أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد مختار قنديل - اذا انتصر النبي ضاعت نبوته















المزيد.....

اذا انتصر النبي ضاعت نبوته


محمد مختار قنديل

الحوار المتمدن-العدد: 3590 - 2011 / 12 / 28 - 12:28
المحور: الصحافة والاعلام
    


منذ أكثر من عشر سنوات اتذكر وانا في التعليم الابتدائي وضعت تلك الجملة في لوحة حائط الفصل " أذا انتصر نبي ضاعت نبوته " كان اليوم الذي علقت فيه تلك اللوحة بمثابة يوم تاريخي وفاصل في حياتي وعلاقاتي بالبشر من حولي فقد عاقبني استاذ اللغة العربية لقولي مثل هذه الجملة وعاقبني زملائي بالبعد عني ، وبعد العقاب عدت لمنزلي ابكي بابتسام فقد كان الامر لي بمثابة تعذيب لقولي شئ لم يدركه هو ومن حوله .
فقد تعلمت من الحياة ان انتصار النبوة يحمل في طياته هزيمتها فتتحول من مجرد نبوة داعية ومسالمة الي نبوة محاربة ومقاتله تبحث عن الحفاظ علي انتصاراتها وعدم الرجوع الي الوراء لحظة فقوة الانتصار تجعل الاعداء في تزايد وتجعلهم يعدوا ذاتهم أكثر لمواجهة المنتصر ولكن لذة النصر تجعل المنتصر مغيب عن واقعه ومغيب عن ضرورة تزايد قوته وعدم الاخذ في الاعتبار ان اول من يقف بجواره بعد الانتصار هو العدو .
بعد النصر يتحول النبي من كونه انسان معذب من اجل البشر وقائم الليل وتارك حياته لخدمة غيره إلي كونه انسان يبحث عن التحدث عنه وعن قوته وعن جبروته بل يود وان يصبح المادح والممدوح ، المالك والمملوك لا شئ حوله سوي مجموعة من الحشرات يدهسهم وقتما يشاء ويقضي عليهم وقتما يشاء ....
تلك ليست جمل انشائية فقد تعلمنا من واقعنا ان هذا حقا فقبل ان نخوض حرب 1967 مع اسرائيل رأينا قوتنا وفرحنا بها في تجمعنا العربي ولكن بعدما حاربنا وجدنا الامر ليس كما وضعنها وهزمنا وأخذت اسرائيل تري ذاتها هي الاقوي ثم عدنا واعتمدنا علي واقع رويتها تلك وحاربنا في 1973 وانتصرنا وعادت اسرائيل _ عدونا _ لتقف بجوارنا وتتقب منا وبالفعل دخلنا في غياهب معاهدات السلام وظلت بجوارنا ومازلنا نقول انها عدونا .
تلك لمسه من الواقع القديم ، ولكن ماذا عن الان ؟ هل تنطبق تلك المقولة أم لا ؟ هل لها تطبيق أم لا ؟
منذ ان قام شباب مصر الشرفاء بثورة الخامس والعشرين من يناير ونحن نرتكن علي حائط المجلس العسكري الذي كثيرا ما بادر البعض بالقول بانه حامي الثورة وانه هو من نصرنا علي مبارك وانه هو الحامي لنا والمعين لنا في اخذ حقوقنا من مبارك ونظامه .
وبعد خطاب التنحي صدمني عقلي الصغير بسؤال " لو قيل لك اهدي الثورة لاحد فمن ستختار ؟ " لم يكن لدي إجابة ولكن كان لدي استبعاد لاعوان مبارك وللحزب الوطني ممن سأختارهم في الاهداء .
وعلي هذه الاجابة أخبرني عقلي بان الشعب انتصر وتذكرت أن العدو اول من سيقف بجواره ومن هنا انتابني شك بان المجلس العسكري لم يتولي الحكم لصالحنا ولكن لصالح هاديه الحكم فكيف يمكن لنا ان نثق في المجلس العسكري ما دمنا لا نثق في واهبه السلطة ولو كان الامر غير منطقي فلماذا رفضنا حكومة شفيق فالوضع لم يتغير بين حكومة شفيق وبين المجلس العسكري من حيث الاتيان .
واذا كان المجلس العسكري يري ان نظام مبارك فاسد وان الثوار كان لهم الحق فيما فعلوا وكثيرا ما يمدحوا في مثل هولاء الشباب فأين موقفكم انتم قبل الشباب من فساد النظام ؟ ألم تكونوا أنتم من اقوي المؤسسات في عهده ؟ ألم تكونوا قادرين علي فعل شئ ؟ ولو قلنا انكم كنتم مكبلين كالشعب ومسلسلين فاقل شئ كان يمكنكم فعله ويمكن لسيادتك بالاخص سيدي المشير هو التقاعد وتقديم الاستقالة فالموقف السلبي افضل بكثير من المشاركة في الباطل .
اقولها الان كما سبق وقلتها بعد تنحي مبارك هذه الاحداث تحولت من كونها بذرة ثورة إلي انقلاب عسكري بسوفت باور فالمؤسسة العسكرية والمجلس العسكري تحول مثل أي حزب سياسي او قوة سياسية تحاول ان تجعل من دم الشهداء سلم تصل به الي السلطة .
ولكن هيهأت فقد تحول الانقلاب العسكري من كونه بسوفت باور الي انقلاب بهارد باور فقد تعددت جرائم وافعال المجلس العسكري في حق الشعب .
ولست امتلك اعصاب لاكتب لتك الجرائم او اشاهد فديوهات السحل والتعذيب والقتل مرة أخري لأرويها لكم ولكن هذا لا يعني عدم وجودها فكثرة اعتذار المجلس العسكري عن وعما يصدر وعن الحديث عن اتخاذ الاجراءات القانونية _ التي لم تري النور اطلاقا حتي الان _ والاعتذار للشهداء والقتل وللنساء ولحرمة البنت التي عرت وللبنات التي فحصت بكارتهم هي اكبر دليل عن وجود خطأ فالاعتذار عن خطأ هو اكبر اعتراف بالقيام به .
ولكن هل كان المجلس هو الوحيد الذي حاول ان ينقض علي اكتاف الثورة ؟
كافة المؤشرات تقول لا ، فعلي الشاطئ الاخر من دماء الشهداء يقف الاخوان المسلمون ويحاولون ان يغوصوا بمراكبهم ويحتلوا محيط الثورة .
فقبل احداث يناير اعلن الاخوان المسلمون بانهم لن ينزلوا الي جانب الثوار وبعد الانتصار نزلوا ووقفوا _ كعدو بجوارمنتصر _ وعادوا ليمدحوا في الثورة والقائمين بها وقاموا بالاعلان عن حزب سياسي يخدموا من خلاله الشعب ويقفوا بجواره وفي الاصل يخدموا ذاتهم فواقع الغابات السياسية يخبرنا انه في حالة ما يتحول حيوان مغلوب معذب ومسحول الي حيوان غالب فانه بالطبع يتحول الي طاغية مستبد يستخدم كل الوسائل لكي يصبح الواحد الاحد من البشر الذي يستحق كل شئ ويخول له كل شئ ، فاذا كان الاخوان كما يقولون انهم يقفون بجوار الشعب اين انتم من احداث نوفمبر ؟ الم يكن من بالتحرير مصريين ؟ الم يكن من بينهم قتلي وشهداء ؟ الم يكن من بينهم من تدعون بانكم اخوانهم ؟
وماذا عنكم في احداث مجلس الوزراء ؟ الم يمت من بين هولاء رجل دين ؟ الم يمت مسلم ؟ الم يمت مسيحي تقولون بانكم سوف تحموهم وينعموا بالعيش في ظلالكم ؟ الم تعري بنت _ ولو كانت فاجرة كما تدعون _ والله امر بستر العورات واحترامها ؟ الم يقل الله في حديث قدسي " إن الله يستحي ان يكشف عبدا عورة الستر " ؟
كل هذا يحدث وانتم تتحدثون عن عرس الديمقراطية تتحدثون عن الانتخابات وتقولون بان ما يحدث من شأنه افساد عرس الديمقراطية .
الم تكن تلك العروس التي تتحدثون عنها هي التي فضت بكارتها قبل انتهاء زفافها من واقع انتهاكاتكم التي فعلتموها .
سيطول مني الحديث ويتطلب مني ان اكتب مجلد عن قصة انتصار النبوة وهزيمتها في مجتمعنا .
ايها الشعب الذي دوما ما ضربت به الامثال لا تدعوا الفرصة لعقولكم ان تشعر بالانتصار فان عقل الانسان نبيه اذا انتصر ضاعت نبوته .
محمد مختار
بلطجي



#محمد_مختار_قنديل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلام في الهواء وماذا يعد ؟
- نشأة وتعريف العلمانية
- العلمانية من متناول المفكرين العرب المعاصرين
- مصر منطقة عسكرية ممنوع الاقتراب أوالتثوير
- أحزاب ولكن .. - 1 - الوفد -
- محددات السياسة الخارجية : بالتطبيق علي الولايات المتحدة الام ...
- عرض مقالة بعنوان : محددات السياسية الامريكية في الوطن العربي ...
- الكلمة المظلومة
- انتبه : الديمقراطية حرام شرعا وتسبب الوفاة
- الديمقراطية بين الاسلام والمسيحية


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد مختار قنديل - اذا انتصر النبي ضاعت نبوته