أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاك جوزيف أوسي - الديمقراطية من وجهة نظر الإخوان














المزيد.....

الديمقراطية من وجهة نظر الإخوان


جاك جوزيف أوسي

الحوار المتمدن-العدد: 4167 - 2013 / 7 / 28 - 01:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فَهِمَ الإخوان المسلمون في مصر الديمقراطية على الشكل التالي، بما أنهم قد جاءوا إلى السلطة عن طريق صندوق الانتخابات فإن الطريق الوحيد لخروجهم من الحكم هو الانتظار إلى نهاية مدة ولايتهم الدستورية ثم إسقاطهم في الانتخابات القادمة. لا يهم إن بدا فشلهم في إدارة شؤون البلاد منذ اللحظات الأولى، ولا يهم إن بدءوا في تغيير شكل الدولة ونظامها والتمهيد لإثارة الفتن وإشعال الحرائق الطائفية والمذهبية فيها، أو جرّها إلى مستنقع الخراب عبر بيع أراضيها لمستثمرين أجانب وإفقار أهلها وإهدار كرامتهم ودمائهم وإعادتها مائة عام إلى الوراء. كل هذا لا يهم ما دام المواطنون قد قرروا منح أصواتهم، في انتخابات حرة ونزيهة، لممثلي الجماعة بعد أن اختار المواطن الشيطان الأصغر "ممثل الإخوان" هرباً من الشيطان الأكبر "ممثل النظام السابق في مصر". ممثل الإخوان في رئاسة الجمهورية، السيد محمد مرسي العياط، أقسم بالله العظيم ثلاث مرات متتالية بأن يحافظ مخلصاً على النظام الجمهوري في مصر، وأن يحترم الدستور والقانون وأن يرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن يحافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه ... وعلى ما يبدو في نهاية المطاف أن السيد مرسي قد صام تسعة أيام كاملة ككفارة عن الأيمان الثلاث التي قطعها ولم ينفذّها.

الإخوان وحدهم لا شريك لهم

يُقدّم الإخوان أنفسهم كمحاورين منفتحين فكرياً على الآراء الأخرى، مستندين إلى تجربة طويلة وحافلة بالدروس والعبر، ويحاولوا الظهور بمظهر المتقبلين "للرأي الآخر" وليسوا أصحاب الحق الشرعي في الدنيا والآخرة. ولكن عند كل حدث واستحقاق سياسي نرى ما يشبه حالة الحرب التي يحشد لها الإخوان أنصارهم ومحازبيهم ويحاولون خوضها كأنها المعركة الأخيرة قبل النصر التاريخي على "أعدائهم". وسبب ذلك أن الإخوان قد وصلوا إلى السلطة بأسرع مما كانوا يتوقعوا، وبكلفة أقل مما قدروا، نتيجة التباسات عديدة أبرزها الانهيار المباغت لأنظمة الحكم التي زارها "الربيع العربي" وعدم وجود بديل قادر على ملء الفراغ الناتج عن الفراغ الذي نتج في السلطة. فتمكنوا من السيطرة على المشهد السياسي بسبب قدرتهم التنظيمية المشهود لها بالكفاءة، بسبب عملهم السرّي طيلة عقود طويلة، وتشتت قوى المعارضة القومية والليبرالية والعلمانية وعدم قدرتها على توحيد صفوفها خلف قيادة مؤهلة قادرة على تقدم الصفوف ووضع الخطط ورسم المستقبل. كل هذه جعلهم يكشفوا وبأسرع مما كان مقدراً عن نزعة متأصلة فيهم للهيمنة على السلطة بغير شريك، فخادعوا من يرغبون في تحييده كالغالبية الصامتة في مجتمعات تلك الدول، وتواطأوا مع بعض القوى السياسية ضد من كانوا يرون فيهم إمارات تدل على القيادة والرياسة، وتبنوا خطاباً ملتبساً يوحي لخصومهم بأنهم قد تغيروا وخرجوا من صورتهم التقليدية المتزمتة إلى أفق الحوار والتسليم بمبدأ الديمقراطية مع الشركاء في الوطن من مختلف الأديان والمذاهب.
وفي مصر، تجاهل الإخوان المسلمون لحقيقة مهمة، وهي أن المراحل الانتقالية التي ترث أعباء كبيرة ومشاكل خطيرة من العهد السابق، تتطلب التوافق الوطني. لكن الشعارات التي رفعها أفراد "أهل وعشيرة مرسي" في التظاهرات المؤيدة له حفلت بعبارات تثير القلق وتعبر عن مدى استخفاف هؤلاء بالآخرين، باعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية، حيث عادت الشعارات التي تعتبر الزعيم منزّهاً عن الخطأ وجماعته هم "أشرف الناس وأفضلهم"، واتهام خصومهم من المعارضين بأنهم علمانيون كفار أو خارجين على الشريعة مرتدين عن صحيح الدين.
حاول الإخوان فرض منظومتهم العقائدية على الدولة تمهيداً لإقامة دولة ثيوقراطية بغلاف مدني، لكن هذا المسعى اصطدم بحاجزين. الحاجز الأول والأهم كان الأقباط الذين حاول الإخوان إخضاعهم لقيود تمييزية تمنعهم من الاندماج الكامل في مشروع الدولة بعد ثورة 25 كانون الثاني 2011. أما الحاجز الثاني فيتمثل في فكر الإخوان نفسه الذي يتعارض مع عادات وتقاليد المجتمع المصري، هذا المجتمع الذي يؤمن بالدولة والثقافة المدنية. وهكذا دفع الإخوان عبر سلوكهم السلطوي إلى تقسيم المجتمع المصري اجتماعياً وليس سياسياً، فقد بدأ الصراع يدور حول أمور الحياة اليومية ونمط المعيشة بدل أن يكون التنافس سياسياً وفكرياً حول كيفية إدارة الدولة وتنميتها وتطويرها.



#جاك_جوزيف_أوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزلزال المصري وتداعياته
- الحكمة الصينية والذئاب الرمادية والعقلية العثمانية.
- خواطر في السياسة من وحي الربيع العربي -3-
- خواطر في السياسة -من وحي الربيع العربي 2-
- خواطر في السياسة -من وحي الربيع العربي-
- الدبلوماسية الخليجية ... والطريق إلى معركة صفين الثانية
- ملامح من الصراع على منطقة الشرق الأوسط -الأرث الهاشمي
- دور القنوات التلفزيونية في -الربيع العربي
- قراءة و معايشة للأسباب التي أدت للأزمة في سورية
- الإخوان ولحظة الحقيقة
- الوضع السياسي والاجتماعي في سورية في النصف الأول من القرن ال ...
- عصر الحارات العربية
- في الأزمة السورية


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاك جوزيف أوسي - الديمقراطية من وجهة نظر الإخوان