أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاك جوزيف أوسي - جنيف 2 في مرآة الصحافة العالمية















المزيد.....

جنيف 2 في مرآة الصحافة العالمية


جاك جوزيف أوسي

الحوار المتمدن-العدد: 4354 - 2014 / 2 / 3 - 11:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع إسدال الستار على جلسات جنيف 2، بين الحكومة السورية وبعض ممثلي معارضة الخارج، قد يكون من الضروري أن نسلّط الضوء على كيف تعامل الإعلام العالمي مع هذا الحدث والنتائج التي توصّل لها والأحكام القاطعة التي أصدرها والتي أراد من خلالها تحقيق ثلاث أهداف: الأول، توجّيه المفاوضات باتجاه محدد. ثانياً، فرض صورة معيّنة على الرأي العام في بلاده بطريقة غير مباشرة. ثالثاً، تأجيج نار الصراع الذي يجري على الأرض السورية ودفع الأمور نحو حائط مسدود.
ونبدأ بهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) التي نقلت مقتطفات من ردود فعل الصحافة العالمية والعربية على مؤتمر جنيف2، والتي أجمعت أن حل الأزمة السورية "معادلة" والتوصل لنتيجة من خلال مؤتمر جنيف "صعب" ومن يستطيع الخروج بصيغة مرضية لأطراف النزاع في سورية يستحق جائزة نوبل.
هذه "المعادلة المعقدة" وضعها وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري بعد أن فرض الإيقاع على وفود مجموعة العمل حول سورية وحدده بحيث لا يستطيعون تجاوزه أو تجاهله. وكان فحوى هذه المعادلة أن الخير والسلام سيعُّم الأراضي السورية فور مغادرة الرئيس السوري لمكتبه في رئاسة الجمهورية.
ومن هذه النقطة ركّزت الصحف البريطانية وحاولت تحميل الحكومة السورية مسؤولية جميع الأحداث التي جرت خلال الأعوام الثلاث المنصرمة. فأشارت صحيفة الفاينانشال تايمز البريطانية إلى الخلافات الحادة حول مستقبل الرئيس بشار الأسد في مؤتمر مونترو الذي يهدف لإنهاء الصراع السوري المستمر منذ ثلاثة سنوات. وركزّت على رفض الزعماء الغربيون وممثلون من المعارضة السورية لأي دور للرئيس السوري في مستقبل سورية، والجهود التي يبذلونها ولا سيما واشنطن التي لا تكل ولا تمل في محاولة إيجاد أرضية مشتركة مع موسكو تسمح بالعملية السياسية في سورية بالمضي قدماً.
ولم تخرج شقيقتها الغارديان عن هذا الخط حين جزمت بفشل المؤتمر في كسر جمود الأزمة السورية بسبب ما أسمته "الحرب الكلامية" التي نشبت بين الوفود المشاركة حول مستقبل السياسي الرئيس الأسد. محمّلة في الوقت نفس وفد الحكومة السورية مسؤولية هذا الفشل بسبب إصراره على عدم تنحي الرئيس الأسد من منصبه ووصفها لحركات المعارضة المدعومة من الغرب وتقاتل للإطاحة به بالإرهابيين والخونة.
أما صحيفة "التايمز" فحاولت أن تكون موضوعية وألمحت بطريقة غير مباشرة إلى دور المجموعات المسلحة في الأزمة الإنسانية في سورية، فتحت عنوان "تضميد جراح سوريا" قالت الصحيفة: "من غير المرجح أن يجلب مؤتمر جنيف السلام ولكن يمكن الوصول لحل جزئي"، قالت: "إنه بينما يجتمع المجتمع الدولي للحديث عن السلام في مونترو بسويسرا، انهمرت مدافع الهاون على ضواحي حلب وحمص".
وأضافت الصحيفة وفقا لما ورد بهيئة الإذاعة البريطانية الـ "بي بي سي" أن سورية دولة لا تعيش في سلام، وعلى الرغم من أن محادثات مونترو جمعت الأطراف المختلفة في النزاع، فإنها لن تغير الوضع المأساوي على الأرض في المستقبل القريب. وقالت الصحيفة: "إنه يقع على عاتق الوفود المشاركة في القمة إثبات أن حياة السوريين يمكن أن تتحسن عن طريق الجهود الدبلوماسية".
وعلى نفس الخطى سارت صحيفة "لوموند" الفرنسية حيث حملّت الحومة والمعارضة نفس القدر من المسؤولية عما يحدث في سورية، قائلة: "أن الجانبين سواء نظام الرئيس السوري بشار الأسد أو المعارضة التي يجسدها الائتلاف الوطني السوري لم يعلنا عن هدنة في سياق المؤتمر (جنيف 2)، في الوقت الذي ترفض فيه المجموعات الإسلامية والجهادية "القوية"، وكذلك المجلس الوطني السوري، الاعتراف بعملية "جنيف 2"، ويعتبرونها "خيانة".
وأعتبرت "لوموند" أن كل هذه العوامل تجعل من الصعب تطبيق التدابير السياسية أو حتى الإنسانية التي يجب اتخاذها في جنيف.
أما صحيفة الوطن السعودية فقد طرحت سؤالاً في غاية الأهمية وكان على الشكل التالي: "والسؤال الذي يجب أن يوجه إلى دمشق وحلفائها في المؤتمر هو: من الذي بدأ الأزمة في سورية؟ ومتى دخلت الجماعات الإرهابية على الخط؟ ألم يكن من المتاح للأسد ونظامه احتواء ما يجري والاستماع إلى حكمة من ناصحوه في تلك الفترة؟ ويبدو أن الصحيفة السعودية نست أن سمو الأمير قد نصّب فخامة الرئيس في المؤتمر دون مشورة أحد، وتجاهلت أعداد القتلى السعوديين المتزايدة في سورية والتي لا يمكن أن تكون دخلت إلى سورية من دون موافقة ضمنية من حكومة آل سعود. فإن تمكنت الصحيفة السعودية من الخروج بتحليل منطقي من الحدثين السابقين ستتمكن بالتأكيد من الإجابة على الأسئلة التي طرحتها.
واهتمت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" بمفاوضات السلام التي يشهدها مؤتمر جنيف 2، المتعلق بحل الأزمة الداخلية بسورية، حيث أكدت أن ذلك المؤتمر سيحدد مصير الرئيس السوري بشار الأسد، مشيرة إلى أن نسبة قليلة من المتابعين تتوقع أن يصل هذا الاجتماع إلى حل للأزمة المستمرة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات.
وقالت الصحيفة الأمريكية خلال تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، إن الإدارة الأمريكية لا تزال ترى أن تنحي الأسد عن السلطة هو شرط أساسي لأي اتفاق من شأنه أن ينهي الصراع الداخلي السوري، مؤكدة أن تلك السياسة قد أتت بنتائج عكسية على واشنطن، وأطالت أمد الصراع القائم بسوريا.
ونوهت الصحيفة بدور دمشق وحلفائها في موسكو أبدوا مرونة كبيرة لوضع نهاية للصراع الدموي بسورية في أكثر من مناسبة ومنها وقف إطلاق النار، وتسليم الأسلحة الكيميائية السامة التي تمتلكها الحكومة السورة، إلا أن الصحيفة أشارت إلى أن دمشق ترفض حتى التفاوض فيما يخص مصير الأسد مستقبلاً.
هذه المرونة وضحها بشكل جلي وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، حين قال: "أنّ الغاية الأساسية من عقد "جنيف 2" هي إيقاف العنف وليست مناقشة مسألة رحيل الرئيس بشار الأسد". وأضاف، عقب اختتام قمة "روسيا – الاتحاد الأوروبي": "نحن نعلن أنه لا يجوز التركيز على المطالب المبسطة، فمن السهل القول إن على الأسد الرحيل وسيستقر بذلك الوضع، ولكن نذكر ما حصل في يوغوسلافيا، حيث طالب الجميع برحيل ميلوشيفيتش، كما شاهدنا ما حصل في العراق والطريقة المماثلة إزاء صدام حسين، وكانت هناك ليبيا والقذافي، لقد رأينا إلى ماذا قادت كل هذه الأمور". وحذر الوزير الروسي من أنّه "اليوم نواجه إصراراً على فكرة مماثلة لتغيير النظام في سوريا لأن أحداً ما يكره الأسد شخصياً، ولكن هذا ليس تصرفاً لأشخاص بالغين".
وحتى تتجاوز بعض الأنظمة العربية مرحلة المراهقة السياسية، وينضج بعض سياسي الغرب فكرياً وأخلاقياً. ندعو الله أن ينير درب السورين وأن يقدموا مصلحة الوطن على مصالحهم الشخصية، وأن تكون عيونهم وقلوبهم متجهة صوب دمشق لا صوب من يملئ جيوبهم بالنقود فتعمى عيونهم عن رؤية الواقع وتُصم أذانهم عن سماع الحقيقة، ويصبحوا عبيداً في حضرة السلطان أو سمو الأمير أو جلالة الملك ... والذي يحركهم جميعاً سعادة السفير القادم من واشنطن.



#جاك_جوزيف_أوسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة حول مؤتمر جنيف 2
- مصر ... نحو إقرار خارطة طريق ترسم مستقبل البلاد
- المعركة الأخيرة لأردوغان
- تركيا ... الفساد يَهُزّ عرش أردوغان
- تونس ... اليسار إلى الأمام
- سقوط -النموذج التركي- داخلياً
- سقوط مخطط «بيغن – برافر» ... إلى حين!
- الأزمة التونسية إلى أين؟
- أسباب فشل -النموذج التركي- في البلاد العربية
- معارك آل سعود الكبرى
- ما هو مصير الإخوان المسلمين بعد سقوط حكم المرشد في مصر؟
- دوافع التدخّل... أسباب النجاح وعوامل الضعف السياسة الروسية ف ...
- سقوط النموذج التركي
- السعودية إلى أين؟
- إعادة رسم حدود الشرق الأوسط من جديد
- خواطر في الدين والسياسية
- السعودية ... ومعضلة البحث عن الدور الإقليمي
- المأزق السعودي ... والبئر العميق التركي
- نظرية الأمن القومي الإسرائيلي
- الصراع على سوريا


المزيد.....




- إيران.. تصريح رئيس مجلس الشورى عن الضربة بالمنطقة ومصير البر ...
- رئيس الوزراء الأرمني يعلن إحباط -محاولة انقلاب-
- اليونان: الآلاف يحتجون على الضربات الأمريكية على المواقع الن ...
- بوتين يوقّع قانونًا لإنشاء تطبيق مراسلة بديل عن واتساب وتيلي ...
- شبكات التجسس تثير أزمة ثقة في إيران.. النظام يحذر من التفاع ...
- السودان ـ مقتل العشرات بينهم أطفال في هجوم على مستشفى
- ترحيب دولي بوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل ودعوات لتوسيع ...
- مجلس النواب الأميركي يحظر استخدام -واتساب- على أجهزته
- واشنطن تعرض 5 ملايين دولار مقابل معلومات عن أميركي محتجز بأف ...
- منظمة تتهم علامات تجارية فاخرة بالمساهمة في إزالة غابات الأم ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاك جوزيف أوسي - جنيف 2 في مرآة الصحافة العالمية