تضاعفت ثل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم جركس - قضية ضدّ وجود الله