أحمد حيدر
الحوار المتمدن-العدد: 1249 - 2005 / 7 / 5 - 07:55
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
يخطئ من يعتقد ان الحراك المجتمعي الذي يشهده البلاد منذ سنوات ، والقضايا الإشكالية التي أثارت الجدال ، والنقاش ، من خلال اللقاءات المتعددة التي عقدت بين أطياف المجتمع السوري ،بمختلف تياراته الفكرية ، والسياسية ، ذات التوجهات المتناقضة ، حسب مواقعها ، ومصالحها ، المتعلقة بمسيرة التطوير ،والإصلاح المرتجى في المجالات كافة : الاقتصادية ، والإدارية ، والقضائية ، .. والخ !!من شأنه زعزعة الاستقرار الداخلي ، وتشتيت الهوية الوطنية ،والمساس بالمحرمات !!؟؟ وأكدت الوقائع بطلان هذا الرأي ،وقصوره ، لأنه يفتقد إلى التحليل العلمي الدقيق ، ويعبر عن مصالح ( فئوية ) ضيقة ، تستند على أوهام، وميراث متأصل ، يحول دون تحقيق هذا الطموح الجماهيري، وقبول التعددية في الرؤى ،والاجتهاد .! بل على العكس نجد ان التعددية ظاهرة صحية ، وملازمة للتطور .. والحياة السياسية الفاعلة تعكس سعي المجتمع لتجاوز الراهن المتأزم ، ومواكبة المستجدات الدولية ، كما أنها ضرورة تمليها إفرازات المرحلة الانتقالية - الحرجة - التي تمر بها المجتمعات البشرية ، والتي تخضع للقانون الديالكتيكي ( وحدة وصراع الأضداد ) و جاء في الحديث الشريف( اختلاف أمتي رحمة ) !! وثمة بديهة ، لا يمكن إغفالها ،وهي ان الإقرار بالتعددية بمنأى عن المشروع الديمقراطي الذي يضمن حرية تداول الأفكار ، وتحريره من الممنوعات ، يعد ضربا من الخيال . ...فالحوار المطلوب يستلزم التكافؤ بين الجميع ، والانفتاح الخلاق على الآخر ، بعيدا عن ادعاء ( امتلاك الحقيقة ) !!! كما ان إقصاء الكرد- القومية الثانية في البلاد - عن أي مشروع نهضوي ، سيكون قاصرا ، ولن يحقق النتائج المتوخاة ، فلا يمكن الاستهانة بدور الكرد في نهضة البلاد ، واستقلاله ....وبات إشراك الجميع في بناء القرار الوطني أشبه بخيار استراتيجي لتحصين الداخل !! إنها دعوة لإعادة الاعتبار للمنطق فهل من مجيب !!؟؟
#أحمد_حيدر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟