أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مختار قنديل - ولكم في بكر عبرة.....














المزيد.....

ولكم في بكر عبرة.....


محمد مختار قنديل

الحوار المتمدن-العدد: 4408 - 2014 / 3 / 29 - 03:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من عبر الماضي يتشكل حاضرنا ومستقبلنا، اتذكر طفولتي تلك الحياة الريفية المليئة بالعبر والنصائح، في بلدتنا كان لدينا شخص يدعي " ثابت" كان من أشد مجانين القرية يخشاه الشباب والاطفال كان الزاهد الاوحد في عالمنا ومع ذلك فانه يحاول أن يستمتع بكل ما لذ وطاب، إلى أن شاء القدر ففرحوا جميعا ولكنهم لم يكونوا على دراية بما يخفيه القدر، خرج بعد موت ثابت شخصا أخر يدعي " بكر" احتار فيه الكثير وقيلت به كل الاقاويل البعض قال مجنون والاخر قال انه "بيشتغلنا" كثر الجدال ولكن ظل بكر كما هو، دائما ما يردد " أنا مش عايز، لا والله ما عايز" باتت تلك الكلمات لسان حال القرية، جميعا نرددها في لحظات اللهو.
أخذتني الرغبة في المعرفة، فكما يقال الأطفال هم أعظم الفلاسفة لكونهم دائما يتسألون، وبدأت اتسأل حول مدي جنون بكر، هل هو حقا يعني كل ما يقوله ام انه يرغب في الحصول عليه ولكنه لا يظهر الاهتمام، ذهبت إلى عالم قريتنا الشيخ " عمر " وأخبرته بتسألي فكان الرد " بيستعبط" لم تشبعني تلك الاجابة فقررت أن افعل شيء لاكتشف بذاتي.
تقابلت مع أحد اصدقائي وقررنا عمل خطة لمعرفة الأمر، قررنا أن نتظاهر بأننا نتشاجر أمامه، لنرى رد فعله، وبالفعل حدث ولكنه حاول أن ينهي شجارنا بقوله " لا والنبي ما عايز"، ازدادت الحيرة وازداد تفكيرنا في خطة بديلة، قررت يوما ما أن اذهب له واعطيه مصروفي، فمد يده وأخذ قائلا جملته المعتادة، وتكرر الامر أكثر من مرة كل مرة يأخذ شيء جديد وفي ليلة غريبة اتي هو لي طلب مني " سندوتشاتي" رفضت، نظر نظرة غريبة الاطوار وأخذها من يدي قائلا " لا والله ما عايز".
ماضينا القريب كان اشبه بذلك، فمنذ أن بلغ مبارك كرسي الحكم بدأ كلامه برفضه لهذا المنصب وأنه لم يكن طامحا أو طامعا فيه ولكنه استمر بقبضة حديديه ثلاث عقود، ولم يتركه الا بقبضة من حديد، اختفي مبارك كما اختفي ثابت وانتابنا الفرح ولكنا أيضا لم ننتبه لما هو أت.
واليوم بعد أن اختفي " ثابت" نحن بصدد " بكر" جديد، بدأ "بكر" تلاعبه معنا بقوله " لن أترشح للرسالة لن أسمح للتاريخ بأن يكتب أن جيش مصر تحرك من أجل مصالح شخصية" ولكته سرعان ما مد يده نحو "الساندوتش" بطلب التفويض من أجل محاربة الارهاب، تداولنا قوله كما تداول أهل قريتي كلمات بكر ولكن الأمر مختلف كلمات الأول كانت تأخذ بمحمل الجدية أما الثاني فكانت على سبيل "الهذي".
استمر الموقف كما هو عليه، إزدادت الحيرة حول مدي مصداقية قول بكر، أهو حقا لا يريد أم أنه فقط لا يريد التظاهر برغبته تلك، ما بين هذا غاب التساِؤل عن الاطفال واتجه الامر إلى " المطبلاتيه" خرج علينا مجموعة منهم بحملة " كمل جميلك" حملة من اسمها تظهر قمة العبث فلا جميل لأحد على الوطن، ولكن مر الأمر مرور الكرام لم ينتبه أحدا للأسم وانساقوا ورأءها، باتت مصر اشبه باستديو "كادوا" تزين بصور بكر وكأنه المخلص والزاهد الاوحد، ولكن من منا لا يريد الزاهد من منا يرفض النبؤة، كلا منا يكفيه التخلص من " ثابت" ولا يعنيه ما هو أت.
حقيقة التنبؤ في علم السياسة تشوبه صعوبة بالغة ولكنها ليست مستحيلة، فهناك علم تحليل الخطاب الذي يعد من أشد فروع العلوم السياسية دقة وتفسير كما أنه من أشدها قسوة، فمنه تستطيع أن ترى ما لم تراه من دونه، والناظر في تلك الأوقات إلى لغة الخطاب انصار السيسي يجد أنهم يصنعون بلا وعي " ديكتاتور" جديد، تتمثل خطوات صناعة الديكتاتور الجديد فيما يلي:
اولا الالحاح الدائم على المشير السيسي للتنازل والترشح للرئاسة
ثانيا هي الدعاء المستمر له:
واشد اشكاله كان الدعاء في المسجد النبوي في الجمعة الاخيرة من رمضان ،واعجبه دعاء يحي الرخاوي له "أن يجعل الله لك فى كل خطوة سلامة، ثم أكمل: وفى كل كلمة خير، وفى كل قرار عدل، وفى كل خطة توفيق، وفى كل خصومة نقد بناء لمصر، ولك، ولعلاقتك بربنا، وبنا" والأطرف فيها احدي حملات السيدات على احدي المنتديات المصرية تحت شعار" حمله المليون دعاء للسيسي".
ثالثا ثقافة العشم:
يقول ليوكس في كتابه السلطة رؤية راديكالية " أليس أعلي درجات ممارسة السلطة أن تجعل الأخرين يرغبون في ما ترغبة أنت أى ان تقوم بضمان طاعتهم عن طريق التحكم في أفكارهم ورغباتهم؟" يمكنا أن نترجم هذا في لغتنا العامة المصرية فيما يعرف " بالعشم" تظهر هذه في بعض عبارات السيسي ولعل أشهرها "انتو مش عارفين انكو نور عيونا ولا إيه" ودعوات التقشف.
رابعا: تجاهل قمع حرية الاعلام:
قد نتفق أو نتخلف مع بعض القنوات التي تم ايقافها عقب عزل محمد مرسي، طبقا لما اشار اليه الفيلسوف جون لوك في قانون الرأي والسمعة "أن هذا القانون يحتاج دائما سلطة لتطبيقة... في الواقع لا يفلت أحد ممن يعترضون على أسلوب أداء الجماعة من عقابها والذي يأتي في صورة توبيخ شديد أو بغض وليس هناك واحد من عشرة آلاف يتمتع بالصلابة الكافية التي تمكنة ان يصمد أمام البغض والإدانة الدائمين من قبل الجماعة التي يتنمي لها" واقع الأمر إن الناظر إلى حرية التعبير في البلاد ومدى إحترامها يجد أن هناك رائحة من النظام القديم وقمع الحرية به، ومن الدلائل على هذا التحقيق مع "باسم يوسف" بتهمة اهانة السيسي.
أخيرا وليس أخر تذكروا أن السيسي ما هو الا بشر مثلنا، له مميزات وبه عيوب، لا يحق لأحد أن يسلبه حق الترشح للرئاسة، ولكن يتوجب علينا الا نتستمر في خطواتنا الجدية نحو صناعة ديكتاتورنا جديد، اتركوا مساحة لمحاسبة السيسي أن اخطأ، لا تدعو الفرصة لعقولكم أن تنتصر وفعقل الانسان نبيه أذا انتصر ضاعت نبوته.
ملحوظة:
مات بكر بأيدي عائلته



#محمد_مختار_قنديل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الثعلب العجوز يصعب صيده حقا؟
- نحو مصالحة وطنية 1- الشعب والأخوان...
- مكروه الدار وارثها ....
- مؤسس الجماعة أحمد السكري - نائب المرشد والرجل الثاني في عهد ...
- دور المجتمع المدني في التحول الديمقراطي في مصر
- نظرة في مفهوم العدالة الإنتقالية
- مقترح إنشاء وزارة الدولة لشئون المجتمع
- الوطنية ..الدارية
- اقتصاد سياسي للتقديم في الخارجية المصرية
- مركز ابن خلدون ومقر الاخوان نقطة الوصل مستشفي الرخاوي
- ذكري وفاة ثورة
- الاسلام دين ودنيا وليس دين ودولة
- مقدمة كتاب سبع ليالي سلف علي لقهوة - محمد مختار قنديل -
- اذا انتصر النبي ضاعت نبوته
- كلام في الهواء وماذا يعد ؟
- نشأة وتعريف العلمانية
- العلمانية من متناول المفكرين العرب المعاصرين
- مصر منطقة عسكرية ممنوع الاقتراب أوالتثوير
- أحزاب ولكن .. - 1 - الوفد -
- محددات السياسة الخارجية : بالتطبيق علي الولايات المتحدة الام ...


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مختار قنديل - ولكم في بكر عبرة.....