بناء قبر الرفيق الخالد فهد

سالم وريوش الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 4381 - 2014 / 3 / 2 - 20:57
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

في الذكرى الثمانون لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي .. /الموضوع بحاجة إلى
المزيد من أراء لدعم الموضوع ...

قصة بناء قبر الشهيد الخالد فهد ( يوسف سلمان يوسف ) كما يرويها الفنان المصور أنور الفرحان والرفيق أحمد الغانم ...

.. بتأريخ 14/ شباط /2014 والذي يصادف يوم الشهيد ولدى زيارتنا قبر الرفيق الخالد فهد ضمن وفد منظمة محلية الثورة
التقينا مصادفة بالفنان المصور أنور الفرحان حيث كان ضمن الحاضرين للآحتفاء بهذه الذكرى العطرة
وسألناه عن كيفية بناء قبر الرفيق الخالد فهد
قال الرفيق أنور
كنت أنا صاحب الفكرة الأولى لإعادة ترميم وبناء قبر الشهيد الخالد فهد كان ذلك عام 1974
كنت شابا يافعا ، حين سمعت أن بعض رفاقنا سيقومون بزيارة لقبر الشهيد فهد فطلبت منهم أن أرافقهم ،وحين وصلنا ترقرقت الدموع من عيني وجدت أن القبر مهدما وتكاد أن تكون معالمه آيلة للزوال تحيط به النفايات ،والأعشاب ،فقلت في داخلي أيمكن أن يكون هذا القبر لشخصية عظيمة مثل الرفيق فهد ..
أثار الموضوع اهتمامي خصوصا أن شخصية الرفيق فهد كانت تسيطر على جل تفكيري كنت متأثرا به ..بل كنت مغرما بشخصه وأفكاره ..حتى إني حين كنت أمر من باب المعظم قرب الطب العدلي من جوار المقبرة كنت أشعر بشعور غريب يجتاحني وأتخيل مشهد دفنه ومرور جنازته من هذا الشارع ..
ال
كيف عرفتم إن هذا هو قبر الرفيق فهد ...؟
قال الرفيق أبو خلدون أحمد الغانم وهو أحد المساهمين في الترميم والبناء
تم دفن الشهيد فهد من قبل الشرطة في مقبرة باب المعظم ولم تسلمه لعائلته وخاصة أخيه الأكبر داود . وبقي قبره مجهولا حتى قيام ثورة الرابع عشر من تموز 1958 . كان الرفيق عبد الرزاق الصافي أول من قاد حملة لمعرفة مكان القبر,
و قام بالاتصال بأمانة العاصمة , عن طريق أحد موظفي الأمانة الوطنيين , قيما أشرف موظف آخر على دفنه وأشار لموقع قبره بين نخلتين . للدلالة لمعرفة مكانه ، ،بعد انقلاب 8 شباط عام 1963 خاف حارس المقبرة من البعثيين أن يهدموا القبر فقام برفع الشاهد ..وإخفاءه ، علما أن حارس المقبرة لم يكن من الشيوعيين ، بل كان متعاطفا مع صاحب القبر الذي كما كان يقول ((أن صاحب هذا القبر شخصية مهمة ووطنية لذا كنت أخشى أن تزول معالم هذا القبر .. لذا أزلت الشاهد واحتفظت به ..))
وتوجهنا بالسؤال إلى الرفيق أنور الفرحان ليحكي لنا قصة بناء القبر..
قال كما ذكرت أنه في عام 1974 ولما رأيت القبر متداعيا ، تبلورت لدي فكرة الترميم وبناءه من جديد ، فعملت لمدة شهر وأنا أجمع المبلغ المطلوب للترميم ، كنت كل جمعة آتي وأقوم بتنظيف المكان وقلع الأعشاب المحيطة به حتى هيأت مساحة مناسبة لتكون ساحة للوقوف حدادا على روحه وتم صبها بالأسمنت ثم بنينا القبر ، حتى أصبح معلما مميزا بين القبور ، بعد ذلك قمت بصبغ الشباك المحيط بالقبر باللون الأحمر والأبيض وأحطت الشباك بشعارات ولوحات للحزب ، جاء وفد من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي وزاروا القبر ، وعرفوا أنني من قام بهذا العمل لذا أمروا بتكريمي بأن يوجهوا لي بطاقة دعوة لحضور احتفالية العيد الأربعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي
المقامة في قاعة الخلد , كنت قد تفاجأ ت حينما حضر الرفيق المسئول إلى بيتنا وهو يسأل عني علما أنه لا يعرف محل سكناي . وسلمني بطاقة الدعوة ..
وحتى لا أبخس حق أحد كان من ضمن المشاركين في العمل
أحمد الغانم وخضير عبد الرحيم وحميد قاسم ووادي جلود وطالب ديمتروف ، ونوري
عبد الحسين ..
كيف كان ترميم القبر مرة ثانية

في عام 2004كانت فكرة الترميم والغريب إن حارس المقبرة وكأن التأريخ يعيد نفسه قام برفع الشاهد خوفا على القبر من أن يهدم ..
اقترحت على الحزب تعديل وترميم القبر فكلفت بالأشراف على عملية الترميم ، وكانت تكلفة إعادة البناء مصروفة من قبل الرفيق أبو فكرت وبموافقة الرفيق الشهيد سعدون ..قمنا بجلب المواد الضرورية للبناء والمرمر ،وذهبنا إلى حارس المقبرة لاستلام الشاهد الذي كان محافظا عليه كقطعة ثمينة .. وتم وضعه من جديد ليرى النور مرة أخرى بعد أن اختفى لمدة تزيد على الخمسة وعشرين عاما .. علما أن الشكل الحالي للقبر هو من تصميمي وفكرتي كلفت الفنان نداء كاظم بنحت تمثال نصفي .. لوضعه على القبر إلا أنه اختفى ,,
ورافقني بالبناء بعض الرفاق منهم الرفيق ابو وسام وعمل معي كحرفي ،وضعت داخل القبر للتأريخ مجموعة من الصحف منها جريدة طريق الشعب ، والفكر الجديد ،والشاهد ، والقاسم المشترك ، ودفنت بعض الصور كما وثقت عملي هذا ووضعته بحافظة ووضعه داخل القبر ..
ثم أضاف وهو ينهي حديثه قائلا أتمنى أن يكون لي الشرف ببناء صرح مميز لمؤسس الحزب الشيوعي العراقي الرفيق فهد وهو حلما طالما تمنيته .....

#سالم_وريوش_الحميد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات