أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - بصرياثا..من خلال جنة البستان















المزيد.....

بصرياثا..من خلال جنة البستان


مقداد مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 4382 - 2014 / 3 / 3 - 10:34
المحور: الادب والفن
    


بصرياثا ...
من خلال جنة البستان


من (قطر الشذى ) أحدى مجموعات الشاعر مهدي محمد علي،ألتقط ُ قصيدة (الى المواطن الابدي/ محمد خضير)، وأثبتها كاملة، ليشاركني القارىء والقارىء البصري، الذي سيفهم جغرافية القصيدة ويتنزه في عطرها ،ثم أحاول إنتاج قراءتي المتأثلة من ذائقتي في التلقي..
(*)
إلى ((المواطن الأبدي)
محمد خضير
كيف تخطو بلا مئذنة ؟!
كيف من دونما لقلق ٍ
سنُحلّق ُ
كيف بلا نسوة ٍ تتطلع ُ
كيف بلا نومة السطح في الصيف ليلاً
بلا نومة ٍ في السراديب ظهراً
بلا عطفة ِ الدرب بين البساتين ِ
في التُرّب ِ والنخل ِ
أوفي (المحلّة ِ) حيث (قمارة) أعمى
يبيع السكاكر
والبيض َ
مثل الفتائل
والنفط
والقمر الدين
والدفتر المدرسي ؟!
كيف تسرحُ بالطرف في شاطىء لاتراه ُ؟!

كيف تختزن النهر َ قد شُوَّ هت ضفتاه ؟!
كيف تخترق السوق :
(سوق الهنود )
و(سوق الدجاج )
ترى (قشلّة )تتغَّير
(نهراً) بلا( خندقٍ)
و(نُهيراً) بلا (ليلَ)
هل سوف تكتب ُ
من دون (سوق الهنود)
و(سوق الدجاج )
و(شط َّ التَّرُك)
هل تُرى (بصرياثا)
هي الآن (بصرتنا)
يامحمّد ؟!!!
بصرة حلب 26/ 11/ 1995/ ص78)

(*)


كقارىء منتج ،اتلقى رسالة ابداع شعري يتم تأثيلها على خراب المكان، يتناول الشاعر حطام المدينة، وينضّده شعرا، والخطاب الشعري هنا مزدوج شخصي / عام .العام لانصل إليه مباشرة، بل عبر قناة الخاص والمتمثل بالمهدى إليه وسنتعرف عليه من خلال مستويين
*الصفة
*الاسم
فالشاعر يصفه ب(المواطن الابدي) ويقدم الصفة على اسم العلم
محمد خضير: وتثبيت اسم العلم سينفتح لي على قاص بصري
أشتهر بقدراته الابداعية المتميزة واصدر مجموعة قصصية
أحدثت رجة في القصة العراقية وفي النقد العراقي أعني( المملكة السوداء) ثم اتبعها بمجموعات قصصية وسردية..وكقارىء حين يذكر اسم القاص محمد خضير، أتذكر تلك السنوات الذهبيىة، حيث
باب بيتنا يقابل باب بيتهم، في ذلك الزقاق الهادىء في مناوي باشا..
(*)
تاريخ كتابة القصيدة نهاية 1995 وهذا يعني القصيدة صالحة للنشر ، قبل صدور كتاب بصرياثا، لمحمد خضير فالكتاب صدر 1996،لكن مقالات الكتاب، نشرها القاص قبل ذلك في جريدة الجمهورية، حيث قرأتها شخصيا.. وقصيدة الشاعر لم تصلنا أو في الأقل لم أطلعُ عليها في تلك السنة اعني سنة صلاحيتها، ولاأدري هل نشرها الشاعر في جريدة أو مجلة في سوريا أو في مكان آخر؟! وها أنا أقرأها متأخراً قرابة عقدين من السنوات..
*مرجعية القصيدة
هل يمكن ان يكون للقصيدة مرجعية تعتمدها في الكتابة؟ وهل القصيدة تعتبر مبحثا ،حتى تحتاج الى المراجع ؟ أم هي من تداعيات قراءات القارىء لنتاج القاص ؟ لاتعتمد القصيدة على تلك المقالات المنشورة في الصحف والتي جمعها القاص تحت عنوان (بصرياثا) فقط ،فالقصيدة تبدأ من (المملكة السوداء) وتحديدا من تلك القصة القصيرة الآسرة (المئذنة) أولى قصص المجموعة، بمعادلها الموضوعي (اللقلق) الذي بنى عشه في المئذنة ،وظيفة القصيدة:(تطبيق الصورة الموجبة لذاكرة الشاعر، على الصورة السالبة الكائنة الآن في جغرافية المدينة /57/ السرد والكتاب/ محمد خضير)..
(*)
تساؤلات الشاعر،الموجهه الى القاص لاتخلو من الاشادة بإنجاز حكيم بصرياثا القاص محمد خضير،ولاتخلو أيضا من علاماتية، تعلن كيف تم تخريب المدينة اليوتوبيا، التي أشادها القاص من جغرافية مدينته تلك الجغرافيا/ التاريخ في الوقت نفسه )هل تُرى بصرياثا
هي الآن (بصرتنا)
يامحمّد ؟!!!)
نلاحظ ان الشاعر لايكتفِ بوضع علامة السؤال ولايكتف ِ بعلامة تعجب واحدة بل يثبتها ثلاثا وكذلك يثبت الاسم الاول للقاص في نهاية القصيدة كمسك ختام ؟! والقصد من ذلك تعميق الدلالة ..
(*)
ألتقط ُطرفيّ السؤال
بصرياثا -------------- بصرتنا
نلاحظ ان الشاعر كسر سياق الإثنية ،فالاولى بصرياثا ،تعني المدينة اليوتوبيا الطالعة من ضلع القاص ، اما بصرتنا
فهي تعني مواطني البصرة والعلاقة بين المكانين هي اتصالية تضاد بين الواحد / الكثرة... فالاولى بصرياثا مدينة
أثلها القاص ومواد الانتاج هي تجربة القاص السردية، والمرجعيات التي تغذى عليها نص القاص والثانية ليست البصرة، بل بصرتنا والفرق بينهما ان الاولى (البصرة)..
اسم مدينة مجرد من مواصفات مضافة، والتعامل هنا مع الاسم، تعامل وثائقي، كما نقول اسم اية مدينة، أما (بصرتنا)
فهي تعني بصرة البصريين والبصريات ويوحي الاسم بلحظة الحاضر، وهناك بصرة مهدي محمد علي والتي يذيل الشاعر
باسمها قصائده (بصرة حلب)..حيث عاش زمنا لايستهان به في حلب ثم أنغرس شجرة بصرية في سماء حلب ..وهي بصرة يراها الحلبيون والحلبيات في عيون مهدي محمد علي وفي نبضه وفي نصوصه...ويتذوقها أهالي حلب بصوته
الذي بمذاق البرحي ..
(*)
القصيدة من طبقتين، أعني من قرائتين ،قراءة عامة يقرأها القارىء العادي ،ذلك القارىء العربي الذي لم يقرأ المملكة السوداء،بسب سوء توزيع الكتاب العراقي،وهو سوء مزمن
لكنه،ربما سَمِعَ بأسم محمد خضير أو وصلته شهرته،عبر قنوات اعلامية، وهناك القراءة الخاصة، وهي تبث علاماتها الانتاجية ،في أفق تلقي القارىء المتابع للقاص محمد خضير
(*)

ثمة تساؤلات تشقق من القصيدة ذاتها: لماذا الشاعر يريد الاشياء في ثباتها؟ أعني يريدها كما هي في زمنه النفسي
ماالذي يمنعه من التعامل ديالكتيكيا مع مايجري.؟ اليس هي سنة الحياة ؟ وهل يمكن بقاء الاشياء في ثباتها ان يجعل الحياة محتملة مع الاجيال التي توالدت بعد الشاعر؟..
أم ان للأشياء،وظيفة أخرى،تشير الى ماوراء ذلك؟!

هل التساؤل الشعري في القصيدة هي القوة الدافعة للقاص ؟
(كيف تخطو بلا مئذنه ؟!
كيف من دونما لقلق ٍ
ستحلّقُ
كيف بلا نسوة ٍ تتطلّعُ
كيف بلا نومة ِ السطح في الصيف ليلاً
بلا نومة ٍ في السراديب ظهراً
بلا عطفة الدرب عبر البساتين
في التّرب والنخل
أوفي (المحلة) حيث قمارة أعمى )
حول هذه الكيفيات ومايليها..أرى ثمة تراسل مرآوي يمكننا من قراءة الديالوج كمنولوغ يتحاور الشاعر المنفي
(عن )مدينته ،تحاورا جوانيا مع ذاته من خلال شخص يقتسم معه مشتركات حميمية منبثقة من شعرية المكان ذاته ..أليس في التذكر ،تحافظ الذات على ذاتيتها؟ وتتصدى لضمور الذاكرة ويكون لفعل التذكر فعل سقاية الذاكرة ،وهذا الفعل يشترط وجود قسيم اجتماعي بين شخصين وهما في النص الشعري:
*الشاعر منتج النص
*القاص محمد خضير المتلقي الأساسي للنص الشعري..وهكذا تكون للقصيدة وظيفة صقل مرآة الذاكرة، ليرى الشاعر نفسه وشرط الرؤية ان يكون بمعية غيره.ويتضح الأمر أكثر في القصيدة التالية :
(قبل خمسة وأربعين عاماً
كنتُ وأختي (أسماء)
نرقى للسطح
شتاءً

فنلوذ بشمسٍ باردة ٍ
ننبش بالأضفر أرض السطح الطيني المتسلّح بالحلفاء
والشمس تراقبنا :
نرجفُ
والخبزة ُ مابين الرجفة في أيدينا
والرجفة في الشفة السفلى
والأم تنادينا من عمق البيت ِ
فلا ننزلُ
خبزتنا مازالت
مابين الرجفة والرجفة
والشمس تغادرنا
نتحرك قرفصة ً
نحو أشعتها
لكن الشمس تظلُ تغادرنا
ترتجفُ
كما نحن ُ
على سطح شتاء !
حلب/ 27/ 6/ 1995)

نلاحظ ان زمن كتابة القصيدة مقارب لزمن قصيدة المواطن الابدي .القصيدتان مكتوبتان في السنة نفسها 1995،وقصيدة المواطن الابدي على مبعدة خمسة أشهر عن هذه القصيدة..
لكن المشترك الاتصالي هو الزمن النفسي..المتدفق من الذاكرة التذكارية للشاعر..وهو هنا لايتساءل بل يتذكر
(كنتُ)...والأمر نفسه، نجده في النصين التالي :


نعاس

سأنام على نفسي !
بعد سحابة ِ يوم ٍ أرهقني
يوم ٍ لاأعرفُه ُ
لكني سأطاوعُه ُ
وأغالب ُ نوماً
كي أُمسك َ يقظة َ عمري
سأنام ُ
ولافرق َ إذا كان على نفسي
أو هذا الكرسي
سأنام ُ
أنام ُ
أنام ُ
ولن أفقه َ معنى اليقظة ِ إلاّ فجر الغد ِ :
أدرُجُ في بيتي
بنعاس الصحوة ِ في كأس حليب ِ الطفلة ِ

أو بنعاس ِ الصحوة ِ في خمرة ِ كأسي ! / ص12-13
حلب 26/ 6/ 1995
وكذلك في هذه العينة العميقة في أختزالها
}ياحادي العيس !
*ياحادي العيس
لاأهلي هناك
ولا أنا هنا
فكلانا صائحٌ أبدا ً :
ياحادي العيس !
(رفقاً بالقوارير ) / ص20/ من قصيدة ( الى روح أنجشة){
نلاحظ هنا الغياب المتزدوج والتضاد بين الحضور والآنية وإذا كانت الجهوية الجغرافية، حاضرة من خلال (هنا) (هناك) ، فالآنية مذكورة بالحذف أو نصل إليها جهويا .وثمة شتات عائلي يجعل الصوت بنبرة عالية، (ياحادي العيس) يتوسل
(رفقا بالقوارير)
*مهدي محمد علي/ قطر الشذى /الهيئة السورية للكتاب / دمشق / ط1/ 2008
*محمد خضير/ السرد والكتاب / كتاب مجلة دبي الثقافية/ مايو 2010/ ع36
أستفدنا بالتصرف مما جاء في ص57



#مقداد_مسعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحقة التسمية / في رواية (الغلامة) للروائية عالية ممدوح
- ضوء يشاكله الظلام/ قراءة في منجز الشاعرة نجاة عبدالله
- يوم الشهيد الشيوعي
- البصرة بعيني الشاعر عبد الكريم كاصد
- كماتيل
- القارىء المصغي
- زهرون
- شخصية اللغة
- مروءات حسين مروّة
- محمد دكروب
- نواقيس البصرة
- سيمياء الاحتفاء/ تشكيل الفهم
- فؤاد سالم
- المكتبة الأهلية وجاسم المطير..
- معرفة لاتفنى / المناضل والناقد - محمد دكروب (2013-1929)
- مدائح جمر الغضى/ في شمعته الثانية: الشاعر مهدي محمد علي
- كل ليلة
- زورقك الصخري
- طواف آخر/ محمود عبد الوهاب
- حوار مع القاص والروائي محمود عبد الوهاب


المزيد.....




- Yal? Capk?n?.. مسلسل طائر الرفراف الحلقة 86 مترجمة للعربية d ...
- دورة ثانية لمعرض كتاب الطفل والشباب بالدار البيضاء بمشاركة 2 ...
- كاظم الساهر وجورج وسوف يفتتحان مهرجان -دبي للتسوق- برسالة سل ...
- -بقايا رغوة- لجهاد الرنتيسي.. رواية تجريبية تتأمل الهجرة وال ...
- بعد تحقيق نجاح الجزء الأول “موعد نزول فيلم الحريفة 2 في السي ...
- بيع رسالة للموسيقار النمساوي موزارت بـ440 ألف يورو في مزاد ع ...
- السياف
- “تابع كل الجديد” تردد قناة روتانا سينما الجديد 2024 علي جميع ...
- مصر.. الفنانة مايان السيد تعلق على مشاهدها بمسلسل -ساعته وتا ...
- الروائية الكورية الجنوبية الفائزة بنوبل للآداب -مصدومة- من ا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - بصرياثا..من خلال جنة البستان