الدبلوماسية الخليجية ... والطريق إلى معركة صفين الثانية

جاك جوزيف أوسي

الحوار المتمدن-العدد: 4075 - 2013 / 4 / 27 - 01:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يذهب الباحثيون في المجال السياسي على تشبيه الموقف الخليجي من الأزمة السورية بموقف مترنيخ وزير الخارجية النمساوي إبان الحروب النابليونية في القارة الأوروبية في النصف الأول من القرن التاسع عشر. فبعد القضاء على خطر الجيوش الفرنسية وهزيمة نابليون نهائياً في معركة واترلوو, اتفق مع نظرائه الأوروبيين على ضرب مملكة إسبانيا وصيقليا حفاظاً على النظام الاجتماعي الأوروبي بعيداً عن المد الثوري وأفكار الجمهورية الفرنسية "حرية-إخاء-مساواة" و للقضاء على الفوضويين الثوريين في القارة و كان ذلك عام 1835. ولكن بعد انتفاضة كومونة باريس عام 1848 وانطلاق ربيع الشعوب الأوروبية، أُجبر مترنيخ على الاستقالة وسلوك درب المنفى.
ومما سبق، يحق لنا التساؤل عن موقف مختلف الأطراف الخارجية، العربية منها والدولية، من الأزمة في سورية، هل هو موقف إنساني مجرّد؟ أم إنها حركة استباقية من الرأسمالية العالمية للحفاظ على الوضع القائم في الإمارات والممالك النفطية حتى لا تتأثر أسواق الطاقة والبورصات العالمية؟ هذا أولاً.
أما ثانياً, هل يهدف هذا العمل إلى إحداث تغيير في النظام الاجتماعي والسياسي السوري بهدف تهيئة الأجواء للانطلاق نحو الإصدار الثاني من صفين تنتهي بإعادة المنطقة إلى العصور البدائية، بعد أن يحاول الأوقينوس السّنّي الهادر تحطيم الهلال الشيعي الناشئ الأقل عددياً والأقوى عسكرياً. وبعد أن تُستنزف قوى الجميع ستتدخل هيئة التحكيم الجديدة التي ستتألف من عمرو الأميركي وأبو موسى الإنكليزي لإعادة ترتيب الأوضاع في المنطقة، أخذة بعين الاعتبار إلى مصالح كعب الأحبار الفرنسي وعبد الله بن سبأ التركي. وهؤلاء جميعاً يدورون في فلك سيد اللعبة الإسرائيلي الذي يُمسك جميع خيوط اللعبة بيده والتي تهدف إلى تأسيس إسرائيل الكبرى.
ثالثاً، هل سيصمت القيصر الروسي والأمبراطور الصيني عن ما يحدث في منطقة تُعد من أهم المناطق الجغرافية في العالم، أم سيكون لهما موقف أخر يتعدى التنديد اللفظي إلى الفعل الحركي، ذلك إن ما يحدث في سورية سيؤثر مباشرةً في الأوضاع الداخلية لبلادهم. أو إن الحكمة العسكرية الشرقية ودرّتها نظرية استراتيجية الاقتراب غير المباشر من الهدف، والتي تهدف إلى استنزاف القدرات المادية والمعنوية للقوى المعادية قبل سحق العدو في معركة فاصلة، ستنتصر وسيُكتب تاريخ المنطقة والعالم من جديد انطلاقاً من عاصمة الشرق .... دمشق.

#جاك_جوزيف_أوسي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل