أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - التيار اليساري الوطني العراقي - الفساد وفق وصفة «الديمقراطية» الأمريكية














المزيد.....

الفساد وفق وصفة «الديمقراطية» الأمريكية


التيار اليساري الوطني العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 4367 - 2014 / 2 / 16 - 12:12
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الفساد وفق وصفة «الديمقراطية» الأمريكية

مما يثير السخرية، أن نظام الفساد الشامل الذي تشكل في العراق، عقب سقوط النظام الفاشي على يد أسياده الأمريكان، كان نتاج قوى أدعت المظلومية، وبزوغ فجر جديد لبناء عراق «يابان الشرق الأوسط»، على أنقاض النظام الدكتاتوري السابق.


وكانت النتيجة إقامة نظام محاصصة سرق إيرادات العراق التي بلغت، حتى عام 2013، 750 مليار دولار، كانت حصة الشعب العراقي منها الفقر والجوع والبطالة والتشرد والقتل.

نشرت الصحف العراقية، خلال العامين المنصرمين، معلومات موثقة، نقلاً عن مصادر رسمية من بينها لجنة النزاهة، تبيِّن حجم كارثة الفساد التي تنخر بنية «دولة الديمقراطية المستوردة»، وهي معلومات وأرقام تقلُّ كثيراً عن الحجم الحقيقي للفساد المستشري فيها. فقد كشف ؤكبار في وزارة الداخلية عن 26 ألف اسم وهمي بحماية المنشآت الحيوية في العراق، إحدى أهم مؤسسات الجهاز العسكري.

وتجاوز عدد منتسبي القوى الأمنية والجيش في العراق 300 ألف منتسب، إلا أن 70 ألفاً منهم غير متواجدين، إلا في سجلات المرتبات! و964 منتسباً يحملون رتبة ضابط، من دون وجود ما يشير إلى تخرجهم من كليات أو معاهد عسكرية. و4 آلاف ضابط زوَّروا الوثائق التي منحوا الرتبة على أساسها.

أما عن منح الرتب العسكرية العليا، فحدِّث ولا حرج. علماً أن أخطر شكل من أشكال الفساد المستشري في القوات المسلحة، هو ذلك الذي يجبر الشاب الفقير، والمعطَّل عن العمل، على الاقتراض ليدفع رشوة التطوع في الجيش والشرطة، والتي تجاوزت الألف دولار، إضافة إلى دفع نسبة مئوية عالية من مرتبات سنة كاملة، (تُقتل أعداد كبيرة منهم بأعمالٍ إرهابية، وهم يقفون في طابور التطوع!! بهدف الحصول على مرتب مضمون ينقذهم من الجوع).

إن صورة الفساد في المؤسسة العسكرية يؤشِّر إلى أحد أبرز العوامل التي جعلت من يد القوى الإرهابية الآثمة طليقة على طول البلاد وعرضها. والفساد في القوات المسلحة العراقية لا يقتصر على بنيتها البشرية فحسب، بل يمتد إلى السلاح والتسليح والصفقات المشبوهة والأسلحة الفاسدة (جهاز كشف المتفجرات مثال صارخ عن ذلك)، والعمولات وسرقة المليارات. ناهيكم عن تحكم المحتل الأمريكي، حتى اللحظة الراهنة، بشروط ومواصفات وحجم ومصادر تسليح الجيش العراقي.

وإذا كان الفساد مستشرياً إلى هذا المستوى المريع، في أخطر مؤسسة دفاعية وأمنية، فيمكن ببساطة تصور حجمه الكارثي على الصعيد الإداري والمالي (رواتب وامتيازات ومخصصات، وصفقات أعضاء البرلمان والرئاسات الثلاث مثالاً). ولم تسلم من الفساد حتى المؤسسات التي يفترض أن تتصف بالإنسانية والأمانة، كمؤسسات الشهداء والمفصولين السياسيين، ومنظمات المجتمع المدني التي تم الكشف عن نسبة فساد 25% حالات مزورة من مجموع الذين حصلوا على حقوق الفصل السياسي، وأن 90% من منظمات المجتمع المدني تعاني من مظاهر السرقة والتحايل.

اليوم، وفي ظل نظام فاسد كهذا، تجري عملية عسكرية مباشرة ضد «داعش» الإرهابية وأخواتها. وبالتالي، يمكن منطقياً الاستنتاج باستحالة القضاء على الإرهاب بجسمٍ عسكري غير سليم، يفتقد إلى البنية الوطنية، وأساسها الخدمة الوطنية الإلزامية والمهنية العسكرية وشفافية صفقات التسليح، وإجراءات سياسية اجتماعية اقتصادية ديمقراطية بحق، تفتح طريق التطور السلمي أمام المجتمع، وتحافظ على أمنه، وتضمن الدفاع عن حدود الوطن، وليس بشعارات فارغة عن حسم المعركة بأيام، وإذ بها تمتد أسابيع وشهوراً.

إن واجباً وطنياً يقع على عاتق القوى الحية في المجتمع. يتمثل بإطلاق مبادرة سياسية، متحررة من أجواء المحاصصة الفاسدة، والتهديدات الفارغة بتشكيل الأقاليم والاستقواء بالخارج. مبادرة تستند إلى حراك شعبي وطني على الأرض، تعيدُ قطار الشعب إلى سكة المسيرة الوطنية العراقية، الطامحة إلى استكمال السيادة الوطنية وتحقيق العدالة الاجتماعية. مبادرة وطنية جذرية جامعة، تتمثل بتشكيل مجلس وطني انتقالي، لمدة عام، تنبثق عنه حكومة كفاءات مهنية وطنية مستقلة، تعدُّ دستوراً يطرح على الاستفتاء العام، وتعدُّ لانتخابات نزيهة، وفق قانون انتخابي ديمقراطي عادل، وقانون أحزاب حضاري.



*صباح الموسوي منسق التيار اليساري الوطني العراقي

التيار اليساري الوطني العراقي - المكتب الاعلامي
16 شباط 2014



#التيار_اليساري_الوطني_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكاليات الصراع الطبقي والوطني في الأزمة العراقية
- موقف اليسار العراقي من الانتخابات
- خارطة الحل الوطني العراقي لإنقاذ الوطن
- الماضي الحاضر... نهب النفط العراقي والتمهيد لتقسيم البلاد
- ايها العراقيون أنقذوا انفسكم من الإبادة..أنقذوا العراق من ال ...
- الاستبداد والفساد حليفا الإرهاب في العراق
- التجنيد الالزامي في اطار حل وطني شامل هو الطريق المفضي الى ت ...
- مبادرة عمار الحكيم : الامانة للمشروع الصهيوني لتقسيم العراق ...
- ترشيح قباد طالباني والخطاب السياسي الاعلامي المنافق - البوق ...
- الحملة العسكرية ضد «داعش» بين التأييد/الرفض.. ونتائج الانتخا ...
- اليسار العراقي : تمنيات بعام جديد مطرز بالانتصارات الطبقية و ...
- العملية العسكرية ضد «داعش» في الأنبار وتداعياتها على المشهد ...
- تصاعد أزمة (الطائفية الحاكمة) مع اقتراب انتخابات 2014
- اليسار العراقي والفرصة التاريخية الراهنة لاستعادة الدور
- هل يقف العراق على حافة الانهيار؟
- نجم الحركة الشعبية الثورية المصرية وداعيتها الشاعر احمد فؤاد ...
- موقفنا - العراق بين مناورات الكتل الطائفية الاثنية المازومة ...
- على هامش أزمة ما يسمى ب- الحزب الشيوعي الكردستاني-: دور الشه ...
- افلاس الخطاب السياسي العراقي الرسمي في مواجهة الازمات المستف ...
- انتخابات «إقليم كردستان» ومصير الفيدرالية في العراق؟


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - التيار اليساري الوطني العراقي - الفساد وفق وصفة «الديمقراطية» الأمريكية