|
أيها الرجل العزيز ....عصر الحرملك انتهى!
أمنية طلعت
الحوار المتمدن-العدد: 3633 - 2012 / 2 / 9 - 14:39
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
عندما ترغب في أن تشهر سيفك وتثبت قوتك وسيطرتك على المكان، فخذها نصيحة مني باعتباري أنتمي لفئة النساء، أصدر قوانيناً تقهرنا بها وتُحجم حركتنا وتمنعنا من الإبداع والمشاركة بفعالية في المجتمع حتى تجمع الجماهير حولك، فإذا ما اعترضك بعض الخبثاء من الذين يُعملون عقلهم ويفكرون، أُخرج عليهم ببعض من آيات القرآن أو الإنجيل حتى تكتم أصواتهم وتوقف عجلة أدمغتهم الدائرة، فإذا ما ظلوا على اعتراضهم، لا تخف لأن الجماهير الغفيرة لا تعلم حقيقة دينها وتتلقاه بالسمع فقط من رجال دين مسيسون في الأساس. إن ما ذكرته سابقاً، هو ببساطة شديدة تلخيص لتاريخ وضع المرأة على مر العصور في شرقنا السعيد، حيث يواجه ولاة الأمور الأزمات الاقتصادية والاجتماعية دائماً بالهرب داخل رداء المرأة باعتبارها الحلقة الأضعف، لأنها ببساطة الأضحية الدائمة التي تقدمها كافة الأسر الشرقية قرباناً للفقر والهزيمة، وبالتالي هي لا تملك دائماً الأدوات اللازمة للدفاع عن حقوقها ومكانتها الحقيقية في المجتمع. المرأة العربية أو الشرقية، دائماً منسية. تقف في الأزمات والصعاب لتساعد الرجل وتدفعه للأمام، فيكرمها ويدافع عنها، وبمجرد أن يسيطر على الأمور ينساها أو ينحيها جانباً ويطلب منها باسم الأخلاق والدين أن تعود إلى منزلها بدعوى حمايتها وأن المنزل هو مكانها الحقيقي! في الربيع العربي لم تكن المرأة مجرد مشارك في الثورة ولكنها كانت فاعل رئيسي في الأحداث، وبمجرد أن استوى الرجل على عرش السلطة بدأ يفكر في تحجيم حريتها وتضييق الخناق عليها، وفي مصر وهي واقعنا الذي نعيشه، لم يتوان الرجل في كافة أشكاله السياسية سواء الليبرالية أو اليسارية أو الدينية، عن إغفالها ونكران مكانتها وحقها في أن تستوي إلى جانبه على عرش الانتصار على الفساد، فاختفت من كافة التشكيلات الوزارية والسياسية، حتى القوانين الاجتماعية التي تحفظ لها حقها كإنسان تم نسبها إلى المفسدين السابقين، وبدأت تتوارد علينا عبارات مثل " قوانين سوزان مبارك". نفس الشيئ حدث عندما أغتيل السادات وجاء مبارك بعده، تم الادعاء بالقول أن قوانين الأسرة التي أنصفت المرأة هي " قوانين جيهان السادات". كانت البداية مع إلغاء كوتة المرأة في البرلمان، وللأسف الشديد ناصرت القوى المدنية غيرها من القوى الدينية، وادعوا أن الكوتة باطلة لأنها ضد الديموقراطية، وأن على المرأة أن تبذل مجهوداً في المجتمع حتى تحصل على أصوات الناخبين. وهذا الادعاء باطل في أصله، لأنه ببساطة كان يجب وفقاً لمقتضيات الديموقراطية، أن يتم إلغاء كوتة العمال والفلاحين أيضاً، لأنها تمييز مجتمعي مساوي تماماً لكوتة المرأة. كذلك تم إغفال أن المرأة تلعب الدور الأكبر في العمل الاجتماعي والخيري، فكافة المؤسسات الاجتماعية والجمعيات الخيرية، الفاعل الرئيسي فيها امرأة. لكن للأسف العادات والتقاليد الشرقية التي تسيطر على عقول أغلبية الشعب المصري والعربي لا تؤمن بدور المرأة السياسي، فكانت الكوتة هي الحل الأمثل لتدريب الشعب على انتخاب المرأة، خاصة وأن الكوتة جاءت في شكل ديموقراطي، ألا وهو أن يتم التنافس في الدوائر بين النساء وبعضها، تماماً مثل العمال والفلاحين. كما أنه كان قد تم تحديد عمر الكوتة بعشر سنوات فقط، بعدها تعود المرأة للتنافس بشكل طبيعي على المقاعد الانتخابية في الدوائر المختلفة. الآن وبعد أن ضاعت منا الكوتة في زحام الانشغال بتقسيم الكعكة السلطوية، نواجه تهديد مباشر من القوى الدينية التي سيطرت على البرلمان لقوانين الأسرة التي فازت بها المرأة بعد كفاح طويل بدعوى لا شرعيتها، فنسمع مثلاً الاعتراضات على قانون الخلع بدعوى أنه لم يُطبق وفقاً للشريعة الإسلامية الصحيحة، وأنه كان وراء تفكك الأسرة المصرية، ولا أدري كيف يكون الخلع غير شرعي وقد وافق عليه الأزهر، كما لا أدري كيف خرب بيوت المصريين وقد حل أزمات آلاف النساء اللائي كن يقفن في طوابير المحاكم لسنوات طويلة في انتظار حكم قضائي بتطليقهن من أزواجهن. نفس الشيئ يواجهه قانون حضانة الأطفال والرغبة في خفض سن الحضانة مرة أخرى إلى سبع سنوات للذكر وتسع سنوات للأنثى، في حين أن المطلوب فقط هو تعديل شروط حق الرؤية للأب وإضافة حق الاستضافة عليه. هل من المعقول أن أمنع المرأة قانوناً من حقها في الزواج مرة أخرى طالماً أبنائها في حضانتها وبعد أن يمر سبع أو تسع سنوات من عمرها، يكون قطار الزواج قد فاتها بعدها، انتزع منها أبنائها؟ وهل من المعقول أن أفرق بين الإخوة أنفسهم في تفاوت أعمارهم، لينقسموا بعضهم لدى الأم والبعض الآخر لدى الأب؟ إن قانون الحضانة جاء بعد عذابات ومآسي مريرة عانى منها الأطفال والأمهات عقود طويلة ولا يمكن لنا الآن أن نعود إلى الوراء لنواجه مشاكل عذبت المجتمع سابقاً. لا أعتقد أن المرأة المصرية التي تنتمي إلى القرن الواحد والعشرين ستصمت على هذه الخرافات التي يخرجون علينا بها من وقت لآخر، وكله باسم الدين والديموقراطية. ولا أعتقد أن قطار النساء سيتوقف عند الدفاع على مكتسباته السابقة، بل سيمضي إلى الأمام ليقتنص مكتسبات جديدة. أيها القائمون على تشريع القوانين الآن؛ لا تعتقدوا أن ضعف التمثيل النيابي للنساء داخل البرلمان سيدعم توجهاتكم لسلبنا حقوقنا، فنحن لم نعد درراً مكنونة ولا جواهر ثمينة، لأنكم إذا أردتم أن تجعلوا منا أشياء ثمينة تحفظوها في البيوت، عليكم أن تدفعوا المقابل المادي الفاحش، ولا أعتقد أن رجال مصر يملكون الآن أي أموال يغدقون بها على النساء حتى تعود إلى الخدور وتعيش دور الحُرمة داخل الحرملك.
#أمنية_طلعت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بشائر الاستقرار ..بورصة بخير وشعب يبحث عن أنبوبة غاز
-
اليسار العربي يقود التغيير حتى وإن لم يتصدر المشهد
-
-عضمة- يلقيها لنا العسكر ...قانون العزل السياسي
-
-سوفت وير- حكام مصر لازم يتغير -حقيقة ما يحدث في التحرير-
-
علياء المهدي... من ثائرة على المجتمع إلى حجر في وجهه
-
لأنني امرأة ناقصة عقل ودين!
-
وردة السلفيين وخرفان الإخوان
-
كيرياليسون ...يا رب الرحم (2)
-
الطائفية كهدف استراتيجي قومي
-
عاش نضال المُعَلِم المصري
-
أنا وبوذا ومايكل
-
بمنتهى الشرف مع -خرم- حازم صلاح
-
تقسيم مصر بين الواقع والمتخيل
-
أيها المصريين ....أنتم مضحوك عليكم
-
الأمم المتحدة: المعوقات أمام تحقيق العدالة والرعاية الصحية ل
...
-
قليل من الهذيان الاقتصادي - تنويعات على حراب مصر
-
مشهدان مختلفان في حي إمبابة
-
لأ.....التاريخ لن يعيد نفسه
-
دورة 2010، مسمار أخير في نعش -البوكر العربية-
-
شهيدات يناير وغموض قصة سالي زهران
المزيد.....
-
ترامب يعيّن امرأة من اصول عراقية مستشارة للرئيس
-
وبينار إقليمي: “هل تعاني النساء في دول السلم السلبي من أشكال
...
-
ماما جابت بيبي.. تردد قناة طيور الجنة2024 لاجمل اغاني الاطفا
...
-
” راتب شهري ” شروط الحصول على منحة المرأة الماكثة بالبيت 202
...
-
هل يوجد زيادة في يناير؟ شروط الحصول على منحة المرأة الماكثة
...
-
اغتصاب واستغلال جنسي.. معاناة النساء المهاجرات في مخيمات شما
...
-
متعه مع الاطفال وأفضل البرامج للاستمتاع بالاطفال.. التردد ال
...
-
تحرير طيار سوري أمضى 43 عاما بالمعتقلات لرفضه قصف حماة
-
مغردون: -صيدنايا- يفوق أبو غريب وغوانتانامو والمعتقلات الناز
...
-
سجل فوراً واحصل على 800 د.ج.. منحة المرأة الماكثة في البيت ب
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|