أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - أوكرانيا: عبء التاريخ والجغرافية والبنية















المزيد.....

أوكرانيا: عبء التاريخ والجغرافية والبنية


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 4377 - 2014 / 2 / 26 - 08:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعني "أوكرانيا" في اللغة الأوكرانية"أرض الحدود"،وفي اللغة الروسية يدل الروس عليها بكلمة "أوكرايينا" التي تعني"الأطراف":في كييف ولدت أول دولة روسية في عهد فلاديمير العظيم (980-1015)وهو الذي أدخل المسيحية وربطها بكنيسة بيزنطة عام988. كان تدمير كييف على يد المغول عام1340مؤدياً إلى جعل الأرض الأوكرانية الحالية مجالاً لحكم الليتوان ثم البولنديين خلال قرون ثلاثة لاحقة. بالنتيجة ،مع تدمير دولة كييف الروسية،نمت الروسية ،لغة ودولة وقومية،في موسكو(موسكوفي)،مع اعلان ايفان الرهيب نفسه قيصراً في عام1547،فيماتطورت الأوكرانية،وهي شقيق سلافي لغة وعرقاً،تحت سيطرة الليتوان والبولنديين بمنحى خاص.عندما حصلت الانتفاضة الأوكرانية ضد الحكم البولندي بعام1648لم يكن الخيار هو الاستقلال وإنما اختار (الرادا) الأوكراني،أي المجلس، الحكم الموسكوفي بعام1654،وعندما حصلت هزيمة بولندا أمام الروس فقد أدت "معاهدة السلام الأبدي" في 1685إلى ضم أوكرانيا لروسيا فيماأخذت بولندا الغرب الأوكراني الواقع غرب نهر الدنيبر،وعندما جرى تقسيم بولندا في1772و1793و1795 بين روسيا والنمسا وبروسيا فإن الروس كانوا يأخذون شرق الدنيبر بينما تأخذ النمسا غربه،وهو ماجرى ايضاً بين لينين والبولنديين عامي1920-1921وهو الذي أعطى بولندا "حق تقرير المصير" في 1917 قبل أن يغزو الشرق الحاكم البولوني الجديد،أي الماريشال بيلسودسكي،فيماحسم ستالين المسألة الأوكرانية بعد معاهدته مع هتلر في آبأوغسطس 1939عندما أدى تقسيم بولندا بينهما إلى أخذ موسكو الغرب الأوكراني الحالي الذي يضم غاليسيا الشرقية وفولهينا،ثم أخذ سيد الكرملين عام1940بيسارابيا وبوكوفينا الشمالية من رومانية،مشكلاً الإطار الجغرافي- الديموغرافي لأوكرانية الحالية.
كان بطرس الأكبر(1682-1725)مدركاً للفوارق الروسية- الأوكرانية مماجعله يفضل اللامركزية في التعامل مع كييف والأوكرانيين قبل أن يختار خلفائه المركزية الصارمة في1775،وهو ماكان مترافقاً مع تقسيم بولندا واختفائها.في فترة السيطرة النمساوية على الغرب الأوكراني في غاليسا الشرقية وفولهينا اختارت فيينا رعاية الشعور القومي الأوكراني،واللغة الأوكرانية،ضد الروس،بينما تولى الكثير من الأوكران في ظل حكم القياصرة الروس مناصب رفيعة في الدولة والكنيسة،وكانت الروسية أسرع نمواً كلغة من الأوكرانية بين الأوكران،وعندما ضعفت السلطة المركزية الروسية،مع نشوب الحرب الأهلية إثر الثورة البلشفية في أوكتوبر1917،فإن الكثير من الأوكران لم يقفوا مع اعلان الدولة الأوكرانية المستقلة بعد ثلاثة أشهر،مفضلين الخيار السوفياتي بكل ماعناه من حل المسألة الزراعية ومن حداثة وذوبان موعود للفوارق القومية ومنها سياسة الترويس،وفعلاً فإن العشرينيات قد شهدت انتعاشاً كبيراً للغة والأدب الأوكرانيين،قبل أن يأتي ستالين،الجيورجي، ويقوم منذ1929بسياسة ترويس كبيرة ترافقت مع مركزية الكرملين الإدارية وهو ماتزامن مع سياسة التجميع الزراعي1929-1932التي قمعت الكثير من الفلاحين(الموجيك)الأوكران مجبرة إياهم على الانضمام للكولخوزات،ومع ذلك فإن الاحتلال النازي لأوكرانية بعد غزو22حزيرانيونيو1941قد أظهر غالبية أوكرانية كبرى من الأوكران وقفت مع ستالين ضد هتلر فيما تركز المتعاونون الأوكران مع النازيين في الغرب المضموم من بولندا.كان خليفة ستالين بعد وفاة الأخير عام1953،أي خروتشوف ، من دماء روسية- أوكرانية،وكان مسؤولاً عن الحزب الشيوعي الأوكراني، ثم كان الخليفة الثاني،أي بريجنيف،أوكرانياً،وعملياً فإن النمو الاقتصادي السوفياتي في فترة1950-1975قد كان لأوكرانيا حصة كبرى فيه في مجالات الصناعة الثقيلة والهندسية والعسكرية وقد تركز هذا في الشرق الأوكراني ،عند خاركوف ودونتسك، حيث تمازج الروس والأوكران سكانياً،ويلاحظ في تلك الفترة كيف كانت الروسية الأكثر استعمالاً ونمواً من اللغة الأوكرانية في عموم جمهورية أوكرانية السوفياتية في الحياة اليومية للمواطنين،وفي فترة البيريسترويكا(نيسانإبريل1985- آبأغسطس1991)كان الأوكران أقل ميلاً للتمرد على الكرملين من الجيورجيين وجمهوريات البلطيق،وكان الشيوعيون الأوكران أكثر ميلاً للاتجاه المحافظ من قربهم من غورباتشوف،ولم ينحوا نحو التمرد على الكرملين كمافعل بوريس يلتسين مسؤول موسكو للحزب ثم منذ أيار1990رئيس جمهورية روسيا السوفياتية.
في مرحلة مابعد تفكك الاتحاد السوفياتي بالأسبوع الأخير من عام1991انضاف عبء البنية وتثلث مع الجغرافية والتاريخ ليلقوا بثقلهم على أوكرانية:انقسمت الكنيسة الأرثودكسية الأوكرانية بين بطريركية موسكو وبطريركية جديدة انشقت عنها في كييف بعام1992يتبعها (وفق "روزنامة العالم لعام2010"،اصدار نيويورك،ص848)50%من السكان،فيمايتبع موسكو26%،والكنيسة الأوكرانية الأرثودكسية المستقلة7%. هذا الانقسام الأرثودكسي الطائفي يتوازى معه توزع أوكرانية ،ولوأنه ليس انعكاساً حرفياً،بين أوكرانيين بنسبة77%وروس 17%. كل الروس في أوكرانية يتبعون بطريركية موسكو وغالبيتهم العظمى في الشرق والجنوب ،ليتراكب الانتماء القومي مع الديني ومع المناطقي،وهو ماينطبق على الغرب الأوكراني حيث تجتمع الكاثوليكية ،8%من السكان،مع تبعية دينية لروما ولومع طقوس دينية شرقية بدأت تأخذ منحاً لاتينياً متزايداً بالقرن العشرين ،مع ارتباط تاريخي بوارسو وفيينا يأخذ في القرن الواحد والعشرين تفضيلاً سياسياً للارتباط مع الغرب الأوروبي- الأميركي واقتصادياً لارتباط شراكة مع الاتحاد الأوروبي في بروكسيل بدلاً من الارتباط الاقتصادي مع روسيا.في الوسط الأوكراني عند كييف يأتي الشعور القومي الأوكراني من الأرياف والمدن والبلدات المحيطة بالعاصمة،التي هي منقسمة بين مدينتي لفوف الكاثوليكية الأوكرانية(مع كثير من السكان من القومية البولندية) في الغرب ودونيتسك الأرثودكسية ذات الغالبية من الأوكران الروس في الشرق،ولوأن غالبية كبرى من سكان كييف لم يعودوا ،ولوأنهم أعطوا في عامي2006و2010أصوات كبيرة لحزب الأقاليم الموالي لروسيا،في عام2014ييمون وجههم نحو الشرق الروسي كماكان الأمر في الحقبة السوفياتية بل تبدو الأمور من خلال ماجرى مع الرئيس يانوكيفيتش يومي 21و22شباطفبراير2014بأنهم قد أصبحوا مع الخيار الغربي ضد مايقدمه فلاديمير بوتين،وهو ماجعل الميزان مائلاً ضد الرئيس الأوكراني الموالي لموسكو .
بين ثورتين في عامي2004و2014ظهر بأن التردد ،الذي عبرت عنه انتخابات برلمانية بعام2006ورئاسية في2010باتجاه النكوص عن "الخيار البرتقالي"الذي قدمته ثورة2004، قد انتهى لصالح انتصار الخيار الغربي عند غالبية من الأوكرانيين. كان ماجرى في كييف ضد يانوكيفيتش ضربة كبرى لبوتين هي أول تراجع روسي منذ صعود بدأ لموسكو في عالمها السوفياتي السابق مع الحرب الروسية- الجيورجية بآبأغسطس2008 التي أوقفت وأنهت تراجعات روسية بدأت عام1990بالمجال السوفياتي،وعلى الأرجح أن هذا التراجع الروسي لن يكون فقط في المجال السوفياتي السابق وإنما سيؤثر على المد الروسي عالمياً،وهو مايمكن تلمسه من خلال ماجرى في نيويورك بعد ساعات قليلة على ماحصل بكييف لماتنازلت روسيا ووافقت على القرار2139المتعلق بالموضوع السوري بعد مقاومة أبداها الكرملين منذ فيتو 4تشرين أولأوكتوبر2011ضد حيثيات يريد من خلالها الأميركان الامساك بخشبة الموضوع الانساني للوصول إلى قضايا سياسية- عسكرية.



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد سيد رصاص - كاتب وباحث وناشط يساري سوري - في حوار مفتوح ...
- عام2011: فشل محاولات توحيد المعارضة السورية
- (جنيف 2)
- انشقاق المعارضة السورية (2006-2010)
- هل سيكون أردوغان مندريس الثاني؟.....
- قراءة في تجربة (جماعة الإخوان المسلمين) في سورية
- تبلور نزعة المراهنة على الخارج في المعارضة السورية (2003 - 2 ...
- انزياح أميركي عن الشرق الأوسط نحو التركيز على الشرق الأقصى
- المعارضة السورية في بداية العهد الجديد: (10حزيران2000- 9نيسا ...
- المعارضة الحزبية في مرحلة الأسد الأب
- دخول الدور الاقليمي التركي في طور الضعف
- النزعة الإرادوية في المعارضة السورية
- دور العامل الخارجي في الصراعات الداخلية
- النزعة الشعبوية في المعارضة السورية
- الفراغات الاقليمية لضعف القوة الأميركية
- رؤية اسرائيل للجوار
- العلمانية والأحزاب الدينية
- التدخل العسكري الخارجي والتفكك الانفجاري للبنية الداخلية
- الضعف الأميركي
- الدولة العميقة والقوة الفائزة في الانتخابات


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - أوكرانيا: عبء التاريخ والجغرافية والبنية