الخلود .. لشهيد الإستقلال والحرية : جورج حاوي

مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 1240 - 2005 / 6 / 26 - 10:52
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

تلقينا نبأ إستشهاد المناضل والزعيم الوطني - أمين عام الحزب الشيوعي اللبناني السابق - جورج حاوي - في منتهى الأسى .. والحزن .. والغضب .
كيف لا .... ؟
وتاريخ الرفيق جورج .. هو جزء من تاريخ لبنان السياسي , لفترة نصف قرن وأكثر .
جزء من تاريخ المقاومة الوطنية ضد الإحتلال الصهيوني لبلاده .
كذلك هو جزء من تاريخ اليسار والشيوعية ... وحركة التحرّر والتغيير في المنطقة .. والعالم .
عاش شريفا .. ومات شهيدا .
حمل الأخلاق الشيوعية الحقيقية النظيفة .. النبيلة -
ومارس الحرية .. والثورة .. والفكر المتطوّر المتجدد
عاش الوطنية .. والعروبة .. والأممية .. كإنسان أولا ... , وكقائد ثانيا .
ناصر القضية الفلسطينية الأم .. , بما يمليه عليه شرف الفكر والعقيدة .. والمبدأ .. والحق .
كان أبا ورديفا وعضوا فاعلا ومؤثرا في إنتفاضة الإستقلال الجديد .. والديمقراطية .
وبقي قلقا .. ومثابرا وعاملا .. على توطيد وتفعيل هذه المرحلة الجديدة مع رفاقه وأنصاره .. ممن في خطه ورؤاه .. للإرتقاء إلى مرحلة التحرّر الكامل من الهيمنة والإحتلالين الصهيوني , والسوري الأمني والعسكري ... لبناء الإنسان الذي كان يطمح إليه والذي كرّس حياته في سبيله .

كل ذلك الزخم .. وكل هذا التاريخ .. والموقع .. والصورة .. والنموذج لجورج حاوي .. , كان كافيا في منطق الأعداء .. وغابة القتلة والمجرمين, أعداء الإنسانية والتقدم ليحيطوا به من كل جانب .. ويحاصروه ليكون الرقم ( ... ) الجديد على قائمة التصفيات لقادة الأمة .
يبدو لي .. أن أكثر من جهة عربية .. وأجنبية عدوّة , تخطط للبنان والمنطقة أسوأ الظروف وأعصبها .., باغتيال وقتل رؤوس المعارضات الحرّة من كل الإتجاهات.. يسارا .. ويمينا .
فجورج حاوي زعيم غير مرغوب فيه لتكملة مشواره .. وحياته , لأنه واحد من أعمدة الوطن الشرفاء -
واحد من أركان المجتمع المدني اللبناني .. السياسي والفكري ....
فكان التخطيط .. وكانت الجريمة السوداء .. ( لغم مقعد السيارة ) ليطير جسده في الهواء .. وينفجر قلبه .. في وضح النهار .. وفي الشارع العام .. سقى دمه تراب بيروت ..... ؟؟؟؟؟؟!!!!!!!
وهكذا .. .... نفّذ الإغتيال بكل حقد ولؤم .. ونذالة الجبان .

هكذا كان اليوم ..... والأمس .. , مع الشهيد سمير قصير , وقبلها مع الشهيد رفيق الحريري..والشهيد باسل فليحان .. وقبلها مع مروان حمادة .. وقبلها وقبلها ...وو ... والمسلسل طويل على ما يظهر في مدينة الشهداء ... بيروت
مدينة الحبّ .. والكتاب
مدينة الشرائع .. والمطابع .. والحرية .

منظر يقطّر القلب .. ويدمي العين ... , شاهدناه بالأمس أثناء جنازة الشهيد جورج حاوي على شاشة التلفاز - في كاتدرائية القديس مار جريس -
صفيّن من المقاعد ..
زوجات الرؤساء الشهداء : الجميّل - معوّض - وقصير
وأبناء الشهداء : جنبلاط - الحريري - وووووو .... ؟؟؟؟؟؟
والقائمة طويلة .. يضيق المقال عن تسجيلهم .

القاتل .. والمجرم والعدو واحد .. وإن تعددت واختلفت الأسماء والمقاصد والرقم .. وهي امتداد لشهداء إخوتنا في العراق الحبيب .. وفلسطين .. وسوريا .. وليبيا ووو. ممنوع .... على لبنان العمران , والبناء , والتصنيع , والتقدّم والإستقرار .
ممنوع على لبنان .. الوحدة .. والسلام .
ممنوع على لبنان الوجه الحضاري .. العربي , التحرري .
ممنوع حق الحياة على أرضه .. والإستمتاع بجمال طبيعته الأخاذة , وموارده .
ممنوع ... وممنوع.. لأنه منافس ( للجيران ) - نموذج ( للجيران ) - شعاع ( للجيران ) .
فكانت ضريبة "" الموقع "" ... والتقدّم الحضاري , دفعها الشعب كل الشعب على مدى 30 عاما وأكثر , وما زال يمشي في طريق الجلجلة .. كل يوم يقدّم القرابين الطاهرة الجديدة ... ليكتمل المشروع النهائي لوجه ( الشرق المتوسط الجديد ) الإمبريالي الصهيوني ...!!

فأين حق الحياة ... ؟ حق المواطن في الحياة ...؟
كل يوم لنا شهيد .. من ضفاف الرافدين بالعشرات بل بالمئات أشلاء على الدروب ضحايا أبرياء .
إلى مدن فلسطين قائد تلو قائد .. وطفل بعد طفل
إلى سوريا .. بالجملة .. والمفرد
إلى ساحة بيروت رئيس تلو رئيس .. وقائد تلو قائد .. وكاتب .. وووو .
يا مدن الشهداء استفيقي ... اصرخي
يا أرض الطهارة .. اركعي .. رنمي ..
ثوري .. كسّري صمت الخوف والرعب .. ومنطق واّلة الحرب , والعسكر , والقمع - الإغتصاب والسرقة والبلطجة .. والقوّة .
إرفعي الصوت عاليا بوجه الوحش الكبير .. والصغير .. والأصغر والأصغر
وحش المال .... وحش السلاح ... وحش السلطة ..وأنظمة الإستبداد .. والرجعية .. والتعصب القومي والفكري والديني .
وحش الحروب .. أعداء الشعوب والتقدّم والتحرر والعدالة .. والإشتراكية

شهيدنا جورج ...
قدرك .. أنك استشهدت في اّخر يوم من ( ربيع الإنتفاضة ) والتحرر من هيمنة الإحتلال العسكري والأمني للنظام السوري
وليس صدفة أنه اّخر يوم من فصل الربيع - وبداية الصيف -21 - 6 ..
لينثرا الفصلين معا فوق جسدك الطاهر .. شقائق الحرية .. وزنابق الليلك .. لتشم الأجيال القادمة فوح عطر الأوفياء .. على طرقات الفقراء .. وشذى الأحرار على بطاح القلاع والتلال وسهول الجنوب .. ... وحارات بيروت الجديدة .
ليس صدفة ... إستشهادك في ( يوم الموسيقى العالمي )21 - 6 .. لتعزف لك الطبيعة موسيقى الكون .. وألحان الخلود .. ومراثي الشهداء.., لترافق روحك الطاهرة إلى رحاب النور والعلاء ... , وسماء الحرية .. ترافقها قيثارة سومر .. ونايات بابل ..مع موسيقى الغجر .. في صيف البحر وأمواج المتوسط .. تأخذها إلى ضفاف القارات نشيدا .. لا ينتهي .
ويطلّ من أعلى ... وجه غويفارا .. والليندي..وباتريس لومومبا .. في باب الإستقبال , وسلمان فهد .. وفرج الله الحلو .. وروزا .. وووو وكل شهداء الأرض ليضعوا لك الأوسمة .. ويقدّموا التحية .

إن الساحة الوطنية اللبنانية ... والعالمية , سوف تفتقدك ايها القائد والرمز والأب .. والمعلّم .
تعازيناالأخوية .. والرفاقية الحارة .. نقدّمها لكل الشعب اللبناني , ولرفاقك وأصدقائك .. وعائلتك
لتبقى ذكراك طيّبة أيها الشهيد جورج إلى الأبد ... مع أعياد الموسيقى .. والفن .. والربيع .. وصيف بيروت

الخلود لشهداء الحرية
الخلود لشهداء التقدّم .. واليسار .. والديمقراطية

وللحريّة الحمراء باب بكل يد مضرّجة يدقّ .

م . مريم نجمه - هولندا

#مريم_نجمه (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل