عبير السلام اللبناني .. تنثره الأخت ماري كيروز في اجواء باريس

مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 1243 - 2005 / 6 / 29 - 12:39
المحور: الادب والفن
    

عندما توظّف موهبة ونعمة الصوت الجميل لدى الإنسان في خدمة الطفولة والسلام ... , فهذا لعمري هو منتهى الحبّ والعطاء الرائع .

( أمسرور أحد فليرنم ) -

دعيت لحضور أمسية إنشادية في باريس بمناسبة أسبوع الموسيقى العالمي .. للأخت ماري كيروز ...
فلبّيت الدعوة حالا .. لأنني من محبي صوتها وإنشادها .. , حيث كنت قد سمعتها وشاهدتها سابقا في عقد التسعينات لأول مرّة وهي تنشد للسلام .. في الطبيعة .. في ساحات وشوارع بيروت المهدّمة مع عدد من الشابات والشباب وجمهور كبير .
والمرّة الثانية .. على مسرح ( جامعة الكسليك ) بيروت أيضا بحضور حفل كبير رسمي وديبلوماسي وشعبي .. , وقد أنشدت حينها بكل اللغات والأنغام .. العربية - السريانية - البيزنطية ( اليونانية ) - الفرنسية واللاتينية وغيرها .

في باريس عاصمة النور والفنّ والثقافة ... أنشدت الأخت ماري كيروز في كاتدرائية مادلين الشهيرة .. برفقة جوقة موسيقية اصطفّت بكل أبهة عند مذبح الكنيسة - لفترة ساعتين , وسط جمهور ضخم عربي فرنسي وعالمي .. لأكثر من ألفي شخص . صفّق لها طويلا بين كل مقطع واّخر - حيث أنشدت خلال هذه الحفلة مقطوعات شعرية متنوعة للسلام والمحبة :
للأبوين يوسف مونّس ومشير عون - والشاعرين رواد طربية وميشال جحا - رابعة العدوية - شاعر الهند طاغور ( قربان الأناشيد ) - القديس أوغسطينوس - ومقاطع من المزامير ... والإنجيل .

ابتدأت الأخت كيروز حفلها بنشيد السلام من شعر رواد طربية وألحان أسامة حنتيرة .. ومنها :
أنا ما عرفت عبارة يسمو بها حلو الكلام
مثل السلام عليكم يامن تحبّون السلام
وافرحتاه .. إذا السلام محا الضغينة والخصام
وأشاع ما يصل الشعوب ببعضها دون انقسام
لقد أبكتنا .. وفرّحتنا باّن .. .. أخذتنا معها خلال ساعتين إلى شلالات التراتيل والألحان ... , وعلى أمواج صوتها الهادر .. اخترقت جدران الكنيسة .. وطارت بنا .. فوق السحب بعيدة عن الأرض وسمومها .. وتلوّثها .. إلى فضاء النجوم .. وخضرة السلام .

فالسلام .. والثقافة .. صنوان متلازمان , ومترافقان .

كلمات .. أبت ألاّ تموت على دخان التعصّب .. وحرفيّة القراءة .. , بل عربشت على دالية الزمن تطورا وتجديدا "" للغة لا تموت "" .. في نقطة النشؤ.. , بل حملها النغم الخالد ليشلحها .. ويزرعها على محيط الكون ..
نشيدا للإنسانية على مرّ العصور .. يتجدّد ويولد صوتا إثر صوت على شفاه العذارى .. فيزيده خشوعا .. وكبرياء .. أصالة والتصاقا ببخور الأرض

صوت ملائكي متميّز.. وحنجرة ذات طبقات صوتية عالية ..من جبال صنيّن والأرز .. طارت بنا بألحانها وكلماتها العذبة إلى عالم الروح وفضاء النور .. بللتها برذاذ ماء نهر السين ... ونثرتها دمعة .. وعطرا .. ونغما مشرقيا ساحرا .. لتوصّل وتؤدي رسالة حضارية .. إنسانية .. خدمة للطفولة المعذّبة الفقيرة .. والسلام المفقود .

لقد مسحت البشاعة والسواد والضغوط النفسية والماّسي التي نعيشها يوميا في عالم الحروب والقتل والإغتيالات .. والوحشية .
أعطت صورة أخرى مخالفة .. , لغة مغايرة لإنساننا الشرقي - هذه الصورة الراقية .. الرفيعة , صورة الحضارة والمحبة .. الموسيقى والجمال .. الفن الهادف الرفيع والنظافة والطهارة .

لقد قدّمت الأخت ماري كيروز .. وتقدّم للعالم .. من خلال الكلمة واللحن والصوت والأداء والموسيقى .. حفلات وأمسيات ولقاءات متنوّعة .. لتساهم في نقل ورفع عقل وذهن إنسان هذا العصر من درجات الغرائز .. والوحشيّة .. وصور الدم والسلاح والحقد والأنانية .. والحزن .. والألغام
إلى عالم اّخر اخر شكلا ومضمونا .. عالم الروح والصفاء .. الصدق .. والحرية .
لقد أخذتنا في هذه الفسحة النغمية الغنية بالمعاني .. والإلحان على أجنحة الملائكة .. وطيور الصيف .. وحمام السلام .
زيدينا باللغات والأنغام .. والحفلات يا أختنا ماري .. ليرتقي ويبتعد هذا الإنسان من عوالم الأشباح والتخلف والمال والجشع والظلم والحروب , المافيات والشركات عابرة القارات .. والأساطيل .. والقواعد ) -
إلى عالم الروح والسمو .. والتواضع التفاهم والحوار العدالة والمحبة والسلام الحقيقي العادل

لقد خصّصت الأخت كيروز ريع هذه الحفلة لجمعية "" السلام من أجل الطفولة "" الي أنشأتها بمبادرة خاصة منها , وهي جمعية تعنى بالمساعدات الإنسانية والتربوية والطبية للأطفال المعوزين في لبنان .. والعالم .
بارك الله فيك وفي مواهبك يا اخت ماري ... تحيّة كبيرة .. وإلى المزيد من عطاءاتك الخيّرة

هنيئا لباريس ... التي احتضنتها
هنيئا للبنان... بإبنته " البلبل المعطاء "

ودّعتها بفرح وسرور .. بقبلة وتحيّة وباقة ورد .... حبيبتي

#مريم_نجمه (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل