أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أمنية طلعت - انتبهي .... أنت تربين وحشا في منزلك















المزيد.....

انتبهي .... أنت تربين وحشا في منزلك


أمنية طلعت

الحوار المتمدن-العدد: 4360 - 2014 / 2 / 9 - 22:46
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


مقولة أن الأم هي صانعة الرجال لم تكذب وإن كانت تقال على أنها تصنع الرجال الأقوياء الأشداء لخوض الحروب والموت من أجل الوطن أو الدين أو أي من تلك الأشياء التي يفرضونها علينا في قائمة الأولويات في الحياة. لكن اسمحوا لي هذه المرة أن استخدم المقولة في موضع آخر فالأم بالفعل تصنع الرجال وإن كان المثل الشعبي يقول "اكفي القدرة على فمها تطلع البنت لأمها" فسأعطي لنفسي الحق ان أقول: الرجل انعكاس لما فعلته معه أمه ورآها عليه".
عزيزتي الأم انتبهي أرجوكي فأنت قد تربين وحشاً في منزلك وقد تربين رجلاً سوياً، أنت لا تدرين أن كافة احباطاتك وتصرفاتك مع ابنك لن تمر مرور الكرام وإنما ستصنع شخصيته، وكما كنتِ معه سيكون مع كل نساء الأرض، نظرته لكِ سيترجمها في كل النساء ما عدا أنتِ، لأنه للأسف للأم قداسة مهما فعلت لا تسقط، تلك القداسة لا تتوفر لدى الإبنة فهي أيضاً امرأة وستكون أماً ولها نفس ما لأمها من قداسة، لكن الأمر يختلف مع الإبن.
نحن نعيش في مجتمع لا تفطم فيه الأم ابنها أبداً وإن كانت تفطمه من الرضاع فهي لا تفطمه من التعلق بها والارتباط بكل شئ تقدمه له أو لغيره، مثلما تكون الأم تكون نظرة الإبن لزوجته وزميلته في الدراسة أو العمل، لذلك فإن العبئ على كاهل الأم تجاه كل النساء من حولها عبئ ضخم وليس بالبسيط.
دعونا نفسر ما سبق في بعض المشاهدات التي شاهدتها في الحياة وتلك التي قرأت وسمعت عنها:
دائماً ما أسمع تلك الجملة من زملائي الرجال في العمل: ( الحج لو حصله حاجة أنا هازعل طبعاً واتأثر جداً لكن الحجة لو حصلها حاجة أنا ممكن أموت). أحد الأصدقاء المقربين لي كان يعرف منذ طفولته أن أبيه يخون أمه مع نساء كثيرات وأمه صابرة متحملة لكل خيانات زوجها، وكانت دائماً تقول لولديها أنها استبدلتهما بأبيهما وأنهما كفاية بالنسبة لها، فما كان من هذا الصديق عندما تزوج إلا أن فرض على زوجته بعد الزواج بشهور قليلة أن يتركا منزل الزوجية وأن يقيما مع والدته بحجة أن أمه ليس لديها من يرعاها رغم أن والده على قيد الحياة. هذا الصديق وضع زوجته في نفس خانة أمه رغم ذلك وما كان منه عندما اكتشفت زوجته خياناته المتكررة لها أن قال: (وإيه يعني ما ماما استحملت خيانة بابا ليها) .... ورغم أنه يخون زوجته إلا أنه تنازل عن ملكية سيارته وشقته لزوجته ولا يعاملها إلا بكل أدب ووقار واحترام، لكنه يعلن دائماً أنه يخونها لأنه لا يعرف أن يستمتع بها في الفراش. هو ببساطة يرى فيها أمه ولأن أمه وقفت موقفاً سلبياً من أبيه رأى أن هذا هو ما يجب أن تفعله المرأة، وكما استبدلت أمه أبيه به وبأخيه، فرض على زوجته فكرة أن لديها ولدين فلتكتفي بتربيتهما.
هناك أيضاً النموذج المتكرر لذلك الرجل الذي مهما صنعت زوجته من طعام شهي في منزل الزوجية، فهو يرى أن أكل أمه لا يُعلى عليه وأنها مهما فعلت لن تكون مثل أمه، وإن دخلت كطرف محايد لتتذوق طعام الأم وطعام الزوجة قد تكتشف أن الزوجة طباخة ماهرة أكثر من الأم، ببساطة الأم لم تفطم ابنها، وكانت دائماً تمنعه من الأكل عند أخريات في العائلة أو تُعلق تعليقات ساخرة على أكل الجارات أو القريبات وتمنع الولد من الخروج لتناول الطعام مع أصدقائه في الشارع، وتمنعه أيضاً من تجربة الطهي في المطبخ بينما تفرض ذلك على أخته قائلة أنه رجل والرجال لا يقفون في المطبخ. تخدمه حتى لو اشتد عوده ويكون كل مطلب له مجاب، لا تُعنفه إن ألقى بملابسه على الأرض وتجمع أشياؤه وتنظمها له دون أخته مدعية أنه رجل والرجال لا يفعلون تلك الأمور.. إن تدخل والده لتقويمه تمنعه أو إن منع عنه المصروف تعطيه المال من وراء ظهر أبيه.
رجال آخرون ينظرون للمرأة دائماً نظرة الريبة والشك الدائم ودوماً المرأة لديهم سيئة السمعة مهما فعلت، يفسرون كل تصرفاتها بشكل خاطئ، وأن المرأة مهما كانت هي مشروع عاهرة كاذبة صيادة للرجال. ببساطة لو جلس أي من هؤلاء على (شيزلونج) الطبيب النفسي سنكتشف أن أمه كانت تلك العاهرة المستترة أو المفضوحة التي رآها تخون أبيه أو تتحدث عنه بشكل غير سوي أو ربما تكون تلك الأم التي تغير على ابنها بأسلوب مرضي وترغب في أن تُفهمه أنها القديسة الوحيدة في الكون فتتحدث عن جميع النساء الأخريات بأسلوب سلبي مريض. أتذكر أحد الزملاء حكى أنه تعلم الجنس في باكورة شبابه على يد جارتهم التي كانت تستدرجه لمنزلها بعد أن ينزل زوجها إلى العمل وتحبس أطفالها في حجرتهم...كان يقول: كنت أسمع بكاء الأطفال المحبوسين في الحجرة وأنا أمارس مع أمهم الجنس. هل يمكنكم أن تتخيلوا موقف أبنائها الذكور عندما يصبحوا رجالاً من النساء؟
هناك أيضاً أسطورة الحماة ( أم الزوج) التي تنغص على كنتها دائما حياتها ولا يكون هناك موقف للإبن سوى أن يجبر الزوجة على قبول تلك الحياة التي ترغب أمه في فرضها على حياتهما، فبالطبع "ماما تعرف كل شئ". أتذكر صديقة بعد اثنى عشر عاماً من الصبر على زوجها وأمه استيقظت صباحاً لتكتشف أن زوجها ترك المنزل وذهب ليعيش عند أمه غير عابئ بالأطفال، فقط لأنها رفضت أن تنتقل للحياة في بيت حماتها وإغلاق منزلها للأبد، مع العلم أن حماتها بصحة جيدة ومازال لديها بنت لم تتزوج بعد مقيمة معها.
كثير من التجارب السريرية التي أجراها معالجون نفسيون على حالات مرضية لرجال ونساء، أكدوا أن المرأة تستبدل احباطها مع زوجها بأن تصنع علاقة مريضة مع ابنها ينقصها الجنس فقط، وإن كانت هناك حالات نادرة لأمهات اعتدين جنسياً بشكل أو بآخر على أطفالهن من الذكور. بالطبع احباط المرأة في زوجها سببه أم زوجها التي أُحبِطَت أيضاً من زوجها وهكذا دواليك ...سلسلة غير منتهية من العلاقات المريضة بين الأم والابن لا تُخرج سوى رجال مريضون نفسياً يعكسون مرآة أمهم على نساء المجتمع وبالأخص الزوجة أو الحبيبة أو حتى الأخت وزميلة العمل.
عزيزتي المرأة أرجوكي ضعي حداً لهذه السلسلة المريضة التي لا تنتج سوى مجتمعاً مريضاً، لا يوجد سبباً يجعلك تظلين متزوجة من رجل مُحبِط لكِ حتى ولو كان جنسياً، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تستبدلي علاقتك بزوجك بعلاقتك بابنك ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تحطمي صورة جميع نساء الأرض من أجل أن تكوني أنت وحدك المقدسة، فلا توجد هناك قداسة حتى للأم وإن كان هناك قداسة مفترضة فهي لكل من الأب والأم، الشريكان الرئيسيان في إنجاب وتربية الأبناء.
رفيقاتي في درب الأنوثة أرجوكن توقفن عن صناعة وحوش في منازلكن ...أزلن تلك القداسة التي ترغبن في أن تهلنها على أنفسكن كبديل لظلم المجتمع للنساء، واشهرهن سيوفكن بنبالة وفي العلن في وجه هذا الظلم ولا تلتفون على الواقع في الظلام وعلى حساب الأبناء.
عزيزتي الأم...أرجوكي أفطمي ابنك ثم أطلقيه في الحياة ليتعرف عليها بنفسه.



#أمنية_طلعت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخوات -الأرملة البيضاء- في المنيا
- رغم الأحداث السياسية العاصفة ..دراما رمضانية مميزة
- تاني وتالت ورابع ....الختان مصيبة يا هووووه
- في ختام مؤتمر أبوظبي الدولي الثاني للترجمة: المترجمون يحذرون ...
- من قلب الظلام والتوحد خرجت ألوان الحياة بمذاق مختلف
- حكايات وروايات جائزة البوكر 2013
- الإمارات في مواجهة العبث
- المهرج والضمير
- تعميم -العريان- جماهيرياً
- شعب عنصري بطبعه
- مسلم آه مسيحي لأ
- قررت أتحجب
- مليونية رقصة المجنونة
- ما لن يحدث في 2013
- متعة العرض: علياء وأبو إسماعيل
- وطن يموت بهدوء
- رحل مبارك وآثاره باقية
- خدعوك فقالوا -إيد واحدة-
- سيادة الرئيس مرسي ... سؤالان لا يمسان ذاتك الإلهية
- يحدث في مصر الشقيقة ...لكن بلا تعاطف


المزيد.....




- إلغاء حكم يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب
- تشييع جنازة امرأة وطفلة عمرها 10 سنوات في جنوب لبنان بعد مقت ...
- محكمة في نيويورك تسقط حكما يدين المنتج السينمائي هارفي واينس ...
- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أمنية طلعت - انتبهي .... أنت تربين وحشا في منزلك