- يا محمد يا زر الورد- ..كلنا شهداء

كفاح كيال

الحوار المتمدن-العدد: 4384 - 2014 / 3 / 5 - 22:18
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

كما هي الأغنيات وقصائد الفداء كانت روحك العالية تحلق في سمو الشهادة باحثة عن أرواح من سبقوا ,تسمع عصف أرواحهم وتزغرد لتعملق مكانهم وتعاود التحليق في سماء عزت نسورها وغاب معها فرح الحياة ,ولكنك رغم صغر سنك حاولت التماسك والديمومة فقبضت على جمر الفراق الذي لوع قلبك الصغير عندما ودعت ثلة من أصدقائك ورفاقك المقربين لجنات الخلد ..وتمنيت أن تلحق بهم ,فاختارك الله سبحانه وتعالى لركب الطاهرين الشهداء ..ففي سوريا الشهيد يزف شهيد والشهيد يرثي شهيد لتتحول أواصر وترابطات كاملة من شعبنا لقوافل شهداء ..الله يحميك يا شآم .
"يا محمد يا زر الورد" .."آه محمد " ..كم أغنية هدهدها المنشدون لمن ارتقوا للعلى باسم محمد ..؟؟وكم لوعة قهرت ليل استسلام السكون لتتحول لعصف صاخب يزمجر كرامة وحرية وديمومة ثورية ؟
ولهذا الاسم رغم قداسة مسماه إلا أنه صاحب لوعة وألم في وجداني فمن بين رفاقي الشهداء خامسهم محمدنا السوري – محمد رياض الأسعد - وكلهم أشبالي الذين أحبهم كأبنائي ..وهذا مقام مشترك بيني وبين محمد الشبل الجميل الوادع صاحب الابتسامة الرائعة فافتقاد الاصدقاء ورفاق الخندق موجع وقاتل في بعض الأحيان خاصة اذا ما تسابقوا للشهادة فاصطفاهم الله وأنت لا زلت تنتظر..فمن عمالقة السلاح محمد الأسود –جيفارا غزة- ومحمد جمجوم بطل مشانق عكا مرورا بمحمد الدرة ومحمد أبوصفية ومحمدات غزة وسوريا ولبنان والأحواز حتى أشبالي ورفاقي الشهداء والأعزهم لقلبي محمد جبارين من رام الله صاحب أجمل الضحكات وأروع المعنويات الذي بدأ حياته الكفاحية القصيرة في ميادين المواجهة فدائيا صغيرا فأسيرا فجريحا ورغم جراحه البليغة قام وعاود الكفاح ومن ثم استشهد .ففي فلسطين وسوريا تداخل الحالة الثورية وتكامل الثورة والخندقة لأننا شعب واحد ومصير واحد.

كانت تلوعني كلمات الشبل الصغير محمد الأسعد في وصفه لحال الدنيا ولزهده بها ولشوقه للجنة وتوقه للشهادة ..ارسل لي مرة طلب صداقه من حساب جديد اسمه "أبو سليمان" ..وعندما فتحت الصفحة قرأته متهكما على حاله ..تحيرت في الأمر وسألته قبل أن أقبل الطلب إذا كان هو صاحب الصفحة فعلا ,فأجابني بالإيجاب, "أجل انه لي" ..فاستغربت ..وفهمت منه لاحقا أن أبو سليمان صديقه الذي استشهد وما كتبه هو تهكما على حاله ,كان بلسان صديقه الشهيد الذي اعتاد أن يمازحه هكذا ..
شدني حوار محمد للشهداء واستحضارهم له ..وتذكرت نفسي عندما كنت في بداية نضالي واعتقالاتي وأنا أعيد صياغة ذاتي لتتأقلم مع الألم اليومي بالفقدان ويفولذها الألم في أتون الثورة حتى حفرت أسماء الشهداء أخاديد الحنين والتوق للحرية والشهادة في نفسي نهج حياة وعزم للعمل وانشداد أساسي نحو وحدانية الهدف .
"كان بدري عليك يا محمد" ..استعجلت الرحيل مسرعا نحو عالم أنقى وأفضل وأرقى ,فرغم صغر سنك كنت متضجرا من مرارة واقعنا ومصادرة نقائنا لحساب مفاهيم وأخلاق مستجلبة غريبة عنا ..ولعل آخر ما كتبته على صفحتك على موقع التواصل الإجتماعي تقول الكثير :
"والله من قرأ أو سمع حياة الأنبياء والصحابة شعر بحب الأخرة وكره الدنيا الذي يتعرف على حياة الأنبياء والصحابة يتشوق لرؤية الله سبحانه وتعالى ولرؤيتهم يزداد إيمانا يصبح لديه شعور بإرادة الآخرة ومجيء أجله وذهابه من هذه الدنيا همه الوحيد في هذه الدنيا العمل الصالح لنيل لقاء الذي خلقنا وهو راض عنا والفوز بجنته ونعيمه ,,
اللهم أصلح لنا قلوبنا"
رحمك الله أيها الشبل الرائع محمد رياض الأسعد وحمى والدك البطل وصبر أمك المحتسبة وعجل بفرجه ونصر سوريا .

#كفاح_كيال (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات