أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - صراع الآلهة والخوف














المزيد.....

صراع الآلهة والخوف


لينا سعيد موللا

الحوار المتمدن-العدد: 4399 - 2014 / 3 / 20 - 09:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



(( مقال جريء أتمنى من الأصدقاء قرائته والتمعن فيه لأننا نحتاج إلى كل الوعي ))

صنع حافظ الأسد من نفسه إلها، وتبعه من وجدوا فيه مخلصاً من الفقر والتبعية والعبودية، وعندما حطمت تماثيله ومزقت صوره وديست بالأقدام ثارت ثائرتهم واعتقدوا وفق رمزية المشهد أنهم المقصودون وأنهم مهددون في وجودهم ومكتسباتهم، أن وجودهم بات في مهب الريح ، قرروا الدخول في حرب وجود ،أصموا السمع عن جميع التطمينات التي جاءتهم، لم يستوعبوا الطلب منهم بأن يكونوا شركاء في وطن خال من إله، في تغييبه حتمية لعودتهم إلى فقرهم ويأسهم .
حتى أؤلئك اللذين دفعوا ثمناً من حريتهم في سجون النظام وهم كثر، شعروا بخوف أكبر مما هو قادم، وآثروا الانكفاء والذهول .

أما شعار الله أكبر فكان لاله آخر يزرع فيهم الخوف .

التفوا حول إبنه رغم أنه كان أقل مكانة من والده بكثير، التفوا كالشاة التي تقاد إلى مسلخ، فعلوا ذلك راضخين يحركهم الخوف والحقد على أبالسة تريد تخليصهم من الأمل المقدس، من الحياة برمتها، وكأنهم أبطال ميثيولوجيا سومرية كانت حربهم ضد شر آت من العالم السفلي.

قرأ فيهم هذا الرعب، وقرر بإيعاز من الخارج، أن يلعب على وتر معقد، زرع تشكيلات تخيف أغلب السوريين، وترعب العالم، وتر ما زال يصدر صوتاً نشازاً على مسامع جميع الشعب السوري .
وتر يحمل جميع الصور الوحشية التي تطغى على وحشيته وتحيلها دفاعاً عن الحق في الحياة .

ورغم دموية المشهد السوري، وخلافه مع أحلام السوريين الذي ناشدتها حناجرهم وتضحياتهم، بات هناك شريحة واسعة يتآكلها الرعب مما هو قادم، مألومة لما يحصل وخائفة مما هو قادم .

شريحة تيبست أطرافها من الخوف والقرف .

حينما دخل الأغراب يحملون معهم أحقاد التاريخ بعدما استيقظت وأعيد تفعيلها، لتدخل أرضاً دب فيها الرعب وتبعثرت مكوناتها في فوضى عارمة .

للأسف :

إذا لم نستطع إعادة ثورتنا إلى نقائها، وتطهير أنفسنا من الطابور الخامس فأخشى أننا سنبقى نراوح في المكان حتى زمن طويل، أما التطهير فيكون بداية بالالتفاف حول قيادة منتخبة من الشعب.
حتى لو تعذر ذلك وهو أمر مؤسف، يجب أن تكون قيادة وطنية حرة من أي قيد خارجي، تجاهر بما يريده هذا الشعب، وتحقق على الأرض ما نتمناه جميعاً بشفافية واضحة، تتحلى بالعزيمة التي تستقيها من دماء شهدائنا وإخلاص من قضوا .. من آلام جميع السوريين وتعبهم وإرادتهم بأن تستبدل معاناتهم إلى استقرار وفق ما نادوا به وترجموه بنضال لم يسطر التاريخ مثيلاً له .

ليس هذا صعباً إنه يحتاج إلى وعي بأن أزمتنا بدأت من اللحظة التي غلبنا فيها عواطفنا على مبادئنا، وأننا وعن غير قصد ساهمنا في هذه الفوضى .. وأن الحل يبدأ من أولوياتنا التي تتقاطع مع أملنا الكبير في العودة إلى وطن إسمه سوريا، وهو أمل قابل للتحقيق في حال عودتنا إلى مبادئ الثورة دون أدنى شرك أو خوف .

قادمون

لينا موللا
صوت من أصوات الثورة السورية



#لينا_سعيد_موللا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بعد يبرود ؟
- توضيحات لا بد منها
- نماذج مختلفة
- الحوادث الثلاث الفارقة
- صراع الرهانات ..
- منصب الرئاسة
- في مقارعة الثورة السورية
- البحث عن الاستقلال قبل الوحدة
- بين البيت الأبيض وقصر الشعب
- لعنة الأقليات - ج1
- لعنة الأقليات - ج 2
- لا لهدر الطاقات والفرص
- الأسد القاتل
- إضاءات على مقال مخطط تقسيم المنطقة
- مخطط تقسيم المنطقة
- الراهبات مقابل إطلاق سراح سجينات سوريات !!!
- آل الأسد كظاهرة
- بشار الأسد بلمحة سريعة
- مسؤولية الحرية
- إلى الأخ البطل العقيد عبد الجبار العقيدي :


المزيد.....




- عمدة موسكو: الدفاعات الجوية الروسية أسقطت 19 مسيرة أوكرانية ...
- باكستان ترفض اتهامات الهند لها بشأن صلتها بهجوم كشمير
- إدارة ترامب: هارفارد لن تتلقى أي منح حتى تلبي مطالب البيت ال ...
- ويتكوف: واشنطن تعمل على ترتيب جولة رابعة من المحادثات النووي ...
- وزير الخارجية الإيراني وقائد الجيش الباكستاني يبحثان التحديا ...
- شركات طيران دولية تمدد تعليق رحلاتها إلى إسرائيل بسبب الصارو ...
- ترامب يتعهد بمساعدة سكان غزة في الحصول على -بعض الطعام-
- ألمانيا ترفض خطط إسرائيل الرامية إلى احتلال غزة
- تقنيات الإخصاب الحديثة تعيد الأمل لمن تأخر إنجابهم
- ارتفاع قتلى قصف مصنع الحديدة.. وغارة أميركية على صنعاء


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - صراع الآلهة والخوف