مقداد مسعود
الحوار المتمدن-العدد: 4398 - 2014 / 3 / 19 - 08:56
المحور:
الادب والفن
مسح ضوئي
بدل عدوى
مقداد مسعود
مجلات أنيقة..أوراقها صقيلة ،تغوي بتصفحها فقط !!فهي مجلات للرؤية وليست للقراءة ،فالصورة الملونة كبيرة جدا..والكتابة ضئيلة جدا ،ضآلة الكتابة تذكرني بأسماء الصيدليات الآن ، على الواجهة نقرأ كلمة صيدلية كبيرة وجوارهاالاسم الجمالي للصيدلية، وتكبير اسم صيدلية له تبريراته المهنية ،ومن أجل (يشوفها حتى الاعمى)..تحاول هذه المجلات غوايتنا، بأسماء أدبية كبيرة ، وفي صفحة كل منهم أسمه و(رسمه)، مَن يقرأ المجلة للمرة الاولى سينبهر بتلك الاسماء، وبعد عددين أوأكثر..سيكتشف القارىء تفاهة ما تكتبه هذه الاسماء الكبيرة !! ومع التفاهة سنكتشف ان هذه الاسماء (الكبيرة) لها موهبة البهلوان ..فهي تتصور القراء كلهم مبتهجين في هذا السيرك الاعلاموي!! والمضحك ان هذه المجلات الانيقة جدا والاخطبوطية على مستوى المراسلين تستغفل القارىء العربي ،فهي لاتثبت اي أيميل كعنوان الكتروني ، إنها مجلات تشتغل على الصادرة أما الواردة فهي نخبة منتخبة أو مَن تزكيهم هذه النخبة..أخبرني قريب لي يسكن هناك منذ نصف قرن: ان ثمن الصفحة الشهرية التي تكتبها الأقلام الكبيرة هو (....) دولار !!! تبادلنا النظرات ثم..رفع قريبي كتفيه أستغرابا، وعقف شفته السفلى!! ، أما أنا فحاولت تفكيك تسعيرة الصفحة ساخراً : لا..لاعيني لا..هذه الدولارات ليست ثمن الصفحة... أخي هذه الدولارات ..
فقط ...
بدل عدوى ...!!
*العمود الصحفي الأسبوعي للكاتب في صحيفة طريق الشعب /الثلاثاء- 18 آذار 2014
#مقداد_مسعود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟