أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ثائر البياتي - أستاذة الرياضيات الدكتورة سعدية مراد مكي في ذمة الخلود














المزيد.....

أستاذة الرياضيات الدكتورة سعدية مراد مكي في ذمة الخلود


ثائر البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 4409 - 2014 / 3 / 30 - 13:34
المحور: سيرة ذاتية
    




بمزيد ٍ من الأسف الشديد والحزن العميق، تلقينا خبر رحيل أستاذة الرياضيات الدكتورة سعدية مراد مكي بتاريخ 24 أذار 2014. وبرحيلها يكون العراق والمجتمع العلمي العالمي قد خسرا عـَلـَما ً مـِن ْ أعلامـِها ونجما ً ساطعا ً من نـُجومـِها، تألق َ في سماء ِ المعرفة ِ العلمية ِ لسنين طويلة، واضبت ْ خلالها الفقيدة نشاطها العلمي طيلة حياتها دون كلل ٍ أو ملل ٍ لحين مرضها ووفاتها .

برسالةِ رثاء ٍ مؤثرةٍ، وكلماتٍ صادقةٍ معبرة عن عمق الأسى، أبلغنا بها أستاذنا الكريم الدكتور ريمون شكوري بنبأ رحيل أستاذتنا الدكتورة سعدية . حال قرأتي هذا النبأ، حزنت ُ كثيرا ً لفقد هذه ِ العالمة والإنسانة الجليلة، ليس لمصاب أهلها ومحبيها فقط، بل لمصاب بلدنا العراق. عندئذ ٍ أتصلت بالدكتور ريمون للأستزادة بمعلومات أخرى عن الراحلة، فبحسرات ٍ شديدة ٍ وألم ٍ عميق ٍ، كنت ُ أحسُها عـِبرَ الهاتف ْ، ذكر َ ليّ انه عـَرفها منذ عام 1963، عند رجوعها الى العراق، بعد ان أكملت دراستها للماجستير والدكتوراه في أميركا، وعـَمـَلت ْ لفترة معينة كباحثةٍ علميةٍ لدى شركةِ بوينك الأمريكية للطائرات، لما لتخصصها من علاقة مباشرة ووثيقة ببحوث الشركة المذكورة. تزوجت من الراحل الدكتور مظفر علي غالب، ولديها من الأولاد، أربعة، وهم، الدكتور علي والدكتورة ميي، والدكتورة مـَها والدكتورة لـُمى، والجميع يقيمون في الولايات المتحدة الأمريكية حاليا ً.

عَـرفت ُ الراحلة، لأول مرة في عام 1973 كأستاذة في موضوع المعادلات التفاضلية في قسم الرياضيات، كلية العلوم – جامعة بغداد. تـَمـَيزتْ الفقيدة بمقدرتها العالية في مجال تخصصها، وحسن تعاملها مع طلابها، فأحبها الجميع، وتعلق َ بشخصها طلاب الدراسات العليا في مرحلتي الماجستير والدكتوراه ، فـَكـثـر َ عددهم ، ناهيك عن آلاف الطلبة الذين تتلمذوا على يديها، حاصلين على درجة البكلوريوس على مرور عقود عديدة من الزمن.

كان آخر لقائي بالراحلة في عام 2008 في مدينة ساند ياغو – كاليفورنيا، حين قـَدِمتْ برفقة ابنتيها لـُمى ومـَها، بهدف ِ مشاركتها في مؤتمر ِ الجمعية الأمريكية للرياضيات الذي عقد في عام 2008 في المدينة، إذ انها ساهمت في المؤتمر بأحد بحوثها القيمة، وقد رافقناها الى قاعة المؤتمر وأستمعنا لبحثها بحضور عدد من الباحثين في الرياضيات من مختلف الجنسيات، بينهم الدكتور ريمون . وبعد الإنتهاء من المؤتمر، وما تبقى من الوقت، رافقنا العائلة لزيارة بعض معالم المدينة، ولبوا دعوات حضور لمأدبة غذاء أقيمت ْ على شرفهم، واحدة، أقامها الدكتور ريمون وعقيلته أستاذتنا، نورية أنطوان، والأخرى أقامتها السيدة محاسن مراد، أحدى الطالبات القديمات للدكتورة سعدية . وقد دارت ْ أحاديثَ شتى مع أستاذتنا لحين وداعها.

ومن الكلمات المؤثرة التي ذكرها ليّ الدكتور ريمون بحق ِ العراق لفقدان علمائه وباحثيه، روى ليّ قصة أحد أساتذة الكيمياء من زملائه في كلية العلوم- جامعة بغداد، وهو الدكتور سلمان رشيد، الذي يعاني من مرض ٍ شديد ٍ والأوجاع تعتصره، نقل ليّ ، قوله: “ لا أخشى الموت، أشعر ان العراق يفقد أعز أبنائه”. فرغم ان المرض َ يصارع هذا الإنسان الوفي، الا أنه لا يهاب الموت، ولا يبالي بألم مرضه، فأوجاع العراق غـَدتْ أشد مـِن ْ أوجاعه، وجراح العراق أصبحت ْ أعمق من جراحه. ما أنبلَ وأسمى هذا الإنسان الذي فقده العراق؟ كلماته الصادقة تـُبـكينا جميعا ً. فها هو بلدنا تهاجمه الذئابُ المفترسة من كل صوب ٍ، تفتكُ به وتمزقُ خيرة أبنائه من أولي العقول، فيفرون هربا ًعن وطنهم، يرحلون َ الى عالم ِ الغربة ِ، كما رحلت ْ العالمة سعدية.

فنامي أيتها العالمة ُ الجليلة ُ
نامي بعيدا ً عن أنياب ِ الذئاب ِ
نامي بعيدا ً، هذا ما أراده أعداء العراقِ
فلا يسعنا الا وان نتقدم نحن طلبتها القدماء العراقيين بخالص العزاء لأهل الفقيدة ومحبيها ولوطننا الجريح الصبر والسلوان.



#ثائر_البياتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حاضر العرب بين البداوة والدين
- في رحيل الشخصية الوطنية سعيد يوسف سيبو
- مِن ْ ذكرياتي في مدينة الأعظمية
- في وقت الحصار والنكبات على العراق
- في رحيل الكاتب والصحفي صباح صادق كبوتة
- العلاقات العربية التركية بين الماضي والحاضر
- يا رئيس الوزراء العراقي مهلا ً في قراراتكم
- من هم الذين يسيرون نحو الهاوية وهم نيام؟
- تأمل في يوم -الغضب العراقي-
- المرجو من السيد رئيس الوزراء العراقي إصدار قرار تجميد بيع وش ...
- أرفعوا عبارة ألله أكبر من العلم العراقي
- مجزرة كاتدرائية سيدة النجاة في بغداد
- الدكتور كاظم حبيب في إنحيازه الأنساني والوطني للقوميات
- الدكتور حكمت حكيم لم يمت
- قانون الأنتخابات العراقية وأهمية المشاركة الواسعة في الأنتخا ...
- الأنتخابات العراقية القادمة معركة وطنية فاصلة
- قانون الأنتخابات العراقية وضرورة المشاركة في الأنتخابات القا ...
- الديمقراطية والعلمانية


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ثائر البياتي - أستاذة الرياضيات الدكتورة سعدية مراد مكي في ذمة الخلود