أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - حدث (اسطنبول – الدوحة – القاهرة) -















المزيد.....

حدث (اسطنبول – الدوحة – القاهرة) -


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 4157 - 2013 / 7 / 18 - 12:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



خلال أربعة وثلاثين يوماً حصلت تطورات في ثلاثة أماكن:اندلاع مظاهرات كبرى في ميدان تقسيم باسطنبول(31أيار2013). تخلي أمير قطر عن الحكم لابنه ولي العهد(25حزيران). اعتصامات جماهيرية مليونية ضد حكم الرئيس المصري محمد مرسي انتهت بانقلاب عسكري أطاح بحكم جماعة الاخوان المسلمين في القاهرة(30يونيو- 3يوليو).
هذه التطورات الثلاث هي على ترابط بحيث يمكن وصفها بأنها حدث واحد يندرج تحت الوصف التالي:توقف مد التيار الاسلامي وبدء دخوله في مرحلة الجزر،مادام الذي جرى في اسطنبول هو بمثابة اهتزاز داخلي ل(المشروع- النموذج الاسلامي)الذي تم تسويقه خلال عقد مضى من الزمن،والذي حصل في الدوحة كان إزاحة لصاحب(كيس النقود)و(الوسيلة الاعلامية – "محطة الجزيرة")للتيار الاسلامي،فيماكان ماجرى في القاهرة هو سقوط مدو اجتماعي- سياسي لتجربة (الجماعة – الأم)بعد سنة أولى سلطة أفقدتها "عذريتها السياسية" التي حافظت عليها رغم المحن التنظيمية – السياسية التي مرت بها خلال أربعة وثمانين عاماً من عمرها قبل وصولها إلى حكم مصر في يوم30يونيو2012.
هذا الحدث هو زلزالي على مستوى المنطقة والعالم الاسلامي،وبالتأكيد على المستوى الدولي،مادام يؤشر على توقف حركة المد لتيار سياسي،والبادئة منذ أوائل عقد السبعينيات من القرن الماضي،والذي – أي هذا الحركة المديَة لهذا التيار- هزًت بلداناً عدة(سوريا1979-1982،الجزائر1989-1999)،وأقامت مقاومة اسلامية عالمية داخل أفغانستان ضد السوفيات(1980-1988)ساهمت في ميلان التوازن العالمي لصالح واشنطن مماعجل في سقوط الكرملين بالحرب الباردة أمام البيت الأبيض،ووصل فصيل من هذا التيار للسلطة عبر الانتخابات(أنقرة2002)،قبل أن تُظهر حركة التيار الاسلامي السياسي بأنه الأقدر على العوم في بحر الانتفاضات الاجتماعية العربية ضد النظم الحاكمة في فترة"الربيع العربي" ولتصل من خلال ذلك التنظيمات الاسلامية إلى السلطة في تونس والقاهرة عبر صناديق الاقتراع بعامي2011و2012.
على العكس من المدى الزمني الطويل لحركة مد التيار الاسلامي فإن دخوله في مرحلة الجزر كان سريعاً بعد تجربة قصيرة في السلطة،سواء في القاهرة أم أنقرة. هذا الأمر لم نره عند القوميين العروبيين،الذين بدأ مد تيارهم بعد نكبة فلسطين عام1948ولم يدخلوا في مرحلة الجزر السياسي إلاإثر هزيمة5حزيران1967.هذا الحراك للتيارات من المد للجزر تظهر علاماته من خلال أحداث مفصلية،مثل حرب 1967 عند العروبيين وضياع فلسطين عند الليبراليين السوريين الذين كانوا حاكمين في دمشق عام1948وإن كانت النقطة التي قلبت حراك الليبراليين من مد إلى جزر في مصر قد كانت سابقة عن الشام(ومصر هي دائماً نقطة البدء التي تفتتح المراحل العربية،وهي نقطة بداية النهاية لها)لماأجبرت الدبابات البريطانية المقتحمة لقصر عابدين يوم4فبراير1942الملك فاروق على تعيين زعيم حزب الوفد،وهو وريث زعيم ثورة1919، رئيساً للوزراء في القاهرة.
في اسطنبول بشهر حزيران2007،كان ملفتاً لصاحب هذا المقال،أثناء حضوره لندوة هناك،أن تكون اتهامات الأتاتوركيين والماركسيين الأتراك لأردوغان متركزة على كونه " معتمداً أميركياً " في بلاد الأناضول. في عامي2011-2012 كان صعود التيار الاسلامي للسلطة،في تونس ومصر،معتمداً على رضا أميركي،على مايبدو أنه أتى من اعتقاد عند البيت الأبيض بأن الأفضل هو الاعتماد على أنظمة لها جذور اجتماعية تظهر عبر مرآة صندوق الاقتراع بدلاً من أنظمة ديكتاتوركية بدون جذور في مجتمعاتها،حيث تفادت أميركا من خلال تلاقيها مع التيار الاسلامي،عند سقوط بن علي وحسني مبارك،أن يكون مصير تونس14جانفي2011وقاهرة11فبراير2011مماثلاً لماكان يوم11شباط1979لماظلت واشنطن حتى اللحظة الأخيرة في داخل سفينة شاه ايران الغارقة.
لم تمانع واشنطن في كسر الرئيس مرسي يوم12أغسطس2012لثنائية العسكر – الاسلاميين لماأحال المشير طنطاوي والفريق سامي عنان للتقاعد وألغى "الاعلان الدستوري المكمِل" الذي أصدره (المجلس العسكري الأعلى)قبيل أسبوعين من تولي مرسي لمنصب الرئاسة والذي كان يراد منه أن يحكم العسكر من وراء ستارة الحكم المدني كماكان الحال في تركية منذ تأسيس(مجلس الأمن القومي)عام1963بعد ثلاث سنوات من انقلاب1960العسكري ضد رئيس الوزراء عدنان مندريس. في هذا الإطار تندرج الإرادة الأميركية في تولية أنقرة- الدوحة للملف السوري المعارض خلال عامي2011و2012بكل مايعنيه هذا من تصدر الاسلاميين للمشهد السوري المعارض ومن رغبة أميركية على مايبدو كانت موجودة آنذاك لاتمانع في تكرار دمشقي لسيناريو الغنوشي- مرسي.
انقلب هذا المشهد الأميركي إثر ثلاث محطات:مقتل السفير الأميركي في بنغازي(أيلول2012)لماتفاجآت واشنطن بحصاد "اليوم التالي" الذي ارتد ضدها في بلد دفعت(الناتو)لتغيير نظامه بالقوة. غزو مالي(كانون ثاني2013)لماظهر بأن معظم الأسلحة التي جابه بها الاسلاميون الفرنسيين هناك قد أتت من ليبيا التي قاد الفرنسيون عملية(الناتو)فيها ضد القذافي. تفجير بوسطن(نيسان2013). هذه المحطات الثلاث قادت إلى مراجعة عند واشنطن فيمايخص مركبها المشترك مع الاسلاميين . ظهرت أولى ارهاصات هذه المراجعة يوم31تشرين أول 2012لماأحالت وزيرة الخارجية الأميركية "المجلس الوطني السوري" إلى التقاعد عبر خطاب ألقته في زغرب،وليكون تشكيل"الائتلاف" يوم11112012بداية لنزع أيدي أنقرة عن الملف السوري وبداية رعاية واشنطن لعملية اضعاف الاسلاميين في المعارضة السورية لصالح"علمانيين" ترعاهم واشنطن والرياض،هم وعسكريون مثل اللواء سليم ادريس،تريد هاتين العاصمتين أن يكونا عنوان"توسعة الائتلاف"،والتي هي بشكل"ما" عملية تعبير عن نزع يدا أنقرة والدوحة من الملف السوري،والذي كان سابقاً بغطاء أميركي،وعن ولادة ثنائية أميركية- سعودية تلاقي الثنائية الروسية – الايرانية في رباعية هي ستكون المظلة الدولية – الاقليمية للتسوية السورية.
من هذا المنطلق،يمكن اعتبار اتفاقية موسكو في 7أيار2013حول التسوية السورية عنواناً لرؤية أميركية جديدة للمنطقة تشترك فيها واشنطن مع موسكو والرياض،ولاتقاومها طهران،في إرادة سياسية لتحجيم التيار الاسلامي الإخواني،تختلف عن ماكان في عامي2011-2012 لماكانت ثنائية واشنطن – الاسلاميين تظلل تطورات المنطقة العاصفة وكانت أنقرة والدوحة تعومان على سطح بحر"الربيع العربي".
هنا: هل يمكن فصل تواريخ 31أيارفي اسطنبول و25حزيران في الدوحة و30يونيو-3يوليو بالقاهرة عن ماجرى في موسكو يوم7أيار2013؟..........أي بمعنى آخر:أليس هذا وذاك وذاك تهيئة لمسرح الأحداث اللاحقة والمستتبعة لماجرى في موسكو بذلك اليوم والذي هو بمثابة (يالطا جديدة) على الصعيد الدولي- الاقليمي؟..............



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوضع الداخلي والسياسة الخارجية
- سورية وحرائق الجوار
- لماذا سوريا بكل هذه الأهمية للعالم والاقليم ؟...
- حراك التيّارات السياسيّة العربيّة
- انفجار بنية عراق بول بريمر
- ماهذا البالون المنفوخ الذي اسمه دولة قطر؟.....
- نزعة الإستعانة بالأجنبي في المعارضات العربية
- 9نيسان2003:تدشين مرحلة جديدة في الإقليم
- تداعيات غزو العراق على سوريا
- ترابط أحداث الاقليم -
- خريطة المعارضة الحزبية السورية
- هوغو تشافيز:ظهور الشعبوية الوطنية في أميركا اللاتينية
- مؤشرات على اضطراب التحالف الأميركي- الإخواني
- تضعضع القطب الواحد للعالم
- فراغات القوة العربية وصعود الجوار الاقليمي
- ستة أشهر من حكم الاخوان المسلمين في مصر
- مرحلة انتقال مابعد الثورة
- استنتاجات غزاوية
- عن أرجحية تكسر موجة المد الاسلامي في دمشق؟..
- المعارضة السورية والوطنية


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - حدث (اسطنبول – الدوحة – القاهرة) -