أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عباس العبد - مقطع / على مقربة من الحرب














المزيد.....

مقطع / على مقربة من الحرب


سعدي عباس العبد

الحوار المتمدن-العدد: 4377 - 2014 / 2 / 26 - 07:52
المحور: الادب والفن
    


* غادرت سلمى البيت ، بيت اختي ، غادرت الغرفة ،.............
مرّ وقت ما . وقت طويل على مغادرتها ، ولكن رائحتها لن تغادر . فما زالت تنتشر صادمة قوّية ، في هواء الغرفة ، وفي ذات المكان الذي كانت تقتعده ، ما زالت رائحتها عالقة في فضاء الغرفة برمته ، تضوع من النافذة والجدران ، والباب الذي بقي مشرعا ، تضوع نفّاذة من بدني ومن الاريكة ، رائحة مذهلة جعلت تتفشى سريعة في انفاسي .. رائحها اكاد اتحسسها بيدي . اكاد المسها كما لو إنها شيء منظور ، كانت مرآة الدولاب تتلامع قبالتي ، فيلوح ليّ وجهي كتلة هشّة بملامح ترابية مجفّفة ! ملامح من غبار خفي . بدا كما لو انه جزء مقتطع من تلك البرّية ، بريّة الحرب البعيدة الآن .. راح الوجه الغباري يقترب عبر المرآة ، يدنو مني ، كلما اخطو ، خطوة ثقيلة ناحية المرآة . كأني امرّ عابرا قنطرة من الزمن الغامض غير المنظور .. كلما اطوي خطوة .. اشعر كأني اجتاز مديّات .. كأني اعبر جسورا مهوّلة من السنوات .. جسورا من الماضي الممعن بالغياب والتلاشي .. فاحس برائحة غبار مجفّف تنتشر في فضاء الغرفة ، رائحة ملتحمة بتلك الرائحة التي تركتها سلمى تتصاعد ، تنتشر وتضوع منذ جمعتين .. كلا .. منذ شهرين ..كلا ..منذ سنتين .. كلا .. منذ سنوات .. منذ دهر ..، منذ هبوط آدم بخطيئته ، منذ زمن ما ، منذ ما قبل الزمن !
كانت الرائحة خليطا من اوجاع وفواجع وبقايا حياة كانت ذات يوم .. خليط من رائحتين ،..
عطر أنثوي وغبار .. فاهجس إني اتحوّل ، في طور من التحوّل يتنامى على مهل ، ادخل طورا من التحوّل يفضي بي إلى شكل مبهم من اشكال الغموض والغبار .. غبار الشوارع والخلوات والمنعطفات والساحات والاعشاب والغرف المشرع .. والعراءات القاتمة .. اتحوّل إلى مدى مهوّل من التيه والضّياع ، متسربلا بالغبار والخواء ، // مقطع من روايتي المخطوطة / سلمى والنهر



#سعدي_عباس_العبد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلاد من دخان
- عن : الشاعر جبار الغزي : .. طائر الجنوب يحلّق فوق بارات العا ...
- .. مشهد .. / إجازات الجنود
- .. مشهد / سلمى والنهر
- قوّة الغابة
- جثتي ........
- رماد الجنود / جنود الرماد
- قصة قصيرة __ القيامة
- رواية مخطوطة في مقاطع / بقايا الجندي الطائر / 2
- رواية مخطوطة / بقايا الجندي الطائر / المقطع 3
- مقطع من روايتي المخطوطة / بقايا الجندي الطائر
- رائحة الجندي
- الرصاصة والزنبقة
- النهار الاخير
- ..... يحدث في زمن البكاء والنسيان ..
- عزف على وتر الخراب
- نوافذ الأباء والنساء
- دهشة
- منزل عند الضاحية البعيدة من الوجود */ قصة قصيرة
- نهارات سود


المزيد.....




- روزي جدي: العربية هي الثانية في بلادنا لأننا بالهامش العربي ...
- إيران تكشف عن ملصق الدورة الـ43 لمهرجان فجر السينمائي
- هوس الاغتراب الداخلي
- عُشَّاقٌ بَيْنَ نَهْرٍ. . . وَبَحْر
- مظهر نزار: لوحات بألوان صنعاء تروي حكايات التراث والثقافة با ...
- في حضرةِ الألم
- وزير الداخلية الفرنسي يقدّم شكوى ضدّ ممثل كوميدي لتشببيه الش ...
- -بائع الكتب في غزة-.. رواية جديدة تصدر في غزة
- البابا يؤكد أن السينما توجد -الرجاء وسط مآسي العنف والحروب- ...
- -الممثل-.. جوائز نقابة ممثلي الشاشة SAG تُطلق اسمًا جديدًا و ...


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عباس العبد - مقطع / على مقربة من الحرب