أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد منير - حجاب المرأة لرأسها أم لعقلها















المزيد.....

حجاب المرأة لرأسها أم لعقلها


محمد منير

الحوار المتمدن-العدد: 4416 - 2014 / 4 / 6 - 03:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ترددت كثيراً قبل أن أكتب هذه السطور ، فالموضوع الذى يلح على عقلى موضوع يراه الغالبية موضوعاً فقهياً ، وأنا لست من أصحاب التصاريح بالفتوى .. ، ولكن الموضوع طوال الوقت ظل يفرض نفسه على تفكيرى بالمنطق والحجة العقلية ، وأنا من المؤمنين بأن العقل والتفكير من أهم المحددات التى ميز الله بهما البشر ، وعدم إعمال العقل إنما هو إلحاد بنعمة من نعم الله .
قال لى أحد المتشددين الشعبويين أن الحجاب مهم للمرأة للمسلمة لتميزها عن المرأة المسيحية؟؟ !! وكان حوار المتشدد فى هذا الأمر عنيفاً يحمل كل أنواع الترهيب حتى ظننت انه يستهدف تحجيبى أنا شخصياً .. ما علينا ..
فكرة تميز المسلمات عن المسيحيات هى فكرة تستحق التوقف عندها ، وخاصة وأن الرأس غير المحجب للأنثى أصبح علامة عند البعض لتحديد صاحبته ضمن فئة يجوز استباحتها واستباحة حياتها ، أو على الأقل وضعها فى مرتبة ثانية عن سائر النساء المحجبات .
المعنى السابق يعنى أن هناك فئة مجتمعية معرضة للأذى من بعض الجماعات التى تتبنى هذه الأفكار ، وهو مارفضه ديننا الاسلامى وطالب بتجنبه ، فإذا علمنا أنه جاء فى تفسير القرطبى للاية.. " يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن جلاليبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين" (الأحزاب) ، أن سبب نزول الآية أن الأعرابيات كن يقضين حاجاتهن فى العراء. وكان بعض الفجار يتعرضون للمؤمنات على مظنة أنهن من الجواري، أو من غير العفيفات، فشكون للرسول(ص) ومن ثم نزلت آية لتضع فارقا وتمييزا بين الحرائر من المؤمنات، وبين الإماء وغير العفيفات. وهو إدناء المؤمنات لجلاليبهن حتى يعرفن فلا يؤذين بالقول من فاجر ، و كان عمر بن الخطاب إذا رأى أمة قد أدنت جلبابها عليها, ضربها بالدرة محافظة على زي الحرائر ..
إذاً الموضوع كان لا يخص الأمر الالهى المباشر لجميع النساء المسلمات بقدر ماكان تمييز بين الإماء والحرائر ، وإلا أصبح الأمر واجباً أيضاً على الأمة المسلمة .
التمييز الذى أمرت به الآية كان بهدف درء الفتنة عن المجتمع وحماية النساء ، فإذا كان التمييز الآن بغرض أثارة الفتن وتمييز نساء المسحيين عن نساء المسلمين تمهيداً لإستهدافهن ، فإن الأجدى والأقرب للمنطق هو القضاء على هذا التميز لا ترسيخه ، وخاصة وأن كل الأوامر والتفسيرات الخاصة بالحجاب والنقاب والجلباب ، هى أمور تحتاج مراجعة واستعين فى ذلك بما أوردة المستشار محمد سعيد عشماوى فى هذا الشأن
المستشار العشماوى يرى كلمة الحجاب فى اللغة تعني الساتر. والآية القرآنية الكريمة التى وردت عن حجاب النساء تتعلق بزوجات النبي وحدهن وتعني وضع ساتر بينهن وبين المؤمنين. "يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبى إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه, ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فإنتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلك كان يؤذي النبي فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق وإذا سألتموهن(أي نساء النبي) متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ... "إلى آخر الآية. (الأحزاب)
ويرى أن هذه الآية تتضمن ثلاثة أحكام:
1- تصرف المؤمنين عندما يدعون إلى طعام عند النبي.
2- وضع ساتر بين زوجات النبي والمؤمنين.
3- عدم زواج المؤمنين بزوجات النبي بعد وفاته.
أما فيما يخص الخمار والذى ورد فى سورة النور .."وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمورهن على جيوبهن" ، فإن تفسير القرطبى أوضح أن النساء كن يغطين رؤوسهن بالأخمرة، ويسدلنها من وراء الظهر، فيبقى أعلى الصدر مكشوفا. فأمرت الآية بإسدال الخمار لتغطية الصدر العاري، لوكان الشعر هو المقصود بالستر لذكر مع الصدروخاصة وأن القرآن الكريم لا يترك الأمور المهمة للحدس والتخمين، لكنه دقيق فى التعبير، الدليل على ذلك الآيات التى تخص المواريث.
أما فيما يخص ادناء الجلباب وقد ذكرت فى مقدمة المقال سبب الأمر به وفى هذه الدعوة يقول المستشار العشماوى " إن وجدت العلة وجد الحكم، وإذا انتفت العلة انتفى الحكم. وحيث أنه لا توجد إماء اليوم، فلا يكون الحكم واجب التطبيق شرعا".
أما بالنسبة للجزء الخاص ب "...يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها"، فقد اختلف الفقهاء فى بيان ما ظهر من الزينة. وهو اختلاف بين فقهاء. أى آراء بشر قالوا بها فى ظروف عصورهم وليس حكما واضحا قاطعا، من ذلك أن بعض الفقهاء قالوا أن ما يظهر من الزينة هو كحل العين وخضاب اليدين والخواتم والأقراط والحلي. فهل يعقل السماح بإظهار العيون المكحلة والخواتم والوجه وهي أكثر فتنة وإغراء. ولا يسمح بإظهار الشعر الذى يعتبره المتشددون إثما وعورة.
هل الفتنة فى الشعر وحده. وماذا عن الوجه والعيون والحواجب والأسنان والصوت ونتوءات الصدر والأرداف والقوام والشباب ولون البشرة إلى آخره.
الحقيقة أن بعض الأحكام القرأنية انتفت علتها التاريخية ، ويجب النظر اليها فى إطار الدعوة الى النوايا الحسنة فمثلاً جاء فى سورة الأنفال " واعْلَمُوا أنَّما غَنِمتُمْ مِنْ شَيءٍ فَأَنّ للَّهِ خُمْسَهُ ولِلرَّسُول ولِذي القُرْبَى واليَتامَى والمَساكِيْنِ وابَّنِ السَّبِيْلِ) . وحيث أن الفئات المراد تقسيم العنائم عليها قد انتفى وجودها ، فإن أحكام هذه الاية غير قابلة للتطبيق اللهم إذا كان الأمر يتعلق بالدعوة للمعنى العام للعدل والمحبة .
أما الحجة الساذجة التى توردها جماعات التستر بالدين والتى تعبر عنها العبارة التى تكتبها عناصر هذه الجماعات على الجدران " الحجاب يا أختاه فى زمن الذئاب " . وهو نوع من الترهيب لغير المحجبة بأن يمكن أن تغتصب أو يعتدى عليها !! ، اسئلة مهمة تفرض نفسها هنا .. هل رغبات الذئاب تنكسر أمام الحجاب؟ ، ومن هم الذئاب ؟، ولماذا هم موجودون ؟ ، ولماذا لم يعرفهم المجتمع فى الخمسينيات والستينيات حتى السبعينيات ، ولم يكن الحجاب منتشراً ؟ .. الأجابة على هذه الأسئلة تؤكد أن المقصود هو بث حالة من الرعب والأرهاب بين النساء وأسرهم بهدف دفع النساء للبس الحجاب الذى اصبح مظهر من مظاهر التفوق السياسى لجماعات التستر بالدين .
التعامل مع الظواهر السلبية فى المجتمع بهذا النوع من التجنب ، يعنى أن نواجه انتشار سرقة السيارات بإلغاء السيارات والعودة للدواب " فالحمار يسهل ربطه داخل البيت "
وقد يتسأل البعض .. هل هناك خطورة من الحجاب ؟
اعقد أن الحجاب إذا استخدم لتمييز المرأءة المسلمة عن المسيحية ( كما قال لى المتشدد الشعبوى ) .. وإذا استخدم بمنطق تحريم ظهور المرأة بالشكل الذى خلقها عليه الله بإعتبارها حرمة ودرجة أقل من الرجل الذى يحق له الظهور بكامل هيئته فإن هذا يعنى الحد من حريتها فى المشاركة المجتمعية بالتساو مع الرجل ، بإعتبارها حرمة محرمة صوتاً وشكلاً ، أما الحجة الساذجة الذى تقول أن ظهور المرأة بغير حجاب فتنة للرجل ، فأيضاً ربما ظهور الرجل سافر ظاهر العضلات والوجه سبب فى فتنة النساء ، وبهذا المنطق يجب تحجيب مفاتن الرجل .
عندما دعا قاسم امين ( 1863-1908م ) المرأة لخلع الحجاب كان يرى أن الحجاب هو تغطية على عقل المرأة وقدرتها على الانطلاق بصفتها انسان خلقه الله كامل الأهلية تعمل بجانب الرجل لا أن تعزل عنه ..
وأخيراً من عاش مثلى فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضى يرى الفرق الكبير فى المجتمع بين فترة لم يفرض فيها الحجاب وعملت فيه المرأة بجانب الرجل فى المجالات العلمية والأدبية والثقافية وانتجت اجيال من المثقفين والمثقفات والعلماء ، وبين فترة فُرض فيه الحجاب على الرأس والعقل فكان المنتج عبيد مقيدين بأغلال التخلف والجهل .. وشتان بين الزمنين .



#محمد_منير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 1946- 2014 .... -الاستقلال التام أو الموت الزؤام-
- شعبنا دائمًا يريد حكم الفرد
- ثورة مصر فى الفخ
- على من نذرف الدموع
- داستور يا...إخوانا
- القضية الوطنية بين التطبيع والاستطباع..التعامل مع العدو الاس ...
- بالعامية الفصحى ..إعلام المُحن الميرى والشعبى
- ثورة مصر لم تقم بعد
- من استبدل الوطن بمئذنة أوصليب فقد كفر
- الإخوان ولافون
- الشعوب لا تحرق أوطانها .. فتش عن المستفيد
- الأباحة والإباحية
- خليفة الصحفيين المصريين
- وقيعة الاخوان وانتقام الشعب
- شيماء والريس مرسى العترة
- مؤامرات الإخوان والإعلام المستباح
- وقائع مسروق بن مسروق - مزة المطنش -
- توتكتوك الرئيس
- المأزق والطريق الثالث
- وقائع مسروق بن مسروق - صحة مسروق -


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد منير - حجاب المرأة لرأسها أم لعقلها