أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد منير - داستور يا...إخوانا














المزيد.....

داستور يا...إخوانا


محمد منير

الحوار المتمدن-العدد: 4294 - 2013 / 12 / 3 - 11:29
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


إعذرونى وانا داخل كده من غير إحم ولا دستور ..
أخيراً انتهت لجنة الخمسين من وضع صيغة الدستور الأخير ( وربنا يجعله آخر الدساتير ) ، ورغم أن لحظات مخاض الدستور جاذبة لإهتمام الغالبية إلا أن علاقة المصريين بمواد أى دستور من دساتيرها الكثر ، هى علاقة واهية يغلب عليها التحايل أكثر من الالتزام ، وربما كان السبب فى ذلك هو ترسانة القوانين الكثيرة والتى بها من التضارب ما خلق قدرة على التحايل فاقت قوتها قوة أى دستور .
مواد دستورية كثيرة حولتها القوانين الى مسخ رغم أن الدستور هو الإطار الرئيسى للقوانين .. فمثلاً مادة تمثيل العمال والفلاحين فى البرلمان بنسبة لا تقل عن 50% هى مادة رأتها سلطة يولية 1952 مهمة لتغيير واقع اجتماعى إقطاعي كان يهمش هاتين الفئتين وهنا أصبح من الضرورى وضعهما تحت حماية الدستور لضمان عدم تهميشهما ، وبفعل القوانين الكثيرة المتعلقة بتحديد صفة العامل والفلاح ، تحولت هذه النسبة الى طريق خلفى للتحايل لبعض الاشخاص للحصول على مقعد برلمانى فى بعض الدوائر التى يكون التنافس فيه قوى على مقعد الفئات ، فيلجأ النائب المنتظر الى تغير الصفة مستخدماً القوانين ولتتحول هذه المادة الدستورية الى رمز لمرحلة أكثر منها واقع ولتظل فئات العمال والفلاحين مهمشة، وبالمثل هناك مواد دستورية ضاعت وانهارت امام ترسانة القوانين المتضاربة ..
ما علينا .. مشاهد المناقشات على مواد الدستور كشفت عن انقسام المجتمع الى فئات كل منها يغنى ليلاه بعيداُ عن ليل الفئة الأخرى وكأن كل فئة تعيش فى دولة على خط طول مخالف للأخرى فلا تلتقى لياليهم ولا أيامهم .
بعض الإخوة الأقباط رغم أزمتهم مع التمييز المجتمعى ، إلا إنهم اعترضوا على إلغاء كوتة الأقباط ، فهم يرون فى التمييز الإيجابى بتحديد كوتة برلمانية لهم ، حلاً متوازناً لأزمتهم ! ، ولم تدرك هذه الفئة أن ترسيخ مفاهيم التمييز سواء كانت صفته السلب أو الايجاب ، هو فى الواقع ترسيخ لسلوك التمييز الدينى المؤدى للطائفية ، وأن حل سيادة مفاهيم التمييز يكون فى مواجهتها وليس التحايل عليها .
أما الإخوة المـتأسلمين بكل طوائفهم فيحملون راية المعارضة للدستور من زاوية انه لم يضمن تطبيق الشريعة الاسلامية على طريقتهم ، فرغم أن الدستور نص على أن الشريعة الاسلامية المصدر الرئيسى للتشريع، إلا أن الإخوة كانوا يفضلون تفسيرأ أكثر دقة يجعل من جماعاتهم القائم الرئيسى على تحديد ماهية الشريعة وكيفية تطبيقها على نحو ماجاء فى المادة من دستور مرسى 2012 وتنص على «مبادئ الشريعة الإسلامية تشمل أدلتها الكلية، وقواعدها الأصولية والفقهية، ومصادرها المعتبرة في مذاهب أهل السنة والجماعة» ، كما إنهم ينظرون الى المواد التى تعطى للدولة حق حماية الآداب العامة على إنها مواد تنتقص من سلطتهم ، حيث كانوا يفضلون وضع هذه الرقابة فى يد المجتمع والجماعات والتى يحق لها بدورها إنشاء جماعات للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لضمان الآداب العامة بدلاً من الحكومة .
وعلى الرغم مما ذكرته حول التحايل الذى احاط بمادة ال50% للعمال والفلاحين وهو ما أدى بلجنة الخمسين الى إلغائها مع ضمان حق العمال فى التمثيل البرلماني بصفتهم الشخصية ، إلا أن هذا الإلغاء لاقى اعتراضاً من بعض الفئات الناصرية والذين يرون أن الوضع القديم به من رائحة " الحبايب " ما يجعلهم يتمسكون به ، وخاصة وأنهم لا يملكون الآن إلا روائح الزمن وذكراه العطرة ، كما أن بعض النقابيين العماليين يرفضون هذا الإلغاء بإعتباره انقضاضأ على مكتسب لهم ، غير مبالين بقضية أهم وهى انهيار الصناعات فى مصر بما يهدد وجود الطبقة العاملة ذاتها ، بالاضافة الى أزمات الأراضى الزراعية والتى تضع مصير الفلاحين فى مهب الريح ، وهى قضايا وجود لزم الالتفات اليها قبل الالتفات الى التمييز الفئوى لجماعات وجودها مهدد من الأساس .
أعتقد أن مصر بحاجة الى مجتمع مترابط الفئات يغلب الوعى المجتمعى فيه على الوعى الفئوي ، أكثر من حاجتها للدستور .. وداستور يا إخوانا ..
أعتذر .. نسيت .. بالنسبة لمواد تحصين وزير الدفاع والتى حصلت على إجماع المصوتين فى اللجنة المتناغمة .. فأقول ... لن أقول .. داستور يا أسيادنا اعذرونى فأنا جاهل



#محمد_منير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضية الوطنية بين التطبيع والاستطباع..التعامل مع العدو الاس ...
- بالعامية الفصحى ..إعلام المُحن الميرى والشعبى
- ثورة مصر لم تقم بعد
- من استبدل الوطن بمئذنة أوصليب فقد كفر
- الإخوان ولافون
- الشعوب لا تحرق أوطانها .. فتش عن المستفيد
- الأباحة والإباحية
- خليفة الصحفيين المصريين
- وقيعة الاخوان وانتقام الشعب
- شيماء والريس مرسى العترة
- مؤامرات الإخوان والإعلام المستباح
- وقائع مسروق بن مسروق - مزة المطنش -
- توتكتوك الرئيس
- المأزق والطريق الثالث
- وقائع مسروق بن مسروق - صحة مسروق -
- وقائع مسروق بن مسروق - نائب الرئيس -
- وقائع مسروق بن مسروق -تاريخ مسروق -
- وقائع مسروق بن مسروق - المعزول -
- وقائع مسروق بن مسروق (ربيع غير شرعى)
- مشتاقون للرئاسة شعارهم - دعوة الحاجة مستجابة -


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد منير - داستور يا...إخوانا