أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم جركس - كتاب ((كيف وجدت الآلهة)) [6]














المزيد.....

كتاب ((كيف وجدت الآلهة)) [6]


إبراهيم جركس

الحوار المتمدن-العدد: 4258 - 2013 / 10 / 28 - 13:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تأليف: جون كيرتشر
ترجمة: إبراهيم جركس

8) الفايكينغ
---------
في الوقت الذي تمّ فيه اكتشاف أمريكا كان الهنود الحمر غرب نهر ميسوري يعيشون بأعلى مرحلة من مراحل البدائية والهمجية، أمّا شرق النهر فكان الهنود يعيشون أدنى مرحلة من مراحل البربرية. لنلقِ نظرة على ميثولوجيا الشعوب الإسكندنافية في عصر الفايكينغ. عاش الفايكينغ خلال القرون التاسع والعاشر والحادي عشر للميلاد. كانوا أقرب إلى الحضارة. لذلك فقد كانوا في المرحلة العليا [الأرقى] من مراحل البربرية.
ما يصحّ عن الهنود الحمر يصحّ أيضاً على الفايكينغ، وجميع الشعوب الأخرى فيما يخصّ هذه المسألة. فأفكارهم ومعتقداتهم مصاغة على أساس الأشياء المادية التي تحيط بهم ضمن بيئتهم التي يعيشون ضمنها، كما أنّ نمط العيش الذي يفرض نفسهم عليهم _السعي وراء الرزق وتأمين العيش_ له بالغ التأثير على عقولهم. لم يكن الفايكينغ مجتمع صيّادين، على الأقل لم يكن ذلك أسلوبهم الرئيسي في العيش. بل كانوا شعباً من البحّارة، يجوبون البحار، مقاتلين عظماء، محاربين أشدّاء عبر البحار. كانوا يسافرون بالبحر كثيراً. أبحروا بسفنهم على طول سواحل أوروبا، وحول الجزر البريطانية، وتغلغلوا عميقاً في البحر المتوسط. ومن المؤكّد أنهم وصلوا سواحل أمريكا. إذا لم يكن "ليف إريكسون" هو من اجتاز المحيط الأطلنطي، فلا بدّ أنه كان أحد من أبناء جلدته. كان الفايكينغ يكسبون عيشهم بالغزو. عندما كانوا يرسون بمراكبهم في أي مكان كانوا يغيرون عليه ويأخذون كل ما يمكن أخذه. أغلب أوقاتهم كانوا يقضونها في المحيط، والقليل على اليابسة. ومن هذا النمط في العيش، وهذه البيئة المادية المحيطة بهم، بإمكاننا أن نستنتج نمط المعتقدات التي كانوا يعتنقونها والأفكار التي كانوا يؤمنون بها، إذ يمكننا معرفة الكثير حول مفاهيمهم ومعتقداتهم الروحية؟

9) الآلهة النرويجية
--------------
لم يكن الفايكينغ يؤمنون بإلهٍ واحد، بل بعدّة آلهة وإلهات. كان رئيس آلهتهم يدعي أودِن Odin (وكان يعرف عند الشعوب الأنغلو-ساكسونية وودِن Woden، أو ووتان Woutan عند الجرمانيين). كانت لديه عين واحدة بمنتصف جبينه. زوجته كانت فريغ Frigg (أو فرييا Friia عند الجرمانيين).
كان أودِن إلها قوياً وحكيماً. كانوا يهتمّون بعبادته كثيراً، لكنّهم كانوا يولون اهتماماً أكبر لعبادة ابنه "ثور Thor"، إله الرعد، الذي كانوا يجسّدونه بصورة محارب شديد البأس في منتصف العمر. كان مفتول العضلات ويحمل بيده مطرقة عظيمة. لقد تخيّله الفايكينغ على صورتهم الخاصّة. كان رجل فايكينغ إلهي.
وعلى غرار جميع الشعوب التي تجوب البحار، كانت الأعاصير والعواصف هي أكثر الأشياء التي ترعبهم تفزعهم. لم يكونوا يملكون المعرفة بالعوامل والقوى الطبيعية التي تسيّر العواصف والأعاصير التي لتنا نملكها اليوم. فقد كان تقلّب سطح البحر ولطم الأمواج العاتية لزوارقهم، تحطّم سفهم وغرق أصدقائهم في البحر، كان كل ذلك بالنسبة لهم نتيجة الأرواح الشريرة، الشياطين، وغيرها من الوحوش والأهوال الأخرى التي تقبع في أعماق البحار والمحيطات. فإن عصفت بهم عاصفة هوجاء فذلك معناه أن الشياطين أو العفاريت غاضبة جداً منهم. لكنّ "ثور" كان صديقهم، ويقاتل من أجلهم. كان إله الرعد، وعندما كانوا يسمعون صوت الرعد كانوا يظنّون أنّ ثور كان يستعمل مطرقته العظيمة، صاعقاً أعدائه، الشياطين المدمّرة للسفن. وبعد انتهاء الرعد كانت السماء تصفو، وهذا كان دليل على أنّ ثور قد ربح المعركة بفضل مطرقته الرعدية.
كان الفايكينغ يعبدون آلهة أخرى، مثل بالدر Balder، شقيق ثور، لوكي Loki نوع من الأرواح الشريرة والخبيثة، إله النار، والعديد من الأرواح الأخرى الأقل أهمية ومكانة. كانت هذه الآلهة تقطن عالم الفالهالا، أو الفردوس الذي كان الفايكينغ يؤمنون أنهم سيذهبون إليه بعد الموت، وخصوصاً أولئك الذين يسقطون في المعركة. لن يدخل الفالهالا أحد غير المحارب الشجاع والقوي والمقدام والحكيم. ممنوع على الجبناء والأغبياء دخول الفالهالا. لكن كيف هي هذه الفالهالا؟ هل كانت مدينة من ذهب، أو أرض الصيد السعيدة؟... نلاحظ أنّها كانت قاعة ضخمة للاحتفال فيها وليمة عظيمة وأمام مدخلها يقف أودِن نفسه مرحّباً بالفايكينغ الشجعان والحكماء داعياً إيّاهم إلى الوليمة.
وكيف كان الفايكينغ يدخل الفالهالا، هل كان يرتقي سلّماً ذهبياً ويدخل المدينة عبر بوّابة لؤلؤية؟... كلا. بل عليه أن يبلغها على متن سفينة أو قارب. لذلك عندما كان يموت رجل عجوز من الفايكينغ كانوا يضعون جثمانه على قارب. وكان يغطّى بالأغصان وغيرها من المواد القابلة للاشتعال، ثم توقد النار بالقارب. كانت النار توقَدُ عادةً بالقارب عندما يحلّ الظلام، ثمّ يسافر الفايكينغ الميّت في قاربه المشتعل مع مدّ الليل. لقد رحل إلى الفالهالا، حيث سيستمتع بوليمته، ويرقص ويقاتل، كما كان يفعل أثناء حياته على الأرض.
ومن أين استوحى الفايكينغ هذا المفهوم عن الحياة بعد الموت؟ لم يكن هذا المفهوم سوى انعكاس البيئة المادية التي يعيش ضمنها الفايكينغ على عقولهم. كانوا عابدين للطبيعة من جهة ولآلهة شخصية من جهةٍ أخرى، خلقوها بأنفسهم وعلى صورتهم الخاصّة. هذه هي الأشياء والأمور التي كانوا يرغبون بها في الحياة، والتي كانوا يقدّرونها ويقيّمونها، والتي أرادوا أن تستمرّ لهم في الحياة الأخرى. ما زلنا حتى الآن نلاحظ بقايا وآثار من الميثولوجيا الاسكندنافية وأوروبا الغربية منها بعض أسماء أيام الأسبوع: Sunday/الأحد يوم إله الشمس، Monday/الاثنين = Moonday/إله القمر. يوم أودِن Woden s day أوWednesday/الأربعاء. يوم ثور Thor s day= Thursday/الثلاثاء. ويوم الجمعة فريغ أو فرييا Frigg s/Friia s day= Friday. وهناك يوم السبت Saturday وهو ببساطة يوم الإله ساتورن. طبعاً لغتنا الحالية مليئة ببقايا أسماء من معتقدات بدائية وبربرية، وبالتأكيد ما زالت لدينا الكثير من العادات والتقاليد والطقوس والممارسات البدائية والبربرية التي ما زلنا نمارسها ونطبّقها حتى يومنا هذا.



#إبراهيم_جركس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب ((كيف وجدت الآلهة)) [5]
- كتاب ((كيف وجدت الآلهة)) [4]
- كتاب ((كيف وجدت الآلهة)) [3]
- كتاب ((كيف وجدت الآلهة)) [2]
- كتاب ((كيف وجدت الآلهة)) [1]
- سورة الأنفال: مثال صارخ عن الشر الإلهي عند محمد والمسلمين
- محمد: سيرة ذاتية_سيكولوجية (8)
- محمد: سيرة ذاتية_سيكولوجية (7)
- محمد: سيرة ذاتية_سيكولوجية (6)
- الإسلام قارورة محكمة الإغلاق [1]... الدكتورة وفاء سلطان
- محمد: سيرة ذاتية_سيكولوجية (5)
- محمد: سيرة ذاتية_سيكولوجية (4)
- محمد: سيرة ذاتية_سيكولوجية (3)
- محمد: سيرة ذاتية_سيكولوجية (2)
- محمد: سيرة ذاتية_سيكولوجية (1)
- حياة حرّة من قيود الدين...[3]... تنوّع... تعدّد... وخصوصية
- طبيعة الإله في الإسلام... الدكتور وفاء سلطان
- تفنيد منطقي لمفهوم العذاب الإلهي
- إله الفجوات: هل يظهر الكون أي دليل على التصميم؟.
- حياة حرة من قيود الدين [2]... المعنى، السعادة، والحقيقة


المزيد.....




- فوق السلطة: شيخ عقل يخطئ في القرآن بينما تؤذن مسيحية لبنانية ...
- شيخ الأزهر يدين العدوان على إيران ويحذر من مؤامرة نشر الفوضى ...
- مسيرة مليونية في السبعين باليمن للتضامن مع غزة والجمهورية ال ...
- إسرائيل تعرقل صلاة الجمعة بالأقصى وتمنعها في المسجد الإبراهي ...
- أوقاف الخليل: إسرائيل تمنع الصلاة بالمسجد الإبراهيمي لليوم ا ...
- من -مشروع أجاكس- إلى -الثورة الإسلامية-.. نظرة على جهود أمري ...
- قائد الثورة الاسلامية: العدو الصهيوني يُعاقب.. انه يُعاقب ال ...
- الشرطة الأمريكية تحقق في تهديدات ضد مرشح مسلم لرئاسة بلدية ن ...
- بابا الفاتيكان يحث قادة العالم على السعي لتحقيق السلام بـ-أي ...
- مرجعية العراق الدينية تدعو لوقف الحرب


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم جركس - كتاب ((كيف وجدت الآلهة)) [6]