أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد الجبار نوري - حركة الزنج----- قراءة تحليليّة نقديّة















المزيد.....

حركة الزنج----- قراءة تحليليّة نقديّة


عبد الجبار نوري
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 4364 - 2014 / 2 / 13 - 17:57
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    





حركة الزنج------ قراءة تحليلية نقديّة

هل هي ثورة أم حركة نهضويّة ؟؟
أنّ تعريف الثورة عند جميع قادة الفكر السياسي ، وكتاب التأريخ يجمعون على إنّها تعني التغيير الجذري والهرمي ، ونقلة سياسية أجتماعيّة وأقتصادية وموضوعية ونوعيّة جادة ألى وضع جديد فيهِ الحداثة في تغيير الواقع القديم( روسو/ العقد الأجتماعي) على سبيل المثال ثورة أكتوبر البلشفيّه 1917 في روسيا القيصرية، و ثورة 14 تموز 1958 في العراق ( د- عقيل الناصري/ 14 تموزالثورة الثرية)، وثورة يوليو 1952 في مصر، والثورة الفرنسية 1789 ، فحركة الزنج حركة نهضوية تصحيحية كانت غايتها تغيير وضع هذه الفئة من المجتمع نحو الأفضل من حيث المعيشة والمعاملة السيئة التي كانوا يعاملون بها بسبب لون بشرتهم ، وليسوا أصحاب فكرة أو آيديولوجية كما يقول(أبن خلدون)----
فحركة الزنج حدثت عام 255-270 هجري/869 -883م ، منتصف القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي ، المكان / جنوب البصرة ، وأسسوا حكومة لهم مقرها مدينة المختارة ، دامت لعقدين ، وكانت أطول ثورات العصر العباسي وأخطرها ( الكامل في التأريخ / لأبن الأثير/تحقيق علاء العميدي).
عوامل قيام حركة الزنج
عوامل سياسيّة: التسلط التركي على الخلافة العباسية ، حيث إنّ الحل والعقد بيد الأتراك يولون ويعزلون وليس للعرب والمسلمين وعامة الناس أي سلطة والذي خلق تذمراً عند الناس مما جعل الكثير من العرب والمسلمين أنْ يكونوا قادةً لهذهِ الثورات وخاصة ثورة الزنج وقائدها "علي ابن محمد" ولكن غلبت عليها التسميةب( حركة الزنج)، عوامل أقتصادية : عاش الزنج أوضاعاً مزرية وبائسة حيث الجوع والفاقة والعوز وعمل السخرة في تجفيف الأهوار وجمع الملح ثُمّ نقله الى مكان البيع وبعمل مضني طول النهار وأجزاء من الليل لقاء وجبة واحدة من الطعام تكاد لا تسد الرمق ، عوامل أجتماعية: يعاملون معاملة سيئة ( عنصرية) وبعنف مفرط حيث الضرب والأهانة الغير مبررة وبدون سبب ، على يد أسيادهم ملاك الأراضي والأقطاعيين وكانوا يسجنون بعضهم كعقوبة في غرفٍ من طين ويغلقون ابوابها وشبابيكها بالطين ويبقى فيها الزنجي المملوك حسب مزاج الأقطاعي. أما العوامل الذاتيّة: فهي بدأت سنة 61 هجرية بالنهضة الحسينية بواقعة الطف الأصلاحية والنهضوية--- والتي بقيت مشتعلة بالرغم من أستعمال القسوة المفرطة ضدها و مثل ثورة زيد بن علي سنة 122 هجرية/ 740 م التي حدثت في زمن هشام ابن عبد الملك الأموي في الكوفة(الزيدية/ الحجة محمد المؤيدي) ، ومجمل هذهِ العوامل ألقت تداعياتها على الوضع الراهن للزنج المضطهدين وبما أنّ الحركات الثورية الأنتفاضية تكون شرارتها بؤر الجوع والفقر وخاصة عندما تكون مؤطرةً بالوعي والأحساس بالوضع المزري(كما قال ماركس إنّ الجوع والفقر لا يصنعان الثورة بل الوعي والأحساس بهما) وهذا الوضع المزري والبائس الذي فيه الزنج يكفي التفكير في تكسير قيودهم ويبحثوا عن من يقودهم ، ومن المنطقي أن أي توجه من هذا النوع يرعب الطبقات المتنفذة التي تسيطر على الأراضي الزراعية والبساتين والضياع والثروة الحيوانية التي كانت في ذلك العصر هي وسائل الأنتاج ، أضافة الى السلطان والجاه الذي يتمتع به السلاطين من الأتراك والعباسيين في الوقت الذي يعيش العبيد الفاقة والحرمان وعندما يرفضون الظلم ويكسروا أغلالهم ويقفون بوجه مستغليهم يواجهون بالتهمة الجاهزة(الخروج عن طاعة أولي الأمر) في بلاد الأسلام وخارجين عن القانون كثورة العبيد في فرنسا بقيادة (سبارتكوس) الذي أختير ليقاتل مع أبناء جنسه ، وكان الهدف أنهاء الرق في الجمهورية الرومانية سنة 71 ق- م ( سمير شيخاني / صانعو التأريخ) وتتشابه مع ثورة الزنج في البصرة في الكثير من النقاط كالمعاناة الأجتماعية والأقتصادية والسياسية من بؤس وحرمان وتهميش وأقصاء ، أما الأختلاف : هو إنّ قيادة الزنج في البصرة جاءت من خارج الزنج المتمثلة ب( علي ابن مجمد) لم يكن من الزنج ولم يُسترقْ من أحد وإنما كان طليقاً، بينما ( سبارتكوس) كان من أبناء جنسه .
قائد الزنج
لابد من الأشارة إلى قائد الزنج( على ابن محمد) هو علي ابن محمد ابن عيسى ابن زيد ابن علي ابن الحسين ابن علي ابن أبي طالب كان شاعراً وعالماً يمارس في سامراء تعليم النحو والخط والنجوم ، وكان واحداً من المقربين الى الخليفة المنتصر بالله العباسي ولما قتل الأتراك المنتصر بالسم ومارسوا الأعتقال والسجن والنفي والأضطهاد لحاشيتهِ ، وشمل ذلك علي ابن محمد فأعتقل وشاءت الصدف أنْ يخرج من سجنهِ وتمرد على الأتراك ليشعل ثورةً قضّتْ مضاجع العباسيين مدة 14 عاماً من 255-270 هجري(تأريخ الأمم والملوك/الطبري)، وأنظمّ تحت لواء ثورته،الزنجُ،، والفراتيون الفقراء، والعلويون ، والخوارج، ويصف ( ابن خلدون) أقبال الزنج الى الثورة وزحفهم للأنظمام لقائدها :هو أدعاء على ابن محمد تحرير الرقيق من العبودية وتحويلهم الى ساده لأنفسهم ، وأعطائهم حق أمتلاك الضياع والأموال ومناّهم أمتلاك سادتهم – سادة الأمس- الذين كانوا يسترقونهم، وجعلهم عبيداً عندهم ، ووعدهم أيضاً بضمان مساواتهم في ثورتهِ ودولتهِ التي تعمل على ضمان أجتماعي هو أقرب إلى النظم الجماعية التي يتكافل فيها ويتضامن مجموع المجتمع ، وأستطاع أنْ يكسب ثقة جماهير الزنج والفراتيين الفقراء وخاصةً عندما رفض مطالب الأشراف والدهاقين الفرس والوكلاء بأن يرد عليهم عبيدهم لقاء خمسة دنانير عن كل رأس ، وعاقب هؤلاء السادة الذين قدموا العرض فطلب من الزنج جلد ساداتهم فتقوّت الثقة بين القائد والزنج ، وأنظموا با لالاف بالثورة الموعودة( أبن خلدون) ، أما كسبهُ للعلويين هوأدعاءهُ نسباً علوياً بأنتسابه إلى زيد ابن علي، وتشبه بالمهدي محاولاً أنْ يستثمر ما للشيعة من عطف وتأييد بين الناس ، وأدعى العلم بالغيب وإنّ فكرة المهدي المنتظر رافقتهُ في جميع مراحل حياتهِ السياسية ، فأستعملها بذكاء ليكسب نفوذ العلويين الذين كانوا يطمحون الى ظهور المهدي ليخلصهم من بؤسهم وشقائهم وتهميشهم وأقصائهم من قبل السلطة العباسية المدعومة بالأتراك ، أما الخوارج: فأنهُ جهر بمذهب الخوارج ( الشوريّة) وأنكر الوراثة في الخلافة العباسية ولو أنّها مسّتْ العلويين بمسألة الوراثة ولكنهُ تداركها حين كتب شعاراتهِ على الرايات باللونين الأخضر والأحمر وهما لون العلويين ولون الخوارج( محمد عماره/مسلمون ثوار).
التقيّمْ التأريخي للحركة
لقد انطلقت حركة الزنج من واقعها البائس والمزري وكانت في بداياتها ناجحة حين أنسجمت فيها أهدافها مع أفعالها لولا الأمراض الثورية الطفيلية ومعطيات ردود الفعل في مواجهة التيارات المعاكسة و التى سأوجزها بما يلي: **أفتقارها برنامج ثوري يصوغ أهداف وتطلعات القائمين بها **النزعة الفوضوية التي طبعتها وهي في قمة مواجهتها والتي أدت الى تقلص أبعادها السيايبة والأجتماعيّة: مثلاً:الهجوم على بيوتات الأغنياء وقتلهم وتدمير ممتلكاتهم ، حقداً فوضوياً يقوم على أساس لماذا أنتم منعمين ونحن جياع وعراة؟؟؟ **هوّةٌ سحيقة بين القيادة والأتباع ، القيادة هدفها سياسي تعني القضاء على الدولة العباسية المدعومة من الأتراك ، في حين الأتباع يبغون تغيير وضعهم الأقتصادي والأجتماعي ، الى الأفضل والأحسن ** كما أنّ رجالهم أستهدفوا الأنتقام لا الأصلاح الأنقلاب الأجتماعي لا التقويم أي أنّهم سلكوا فلسفة منطق القوّة --- لا قوّة المنطق **لقد تعارضت أفكار قائدهم على ابن محمد حول مفهوم الخلافة عند الشيعة التي تؤكد على مبدأ الوراثة وبين رأي الخوارج القائم على الشورى ، مما نفر منهُ الأعراب البسطاء وعرب البصرة والأهوار وواسط ، ** وهذا التشظي في العقيدة والتشرذم الفكري في أصطياد الهدف المنشود جعلت الكثيرين التخلي عنهُ ** أستعمل القائد على ابن محمد الشدة والقسوة المفرطة مع عدوهِ، وعامل أسرى الحرب معاملة الرقيق --- قد جعلتهُ خارجياً متطرفاً .
وأخيراً "المجد للثورات التي سجلت في تأريخ الشعوب صفحات مضيئة من أجل أقامة عالم متحررمن الظلم والطغيان وأستبعاد واسترقاق الأنسان الذي هو أثمن رأسمال الى عالم تسودهُ الحرية والديمقراطية والعدالة الأجتماعية "
عبد الجبار نوري/ السويد



#عبد_الجبار_نوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاجل---- غرائب المرشحين
- قانون التقاعد الموحّد ---- آمال مفرحة وخيبة أمل
- البترو دولار----- خواطر وطنية
- الفقر في وطني ------- لماذا ؟؟؟!!!
- البراغماتيّة---- وأصحاب القرار السياسي في العراق
- مشروع بايدن ------- المشبوه
- الأنصاري فيصل الفؤادي-------- في أمسيّةٍ ثقافيّةٍ
- زها حديد ------ معمارية عراقيّة معاصرة
- الكيميتريل------ سلاح أمريكي تدميري
- وطنية وعراقيّة------ يهود العراق
- حتميّة التغيير---- آمال وتطلعات
- حكومة محاصصة أم حكومة أغلبية؟؟؟
- مجلس النواب------ خوطر مأساويّة
- الماثوسية------- عدوانية الفكر الرأسمالي
- ضياع هوية العراق----- وأستباحة هيبتهُ
- رباعيات الخيّام-------- تحليل وتأمل
- سدْ أليسُو-------- يغتالُ دجلتي الحبيبة
- سجين رقم 466 ----- وداعاً
- هكذا نحنُ----- نُمجّد الفارس بعد ما يترجّل !!!
- البصرةُ الفيحاء------- أم الخير والعطاء --- ولكنْ !!!


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد الجبار نوري - حركة الزنج----- قراءة تحليليّة نقديّة