أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر حسين سويري - نقمة النسيان














المزيد.....

نقمة النسيان


حيدر حسين سويري

الحوار المتمدن-العدد: 4411 - 2014 / 4 / 1 - 01:55
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كثيرا ما يقال لاحدنا حين يفارق حبيباً او صديقاً او يفقد اي شيئ عزيز عليه ، يقال له : سوف تنساه مع مرور الوقت !! ، ويعبر الاخر : انها نعمة النسيان !! ، فهل يا ترى ان النسيان نعمة حقاً؟!! ام انه مرض ونقمة ؟!! هذا ما نريد عرضه اليوم في مقالنا هذا راجين الاهتمام به لكل من استطاع الى حله سبيلا .....
يروي لي أخي (محمود) قبل ايام ، أنه كان بعض الشباب مدعوين الى حفلة زفاف احد اصدقاءهم ، فاجتموا ومروا على اخرهم فقال لهم : ما جاء بكم ؟! ، قالوا : انسيت؟! اليوم زفاف صديقنا فلان ، فقال لهم : اوه ، نعم تذكرت ، انتظروني ، سأغير ملابسي والحق بكم ، ولكنه دخل ولم يخرج اليهم ، فطرقوا الباب واخبرهم اهله بانه نائم !! ..... تركوه وذهبوا ، ولما رجعوا من الحفلة مروا عليه ليطمئنوا عليه ، ولما خرج لهم تذكر !! فقال لهم معتذراً : عندما خرجت لكم وعدت لأغير ملابسي نسيت !! ولم اعرف لماذا دخلت الى غرفتي !! وكنت متعب فنمت !! .....
وحدث مع اثنان من تلامذتي حيث كان زميلهم الثالث يمشي متقدما عليهم فاراد احدهم ان يناديه فسأل الاخر عن اسم الزميل ، فأخبره : ان اسمه (موسى) ، فنادى عليه : يا موسى ، فلم يسمعه ، فاراد ان يكرر النداء ولكنه نسي الاسم !! فعاد لصاحبه الاول وقال : ما اسم زميلنا الذي ناديت عليه تواً ، قال له : نسيت !! .....
حدث مع اخر ، كان يرتدي نظارته الشمسية ذات اللون الاخضر وهو يمشي مع صديقه ، واذا به يفتش في جيوبه ، فساله صديقه : عما تبحث؟!! فقال له : عن نظارتي !! فأجابه : ولكنك ترتديها!! ..... وهكذا يحدث انك ممسك بشئ وانت في نفس الوقت تبحث عنه !! .....
هذه الحالات أصبحت كثيرة ومتكررة وبشكل يومي ، لقد تفاقمت حتى باتت تشكل رعباً ، فهي تنتشر في جميع اوساط المجتمع العراقي وطبقاته ، فهل ياترى انها حدثت بسبب او من دون سبب (كما يقال صدفه)؟!! ، ارى انها حدثت بسب ، وسبب مرعب برعب الحالة !! انه الضغط النفسي الذي يتعرض له المواطن العراقي يومياً ، لكثرة الاشياء التي تمر في حياته وهي لاتعنيه في شئ ، فهو اصبح كمن اتى بخادم ليقوم باعمال البيت فذهب الخادم الى حديقة المنزل وقام هو بأعمال المنزل وخدمة الخادم وكما يقال في المثل الشعبي (فوكَ الحمل تعلاوه)!! .....
وكذلك ارى ان هناك سببا عضوياً مرتبطاً بالتغذية السيئة لدى المواطن العراقي من خلال استعماله الاغذية الغير خاضعة للرقابة وانتشار المطاعم والمقاهي والتي لاتخضع الى اي رقابة صحية ، بالاضافة الى استيراد الات والعاب لم يتم فحصها من خلال لجان متخصصة ولم تخضع لضوابط الاستخدام الصحيحة .....
لذلك وجب اعلان (النسيان) كمرض خطير ، فأيُّ نعمةٍ هذه ؟!! ، بدء المواطن العادي يقضي اموره بواسطة رسائل التذكير عن طريق الهاتف النقال ، لأنه اصبح ينسى حتى الاسماء !! وبعضهم ينسى اسماء اولاده !! واخوته واقاربه !! بل ان البعض يخرج من بيته قاصدا مكان ما ، لكنه وسط الطريق ينسى ويعود لايدري الى اين هو متجه وماذا يريد ؟!! .....
هل يتعرض مجتمعنا الى (زهايمر) من نوع خفيف ومبرمج ؟!! وهل ستظهر اعراض هذا المرض في المستقبل القريب ؟!!، أم أنه سيصبح مثل مرض التيفوئيد وحمة مالطا وغيرها من الامراض!! ، التي كانت تعتبر خطرة ويتم حجز المصاب بها لمنع العدوى المحتملة ، لكنها اصبحت اليوم مسألة سهلة ومعتادة !! فجميع العراقيين عندما يحللون دمهم يجدون انفسهم مصابون بالتيفوئيد وبدرجات متفاوته !! .....



#حيدر_حسين_سويري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة - صديقة -
- سياسة الأزمات
- قصيدة - قطرٌ وحجاز-
- مكرمة الرئيس!! ألغاء الدوام الرسمي ليوم السبت
- قصيدة - المؤتمر -
- مظلومية المرأة العربية
- ماذا يحصل لو ..... ؟!!
- المناهج الدراسية والتطور التكنلوجي
- ريفان 2
- العالم والجاهل
- قصيدة - فطام -
- العين بالعين والسن بالسن والبادي اظلم
- كيف اراك ؟!
- قصيدة - فاتنة -
- مَن المستفيد ؟!!
- قصيدة - ريفان -
- عودة بازوفت
- قصيدة - سُرى -
- من الصداميات الى المالكيات
- قصيدة - رؤيا -


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر حسين سويري - نقمة النسيان