أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - كور متيوك انيار - تعقيب على د.عبدالله علي إبراهيم - بروق الحنين : لوحة غير انسانية ( 6-7 )















المزيد.....

تعقيب على د.عبدالله علي إبراهيم - بروق الحنين : لوحة غير انسانية ( 6-7 )


كور متيوك انيار

الحوار المتمدن-العدد: 4390 - 2014 / 3 / 11 - 19:00
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


على الرغم من إن جنوب السودان نال إستقلاله عنوة و إقتدار و كان ينبغي إن نغلق باب قضايا الهوية و الثقافة دون رجعة عندما يتعلق الامر بالدولتين ، قضية الهوية ظلت تمثل اس المشكلة بين الجنوب الافريقي و الشمال العربي ما عدأ مناطق الهامش و ظللنا نسمع بانه لا شمال بلا جنوب و لاجنوب بلا شمال ، ولقد ادرك الجنوب خطورة سياسات الحكومات المتعاقبة التي ظلت تعمل من اجل الهيمنة على الجنوب و رفض الاسلام و العروبة عليها لطمس هويتها الافريقية الذي يمثل بالنسبة للنخب الشمالية كل ما هو سيء حيث كان ينظر للاجناس الافريقية الزنجية نظرة احتقار و ازدراء و كذلك تقاليدها و معتقداتها و تفضيل الهوية العربية الاسلامية لكن من الغريب إن تطاردنا بعد كل الحدود التي رسمت بعد الاستقلال و في نفس الوقت ليس مستغرباً لان مريدي الاسلاموعروبية لن يحيل الحدود بينهم وبيننا و لن يغمض لهم جفن حتى يتاسلم كافة شعب جنوب السودان و كان ابلغ تعبير لذلك و هو حديث الرئيس كير اثناء ازمة فانطاو عندما قال إننا لا نحارب من اجل انفسنا فحسب بل نحرس البوابة الافريقية بشراسة لمنع دخول الاسلام و لقد عانى الشعب الجنوبي بما فيها الكفاية من محاولة فرض العروبة كهوية و الاسلام كدين فاحياناً يجبروا على تغيير اسماءهم الافريقية الى اخرى عربية و يعلل ذلك لصعوبة نطقها و كتابتها و للعديد من الجنوبيين خاصة الشباب ذكريات سيئة جداً مع السياسات الممنهجة لتحويل الجنوبيين الى مسلمين في المراحل الدراسية المختلفة وفي الشارع ، وفقاً لمحمد جلال هاشم يمكن تلخيص ميكانيزم الاستعراب في الاتي : " أب وأم يتحدثان لغة سودانية كلغة أم ولا يعرفان من اللغة العربية إلاّ بضع كلمات لا يحسنان نطقها ؛ ثم أبناء يبدأون بلغة الأم ، فتجبرهم ظروف الحياة على تعلم العربية مع " لكنة " واضحة ؛ ثم أبناء يبدأون بالعربية كلغة أولى ، وتصبح لغة الأم هامشية ، يفهمونها ولكن لا يجيدون التحدث بها . وأخيراً يجيء أحفاد لا يعرفون غير العربية مع تأفّف وتبرؤ من لغة الجد والحبوبة " ؛ العديدين قاوموا تلك السياسات بطرق مختلفة حتى يحافظوا على ثقافاتهم ورفضاً للانصهار في الثقافة العربية ولقد إنتصروا في خاتمة المطاف ، كان يعتقد إن عدم تحدث الجنوبيين بالعربية بصورتها الصحيحة تخلف وجهل لكنها كان رفضاً للغة ، قاوم الجنوبيين محاولات دفعهم دفعاً الى قطار العروبة و كان يدركون إن الدفع بقوة الى داخل تلك القطار ما هي الى محاولة لتهلكتهم وفناء ثقافاتهم لكي يكونوا غريبين في الجزيرة حتى يرضى عنهم الطيبويين ، كان لنا إيمان قوي إن هناك امر غريب يجري . فإذا كان الامر مرتبط بعبادة الرب فلماذا نكره إكراهاً للإسلام ، الا يدعوا الامر للدهشة إن تحيلوا بيننا و الهتنا لصالح الهكم و معتقداتكم ؛ ما زلنا نتذكر الخطب الدينية و هو يذكرنا بإن المسيحيين و الكفار و اليهود سيدخلون الى النار .. ناراً لا يطفى ، كل ما كنا نسمعه مشحون بحمم بركانية من العنف اللفظي الذي لا يشبه الاديان حيث يتم التذكير من خطبة الى اخرى كل صباح عن اليوم الاخر و النار الذي سيشتعل فينا ، كنا نرتجف خوفاً من تخيل تلك المشاهد الذي سيحدث في اليوم الاخر و كأنهم ذهبوا من قبل الى النار ، اكثر ما ادهشني هو التناقض فحينما ينتهي الحديث عن النار و عذابه يرجع الخطيب ليتحدث عن الجنة حيث كافة انواع الخمور و النساء الجميلات ... الخ إذن طالما كل هذا يجده المرء في الجنة فلماذا يمنع في الارض ! من شدة تلك السياسات الممنهجة اعتقدنا إن الخمر حرام و يجب إن لا يشرب ، و لم نكن نعرف وقتها لضحالة معرفتنا إن المريسة ( الخمر ) جزء اساسي من المكون الثقافي لشعب جنوب السودان حيث تشكل اساس في الافراح و الاتراح ؛ هكذا اكتشفنا إن الإسلام الذي كان يدرس إسلاماً مختلفاً في ممارسة لمنهج التفكير المزدوج في الدين .
بدلاً من إن يكون مهمة المعلمين هو ما توصل اليه العلم من اكتشافات و إختراعات و كيف غير تلك الاكتشافات الحياة في العالم تحول المدارس الى مراكز للتلقين الديني دون احترام لمعتقدات شعب جنوب السودان حيث لا يؤمن اجدادنا بالاديان بل يعبدون الابقار و الاشجار و الطيور الم يكن تلك المعتقدات تستحق الاحترام و التقدير بدلاً من تذكيرنا بسيئات تلك المعتقدات . في رواية زهرة الكركدي الارجوانية يتناول الكاتبة الفضاء الفاصل ما بين الاديان الذي يحاول إن يفرض على الجميع و كيف إنها تحاول خلع الثقافات و المعتقدات الراسخة للشعوب الافريقية و ذلك في شخصية ايوجين رجل الدين المسيحي المتناقض في نفسه في كل شيء ووالده نوكوو فلقد بلغ به كبرياءه الديني درجة إنه يرفض مقابلة والده و يمنع اطفاله من مقابلته إلا نادراً لانه وثني و كان يصلي من اجله ليلاً و نهاراً لكي يصبح مسيحياً بينما والده لم يكن بهذا السوء الذي يشعر به ايوجين بل هو متمسك بالتقاليد و المورثات الافريقية و النيجيرية ، ووبراعة يحاول الكاتبة إن يبرز لنا درجة التخلف الديني الذي يعتقد فيه ايوجين فهو حينما يصلي يدعوا لكي يصبح مسيحياً حتى عندما توفى والده ( نوكوو ) لم يؤلمه رحيله بل المه بشدة إنه رحل قبل إن يؤمن بالمسيح . لكن هل كان يستحق وثنية الاب نوكوو كل هذا فالرجل يصلي مثلما يفعل المسيحي و المسلم " اشكرك على هذا الصباح الجديد .. اشكرك على شروق الشمس .. لم اقتل احداً و لم اضع يدي على ارض احد و لم ارتكب خطيئة الزنا ، و اتمنى الخير للاخرين و كم ساعدت اولئك الذين لا يملكون شيئاً بالقليل الذي في حوزتي و يمكنني بالكاد إنفاقه رزقني و باركني بما يكفي حاجتي للطعام بارك ابنتي افيوما و ابني ايوجين .. بارك اطفال ابنائي و ابتعد بهم عن طريق الشر و حببهم في طريق الخير .. بارك اولئك الذين يحبون الخير للاخرين كما يحبونه لانفسهم " } تشيما ماندا نجوزي اوتيشي ، زهرة الكركديه الارجوانية ، صــــ 240 { ، يظل الامر المهم ليس ماذا لقنونا به بل قناعة تلك المعتقدات و سماحتها فها هو دكتور عبدالله ابراهيم في ورقته عن يوم المرأة العالمي يخبرنا كيف كان يتم ترغيب الناس للدين الاسلامي دون قناعة و إستخدام اساليب خسيسة لا تشبه الدين الاسلامي مثل "جاء ذات يوم السيد مكاوي سليمان اكرت مدير كردفان في زي وطني يقود عربة الدولة ذات العلمين لتادية صلاة الجمعة بمسجد الابيض العتيق ، و بهر المنظر المصلين ، فما زالت سطوة المدير الانجليزي نافذة على عقلهم و نظرهم ، و انتهت الصلاة . خرج سعادة المدير مكاوي و المصلون يتسابقون للتاكد من انه سعادة المدير شخصياً و كان عصر ذلك اليوم و مساؤه لا حديث للناس الا عن صلاة سعادة المدير ، و طبعاً كل من شاهده يروي عن صلاته بمزيد من المشوقات للذين لم يحظو برؤيته . و في اليوم التالي طلبني مولانا الشيخ الكبير محمد الامين القرشي و هو رجل عظيم و مجاهد في سبيل الاسلام وقال : قل لصاحبك المدير ما ينقطع عن صلاة الجمعة ، وقل ليه صلاته امس صحت المسلمين و رفعت معنوياتهم و احس ضعاف الايمان منهم السذج بعظمة الاسلام بصلاته هذه و من واجبنا ان نسايرهم على قدر عقولهم و قل ليه ما يهدر فرحتهم و لا يتخلف عن صلاة الجمعة ابداً و إذا كان الوضوء صعب عليه و كان البرد شديداً يجي بس بدون وضوء ( جريدة الايام 4 يناير 1988م ) " و لمعرفتنا البسيطة بالاسلام قيل إن الوضوء جزء اساسي من اركان الاسلام لكن الشيخ لم يجد حرج في إن يصدر فتوى يعفي المدير عن الوضوء حتى يمتع عينيه و يتمتع بصحبته بعد الصلاة و قبله و ليحضر بقية المسلمين الصلاة . لقد قرات من قبل ورقة بحثية حول كيف دخل المسيحية و الاسلام الى افريقيا و فيه يتحسر الكاتب عن عدم توفير الحكام العرب لاموال كافية حتى ينافس الاسلام انتشار المسيحية و قال إن المسيحيين يوفرون اموال ومساعدات كافية و هذا ما يفتقده في الحكام المسلمين فهل اصبح الاديان سلعة واحزاب سياسية حتى يتم استخدام الدعاية و الهدايا حتى يدخل اليه الافارقة اليه افواجاً كما يفعل منظمة الدعوة الاسلامية و العديد من المنظمات ! اين المشكلة إذا اصبح كل افريقيا مسلمة او حتى مسيحية الا يقال إن كافة الاديان هدفها عبادة رب واحد إذن لماذا المنافسة و التباري ؟ و يحكي فرانسيس في صراعات الرؤى نقلاً عن الشاعر مينيل رو يقول إن اروب بيونق برفقة الور اجينق ذهبا لمقابلة المهدي و اقاموا الصلاة معاً متجهين نحو الشرق سال اللور و رؤسهم مطاطاة نحو الارض " يا اروب ابن بيونق هل ترى الاله ؟ .. رد اروب لا يا الور ، لا ارى الاله .. و لكن دعنا نترك الامور على ما هي عليه ! " .

نواصل



#كور_متيوك_انيار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاصرة دويلة قطر
- وزارة الخارجية للشؤون الداخلية و الاعلام
- تعقيب على د.عبدالله علي إبراهيم - بروق الحنين : لوحة غير انس ...
- تعقيب على د.عبدالله علي إبراهيم - بروق الحنين : لوحة غير انس ...
- تعقيب على د.عبدالله علي إبراهيم - بروق الحنين : لوحة غير انس ...
- تعقيب على د.عبدالله علي إبراهيم - بروق الحنين : لوحة غير انس ...
- روسيا : حرب من اجل البقاء في اوكرانيا
- يوليا تيموشينكو : الديكتاتورية قد سقط
- لماذا لا تكون مصر من محافظات جنوب السودان
- إفريقيا : الديمقراطية .. القتل .. المرض .. الامية
- السيسي مشيراً و رئيساً و مرسي سجيناً
- مؤتمر جنيف 2 و السلام المفقود
- مصر و الجماعات المتطرفة من سينتصر
- ثورة الدماء السورية ( 5 - 5 )
- ثورة الدماء السورية ( 4 - 5 )
- الحركة الشعبية .. الانهيار و المستقبل ( 9-10 )
- ثورة الدماء السورية ( 3 - 5 )
- ثورة الدماء السورية ( 2 - 5 )
- ثورة الدماء السورية
- الحركة الشعبية .. الانهيار و المستقبل ( 7-10 )


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - كور متيوك انيار - تعقيب على د.عبدالله علي إبراهيم - بروق الحنين : لوحة غير انسانية ( 6-7 )