أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - الشتات لحظة الخطر














المزيد.....

الشتات لحظة الخطر


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 4356 - 2014 / 2 / 5 - 12:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الشتات لحظة الخطر

لم تشهد مصر على مدى تاريخها سيرك تبدلت فيه المواقف والأزياء تبعا للمصالح وتغيرت فيه الأدوار والآراء كالسيرك الفكري الذي شهدته في السنوات الثلاث الماضية. وستبين أية مراجعة سريعة لأرشيف الصحافة خلال تلك السنوات أية تحولات مذهلة وبراقة قام بها جناح ضخم من الانتلجنسيا من عشرات المواقف إلي عشرات المواقف الأخرى المناقضة. حاول أن تجد كاتبا واحدا لازمته فكرة لا تفارقه تقوده عبر المنعطفات إلي حقيقة يؤمن بها. حاول أن تجد قطرة نور بيضاء سابحة بثبات إلي الناس. ليس سطح النهر المتدفق بعلب الصفيح وقش الخداع وعكارة العظمة والمكر هو ما يثير الأسف بل شتات النور! حين يكون كل منا وحده يحتكم إلي ضميره لكننا معا عاجزون عن رؤية الهدف و شق الطريق المشترك. في ثورة 1919 كان ثمة أهداف قومية اجتمع عليها النضال المصري: الاستقلال والدستور. في ثورة 1952 التف الناس حول التحرر الوطني والتصنيع والتنمية. الان، إما أنه ليس ثمة شيء يوحدنا، أو أن القدر – كما في رواية العمى لساراماجو – حرمنا من البصر ورؤية القاسم المشترك. هناك سؤالان مضمران، منشوران، واضحان، مبهمان: من الذي نحاربه ؟ ولأجل ماذا نحارب؟. لكن ما من إجابة مشتركة على السؤالين، ولانصف أو ربع أو ثمن إجابة مشتركة. إلا أننا نواصل سيرنا إلي الأمام، بنادقنا على أكتافنا. أقدامنا مغروزة في شهدائنا. نمضي قدما، بأمل أن تشتعل من سيرنا فكرة فنرى عدونا وندرك لأجل ماذا نحارب. المأساة ليست في الزيف والكذب، بل في الحقيقة والصدق. المؤلم ليس احتشاد القتامة في السماء، وليس مواقف الذين يدعون أنهم المتحدثون باسم الثورة، ولا الناطقين بما امتلأت به جيوبهم من تمويل أجنبي، ولا قادة الأحزاب الديكورية التي تمارس غسيل الأفكار، ولا الذين يفردون قلاعهم في ريح كل سلطة، المؤلم شتات النور الذي يسبح بثبات نحو آمال الناس في الطعام والعلاج والتعليم والعمل والتنمية والتصنيع والسكن والثقافة. ذلك النور الذي يسعه إذا اندلع أن يحرق بسطوعه عتمة الضياع.
في لحظة الخطر يعلو الشعور بأولوية وجود الجماعة على أي اعتبار. يسود ما يعرف بالتفكير الجمعي عندما تتطلب حياة الجماعة نوعا من التوافق. ومع أننا نمر بلحظة دقيقة كالمشي على حافة سكين إلا أننا لا نرى أثرا للشعور بخطورة الوضع في التفكير الجمعي. وإذا نقلنا مفهوم " التفكير الجمعي" من مجال علم النفس إلي السياسة سنجد أن المقصود هو برنامج يجمع القوى الوطنية في مواجهة الخطر. لكن ما من تصور أو مقترح يعكس روح الجماعة ، بل إننا ننزلق إلي " اضطراب التفكير الجمعي" وهو مصطلح صادفته عند أستاذة علم النفس د. هناء سليمان، ووجدت فيه أفضل تعبير عن وضعنا. نحن مهددون بجرجرتنا إلي المسار السوري، وبالإرهاب الديني. وبعودة حكم الفلول بأقنعة جديدة ، وبدولة بوليسية ، وبانفجار الأزمة الاقتصادية، وبالرغم من ذلك فإن شيئا لا يستنفر فينا التوافق! لكن أيمكن أن نصل إلي تفكير جمعي وتوافق إذا كنا لا نرى من نحاربه ؟ ولا ندري من أجل ماذا نحارب؟ ونواصل سيرنا فرادى ببسالة محكوم عليها بالموت، بأمل أن تشتعل الفكرة من خطونا فيلوح طريق؟

***



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعلام الاحتفالات وألغام التفجيرات
- تفويض الجيش المصري للسيسي رئيسا
- قائمة للنسيان - قصة قصيرة
- مصر التي في خاطرك
- ثلاثون مليون زهرة
- ما يشغلني في موضوع الدستور ليس الدستور
- التمويل الأجنبي رصاصة في الضمير
- خبز أحلام لزمن قادم
- منى مينا .. انتصار الحقيقة
- لغتنا احتفاء عالمي واختفاء قومي
- صحوة ضمير لكن ليس في اتجاه الإخوان !
- رقصة شرقية بين العلم والدولة
- بيت جدي - قصة
- قانون التظاهر إهانة بالغة لكرامة الشعب المصري
- اللي يشوف ببلاوى الناس ..
- الإهدار القومي لأعمار المصريين
- ليلة بلا قمر - قصة قصيرة
- الشاعر القطري محمد العجمي.. أنت حر وهم السجناء !
- من أطلق النار يامريم .. على قلبك الصغير ؟
- رئيس مصر القادم


المزيد.....




- إليسا ونانسي عجرم اختارتا الفستان الأسود.. أي إطلالة كسبت ال ...
- الجيش اللبناني يعلن تسلمه فلسطينيين من حماس يشتبه بإطلاقهما ...
- إسرائيل تصادق على خطة احتلال غزة وسموتريتش يؤكد: لا انسحاب ح ...
- حزب البديل يقاضي استخبارات ألمانيا بعد تصنيفه كحزب متطرف
- وزارة الصحة في غزة: 37 قتيلا في غارات إسرائيلية منذ منتصف ال ...
- الجيش اللبناني يتسلم فلسطينيا ثانيا لتورطه في إطلاق صواريخ ن ...
- مشهد الرشق بالحذاء يتكرر.. في كينيا! (فيديو)
- الخارجية الألمانية ترد على تصريحات ماركو روبيو بشأن -الاستبد ...
- ماكرون: فرنسا ستخصص 100 مليون يورو لاستضافة علماء من الولايا ...
- مصر.. تفاصيل حبس المتهمين بابتزاز رجل الأعمال أبو هشيمة


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - الشتات لحظة الخطر