نوارس الحرية

كفاح كيال

الحوار المتمدن-العدد: 3923 - 2012 / 11 / 26 - 22:06
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

في متوالية ثورية اقتضتها ديمومة الثورة وتكامل الأداء العروبي كانت "الشراعية "تحط على تلة في مغتصبة "كريات شمونة " لتعيد للخالصة وجهها ونبضها الفلسطيني في يوم 25 تشرين ثاني قبل 25 عاما .
وفي اليوبيل الفضي للعملية النوعية والأولى من نوعها بعد العديد من المحاولات التي أطلقتها فصائل الثورة الفلسطينية حينها ..فتفردت ثورتنا بكل الأسبقيات الثورية لها ولها وحدها وبامتياز ..فاختراق الجو أو الاجتياح الجوي بدأ مع وديع حداد واختطاف الطائرات وأيضا صواريخ الكاتيوشا الموجهة من فصائل الثورة الفلسطينية لمغتصبات العدو على طول الشريط الحدودي المحاذي لفلسطين المحتلة ..
الاختراق النوعي الأول للطيران كان أيضا لطائرة شراعية أتت في زمن الردة حيث نامت البنادق في مخازن هزائم أنظمة العمالة..واستفرط العدو بنا حتى كفر جبنا وذلا وهوانا .. لقد بدأت المحاولات منذ الاجتياحات الصهيونية للبنان عندما كنا نحن درعه وخندقه المقاوم ..ولكن الانتصار كان في 25 تشرين وعبر تسديد دقيق لتكنولوجيا متطورة لفدائيي المحاولة ..فكانت – "ستة واحد "..أو ليل الغلشانيم أي ليلة المظليين ..أو ليلة التفاضل والتكامل (وهذه قصة سأرويها لكم لاحقا)..
هذه الليلة زلزلت كيان العدو حتى أفقدته صوابه ..ليلة رقصت صفد على وقع خطى الفدائيين الذين "امتشقوا السماء جسرا ..ليعبر الرفاق " مع الاعتذار للعكاوي غسان كنفاني ..ليلة بكت السماء فرحا وهي تزف شهداء العملية لتسهل لتربة الجليل أن تستقبل دماء التونسي والسوري لتأكيد عروبة المعركة بالدم والرصاص وقبلة الثورة "لجليلنا دليلنا "..ليلة "قالت لنا الأرض أسرارها الدموية"..ليلة حلق نوارس الجليل ممتشقين أملهم وحلمهم لينشد الجرمق "حي على الجليل ..حي على الكفاح ..حي على الجهاد " فانتفضت الأرض محتفلة بعرس الجليل فهو الأعلى وهو ألأشمخ والأعز وأيضا الأقوى ..وما كَلَ الجليل وما غاب وبقي شامخا بدماء من عبروا وسكنوا في أعاليه ..لا يقبل الجليل طاعة إلا لفلسطين ..ولا يسلم مفتاحه إلا لمن يقدمون ولائهم لعروبة فلسطين ..
لقد رغى وأزبد الكثيرون وأطلقوا صفير إنذارات كاذبة للجليل ..ولكنهم ما استطاعوا حتى التحليق فقانون الجاذبية في الجليل لا يعرفه إلا الفدائيون الأقحاح ..فخلوا عنكم عويل الذئاب وعودوا لعصف الذاكرة فهي أصدق إنباء من الخطب ..
وغنت الأرض المحتلة للأمل الطائر على جناح اليقين حاملا حلم العودة لصفد التي نحب ونمتلك وللخالصة وأم خالد وسحماتا وعكا وحيفا ويافا ليحط بشراع نسج من أثواب نساء فلسطين اللواتي شردن عن الديار عام 1948 ..فتحول الشراع الى خيمة تحط على أكتاف الجليل ..ولكن هذه الخيمة ليست للاجئين بل لمقاتلين امتشقوا أعمدة الخيام في اليرموك وعين الحلوة وصبرا والبقعة والأمعري وجباليا وشيدوا طائرة مخرت عباب ضباب أنظمة الردة والاستسلام ومزقت برصاص فدائييها حدود الوهن والضعف والتقسيم فهناك من على معسكر "جيبور"البطولة توحد الوطن العربي وأشرقت شمس البدايات على أرض "أم البدايات والنهايات ..فلسطين " فكان الانتفاض وكانت الثورة الشعبية تزف شراع الأمل الذي حمله الفدائي التونسي الشهيد ميلود بن الناجح لومة والسوري الشهيد خالد أكر لتحط لاحقا من على أرض المليون شهيد في الجزائر بأعمدة خيمة الدولة ..
وينشد شاعر العراق الشقيق مظفر النواب لأبطال العملية ..
في الانبساط السماوي يكشف موقعه
"الدجى والمدى جنحه
نجمة للصباح الجميل
كرياح الأعالي اختفى
ما أحست به غير زيتونه
ألف قلب لها على كل غصن بالجليل
شفرته الى الأرض وارتفعت
قبلت قدميه
فلقد جاء في الزمن المستحيل
آه من ومض عينيه
وفي وصفه للشهيد البطل خالد أكر يقول المظفر العراقي :
"واستحليت ثباتك ..
فازددت ثباتا
ثبتك الله ..
واحضر في الليل صليب
ورفعت عليه فما أحلاك ..
أضفت للسكة فانوسا "
"وليس بين الرصاص مسافة..فأنت الأمة التي تتحدى .." هكذا قال مظفر للبطل المصري سليمان خاطر وأنا أقولها للحلبي خالد وللتونسي ميلود ولكل نسور الجو ابتداء من الشهيد القائد وديع حداد أول من أسس لقوات الجو الفلسطينية وأول من بنى فلسفة اختطاف الجو لكي يبقى الهواء فلسطينيا حد الغليان والفرقان ..وحتى الشهيد محمد درويش طيار الرئيس الشهيد أبو عمار مرورا بكل الشهداء النسور الفلسطينيين ..
ومن مفارقات القدر أن يرتقي للعلى مساء أمس 24 من تشرين ثاني الشهيد البطل سليم كامل عيساوي أحد أبطال المجال الخارجي لمجموعات الشهيد وديع حداد ..وفي حضرة النسور تتعملق روح الفداء وتقلع إرادة الأحرار لتنثر بيارق شهبها في فضاءات العالم ..على أشرعة تحمل توقيع ..عاشت فلسطين حرة عربية ..

#كفاح_كيال (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات