أسامة مساوي
الحوار المتمدن-العدد: 4407 - 2014 / 3 / 28 - 01:40
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إن أرقى مراتب التفكير الإنساني هو التفكير الفلسفي لما يمتاز به من تعقيد وتجريد للمعارف الإنسانية بشكل عام والعلمية منها بشكل خاص.
فلا أحد يماري أن فلسفة العلوم مثلا أو الإيبستيمولوجيا تشترطان ضبطا مسبقا لأسس العلم ومبادئه وخلاصاته,وليس بالأمر اليسير أن يقوم فيلسوف بذلك...لذلك حينما نتحدث عن كون الفلسفة هي بمتابة التفكير في التفكير الإنساني عامة (العلمي منه والأدبي) أي من حيث هي نقد بل أيضا ميتانقد,فإننا نقر بكون ممارسة هذا النوع من التفكير لايتأتى بسهولة وعلى حين غرة,وإنما هو مران ومراس ’’حادين ومزمنين’’ في نفس الآن.
لكن هذا القول يتناقض تماما مع الفهم المرتبط بالمصادرة المشكوك في نسبتها للرسول محمد عليه السلام والقائلة أن : النساء ناقصات عقل ودين!
فأنا شخصيا لا أصدق أن يكون نبي الإسلام محمد قد صرح بهذا قطعا.وحتى من سيحاجج بكون القولة موجودة في صحيح البخاري فأنا مستعد لأقدم له مجموعة من الأقاويل المنسوبة للرسول في هذا الكتاب(الصحيح) وماهي بقوله تماما.بل الأرجح أنها من الإسرائيليات نظرا لتناقضها بل معارضتها للنص القرآني طولا وعرضا!
والشاهد الذي يؤكد عدم صحة هذه القولة بتاتا هو أن:
تلميذة عندي في الفصل هذه السنة-على غرار سنوات مضت- تبدي قدرة عالية على التعامل مع المواضيع الفلسفية(نصوص وأقوال وأسئلة). حس نقدي رفيع تظهره طريقة تحليلها ومناقشتها للإشكالات الفلسفية المطروحة.واليوم أجزم أن لا أحد أقول لا أحد من التلاميذ الذكور وصل لمستواها أبد.
والحقيقة أني معجب جدا بألمعيتها في هذا الحقل المعرفي الشائك والمتشعب.فهل يحق أن نضيع وقتنا في إيجاد مخارج وتكلف تأويلات...لنجد مخرجا لقولة لطالما ناقضها الواقع ولايزال؟
(ناقصات عقل ودين؟؟!!)
عجبا لأمر هذه الأمة التي تصر على أن نصفها (المرأة) ناقص عقل و دين...وفي نفس الوقت تريد لظلها أن يستقيم ولدينها أن ينبعث؟
فهل يستقيم الظل والغصن أعوج؟
#أسامة_مساوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟