أسامة مساوي
الحوار المتمدن-العدد: 4284 - 2013 / 11 / 23 - 17:25
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
جاء في صحصح البخاري وأيضا في صحيح مسلم أن الرسول محمد كان يقول في مرضه الذي مات على إثره : "يا عائشة، ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلتُ بخيبر+، فهذا أوان وجدتُ انقطاع أبهري من ذلك السم’’. وفي رواية وتني.
أخرجه البخاري فقال: "وقال يونس، عن الزهري: قال عروة: قالت عائشة رضي الله عنها".
سورة الحاقة:
يقول الله في سورة الحاقة : إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون ... ولو تقول علينا بعض الأقاويل , لأخذنا منه باليمين ,ثم لقطعنا منه الوتين ,فما منكم من أحد عنه حاجزين ,وإنه لتذكرة للمتقين’’
تفسير ابن كثير:
يقول تعالى: { ولو تقول علينا} أي محمد صلى اللّه عليه وسلم، لو كان كما يزعمون مفترياً علينا، فزاد في الرسالة أو نقص منها، أو قال شيئاً من عنده، فنسبه إلينا لعاجلناه بالعقوبة، ولهذا قال تعالى: { لأخذنا منه باليمين} قيل: معناه لانتقمنا منه باليمين لأنها أشد في البطش، وقيل: لأخذناه بيمينه، { ثم قطعنا منه الوتين} قال ابن عباس: وهو نياط القلب، وهو العرق الذي القلب معلق فيه، وقال محمد بن كعب: هو القلب ومراقه وما يليه، وقوله تعالى: { فما منكم من أحد عنه حاجزين} أي فما يقدر أحد منكم على أن يحجز بيننا وبينه، إذا أردنا به شيئاً من ذلك، والمعنى في هذا بل هو صادق بار راشد، لأن اللّه عزَّ وجلَّ مقرر له ما يبلغه عنه، ومؤيد له بالمعجزات الباهرات والدلالات القاطعات.
تفسير البغوي:
ثم لقطعنا منه الوتين ...قال ابن عباس : أي نياط القلب وهو قول أكثر المفسرين . وقال مجاهد : الحبل الذي في الظهر . وقيل هو عرق يجري في الظهر حتى يتصل بالقلب ، فإذا انقطع مات صاحبه . ( فما منكم من أحد عنه حاجزين ) مانعين يحجزوننا عن عقوبته ، والمعنى : أن محمدا لا يتكلف الكذب لأجلكم مع علمه بأنه لو تكلفه لعاقبناه ولا يقدر أحد على دفع عقوبتنا عنه.
تفسير القرطبي:
ثم لقطعنا منه الوتين... يعني نياط القلب --;-- أي لأهلكناه . وهو عرق يتعلق به القلب إذا انقطع مات صاحبه . قاله ابن عباس وأكثر الناس . قال :
إذا بلغتني وحملت رحلي عرابة فاشرقي بدم الوتين
وقال مجاهد : هو حبل القلب الذي في الظهر وهو النخاع --;-- فإذا انقطع بطلت القوى ومات صاحبه . والموتون الذي قطع وتينه . وقال محمد بن كعب : إنه القلب ومراقه وما يليه . قال الكلبي : إنه عرق بين العلباء والحلقوم . والعلباء : عصب العنق . وهما علباوان بينهما ينبت العرق . وقال عكرمة : إن الوتين إذا قطع لا إن جاع عرف ، ولا إن شبع عرف .
تفسير الطبري:
وبنحو الذي قلنا في معنى قوله : ( الوتين ) قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني سليمان بن عبد الجبار ، قال : ثنا محمد بن الصلت ، قال : ثنا أبو كدينة ، عن عطاء ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : ( لقطعنا منه الوتين ) قال : نياط القلب أو الأبهر.
ماهي النتيجة ؟
واضحة...فلو أخذنا بالبخاري لكان القول هو أن النبي محمدا كان كاذبا في كل ما تقوله عن الله.لكن لو أخذنا بالقرآن لقلنا أن الحديث كاذب بل ومدسوس هدفه تشكيك المسلمين في دينهم وصدق نبيهم وهو الذي كان يوصف بالمسحور والكذاب والمجنون من طرف من رفض رسالته.
أسئلة بريئة للغاية :
1- واضح أن الحديث خرجه البخاري وظل إلى اليوم في ’’صحيحه’’ الذي يطبع وفي أحشائه هذا الحديث لم يحدف منه!! فمن المسؤول عن وجوده في صحيح البخاري؟ ومن يصر على ابقائه وتكلف تأويله ولي عنقه؟لو أن البخاري هو الذي دونه-وهو المؤرخ اللامعصوم الخاضع للشروط الإبستيمولوجية,النسبية التي تحكم عملية التأريخ والمعرفة عامة, كغيره من سائر المؤرخين-لقلنا كفاكم تقديسا للبخاري ونعته بالكتاب الأصح بعد كتاب الله!!لأن تناقضا كهذا لايمكن أو لا يجب أن يصدر عن شخص هو حافظ لكتاب الله وللسنة ,جامع ممحص أفنى عمره في سبيل ذلك!! مع العلم انه تمة أحاديث أخرى تنم عن تناقض صارخ واضح بين القرآن والقول المنسوب للنبي محمد , في صحصح البخاري.
2-إذ يجب أن يتوقف البعض عن اشتراط شروط هلامية لنقد البخاري أو مناقشته... فهو الحائز في نظرهم على عقل خارق لا يمكن أن يأتيه الخطأ ولا أن تطاله النسبية والعوائق لا من خلفه ولا من أمامه!! وهي حالهم مع سائر من يعتبرونهم مشايخهم وعلماء الأمة التي لحومهم مسمومة كما يدعون ربما دون تدقيق ولا تمحيص لطبيعة هذا اللحم وماهيته!
3-أما إن كان الحديث قد تسرب للبخاري بعد قضائه وانصرافه فإن هذا ما يجب أن يدفعنا أكثر لإعادة النظر فيه جملة وتفصيلا ,والمحك هو القرآن الكريم والروايات التاريخية التي عليها اتفاق بين عدد كبير من المؤرخين اللامنحازين نسبيا.فما اتفق مع القرآن قبلناه وما خالفه أو لم يرد فيه ولو إشارة عليه لم نكن ملزمين بأخذه ورفضناه.
إذن في كلتا الحالتين يجب النظر للوثيقة التاريخية (والبخاري وثيقة) بنظرة النقد والتمحيص والشك ,وأخذ مسافة فاصلة بين الذات والموضوع بدل التسليم والاستهلاك واتباع منطق : ’’إنا وجدنا آباءنا’’ وهو المنطق الذي جاء الإسلام أصلا ليقطع معه لو تعلمون!!
بالمناسبة هناك أحاديث كثيرة في صحيح البخاري فيها تناقض واضح مع ما جاء في القرآن...لكن هذا التناقض لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يدرك من طرف أولئك الذين قبلوا بالوصاية والحجر على عقولهم تماما كما قبلوا بالوصاية والحجر على أوطانهم واختياراتهم السياسية منها والبقية...إذ سيجد هؤلاء ألف تبرير وتبرير للبقاء في حضن وحصن الموروث المحاط بهالة من التقديس,يسبب التخلي عنه جرحا نرجسيا غائرا صعب الالتئام.
متى نكف عن إعادة إنتاج منطق ’’إنا وجدنا آباءنا’’؟
حين سنفع ,آن ذاك وآن ذاك فقط ستدور الأرض تحت أقدامنا,فنحن مع كامل الأسف لازلنا نقف على أرض ’’أرسطوا’’ ولا عهد لنا لاب’’كوبرنيكوس’’ ولا باللاحقين!!
----------------------------
+في غزة خيبر أَهْدَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ الْحَارِثِ الْيَهُودِيّةُ امْرَأَةُ سَلّامِ بْنِ مِشْكَمٍ شَاةً مَشْوِيّةً قَدْ سَمّتْهَا للرسول محمد,وَسَأَلَتْ أَيّ اللّحْمِ أَحَبّ إلَيْهِ؟ فَقَالُوا: الذّرَاعُ فَأَكْثَرَتْ مِنْ السّمّ فِي الذّرَاعِ فَلَمّا انْتَهَشَ مِنْ ذِرَاعِهَا أَخْبَرَهُ الذّرَاعُ بِأَنّهُ مَسْمُومٌ فَلَفَظَ الْأَكْلَةَ ثُمّ قَالَ اجْمَعُوا لِي مِنْ هَاهُنَا مِنْ الْيَهُودِ فَجَمَعُوا لَهُ فَقَالَ لَهُمْ إنّي سَائِلُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَهَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيّ فِيهِ؟ قَالُوا: نَعَمْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ قَالَ أَجَعَلْتُمْ فِي هَذِهِ الشّاةِ سُمّا؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ فَمَا حَمَلَكُمْ عَلَى ذَلِكَ؟ قَالُوا: أَرَدْنَا إنْ كُنْت كَاذِبًا نَسْتَرِيحُ مِنْك وَإِنْ كُنْت نَبِيّا لَمْ يَضُرّك.(أرأينا أصل الحديث؟).
ماذا فعل الرسول محمد مع اليهودية زينب؟
وَجِيءَ بِالْمَرْأَةِ إلَى رَسُولِ اللّهِ فَقَالَتْ أَرَدْتُ قَتْلَكَ. فَقَالَ مَا كَانَ اللّهُ لِيُسَلّطَكِ عَلَيّ قَالُوا: أَلَا نَقْتُلُهَا؟ قَالَ لَا وَلَمْ يَتَعَرّضْ لَهَا وَلَمْ يُعَاقِبْهَا وَاحْتَجَمَ عَلَى الْكَاهِلِ وَأَمَرَ مَنْ أَكَلَ مِنْهَا فَاحْتَجَمَ فَمَاتَ بَعْضُهُمْ كبِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ.
#أسامة_مساوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟