أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - الوضع الداخلي والسياسة الخارجية















المزيد.....

الوضع الداخلي والسياسة الخارجية


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 4142 - 2013 / 7 / 3 - 08:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بين عامي1975و1979خسرت الولايات المتحدة الهند الصينية وايران ونيكاراغوا وامتد نفوذ وسيطرة الاتحاد السوفياتي إلى أنغولا وإثيوبية وأفغانستان،وقد كان هناك شعور عام في الغرب الأميركي – الأوروبي بأنه قد أصبح هناك اختلالاً في الموازين بين المعسكرين الغربي والشرقي لصالح موسكو لأول مرة منذ بداية الحرب الباردة في عام1947،وقد هوجم الرئيس كارتر كثيراً على التنازلات التي قدمها لبريجنيف في اتفاقية(سالت2)التي وقعت يوم18حزيران1979 في فيينا والتي أقر فيها لأول مرة مبدأ التساوي في الصواريخ الباليستية العابرة للقارات وفي عدد الطائرات القاذفة ذات المدى البعيد وهو ما كان معاكساً لصالح الأميركان في (سالت1)التي عقدت بين نيكسون وبريجنيف عام1972. في تلك الفترة ظهرت روحية هجومية غربية ضد السوفيات مضادة للنزعة السلامية عند كارتر وماأسموه بتنازلاته،وهو أمر كان يشارك الرأي فيه الرئيس الأميركي كل من رئيس الوزراء البريطاني جيمس كالاهان والرئيس الفرنسي جيسكار ديستان والمستشار الألماني الغربي هيلموت شميت،رأيناها أولاً عند رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة مارغريت تاتشر التي هزمت كالاهان في انتخابات أيار1979،ثم عند المرشح الجمهوري رونالد ريغان في حملته الانتخابية الرئاسية ضد الرئيس كارتر الذي ترشح ثانية في عام1980: بعد خمسون يوماً من هزيمة ريغان لكارتر وقبيل قليل من دخول الرئيس الجديد للبيت الأبيض ،كتب نائب رئيس تحير مجلة"الإيكونوميست " ،نورمان ماكراي وفي عدد يوم27كانون أول1980 (ص17)،الكلمات التالية:"لوأن التطورات استمرت على زخمها الاجتماعي والاقتصادي الراهن،ممايجب أن يرصد من قبل أي جهاز يملك ذكاء كافياً لكي يصاب بالفزع،فإن مجمل النظام السوفياتي المتعفن يمكن أن يواجه ثورة على طراز عام1789قبل عام1989".
كانت هذه النبوءة السياسية المدهشة ليست فقط على تعاكس مع مزاج صانعي القرار (مع استثناء تاتشر) وإنما أيضاً مع مزاج المجتمعات الغربية التي كانت تنطلق مظاهراتها السلامية من أجل نزع التسلح انطلاقاً من خوفها وخاصة في الغرب الأوروبي من التفوق العسكري السوفياتي.لم يكن بريجنيف يشارك الصحفي البريطاني تقديره لهشاشة النجاحات الخارجية السوفياتية مادامت مبنية على بناء داخلي اقتصادي- اجتماعي ضعيف مع غياب للحريات،وهو ماجعله في كلمته أمام المؤتمر السادس والعشرين للحزب الشيوعي السوفياتي بشباط1981يطرح طموحات كبرى لموسكو من خلال دعوته الرئيس الأميركي الجديد إلى "تصور مشترك حول أمن الخليج والمحيط الهندي".
لم يكن رونالد ريغان في هذا المزاج:عندما طرح "مبادرة الدفاع الاستراتيجية(حرب النجوم)"في آذار1983كانت مراهناته مبنية على ضعف الاقتصاد السوفياتي وعدم قدرته على مجاراة سباق جديد للتسلح وفق برنامج يعتمد على ابطال فعالية الصواريخ العابرة للقارات من خلال دفاعات صاروخية مضادة لها عبر الأقمار الصناعية،رغم معرفته بقدرة السوفيات العلمية على مجاراة الأميركان فيه.عملياً كان هذا البرنامج مبنياً على رؤية من أجل كسر نظرية الردع المتبادل أو"الافناء المتبادل"التي انبنى عليها التوازن النووي بين العملاقين الأميركي والروسي والتي قادتهما إلى اتفاقات مثل(سالت1)و(سالت2) إوإلى الاتجاه نحو حروب بالنيابة لتعديل التوازن بينهما بدلاً من المجابهة المباشرة التي قادت نذرها في أثناء الأزمة الكوبية عام1962إلى قشعريرة عالمية. من دون سباق(حرب النجوم)لايمكن تفسير الانهيار السوفياتي الذي بدأ مع تكريس قمة واشنطن في كانون أول1987 بين ريغان وغورباتشوف للأرجحية الأميركية في الأسلحة الاستراتيجية وفي السياسة العالمية مع انكفائية سوفياتية رأينا نذرها بتوقيع اتفاق 14نيسان1988للانسحاب من أفغانستان ثم مواز كوبي له من أنغولا،ثم تثنى اقليمياً في خريف 1989مع انهيار نظم دول حلف وارسو بأوروبة الشرقية والوسطى،ثم في الداخل لماتفكك الاتحاد السوفياتي في الأسبوع الأخير من عام1991.
كان البناء الداخلي الضعيف هو السبب في انهيار دولة عظمى من الخارج العالمي للاقليمي ثم وصولاً للبنية الداخلية:كان الزعيم الصيني دينغ سياو بينغ واعياً للدرس السوفياتي في زمن غورباتشوف،لذلك اتجه إلى اعتبار أن الاقتصاد له الأولوية في مجمل السياسة العالمية الصينية حيث اتجه إلى مقايضة استيراد التكنولوجيا المتقدمة من الغرب والاستثمارات بإحناءة رأس بكين أمام الصعود الأميركي العالمي وفي عدم أخذ دور المشاغب على واشنطن في الأزمات العالمية وهو مارأيناه عند دينغ(توفي1997)وخلفاءه في حرب خليج1991أوفي حرب كوسوفو1999أوفي غزو العراق عام 2003. مع تأسيس (مجموعة دول البريكس)في16حزيران2009،وبعد أشهر من الأزمة المالية- الاقتصادية الأميركية بدءاً من أيلول2008،رأينا بكين تتجه للتحلف مع موسكو في تكتل عالمي جديد،ضم معهما الهند والبرازيل وجنوب افريقية،دخل في مواجهة جبهية ضد واشنطن أثناء الأزمة السورية بدءاً من ذلك الفيتو المزدوج الروسي- الصيني بنيويورك يوم4تشرين أول2011.
هنا،كان توقف المد الهجومي الأميركي في السياسة العالمية مربوطاً بالأزمة المالية- الاقتصادية في نيويورك منذ2008والتي بدأت آثارها بالامتداد لمنطقة اليورو منذ عام2011،كماكان الصعود الروسي- الصيني مربوطاً بالاقتصاد،ولوأن فشل واشنطن في العراق وأفغانستان وبالتالي في "إعادة صياغة الشرق الأوسط"قد ساهما في ذلك التوقف ثم لتجيء الأزمة المالية- الاقتصادية لتزيد من وتيرة الانكفاء الأميركي إلى درجة أن فرصة "الربيع العربي"،التي أتاحت لواشنطن فرصة إعادة الهجومية الأميركية وعبر قوى داخلية حليفة وليس عبر جنود أميركان يغزون المنطقة كمافي عراق2003،لم تستطع إدارة أوباما استثمارها وإنما استثمرتها موسكو التي استطاعت لي ذراع واشنطن في الصراع السوري الذي خرج منه الكرملين رابحاً حسب ماتوحي المؤشرات من اتفاقية موسكو في7أيار2013والتي ستحدد منها معالم ( مؤتمر جنيف2) الذي لن يحدد فقط معالم سوريا القادمة وإنما الشرق الأوسط الجديد وفي ظل عالم متعدد الأقطاب يأتي على أنقاض الأحادية القطبية الأميركية البادئة خلال ربع القرن الماضي من الزمن.
تعطي طهران2009مثالاً عن علاقة الوضع الداخلي بالسياسة الخارجية:مكاسب اقليمية كبرى منذعام2003يأتي بعدها انفجار داخلي عند كتل اجتماعية واسعة ضد السلطة الايرانية. استطاع الحاكمون في طهران استيعاب الاحتجاجات وهزيمتها عبر تماسك السلطة الذي أتى ليس فقط وأساساً من قوة نجاحات السياسة الخارجية وإنما من وجود كتل كبيرة مازالت مؤيدة وبقوة ،وخاصة في الأرياف والمدن والبلدات الصغيرة وعند الفئات الفقيرة،للوضع القائم. ربما في اسطنبول (مابعد ميدان تقسيم-31أيار2013)تكون الصورة معاكسة عن طهران2009،عندما أتى فشل أردوغان في السياسة الخارجية،وخاصة في الموضوع السوري،ليساعد على تفجير احتجاجات مبنية على قضايا داخلية بحتة ،لم تكن ممكنة في فترة صعود نجمه اقليمياً .
في فترة (مابعد سايغون) أتت انكفائية كارتر،وفي مرحلة (مابعد بغداد)أتت انكفائية أوباما أوماأسماها (استراتيجية الخروج):في مناظرته التلفزيونية مع نجاد أثناء حملة انتخابات حزيران2009الرئاسية قدم مير حسين موسوي شعار "ايران أولاً"وطرح مقولة تقول بعدم أهمية نجاحات السياسة الخارجية"مادام المواطن الايراني يعاني القلة والفاقة":لم ينجح هذا آنذاك ،ولكن بالتأكيد أن تجربة بريجنيف ،الذي حقق نجاحات خارجية مدوية في السبعينيات ثم انهار بنائه كله داخلياً واقليمياً وعالمياً خلال عقد من الزمن بعد وفاته في عام1982 ، تظهر أن نجاحات السياسة الخارجية سيفخخها البناء الداخلي الضعيف والمليء بالثغرات،فيماالتجربة الصينية تثبت بأن نجاحات البناء الداخلي هي الطريق إلى سياسة خارجية ناجحة.



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سورية وحرائق الجوار
- لماذا سوريا بكل هذه الأهمية للعالم والاقليم ؟...
- حراك التيّارات السياسيّة العربيّة
- انفجار بنية عراق بول بريمر
- ماهذا البالون المنفوخ الذي اسمه دولة قطر؟.....
- نزعة الإستعانة بالأجنبي في المعارضات العربية
- 9نيسان2003:تدشين مرحلة جديدة في الإقليم
- تداعيات غزو العراق على سوريا
- ترابط أحداث الاقليم -
- خريطة المعارضة الحزبية السورية
- هوغو تشافيز:ظهور الشعبوية الوطنية في أميركا اللاتينية
- مؤشرات على اضطراب التحالف الأميركي- الإخواني
- تضعضع القطب الواحد للعالم
- فراغات القوة العربية وصعود الجوار الاقليمي
- ستة أشهر من حكم الاخوان المسلمين في مصر
- مرحلة انتقال مابعد الثورة
- استنتاجات غزاوية
- عن أرجحية تكسر موجة المد الاسلامي في دمشق؟..
- المعارضة السورية والوطنية
- أوباما ومنطقة الشرق الأوسط


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - الوضع الداخلي والسياسة الخارجية