أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عباس العبد - بلاد من دخان














المزيد.....

بلاد من دخان


سعدي عباس العبد

الحوار المتمدن-العدد: 4376 - 2014 / 2 / 25 - 23:14
المحور: الادب والفن
    


مقطع : بلاد من دخان /

* وقف فوق رأسي رجل رث ،يتأفف كأنه ينفخ في بوق من الأنين ! كان وجهه عظميا ناتئا تلطّخ منتصفه ضبّة من شعر فاحم نافر عالقة او ملصوقة فوق شفتّه ألعليا المتوارية وسط الضبّة ،سألته : لماذا أطلقوا ألرصاص وهل لديه فكرة عن اعداد ألقتلى وماذا عن مصير صاحب البقالة ...؟؟ قال وهو لما يزل وقفا يتفرس ألزحام ألذي راح يتكاثر ويتنامى : : يقولون والعهدة على الرواة أنّ مشادة حدثت بين التجار على خلفية احتكار الطحين ,اما عن اعداد القتلى فقد اختلف الرواة بصددها فلم يوقفوا على اعدادهم ويقولون أيضا إنها حملة إبادة أمر بها ألرئيس للحد من جشع ألتجار ....وهناك روايات أختلف ألخلق فيها احدها تقول : أنّ ما جرى عملية مدبّرة من قبل قادة الفقراء !! ونفذتها ثلة من الجياع ..فكّرت أيكون الموت جزءا صميما من ألجُوع ،صنوه ، لمسته الأخيرة التي تمرّ عبر اصابع العوز ، أهما من طبيعة واحدة؟؟ ، حيث ألجُوع موت رمزي غير منظور ، بل ميتات رمزية متوالية لا ترى ....مثل أطياف تمرّ خفيفة لا يمسك بها ألذهن ! ..مثل إشارات حلمية تمرّ كألومضة ..! .ولكن ماذا عن ألموت جوعا أليس أكثر حقيقة ووضوحا من الجوع ذاته !! حيث تكون ألمسافة ألمادية واضحة .... إني كنت هناك في صميم المعمعة في قلب ألحدث ،بالرغم من اني كدت المس الحدث بيدي !! الاّ إني خرجت من مداره دون ان افقه شيئا ..كنت مشغولا بكيس الطحين ..مشغول بجزءا من الحياة ....أو بالحياة ألمحمولة على كتفيّ !! ولا اعرف متى أقذف بها من على كاهلي !؟ حيث أغدو حرا في تواصل أبدي مع ألفراغ حيث اغدو جزءا منه ..فجأة وثب الرجل على كيس الطحين ،باغتني صوته كأنني افقت من حلم : أأنت نائم ،ثم لمحت يده تتدلى تلامس طرف الكيس فساورني القلق اقتربت يده بتؤدة حتى التفت اصابعها في اطباقة متماسكة على راْس الكيس الرخو السائب في الهواء فقفزت مذعورا التقطت الكيس قبل ان يرفعه فسمعت صوتا كألنباح يخرج من فم الرجل ..!يتخلله هرير طفق يتصاعد !! فيما راحت الضّبة الفاحمة النابته أعلى شفتّه العليا ترتجف فشعرت قلبي يخفق بشدة حالما لمحت نصل مدية رهيف يسلها من تحت القميص اصابني ألذعر تماما ، دنا بحافتها ألمشّعة تلامس خاصرتي ، كاد ان يدس نصلها يغرزه في احشائي .وجدتني مشلولا لا ابدي حراكا .لم اسمع سوى نباحه ! يفح في اذنيّ فكشف انفراج شفتيه المتيبستين عن اسنان صفر منخورة متآكلة ألحواف ..جعل يجوس في اعماقي عبر مجساته الخفّية البازغة من عينيه ..كان يتطلّع بوجهي وهو يكز على اسنانه ويطبق بها على شفته السفلى التي غابت تحت سدول الضّبة الفاحمة ،فهمّ برفع الكيس ،ما ان حمله على ظهره موليا قفاه في استدارة كاملة وبحركة مباغته ركلته من الخلف بكامل قواي فركع على ركبتيه فوثبت على ظهره .. فشرع يطلق عواءا ممدودا بيد اني كنت اضغط / مقطع من روايتي المخطوطة / بلاد من دخان



#سعدي_عباس_العبد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن : الشاعر جبار الغزي : .. طائر الجنوب يحلّق فوق بارات العا ...
- .. مشهد .. / إجازات الجنود
- .. مشهد / سلمى والنهر
- قوّة الغابة
- جثتي ........
- رماد الجنود / جنود الرماد
- قصة قصيرة __ القيامة
- رواية مخطوطة في مقاطع / بقايا الجندي الطائر / 2
- رواية مخطوطة / بقايا الجندي الطائر / المقطع 3
- مقطع من روايتي المخطوطة / بقايا الجندي الطائر
- رائحة الجندي
- الرصاصة والزنبقة
- النهار الاخير
- ..... يحدث في زمن البكاء والنسيان ..
- عزف على وتر الخراب
- نوافذ الأباء والنساء
- دهشة
- منزل عند الضاحية البعيدة من الوجود */ قصة قصيرة
- نهارات سود
- شرخ في جدار الذاكرة


المزيد.....




- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عباس العبد - بلاد من دخان