أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طالب الجليلي - اوراق على رصيف الذاكرة .. انتفاضة آذار 1991 ...4














المزيد.....

اوراق على رصيف الذاكرة .. انتفاضة آذار 1991 ...4


طالب الجليلي
(Talib Al Jalely)


الحوار المتمدن-العدد: 4382 - 2014 / 3 / 3 - 11:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اوراق على رصيف الذاكرة ..انتفاضة آذار 1991 ..4

انقطعت بنا السبل .. بدأو بجسر الجمهورية ... لم تلحق حافلة كوستر محملة بالركاب ان تجتاز الجسر .. قطعت ثلثا منه وباغتها غراب قطري ( كما كشف عن الحادث لاحقا !!) كانت العروبة تقطر من أذنه اليمنى والإسلام من أذنه اليسرى!! ثلم ثلاثة ارباع الجسر وظلت الحافلة تتأرجح معلقة بقطع الحديد التي أذابتها القذيفة المطلية باليورانيوم المخضب!!فاحالتها الى مايشبه الكلابات التي اخترقت بدورها خاصرة الحافلة ومنعتها من السقوط في نهر دجلة فضلت معلقة .. لكن تلك الحافلة احترقت بمن فيها وتحولت الى هيكل متفحم كانه بقايا ديناصور .. !! 
اما الجسر الاخر الذي يربط  مركز العماره بالأحياء الغربية فقد دمر هو الاخر ليلا ... كنا في المستشفى المجاور لذلك الجسر حين اهتزت وتحطم الزجاج ودفعنا العصف ليرطمنا بجدران الادارة ..بعد مرور دقائق صعدنا انا والمدير العام الى الطابق الخامس لكي نلق نظرة على الجسر.. لاحت لنا عربة واز عسكرية تقف على حافة الجزء المنهار من الجسر وكانت اضويتها لا تزال مشتعلة !! فكرنا.. لابد ان ركابها لا يزالون في داخلها .. ربما يكونون قد جرحوا!! نزلنا مسرعين نجتاز دكات المصعد مضاعفة ..صعد د سالم وراء المقود وأسرعت بالجلوس بجانبه وانطلقنا نحو الجسر .. لم تكن بطولة ولم نكن نتضاهر بها لكنها حمى اجتاحتنا ولم نعرف سببها .. هل هو الفضول ام كان ذلك جزعا، احتجاجا ..  ام كانت رغبة بالهروب من ذلك الجحيم والسأم ؟!! تركنا السيارة عند مفتريات الجسر واتجهنا نحو تلك العجلة التي لا زالت أضوائها مشتعلة .. كانت أبوابها مشرعة لكنها خالية من الركاب .. وجدنا غطاء رأس اخضر ملقى على المقعد الجانبي .. لفتت انتباهنا حركة خلفنا .. كان هناك جنديا مبللا وكأنه خرج للتو من النهر .. قال لنا؛ حين سمعت صفارة الإنذار تناهى لمسمعي هدير غريب .. خفت وأوقفت العجلة وألقيت بنفسي في الشط! ... في تلك اللحظة عوت بنات اوى!! صرخت صفارات الإنذار .. ركضنا نحو سيارتنا ومعنا الجندي .. أصابنا ذعر مرعب ما أن ركبنا حتى دوى انفجار رهيب اهتزت لى اثره سيارتنا وارتطمت رؤوسنا بالزجاجة الأمامية .. ارتفع أمامنا نحو السماء  ومن بعيد حريق كبير ..اخذنا الفضول نحوه مسرعين وحين اقتربنا منعتنا الحرارة المنبعثة منه من الوصول اليه .. لقد قصفوا مخازن المواد الغذائية.. كانت صواريخ الأرض أرض العملاقة تتجول ليلا بين الأحياء وفي النهار كانوا يخبئونها تحت الجسر بجانب المستشفى!! ثم أشيع بأن البعض منها مخبأ في جملونات ومخازن الاسواق المركزية !!!
لم تكن العيادات مصدر رزق لنا فقط وانما هي مرض مصاب به الطبيب!! لا بد ان يذهب الى العيادة ! اليوم الذي يكون فيه بعيد عنها ومهما يكن ، يحس بأنه فاقد لشيء في ذينك الساعات!! كنا نعرف بأن الناس قد جثموا في بيوتهم في ذلك الجو المتخم بالحيرة والخوف والأمل، لا يأبهون بالمرض بل ان الكثير قد نسوا امراضهم المزمنة وصار ديدنهم هو البحث فيما يخبئ لهم القدر .. كان معظم الشباب او كلهم محشورون في (حفر الباطن)!! ..لم يبق في البيوت سوى العجائز والنسوة والأطفال !! لكننا وبعد ان جاوزت ( عاصفة الصحراء) الشهر أخذنا نذهب الى العيادات مجتازين دجلة بشتى السبل .. كنا نقضي نهارنا ومعظم ليالينا خفراء مجبرين في المستشفى خوفا من (غارات) المسؤولين الكبار ورجال السلطة الذين لن يغفروا لطبيب ان  سألوا عنه ولم يجدونه في المستشفى ، حتى وان لم يكن خافرا في تلك الساعة !! اما العيادة فذلك شيء اخر!! ليس طمعا مشروعا فحسب وانما هي علة الطبيب وكيانه  المحسود عليها على مر العصور حتى وان كانت متواضعة جدا ولا يعادل دخلها دخل حلاق !! لكنها ( عيادة الطبيب !!!) ... يسمونها ( الكرف !!!)...
غطت وللمرة الاولى وفي القرن الواحد والعشرين سطح دجلة الزوارق والأبلام التي تسير على الأسلاك !!.. كان ربان البلم يمسك بسلك مربوط بين جرفي النهار ويسحبه لكي يندفع البلم بركابه بالاتجاه المعاكس نحو الجرف الاخر .. كانت تلك اول ( مكرمة) يقدمها العم سام وامبرياليته التحررية البغيضة لشعب الميسوبوتوميا .. شعب الحضارات ..اما المطارات العملاقة وناطحات السحاب فكانت من حصة شعوب ( الصلبة) وذوي الودج احفاد الشيخ شخبوط لسبب بسيط هو ما أصر به ذلك الشيخ الجليل على رفضه القاطع لل ففتي بير سنت ( 50%) وقبوله ب ( كيس لي وكيس لك!!)

يتبع 



#طالب_الجليلي (هاشتاغ)       Talib_Al_Jalely#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوراق على رصيف الذاكرة ..انتفاضة آذار 1991 ...3
- اوراق على رصيف الذاكرة انتفاضة آذار 2
- اوراق على رصيف الذاكرة ..انتفاضة آذار 1991
- بلا عنوان
- اسرار
- حمام الدوح
- حلم ..
- صح ... غلط
- اوراق على رصيف الذاكرة .. عريف عباس
- اوراق على رصيف الذاكرة .. حرب الكويت
- تضامن
- بين سبيلك و ميركه سور 1 ..( اوراق على رصيف الذاكرة)
- عواء الكلاب
- لو كان الزعيم عضوا في البرلمان !!!
- مطر الثريا ...
- 9 شباط... اغتيال الزعيم
- ذكرى ا
- ذكرى انقلاب 8 شباط الأسود
- جم حمام ..9..( أوراق على رصيف الذاكرة )
- جم حمام ..8 ..( اوراق على رصيف الذاكرة )


المزيد.....




- نقل محمد صبحي للمستشفى وأشرف زكي يوضح حالته الصحية
- دبس وزيت.. سخرية من هدية الرئيس العراقي لمواطن والرئاسة ترد ...
- تركيا وإسرائيل.. لماذا أوصى تقرير استخباراتي تركي ببناء ملاج ...
- الشابة السعودية عزيزة العمري تتحدى الصعوبات وتحقق أحلامها بي ...
- ألسنة اللهب تلتهم قاربيْن أثناء إطلاق الألعاب النارية في مهر ...
- -بوتين لن يرضخ-.. تقرير يكشف عدم اكتراث الرئيس الروسي لتهديد ...
- ألمانيا تشد الأحزمة: مكافحة -العمل بالأسود- والتهرب الضريبي ...
- جلسة تاريخية للحكومة اللبنانية.. ماذا أسفر عنها؟
- آخر مستجدات وتطورات الوضع الأمني في الفاشر في السودان
- قناة 12 الإسرائيلية: نتانياهو يميل للاستيلاء على قطاع غزة


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طالب الجليلي - اوراق على رصيف الذاكرة .. انتفاضة آذار 1991 ...4