أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاك جوزيف أوسي - الأزمة التونسية إلى أين؟














المزيد.....

الأزمة التونسية إلى أين؟


جاك جوزيف أوسي

الحوار المتمدن-العدد: 4300 - 2013 / 12 / 9 - 10:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن الفساد والاستبداد السياسي والبطالة كانت الأسباب الثلاثة لاندلاع الثورة التونسية، ومع دخول الثورة التونسية عامها الرابع لا تزال هذه الأسباب قائمة وترخي بظلالها على المجتمع التونسي، لا بل إنها قد تفاقمت من جراء السياسات الخاطئة التي انتهجتها حركة النهضة والترويكا الحاكمة في تونس نتيجة الخوف من فقدان السلطة وعدم الثقة في الشريك في الوطن. الأمر الذي أدى إلى الفشل الذريع في إدارة شؤون الدولة والمواطن وعدم القدرة على إخراجهما من المستنقع الذي قادهما إليه رئيس تونس المخلوع زين الدين بن علي.
فقد فشلت الحكومة التونسية في قراءة مفهوم الثورة بشكل صحيح فبدلاً من تخطي أو تجاوز مرحلة حل المشاكل التي ورثتها عن النظام السابق إلى مرحلة جديدة أساسها رؤية استراتيجية عصرية ومتطورة لمستقبل تونس. نرى أن التروكيا وحركة النهضة قد أدخلت البلاد في دوامة من المشاكل والأزمات بدأت تهدد المكتسبات التي ناضل من أجلها التونسيين من عهد الاستقلال إلى ما قبل موجة "الربيع العربي".
وفشلت الحكومة التونسية من الانتقال من مرحلة حكم الدولة إلى مرحلة إدارة الدولة، فحين كان بن علي في الحكم كان نموذجاً للحاكم الفرد الذي لا راد لمشيئته، لذلك احتاج إلى القوة والقمع كي يحمي نظامه، ولكن بعد الثورة كان لا بد من الانتقال إلى مرحلة جديدة هي إدارة الدولة وشؤونها ولكن ما نراه إن حركة النهضة أعادى أنتاج أدوات القمع والاستبداد تحت مسميات جديدة كلجان حماية الثورة.
أيضاً، لم تستطع حركة النهضة الانتقال من مرحلة استنزاف موارد الدولة إلى القيام بالخطوات الأولى لتعبئة موارد الدولة العامة، فحين تسلّمت حكومة «الترويكا» مقاليد «الحكم» وجدت الدولة تعاني استنزافاً في كل المستويات،الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، ذلك أن هذه الموارد كانت تخدم مصلحة الحاكم الفرد ودائرته الضيقة من المنتفعين والمستغِلّين. وكان المطلوب الانتقال إلى التعبئة الشاملة لموارد الدولة من أجل تحقيق المصلحة العامة، وتجاوز مرحلة الاستنفاذ نحو البدء بالإنتاج من أجل إقامة دولة قوية وقادرة.
فلم تستطع حركة النهضة حتى الآن الانتقال من الدولة الشركة التي كان نظام بن علي يديرها كملك خاص له يتصرف به كما يحلو له بائعاً أو راهناً أو واهباً، إلى مفهوم الشراكة في الدولة، حيث كل مواطن هو شريك ومسؤول. كذلك الأمر فقد فشلت حركة النهضة في بناء علاقات خارجية قائمة على أساس المساواة والندية وليست مبنية على علاقات التبعية.
هذا الأمر جعل حركة النهضة تفشل فشلاً ذريعاً في الانتقال من الدولة التي تدور حول شخصية الفرد الحاكم إلى مفهوم الدولة المشروع لجميع أبنائها ذلك أن الخلفية العقائدية التي تحكم نظام حركة النهضة تدور هي الأخرة حول مفهوم الدولة التي تدور حول مفهوم الشخص الحاكم.
كل ذلك جعلت الاستقرار السياسي في البلاد مهدداً بالتقويض في أي لحظة؛ لأن «الترويكا الحاكمة في تونس» قررت أن تجعل من المجلس التأسيسي «سيف ديموقليس» مسلطاً على رقبة الشعب التونسي حتى لا يفلت من قبضتها، إذ لا صوت يعلو على صوت المجلس التأسيسي في نظرها، هذا المجلس التأسيسي الذي حاز من الصلاحيات التي من أجلها نصفها فقط قُتل يوليوس قيصر، ومع ذلك لم تحقق الأمن والأمان للمواطن، بل لم تحقق أي من الأسباب التي من أجلها قامت ثورة الياسمين في تونس.
أن حركة النهضة لم تستوعب حتى الآن تجربة «الإسلام السياسي» في الحكم، الذي دخل في أزمة هيكلية منذ سقوط حكم المرشد في مصر وتفاقم الفوضى الأمنية في ليبيا التي تُنذر بتقسيم البلاد، ولم يعد ذلك التيار يستهوي الشارع العربي بعد أن بدأت شعاراته بالتساقط ورأى المواطن العربي أن معالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية هي بداية الحل لا أي شعار أخر. فمعدل عمر «الإسلام السياسي في الحكم» ببلدان «الربيع العربي» يعد الأقصر مقارنةٍ بالتجارب الليبرالية والاشتراكية والقومية السابقة بالبلدان العربية. كما أن احتمال بقاء هذا التيار كحزب حاكم في تونس أمر غير وارد بعد أن بدأت شعبيته بالتآكل ومن غير الممكن نجاحه بنفس النسب السابقة في الانتخابات المقبلة، وهو ما يفسر العراقيل التي تضعها حركة النهضة حالياً من أجل تأجيل خروجها من الحكم في تونس. ويتوقع حدوث موجة من الاضطرابات الأمنية تتخللها عمليات إرهابية خلال الفترة المقبلة، ستهدد منطقة الساحل والصحراء في أفريقيا ذلك أن حكومة النهضة والتيارات التي تعتنق أفكارها تعتبر أن الخروج على حركة النهضة هو خروج على الحاكم بأمر الله الذي يستوجب قمعه بكل الوسائل الممكنة وردع من تسوّل له نفسه من الحكومات الغربية من التصدي لهذه الظاهرة التي أصبحت مساوئها أكثر من فوائدها على هذه الحكومات.



#جاك_جوزيف_أوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسباب فشل -النموذج التركي- في البلاد العربية
- معارك آل سعود الكبرى
- ما هو مصير الإخوان المسلمين بعد سقوط حكم المرشد في مصر؟
- دوافع التدخّل... أسباب النجاح وعوامل الضعف السياسة الروسية ف ...
- سقوط النموذج التركي
- السعودية إلى أين؟
- إعادة رسم حدود الشرق الأوسط من جديد
- خواطر في الدين والسياسية
- السعودية ... ومعضلة البحث عن الدور الإقليمي
- المأزق السعودي ... والبئر العميق التركي
- نظرية الأمن القومي الإسرائيلي
- الصراع على سوريا
- دور الإسلام السياسي في تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد
- الوجه العاري للإخوان المسلمين
- دور اليسار التونسي في تصحيح مسار ثورة الياسمين
- الفخ الأميركي
- الديمقراطية من وجهة نظر الإخوان
- الزلزال المصري وتداعياته
- الحكمة الصينية والذئاب الرمادية والعقلية العثمانية.
- خواطر في السياسة من وحي الربيع العربي -3-


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاك جوزيف أوسي - الأزمة التونسية إلى أين؟