أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد حيدر - الإصلاح.... بين المعنى والدلالة !!!؟؟؟














المزيد.....

الإصلاح.... بين المعنى والدلالة !!!؟؟؟


أحمد حيدر

الحوار المتمدن-العدد: 768 - 2004 / 3 / 9 - 08:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


توطئة :
الإصلاح مصدر للفعل أصلح، وأرومة الفعل ثلاثة أحرف: ص ل ح ، وجاء في المعجم الوسيط معنى كلمة (صلح) – صلاحا – وصلوحا : زال عنه الفساد ، والشيء، كان نافعا أو مناسبا يقال هذا الشيء يصلح لك ، وأصلح في عمله أو أمره أي أتى بما هو صالح، ومفيد !! وورد في القرآن الكريم ( وأصلح في ذريتي ) والصالح هو المستقيم المؤدي لواجباته، والله لفلان في ذريته أو ماله : جعلها صالحة ! ويقال ( إصلاح ذات البين ) أي ردم الهوة الناجمة أثر خلاف ما بين طرفين في اقل تقدير، وإعادة المياه إلى مجاريها، ويذكر ان الخليل بن احمد الفراهيدي كان يردد على مسامع أصحابه ( من علم بفساد نفسه علم صلاحها ) ومن الأمثال الشعبية المعروفة ( لايصلح العطار ما أفسده الدهر ) ومن هنا أطلق على من يمتهن بعض الحرف اليدوية تسمية المصلح، وترادف كلمة الإصلاح، الترميم، أي رأب الصدع الذي يصيب الشيء، أو إصلاح الخلل الذي أصابه !!

الإصلاح والأخلاق:
لا شك ان الإصلاح نزوع نحو الأصلح، ولن يكون هذا الأصلح إذا لم يرتكز على سلوكيات نبيلة، وقيم نبيلة فالخطوة الأولى التي أقدم عليها الخليفة عمر بن عبد العزيز لتنفيذ إصلاحاته، بدأها بنفسه ( أي انه حدد مسار عملية الإصلاح من القمة إلى القاعدة ) ووضع جميع ممتلكاته في بيت مال المسلمين، وأولى مسألة الأخلاق أهمية جد بالغة، جاء في رسالة عامل حمص إلى الخليفة يقول فيها: ( ان سور المدينة قد تهدم، فان أذن لي أمير المؤمنين في إصلاحه، فكتب إليه عمر: حصن مدينتك بالعدل و نق طرقها من الظلم، فانه حصنها ) ووقع اختياره على الفقيه غيلان الدمشقي لتحقيق العد ل والمساواة بين الناس، فقام الأخير بجمع أموال أمراء بني أمية وعرضها في المزاد العلني في أسواق دمشق وهو ينادي عليها: ( هلموا الى متاع الظلمة، هلموا إلى متاع من خان الله ورسوله ) ويعود اختياره لغيلان الدمشقي لأسباب عديدة، منها كسب التأييد الشعبي، كون الرجل يتمتع بشعبية واسعة ( وجه مقبول ) بين العامة، على مختلف مشاربهم، كذلك صراعه مع أمراء الأمويين بسبب اجتهادا ته التي تدين سلوكياتهم المتهورة !!!وقد أصاب الخليفة عمر بذلك، لاقتناعه ان ( الحرامي ) لا يمكن ان ينصرف إلى الإصلاح، ويدع صفقاته المشبوهة جانبا !!! ودفع غيلان الدمشقي حياته ثمنا لمواقفه السامية التي آمن بها، فبعد وفاة الخليفة عمر انتقموا منه، قتلوه، ومثلوا بجثته ! وكان المصلح الديني مارتن لوثر يعاني صراعا نفسيا مريرا، مما دفعه إلى الوقوف ضد البابوية والمؤسسة الضخمة المسيحية القروسطية في أوربا، وثار ضد صكوك الغفران وعلق طروحاته على باب كنيسة ( ويتنبرغ ) وبقي يدافع عنها بإصرار، رغم جميع الضغوطات التي مارست ضده للتراجع عن آرائه، كان يرد عليهم بقوله: بما ان ضميري مقيد بكلام الله، فاني لا أستطيع ولا أريد التراجع عن آرائي، ذلك انه من الخطر على المرء إن يسير عكس ضميره فيفقد حظه في النجاة !!!!

الإصلاح عملية شاملة:
ما يجري الآن –في الحالة السورية – على أرض الواقع، هو التركيز على الإصلاح الإداري، وهذا ما يثير تساؤلات المتتبعيين، فهل يمكن ان يتحقق الإصلاح الإداري بمعزل عن الإصلاح السياسي، والاقتصادي، والقضائي، والثقافي، وال..!!وما جدوى الإدارة الناجحة ضمن مؤسسات مترهلة، خاسرة، أو ( مخسرة ) كما في معظم مؤسسات القطاع العام ؟ وماجدوى المشروعات الاقتصادية بدون إدارة مؤهلة تنظيميا، وثقافيا وماجدوى الاصلاحين الاقتصادي والإداري بدون رؤية سياسية تتلاءم مع المستجدات الجارية في العالم !!!فالإصلاح الحقيقي عملية متكاملة، وشاملة، لابد ان يستجيب لمصالح جميع فئات الشعب، ولا يكتب النجاح لأية عملية إصلاح، ماله يقترن بجملة من الإجراءات الضرورية، والهامة، والعاجلة أيضا ومنها: إلغاء قانون الطوارئ، والأحكام العرفية، ومكافحة الفساد، وإطلاق سراح سجناء الرأي، و إعادة الجنسية للمواطنين الكرد ، إصدار قانون عصري للانتخابات وإصدار المطبوعات ، والسماح للأحزاب بمزاولة النشاط السياسي ، والانفتاح على الآخر ، ومنهم الكرد الأقلية الثانية في البلاد ، وهذا ما يعزز من سيادة بلدنا ، ومقدرته على مواجهة التحديات !!!؟؟؟؟



#أحمد_حيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد حيدر - الإصلاح.... بين المعنى والدلالة !!!؟؟؟