أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو عبد الرحمن - هَلْ كَانَ مِيْكَيافِيلِّلي إِخْوَانِيِّاً مُْسلِمَاً؟؟؟















المزيد.....

هَلْ كَانَ مِيْكَيافِيلِّلي إِخْوَانِيِّاً مُْسلِمَاً؟؟؟


عمرو عبد الرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 4410 - 2014 / 3 / 31 - 21:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ولدت جماعة الإخوان المسلمون في ظلال القرآن وبمنهج جذاب لأعين العامة، عنوانه "الإسلام هو الحل" وبهدف أسمي، كما هو مفترض، هو إقامة "الدولة الإسلامية".

ولكن ما بين لحظة الميلاد التى مضي عليها قرابة القرن، وبين الموعد المرتقب لسيادة الإسلام كدولة، بعد سنوات كثرت أم قلت، جرت مياه كثيرة في النهر.

الراصد لتسلسل الأحداث فيما بين لحظات الميلاد "الشفافة" – كما توهم أصحابها – وبين ما شهدناه ولازلنا من عتمة ما بعد السقوط المتأسلم المدوي، يتأكد معه بما لا يدع مجالا للشك أن الحقيقة غابت عن عقول هؤلاء وأن الصراع المفترض بين حق وباطل، أي بين "جماعة" ترفع لواء الإسلام، وبين من هم دونها، قد تحول إلى صراع من نوع آخر....... سمِّه صراع "سيا – إسلامي" إن شئت، أو صراع وجود، البقاء فيه للأقوي على السيطرة على أدوات الحكم والتماس مفاصل الدولة.

الغريب أن من يعترض رأي أحد من الجماعة، ويحاول – رفقا - أخذ يده إلى موضع الفارق ما بين نبل المقصد والوسائل المشكوك فيها والطرق المشبوهة التى سلكها القائمون على شئون الجماعة علي مدي تاريخها حتي لحظة دفنها حية بقيامة شعب مصر عليها يوم الثلاثين من يونيو الماضِ، تتفاجأ أن الرد لا يخرج عن سيناريوهين:

أولهما: تجاهل تام، مصحوب بنظرة استعلاء ونصف ابتسامة سخرية، مفادها (الإجابة التى تبتغيها فوق مدي استيعابك ولا يدرك كنهها إلا العالمون ببواطن الأمور، وهم طبعا "مشايخ الإرهاب وفتاوي القتل".

ثانيهما: الهروب إلى الأمام، طعنا في معتقدات المعارض، ومعاجلته بسلاح التنصيف، إما يساري "ملحد" أو ليبرالي "فاسق"، وفي كل الأحوال خارج عن الجماعة أيّْ "جاهلي"، وذلك استنادا منهم للحديث الشريف:

"مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ ، وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً".

وهنا مربط الفرس، هل جماعة "الإخوان المسلمون" هي "جماعة" المسلمين في هذا الزمان؟

وهل كان مرشدها بديع قبل القبض عليه "متدثراً بالنقاب الحريمي" علي نسق نظيره "الجولاني"، هو أميرهم المُطاع؟

الرد فورا: قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين.

وإلا: فأنتم متهمون بأنكم ممن فرقوا دينهم شيعا، فهؤلاء إخوان والآخرون سلفيون، والباقون كفار، حتى ولو كان هؤلاء الـ"كفار" يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، ويعملون بحقها قدر استطاعتهم.

ودعونا نضيف سؤالا آخر لعلنا نقترب من إجابة شافية: هل الماكيافيللية من الإسلام؟

صحيح أن الحرب خدعة، حسبما ورد في صحيح الحديث الشريف، ولكن هذه الحرب ضد "العدو"، فهل ما مارسته الجماعة من خداع مع أعدائها السياسيين يستوي في ذلك المسلمين وغيرهم، من داخل البلاد أو خارجها، بمعني أن كل من لم يكن إخوانيا فهو عدو الدين؟

سؤال آخر، نحاول من خلاله التوصل إلى حقيقة العلاقة بين "الإخوان" كجماعة وبين "جماعة" المسلمين:

هل الربا من الإسلام في شيئ؟

هل الكذب من الإسلام في شيئ؟

هل قول الزور من الإسلام في شيئ؟

هل موالاة أعداء الله من الإسلام في شيئ؟

هل الحكم بغير ما أنزل الله من الإسلام في شيئ؟

ودعوني أعيد صياغة تساؤلاتي المؤرقة في صورة "داتا" ملفوفة بغلالة وارفة من علامات الاستفهام:

يقول الله تعالي: أن الربا حرام.......

وقد صدرت من الفتاوي في كل العصور، ما التى تحدي بها أصحابها جور السلطان في ذروة جبروته، كما حدث في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، عندما أصدر المجلس الأعلي للشئون الإسلامية فتواه الشهيرة بتحريم ربا البنوك، وحذا حذوه عديد من العلماء، بما فيهم الشيخ عطية صقر في عهد السادات، والمشايخ متولي الشعراوي ومحمد حسان ومحمد حسين يعقوب ونصر فريد واصل، في عهد الرئيس المخلوع مبارك، ثم إذا بنا نفاجأ بمن زعموا أنهم "المسلمون" وفي نفس الوقت أحلوا ما حرم الله، ألا وهو الربا والمراباة مع صندوق نقد العدو الصهيو – صليبي، سواء بدعوي أنه قرض بلا فوائد، (بل مصاريف إدارية)، أو بحجة أن الضرورات الاقتصادية تبيح المحظورات.

والرد الوحيد التلقائي على هذه الحجة، الخارجة عن أي نص شرعي: أن ما فعلوا لا يهتلف كثيرا عما تفعله تركيا (- إخوان أوروبا)، بفتح أبواب بيوت الدعارة رسميا، بدعوي أن تلك إجراءات مؤقتة، إلي حين قيام دويلتهم "الإسلامية" وحينئذ سيقومون بإغلاقها.!!!

ويقول الله تعالي: أن الكذب حرام.......

فهل يفيد أحد بمعلومة صادقة عن مشروع النهضة الذي روجت له كتائب الإخوان الألكترونية والإعلامية، كمشروع سياسي اقتصادي يقود مصر إلي المستقبل، فإذا به يجرها إلى الماضي السحيق، حيث القبلية والتناحر السياسي والتدهور الاقتصادي، لنتأكد في النهاية أن "النهضة" لم تكن سوي مجرد شعار انتخابي، تماما كـما كان في السابق "الإسلام هو الحل" شعارا شعبيا لاستدرار تعاطف البسطاء، الغالبية الكاسحة من أبناء هذا البلد.

ويقول الله تعالي: أن قول الزور حرام.......

ولكن الشيخ ياسر برهامي ورفاقه (ومن استفاد من فتاواهم وأولهم الإخوان) كان لهم رأي آخر، فحينما وقع التزوير لصالح أحزاب مثل النور والحرية والعدالة، بل ولصالح رئيسهم المعزول نفسه، فهو في سبيل الله، وبالتالي فهو حلال كالماء الزلال.

وأن المرأة إذا خرجت من وراء زوجها، لكي تعطي صوتها للإخوان والسلفيين في الانتخابات أو لصالح نعم للدستور، ثم عادت فسألها زوجها: أين كنت؟
فترد وهي موقنة أنها علي الحق: "كنت عند الخياطة".

وتصريحات برهامي الفاسدة منشورة كلها علي لسانه ولم يكذبها يوما وحتى الآن.

ويقول الله تعالي: أن موالاة أعداء الله حرام.......

لكن وعلى النقيض، وجدنا "صاحبهم" مرسي لا يختار من بلاد الله إلا أكثرها إضمارا للعداء والكراهية لأهل السنة، منذ مئات السنين، ألا وهي إيران.

وقد شهدنا قبل عامين كيف تراجع عن مطالبته الجريئة في قلب طهران لأحمدي نجاد، أن يتوقف فورا عن سب وقذف رسول الله – صلَّ الله عليه وسلم – في شرفه وعرضه وصحابته – رضي الله عنهم، كشرط لعودة العلاقات بين البلدين.

وعلى النهج الماكيافيللي ذاته، سار تابعه "العاري - عصام" المسجون حاليا في جرائم هينة مقابل ما لم يحاكم عليه بعد، عندما أراق ماء وجهه أمام اليهود – أعدي أعداء الله – داعيا إياهم لوضع أيديهم على ممتلكات مصر، بزعم أنهم أصحاب حق قديم، وهي الدعوة العاهرة، التى لم يجرؤ عليها الكنز الاستراتيجي لإسرائيل.

ولا مجال هنا للدفاع عنه بأن هذا كان رأيه الشخصي أو موقفه الخاص به، ففي "جماعته" لا مكان لرأي إلا رأي المرشد ولا مكان لصاحب رأي ولكنه السمع والطاعة، أو الطرد من جنة الجماعة، والأمثلة كثيرة.

ويقول الله تعالي: أن الحكم بما أنزل الله حرام........

وها هم الإخوان لصقوا أنفسهم ثمانين عاما بشعار "الإسلام هو الحل"، حتى تحقق حلمهم ووصلوا إلى الحكم، فإذا بهم يقلبون الآيات.

لقد استغلوا ثقة العوام فيهم وعبأوا الصناديق باصوات الملايين، غافلين أو متغافلين أن 90 بالمائة من شعب مصر قد تركه نظام المخلوع، شبه منعدم الثقافة السياسية لكي يكون قادرا على اختيار مرشحه في دائرته الانتخابية... وأن أقل من واحد بكل مائة ألف أو يزيد، لديه مجرد فكرة معقولة عن معني كلمة "دستور"، ناهيك عن تفسيره أو نقده، ومن ثمَّ الموافقة عليه أو رفضه.

وهكذا "جمعوا" ملايين التوقيعات التى قد تكون سليمة "قانونا" لكن في مجملها باطلة شرعا، لأن أصحابها في غالبيتهم العظمي، خليط من الجهلاء والأميين سياسيا.

والأعظم، أنه بذلك قد ضربوا عرض الحائط بقيم الشوري الإسلامية، التى لم يئن الوقت بعد لتطبيقها، إلا أن ذلك لا يعني السير عكسها، وركنها الأساسي، نص الحديث الشريف: نحن لا نولِّ أمرنا من يطلبه.

وعلى هذه النقطة تحديدا، يكفي أن أستشهد بحقيقة واضحة كالشمس، تمتزج فيها الماكيافيللية، بالنفاق والكذب والنصب على الناس باسم الدين، فلماذا عاشت "الجماعة" وماتت، دون أن يتم ولو لمرة واحدة انتخاب مرشدها "ديمقراطيا" بالطريقة ذاتها، التى يتم بها انتخاب رئيس ( القناع السياسي الساقط) للجماعة والذي أطلقوا عليه اسم: حزب الحرية والعدالة؟

ما الذي منع قيادات الإخوان عندما كانت مقاليد السلطة في أيديهم، من "التعفف" عن التباري انتخابيا أمام الناخبين، بما لا يختلف كثيرا عن مسابقات ملكات الجمال، كي يفوز "أفضلهم" بأعلي الاصوات؟

الإجابة ببساطة، لأن رجال الجماعة كانوا مؤمنين داخل ضمائرهم المزدوجة، بأن هذه الانتخابات الديمقراطية التى كانوا يشاركون فيها ما هي إلا نوع من الشو السياسي الزائف، ليست من الشوري في شيئ.

فالأمير – وفقا للشرع – ينتخبه أهل الحل والعقد، الأكثر ثقافة وعلما بأصول الدين وأمور الرعية وشئون الحكم، وذلك دون أن يكون لهذا العضو أو ذاك اي دخل في عملية اختياره، بل حتى قد يتم انتخاب من لم يتوقع أصلا أن يترشح للمنصب الكبير.......

تماما كما حدث مع الخلفاء الراشدين من بعد أبو بكر رضي الله عنه وعنهم أجمعين، وكما تم مع الحسين – رضي الله عنه – وتماما كما سيجري مع محمد بن عبد الله، حينما يحث عنه الناس وهو يهرب منهم، حتى تتم البيعة بين الركن والمقام.

وإنها سنة الله في الأرض، ولن تجد لسنة الله تبديلا ولا تحويلا.

والختام للحديث النبوي الشهير: افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي.



#عمرو_عبد_الرحمن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نجوم أضاءت حياتي
- السيسي أعلن الحرب علي الإرهاب والفساد
- الطريق إلي -الأم المثالية- يبدأ من الكباريه ..أحياناً
- حيثيات حكم مصر بالإعدام علي جماعة الإخوان
- أميركا.. الغانية الأشهر في التاريخ
- صافيناز وشاهيناز والكباريه
- مصر علي فوهة بركان ال-H A A R P-
- الدولار: حان الوقت لنسف البقرة الخضراء المقدسة
- السيسي: الشهيد الحي ... ( 9 )
- حسن حمدي “من” وزير دفاع الأهلي “إلي” متهم بسرقة الأهرام ..(2 ...
- السيسي: الشهيد الحي ... ( 8 )
- صفعة راهبات معلولا لعبيد الاتحاد الأوروبي ودعاة النيتو
- العدو يدس السم في -إشادة- موسادية بالجيش المصري
- الربيع الكاذب ...... بالفيديو
- هل يرد السيسي الجميل لبوتين؟
- حسن حمدي -من- وزير دفاع الأهلي -إلي- متهم بسرقة الأهرام
- السيسي: الشهيد الحي ... ( 7 )
- السيسي: الشهيد الحي ... ( 6 )
- واحد سحلب علي حساب المعلم محلب!!!
- السيسي: الشهيد الحي ... ( 5 )


المزيد.....




- جامعة الدول العربية تشارك فى أعمال القمة الاسلامية بجامبيا
- البطريرك كيريل يهنئ المؤمنين الأرثوذكس بعيد قيامة المسيح
- اجعل أطفالك يمرحون… مع دخول الإجازة اضبط تردد قناة طيور الجن ...
- ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟ ...
- الرئيس الصيني يؤكد استعداد بلاده لتعزيز التعاون مع الدول الإ ...
- الاحتلال يشدد إجراءات دخول المسيحيين إلى القدس لإحياء شعائر ...
- “أحلى أغاني البيبي الصغير” ضبط الآن تردد قناة طيور الجنة بيب ...
- لماذا تحتفل الطوائف المسيحية بالفصح في تواريخ مختلفة؟
- هل يستفيد الإسلاميون من التجربة السنغالية؟
- عمارة الأرض.. -القيم الإسلامية وتأثيرها على الأمن الاجتماعي- ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو عبد الرحمن - هَلْ كَانَ مِيْكَيافِيلِّلي إِخْوَانِيِّاً مُْسلِمَاً؟؟؟