أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أمنية طلعت - وطن يموت بهدوء














المزيد.....

وطن يموت بهدوء


أمنية طلعت

الحوار المتمدن-العدد: 3944 - 2012 / 12 / 17 - 19:38
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


" علينا بالفعل أن نتعامى لكي لا نلحظ بأننا داخل مدن تموت بهدوء وفي ظل الإهمال الكلي. بعد مدة قصيرة لن يكون هناك إلا الرماد وسيكون سكان هذه المدن أول من يشعل النار فيها وفي الحيطان التي تحميهم". واجهني هذا المقطع من رواية الأديب الجزائري واسيني الأعرج " طوق الياسمين"، وكأنه دون أن يعلم يجيب على سؤالي الذي يدور في خلدي منذ قيام ثورة 25 يناير وكل الحرائق والاستقطابات والنزاعات المتصاعدة بين الأطراف السياسية في مصر وبين باقي أفراد الشعب وخاصة فئة الشباب التي تنتمي إلى مجتمع لا يعبر بأي شكل من الأشكال عن تطلعاتهم وطموحاتهم ورؤاهم الخاصة: مصر إلى أين؟.
يبدو أن الحقيقة هي أننا ننتمي إلى وطن يموت ويتنازع على جسده العليل الجميع، معتقداً أنه سيفوز بغنيمة ما، لكن الواقع هو؛ أن هذا الوطن لم يعد لديه ما يعطيه بل ينتظر من ينقذه من علته التي تذهب به نحو الموت. ومع احترامي لكل الأطراف السياسية بما فيها تيارات الإسلام السياسي التي تستميت من أجل الاستحواذ على مقدرات مصر، فإنها جميعاً لا تدرك حقاً أنها في وطن يموت وأن إنعاشه وعودته للحياة مرة أخرى ليس في أيديهم بل في أيدي جموع الشباب الذي خرج في وطن لا يناسب أحلامه، ضيق وليس على مقاسهم وأنهم ضاقت بهم كل السبل ولم يعد لديهم سوى سبيل واحد، ألا وهو الهدم وإشعال الحرائق في كافة الحوائط، حتى تلك التي تحميهم، لأنهم لم يعودوا بحاجة للحماية بل إلى التحليق في فضاء عصرهم الذين يرونه ولا يستطيعون القبض عليه.
نعم أو لا في الاستفتاء لن تحقق شيئاً لكل هؤلاء السياسيين الذين يتصارعون حتى آخر رمق لتحقيق انتصارات، هي في النهاية لا تعني المستقبل في شيئ، والمستقبل يكمن في تلك العيون الزائغة لهؤلاء الأرتال من الشباب في كل الأعمار حتى بين المراهقين الذين لا يتجاوزون الخامسة عشر من عمرهم والذين يحلقون بأفكارهم أبعد من خيالنا ولا يهتمون بقوالبنا القديمة المهترئة، والتي لا تعني بالنسبة لهم سوى تخاريف كبار لا ينتمون إلى العالم. إن هذا المراهق الذي يحلم باختراع لعبة أليكترونية جديدة أو تأسيس تطبيق جديد على جهاز الآي فون، لا ينظر بعين الاعتبار إلى كلمات نرددها بملل مثل " الاستقرار، الحفاظ على لقمة العيش، المقدسات، الحفاظ على الوطن...إلخ".
على من وضعوا الدستور وعلى من يدافعون عنه أو يرفضونه أن يتوقفوا قليلاً وينظروا خارج الصندوق الذي اعتادوا العيش داخله لعقود طويلة، ليسألوا أنفسهم سؤالاً واحداً: كم عام بقى لهم على هذه الأرض وإلى من سيورثونها؟ وهل ذلك الوطن المحتضر يستحق كل هذا التناحر من أجل الفوز بجثته؟ وما الذي سيضيرهم لو تركوا الدفة للمستقبل قبل أن يقتلوه؟.



#أمنية_طلعت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحل مبارك وآثاره باقية
- خدعوك فقالوا -إيد واحدة-
- سيادة الرئيس مرسي ... سؤالان لا يمسان ذاتك الإلهية
- يحدث في مصر الشقيقة ...لكن بلا تعاطف
- الإخوان كحيت وأوباما الأليت
- عبده موته والبحث عن دور في الفوضى
- أهم رجل في مصر
- يا مرسي .... مصر لا تركع أبداً (حول زيارة السعودية وتقبيل ال ...
- أيها الرجل العزيز ....عصر الحرملك انتهى!
- بشائر الاستقرار ..بورصة بخير وشعب يبحث عن أنبوبة غاز
- اليسار العربي يقود التغيير حتى وإن لم يتصدر المشهد
- -عضمة- يلقيها لنا العسكر ...قانون العزل السياسي
- -سوفت وير- حكام مصر لازم يتغير -حقيقة ما يحدث في التحرير-
- علياء المهدي... من ثائرة على المجتمع إلى حجر في وجهه
- لأنني امرأة ناقصة عقل ودين!
- وردة السلفيين وخرفان الإخوان
- كيرياليسون ...يا رب الرحم (2)
- الطائفية كهدف استراتيجي قومي
- عاش نضال المُعَلِم المصري
- أنا وبوذا ومايكل


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أمنية طلعت - وطن يموت بهدوء