أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - الفراغات الاقليمية لضعف القوة الأميركية















المزيد.....

الفراغات الاقليمية لضعف القوة الأميركية


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 4250 - 2013 / 10 / 19 - 12:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في عام2003اعترض الحلفاء الاقليميون لواشنطن في الرياض والقاهرة وأنقرة على الغزو الأميركي للعراق،الذي تحالف فيه الأميركي مع الايراني. لم يستطع أولئك الحلفاء المعترضون زعزعة جورج بوش الابن عن قراره،وهو كان أيضاً مصير وأثر اعتراضات باريس وبرلين وموسكو على ذلك الغزو. كان القطب الواحد للعالم في ذروة قوته.
قاد فشل الأميركي في "إعادة صياغة المنطقة"عبر البوابة البغدادية إلى تزعزع القوة الأميركية،أولاً اقليمياً منذ2007أمام بروز المد الايراني،ثم عالمياً أمام الاستيقاظ الروسي بدءاً من عام 2008أثناء الحرب الروسية – الجيورجية:في عام2013تحول تزعزع القوة الأميركية إلى حالة ضعف لواشنطن في اقليم الشرق الأوسط،وهو ماأنشأ فراغات اقليمية،حاولت ملئها واستغلالها كل من طهران وموسكو.
لم يقتصر هذا على خامنئي وبوتين،بل شمل هذا حلفاء واشنطن أيضاً الذين استطاعوا،أمام الضعف الأميركي،أخذ حرية حركة لم تكن متوفرة لهم في أيام غزو العراق لماكانت واشنطن لاتلتفت لاللحلفاء ولاللخصوم:ظهر هذا أولاً في يوم 3يوليو2013 بالقاهرة لمادعمت الرياض وأبوظبي وعمًان انقلاب الفريق السيسي ضد الرئيس مرسي،فيماكانت واشنطن في حالة تردد وحيرة تجاه اضطرابات داخلية واجهت حكم (الاخوان المسلمون)،الذين لم تقتصر واشنطن على نسج تحالف مع فرعهم المصري في فترة مابعد الرئيس مبارك بل شمل هذا أيضاً فرعهم التونسي واليمني والسوري وتولية الاسلامي أردوغان،بالتضافر مع قطر،إدارة الملف السوري المعارض لحساب واشنطن منذ تشكيل"المجلس الوطني السوري" في يوم2تشرين أولأوكتوبر2011.أتاح اضطراب وتردد واشنطن أمام عقابيل هذا التحالف مع الاسلاميين، بعدما حصل مقتل السفير الأميركي في ليبيا بيد اسلاميين في بنغازي بأيلول2012بينما كانت واشنطن قد رعت عملية الناتو لإزاحة نظام القذافي وبعدما بان للفرنسيين في مالي بالشهر الأول من عام2013بأن الأسلحة قد أتت للاسلاميين هناك من مخازن ليبية لمحاربة الفرنسيين الذين قادوا عملية الناتو بعام2011ضد القذافي، المجال لحلفاء واشنطن لكي يتحركوا ضد حكم (الاخوان)في القاهرة عبر دعم خصوم الرئيس مرسي الذي ظلت واشنطن حتى اللحظة الأخيرة تدعمه. في سورية كان الوضع أوضح،لماكانت تولية واشنطن لأنقرة والدوحة الملف السوري المعارض مثار عدم رضا من قبل الرياض،وهو ماظهر جلياً في الموقف السعودي غير الداعم ل(المجلس الوطني السوري) الذي كان يهيمن عليه (الاخوان المسلمون) وتدعمه واشنطن من خلف الستارة التركية- القطرية،حيث أتاح بدء ظهور عقابيل التحالف الأميركي- الاخواني عبر (محطة بنغازي) المجال لتجاوز (المجلس) نحو ( الائتلاف السوري) في 11112012والذي كانت أوراق الرياض متعادلة الكفة فيه مع أنقرة – الدوحة عند ولادته ثم فاقتهما مع التوسعة التي جرت في (الائتلاف) بالأسبوع الأخير من شهر أيار مايو2013: عبر (المجلس) و(الائتلاف) ظهر مقدار التخبط الأميركي في الملف السوري المعارض،وهو ماكان الأرضية لتنازع الحلفاء الاقليميين لواشنطن على إدارة الملف،برضا الأميركي في حالة أنقرة والدوحة، وبتردد أميركي أقرب لعدم الرضا تجاه حالة نفوذ الرياض في (الائتلاف).
تدرك واشنطن في عام2013حالة ضعفها الاقليمي بمنطقة الشرق الأوسط:ظهر هذا أولاً في (اتفاقية موسكو)يوم 7أيار مايو بين لافروف وكيري حول سوريا،ثم في اتفاقية 14أيلول سبتمبر بينهما حول (الكيماوي السوري)،حيث من الواضح فيهما الأرجحية الروسية على الأميركية.لم تسلم واشنطن في هاتين المحطتين فقط بضعفها أمام موسكو،بل عملياً أعطت موسكو إدارة الملف السوري من خلال (جنيف2) الذي يتزامن فيه تنفيذ (الحل السياسي) المتضمن في (جنيف1)مع تنفيذ(القرار2118)الصادر عن مجلس الأمن بيوم27أيلولسبتمبر بمايخص(الكيماوي السوري).تريد واشنطن من خلال تنازلها في سورية لروسيا تعاون موسكو معها في إدارة فراغ مابعد الانسحاب العسكري الأميركي من أفغانستان المقرر في تموزيوليو2014والذي يريد البيت الأبيض أن لايكون مشابهاً لمصير عراق مابعد انسحاب31كانون أولديسمبر2011الأميركي من هناك لماظهرت أرجحية النفوذ الايراني على الأميركي في"العراق الجديد". على الأرجح أن دوافع تقاربات أوباما من روحاني تشمل أفغانستان أيضاً،التي يدرك البيت الأبيض مدى النفوذ الايراني هناك ليس فقط على الأحزاب الشيعية وإنما أيضاًعند مكونات (تحالف الشمال) الذي تشاركت طهران مع موسكو في دعمه ضد حكم حركة طالبان(1996-2001) إضافة للنفوذ الايراني في المنطقة الغربية الأفغانية عند سُنًة مدينة ومنطقة هيرات. في هذا الإطار الأفغاني،يقود الضعف الأميركي الراهن إلى تنامي الدورين الباكستاني والسعودي في الملف الأفغاني من حيث دورهما في اقناع (حركة طالبان) بالتخلي عن المقاومة المسلحة والدخول في حكومة انتقالية أفغانية لفترة مابعد الانسحاب العسكري الأميركي مع (جماعة كرزاي) و(تحالف الشمال) و(الأحزاب الشيعية).
كل تلك التطورات التي نتجت عن الضعف الاقليمي الأميركي في الشرق الأوسط قادت إلى فراغات قوة ساهمت في تنامي نفوذ طهران الاقليمي ،وبروز حضور موسكو بالمنطقة بعد كسوف نفوذ الكرملين الشرق أوسطي في مرحلة مابعد بريجنيف(توفي في 10تشرين ثاني1982). ساهم هذا الضعف الأميركي في تنامي الدور الاقليمي للرياض، وفي إعادة الحضور الباكستاني لأفغانستان بعد غروب شهده هذا الحضور في زمن مابعد الغزو الأميركي لأفغانستان الذي حصل بعد أربعة أسابيع من (11سبتمبر2011). أيضاً يلاحظ في فترة (مابعد 3يوليو2013)أن السلطة المصرية الجديدة تملك مسافة عن واشنطن لم تكن موجودة في عهد الرئيس مبارك. بالمقابل قاد الضعف الأميركي الاقليمي إلى تزعزع الدور التركي في عام2013 بالقياس لعام2011،وإلى تضعضع واختفاء الدور القطري، وإلى سقوط مرسي، وإلى جعل مد التيار الاسلامي السياسي بحالة جزر وتراجع.
هل يمكن أن توحي كل هذه التطورات بإمكانية قرب حصول (يالطا دولية – اقليمية) حول تقاسم النفوذ في الشرق الأوسط، بعدما كانت هذه المنطقة هي المنطقة الوحيد المستثناة من خرائط النفوذ التي رسمت في (مؤتمر يالطا)شباط- فبراير1945؟...



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤية اسرائيل للجوار
- العلمانية والأحزاب الدينية
- التدخل العسكري الخارجي والتفكك الانفجاري للبنية الداخلية
- الضعف الأميركي
- الدولة العميقة والقوة الفائزة في الانتخابات
- هل فشل - الربيع العربي - ؟....
- انسداد الثورات والبحث عن -المنقذ الفرد-
- فراغات ما بعد توقف المدّ الإسلامي
- المجتمع والسلطة في ايران
- حدث (اسطنبول – الدوحة – القاهرة) -
- الوضع الداخلي والسياسة الخارجية
- سورية وحرائق الجوار
- لماذا سوريا بكل هذه الأهمية للعالم والاقليم ؟...
- حراك التيّارات السياسيّة العربيّة
- انفجار بنية عراق بول بريمر
- ماهذا البالون المنفوخ الذي اسمه دولة قطر؟.....
- نزعة الإستعانة بالأجنبي في المعارضات العربية
- 9نيسان2003:تدشين مرحلة جديدة في الإقليم
- تداعيات غزو العراق على سوريا
- ترابط أحداث الاقليم -


المزيد.....




- حرب غزة: لماذا يتعرض الفلسطينيون من طالبي المساعدات الإنساني ...
- -ما قمنا به في إيران كان رائعًا-.. ترامب: إذا نجحت سوريا في ...
- الاتحاد الدولي للسلة: إعلان هزيمة منتخب الأردن تحت 19 سنة أم ...
- ألمانيا... داء البيروقراطية حاجز بوجه العمالة من أفريقيا
- طهران تبدي -شكوكا جدية- بشأن احترام إسرائيل لوقف إطلاق النار ...
- الحكومة الفرنسية أمام اختبار سحب الثقة
- الموفد الأمريكي إلى سوريا: اتفاقات سلام مع إسرائيل أصبحت ضرو ...
- خبير عسكري: فقدان جيش الاحتلال قوات اختصاصية خسارة لا تعوض
- 40 عاما من الحكم.. الرئيس الأوغندي يترشح مجدّدا للرئاسة
- 47 شهيدا بغزة وعمليات نزوح كبيرة شمال القطاع


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - الفراغات الاقليمية لضعف القوة الأميركية