أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد مختار قنديل - الكلمة المظلومة















المزيد.....

الكلمة المظلومة


محمد مختار قنديل

الحوار المتمدن-العدد: 3405 - 2011 / 6 / 23 - 09:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ولدنا ووجدنا الظلم مترسخ في الكثير من الاشياء فالانسان يظلم اخر ، والحيوان يظلم اخر وكذلك الطير ، هذا كله يدفعنا الي زرع وغرس بذور الظلم في نفوسنا الامر الذي يجلعنا نعبر عن ما بداخلنا من حب للظلم في الكثير من الاشياء ، فاليوم نحن امام شئ اخر ونوع فريد من انواع الظلم هو ظلم الكلمات !! نعم اراك عزيزي القارئ تتعجب واسمعك تقول انك قررت ان تغلق تلك الصفحة ولا تقرأ المقال هذا !! انتظر لحظة ثم مزقة انتظر لحظة ثم ضعه ارضا تحت اقدامك .
الكلمات تظلم بثلاث ظلم عن عمد وظلم بغير عمد وظلم بالاهمال واليوم في تلك المقالة الاولي من هذه السلسة نأخذ المثال الاول وهو الظلم عن عمد ونطبقة علي قضية شغلت مجتمعنا وظلت حديثه هذه الايام وهي العلمانية
فتأتـي كلمه علمانيه من لفظ عَـلْم ويقصد بذلك اللفظ العالم الدنيوي ويصبح القائم بتنفيذها علماني وتعنى (laic)بالفرنسية
وتعددت التعريفات للعلمانية ومنها فى المجتمع الغربي
كانت تطلق على من لا شركه له مع رجال الدين إي ( من لا كنسيا ) .
وأيضا هي ( الإشاحة عن الانتساب إلى فئة الكهنوت ) .
وفى الأكاديمية الفرنسية هي (( إعطاء المؤسسات خاصية غير دينيه ))
ووضعت تعريفات للعلمانية من قبل بعض المفكرين العرب ومنها
تعريف الشيخ مهدي شمس الدين بأنها هي (( نهج حياتي مادي تكون نتيجة لنمو الفلسفات المادية اللا دينيه , وهي النهج الحياتي الذي يستبعد إي تأثير أو توجيه ديني على تنظيم المجتمع والعلاقات الإنسانية داخل المجتمع )) .
كما ذكر ياسين حافظ ان العلمنة هي (( إحدى التظاهرات الفرعية لعقلنه المجتمع فضلا عن أنها نتيجة من نتائج قومنه المجتمع )) .
وهى أيضا(( نظرة شاملة إلى العالم _ الكون كله _وهذه النظرة الشاملة تؤكد استقلالية الدولة والمجتمع ومؤسساتهما وقوانينهما وقضاياهما وسلطاتهما عن المؤسسات والقوانين والسلطات الدينية))
ومن هنا نرى تعدد مفاهيم العلمانية ولكن نستطيع من التعريفات السابقة استخلاص تعريف مبسط لكلمة علمانية وهو
(( هو عبارة عن اتجاه فكري يدعى إلى استخدام العقل الإنساني وإبداعاته فى أداره الحياة في العالم المادي أما الديانات والعلاقات بين الإفراد والخالق نتركها فى العالم الروحي أي انها ما هي الا علاقات معنوية ))
و الآن نجد سؤال يطرح نفسه أين ومتى بدأت نشأة العلمانية ؟؟ وكيف انتشرت وتطورت ؟؟
من مستصغر الشرر تنشب الحرائق , فقد كانت العلمانية عبارة عن فكره بسيطة ظهرت فى أوروبا وبالتحديد فرنسا عام 1295_1349م على يد ((غيليوم أوكأن )) عندما اخذ على البابا التدخل فى الشئون المدنية , وقال انه ليس على الإنسان فهم ما وراء الطبيعة ولكن ما عليه هو فهم ما في الطبيعة واهتم بكلامه العديد من العلماء الباحثين والمساند لكلامه اجراء العديد من المحاولات العلمية التي نجحت وادت إلى حدوث العديد من الاكتشافات التي لو تسبق من قبل ثم أتت بعد ذلك مرحلة النهضة فيما بين القرن الرابع عشر والقرن السادس عشر مما أدي الي نمو الروح الدنيوية لدى الإنسان ,
ثم أتى (( مارتن لوثر )) الذي هاجم تدخل الكنيسة ورجال الدين في شئون الحكم ونادي إلي ضرورة اقتصار دور المؤسسات الدينية فقط على العلاقات الروحية والإحكام الدينية فقط .
وأخذت العلمانية تتطور على مر العصور وتنتقل من مكان إلى أخر وتأثرت بالأفكار السائدة آنذاك ومنها الفلسفة العقلية التي تبناها ((رينيه ديكارت , وبيكون )) ونتج عن ذلك الى جانب الغاء سلطات الكنيسة تهديد بزوال الديانة المسيحية .
ثم الثورة الفرنسية عام 1789 م وما ترتب عليها من اثأر دعمت فكره العلمانية ومن هذه الاثار :
 نزع زمام عمليه التعليم في المدرسة والجامعة من رجال الدين وتسليمه الي الدولة .
 تم تأمين الأوقاف من قبل الدولة .
ومن هنا كانت فرنسا البذره التي وجدت من أوروبا بل من العالم كله الأرض الخصبة لزراعة ونمو شجره العلمانيه التي تحولت الي مفهوم سياسي يشغل العديد من المفكرين .
والسؤال هنا هل العلمانية تنفي الديانات ؟ او ام انها تحاول تنظيم العلاقة بينها وبين الحكم في المجتمع متعدد الطوائف ؟
لعلنا نري في الوهلة الاولي ان العلمانية تنزع منا الايمان بالدين وبالله ولكن دعونا ننظر بتمعن اكثر سنجد انها لا تقضي علي الدين بل تحاول ان تتضع حل في مجتمع متعدد الطوائف لكي يظل في سلام انها تزيد من ايماننا بالله من حيث الاخذ باحترام الاخر ومن حيث احترام ديانة الاخر ومن حيث انها تجعل كل فرد يؤمن بمبدأ الوطنية وليس الشعور بانه اقلية .
ومن ناحية اخري ألم يكن الله هو القائل "وامرهم شوري بينهم " ؟ من هذه الاية دعونا نتشاور هل تصلح العلمانية في مجتمعنا ؟
من الناحية الواقعية نجد انه اذا تم التحدث في مجتمع مثل مجتمعنا المصري عن العلمانية ستقف الكتلة الاسلامية الكبيرة حائط صد منيع امام ذلك وتقول لا ؟
وعند طرح سؤال لما لا ؟ سيبادر الكثير بالقول لانها كفر وإلحاد ؟
والرد عليهم يأتي بتساءل ما هو الكفر ؟
هل هو ان تطبق مصطلح يدعو للفصل بين الدين وبين السياسة ؟ ام انه عدم الاعتراف بالله ؟
اعتقد ان الاجابة علي هذا السؤال لا يمكن ان تختزل بالقول بتطبيق العلمانية وانما تتبادر لديك في انه عدم الاعتراف بالله اذا العلمانية ليست كفر .
فلما تحريمها الان والقول بانها ضد الدين ؟ هي لم تكن قط ضد الدين ولكن هي ضد استخدام الدين بصورة خطأ كما ذكرنا من مذاهب مارتن لوثر وقول غيليوم أوكان .
والتساءل لما تولد في ذهننا انها كفر وضد الدين ؟
عادة ما يتحدث الباحثون السياسيون في كتاباتهم عن ازمة تدعي ازمة الاستعمال والنقل _ اي نقل الكلمة من مجتمع لاخر واستعمالها وقد يكون ذلك مخالف لمفهومها الاساسي _ التي تلقي بالكلمة في غياهب وذلك لخدمة المرسل بها الي ذلك المكان .
فلما وجد رجال الدين ان هذا المذهب سيقضي علي تصرفاتهم ومصالحهم بدوأ يرودوا فكرة انها ضد الدين ليكسبوا الرأي العام معهم ضد هذا المذهب ويظلوا في مكاسبهم من استخدام الدين .
اليوم اقول لك عزيزي القارئ ان العلمانية ليست ضد الدين ولكن هي اختبار لايمانك فالله اشار في العديد من الايات الي التدبر والتفكير وهذا التدبر والتفكير لم يكن خاص بامر معين ولكن بكل الامور عدا التفكير في الذات الالهية .



#محمد_مختار_قنديل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتبه : الديمقراطية حرام شرعا وتسبب الوفاة
- الديمقراطية بين الاسلام والمسيحية


المزيد.....




- بحضور ترامب... تستقبل كاتدرائية نوتردام ضيوفها بعد 5 سنوات م ...
- جزء من -تاريخ فرنسا-.. كيف استعاد أُرغن كاتدرائية نوتردام ال ...
- بعد 5 سنوات من الحريق... كاتدرائية نوتردام تستعيد رونقها وتف ...
- ترامب يشارك فى مراسم افتتاح كاتدرائية نوتردام بباريس بعد ترم ...
- بحضور أربعين رئيس دولة وحكومة... إعادة افتتاح كاتدرائية في ب ...
- ترامب وزيلينسكي في ضيافة ماكرون قبيل إعادة افتتاح كاتدرائية ...
- عراقجي: إجتماع بغداد رسالة لدعم سوريا في مكافحة الجماعات الت ...
- كاتدرائية نوتردام في مهب رياح التاريخ
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. عمق أدبي وفني يكاد يضاهي الأهمي ...
- عراقجي: اكدنا على دعم سوريا ضد الجماعات التكفيرية المدعومة م ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد مختار قنديل - الكلمة المظلومة