أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاك جوزيف أوسي - دور القنوات التلفزيونية في -الربيع العربي














المزيد.....

دور القنوات التلفزيونية في -الربيع العربي


جاك جوزيف أوسي

الحوار المتمدن-العدد: 4067 - 2013 / 4 / 19 - 11:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان المشاهد العربي في التاسع من نيسان عام 2003 على موعد مع محاولات لإسقاط تمثال صدام الحسين، الموجود في ساحة الفردوس في قلب العاصمة العراقية بغداد، من قِبل القوات الأميركية التي دخلت العراق غازية. فعلى مدى ساعتين وأربع دقائق بقي المشاهد مسمّراً أمام شاشة التلفاز متسائلاً متى يسقط التمثال بعد أن عجزت الدبابة الأميركية عن تدميره لتتدخل إحدى آليات الرفع وتحطّم التمثال. وتناسى العرب خطورة سقوط بغداد بيد القوات الأميركية وبدأت القنوات العربية التلفزيونية تتساءل عن دلالات سقوط التمثال وهل هي مذكورة في النبوءات القديمة، أم إنها مؤامرة خطط لها في الظلام أحد المذاهب الإسلامية ضد المذهب الآخر أم أن للموضوع بُعد يعلق بالصراع القومي بين العرب والفرس والأكراد في المنطقة، أم أن ما حدث هو مؤامرة من الصهيونية العالمية والماسونية الدولية وقوى الظلام السريّة لتدمير العرب وسرقة مقدراتهم بعد أن تكون هذه القوى قد حطّمت البوابة الشرقية للعالم العربي.
لحظة سقوط التمثال قد تكون اللحظة التي أنهت قدرة القنوات العربية على تشكيل رأي عام عربي موحّد، متماسك وقوي، تجاه أي حدث يقع في العالم العربي أو يؤثر في مصير شعوب وسكان المنطقة، لأن هذه القنوات العربية قد عملت على تحويل عقل المشاهد العربي إلى غربال يتسرب منه في الليل ما يكون قد خزّنه في النهار من معلومات وآراء. ذلك أن القنوات العربية ركزّت على الصورة وأهملت المضمون، فكانت النتيجة أن المشاهد العربي اندمج بالمؤثرات والحركات والمشاهد التي تحاكي العاطفة وتخاطب الغريزة، وأهمل إعمال الرأي والتحليل والمناقشة. هذه العملية طُبقت بنجاح في "الربيع العربي" حيث المشاهد العربي مدعو على مدى أربع وعشرين ساعة متواصلة لمشاهدة مسلسل "الثورات العربية" في بث حي ومباشر، وما على المشاهد إلا أن يجلس أمام شاشة التلفاز ليكون مشاركاً بالنظر بعد أن تعذّر عليه المشاركة بالعمل.
كما الحكواتي في مقاهي دمشق القديمة، عندما كان يداعب خيال السامعين بقصص بطولات فرسان العرب ومغامراتهم لينقسم الحضور بين مؤيد لهذا البطل أو ذاك وقد تنتهي بعض الأمسيات بمشاجرات، كذلك فعلت القنوات العربية عندما ربطت المشاهد العربي بقصص وحكايات فشدّت انتباهه وشغلته لأنها وافقت نزعة الموروث الشعبي لدى سكان منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط بغرامهم بالقصص والحكايات، وإيمانهم بنظريات المؤامرة الغامضة والشيقة. هذا الأمر بدا جليلاً في "الربيع العربي" حيث استباحت القنوات العربية بتضارب القصص والروايات، حسب أهواء القاص والراوي، الرأي العام العربي على اختلاف توجهاته مما منعه من تكوين رأي واضح حول ما يجري، ومنعته من وضع تصور واضح للمستقبل الذي بدا شديد السواد.
ذلك أن القنوات التلفزيونية قدّمت الصورة على الفكرة، واهتمت بالمظهر وأهملت الجوهر، ونقلت الحدث مترافقاً بالكثير من المؤثرات وبالقليل من الحقيقة. ويوماً بعد يوم بدأ تحدث عملية تضخيم إعلامي مترافقة مع عملية شحن مذهبي وطائفي لمجابهة تواضع التأثير على الأرض، الأمر الذي فرض التكرار الذي أدى إلى إفلاس هذه القنوات وإصابة المشاهد باليأس والملل، والخوف والوجل، من الواقع الذي صورته له هذه القنوات.
وفي المحصلة نرى أن المناخ الذي ترافق مع ظاهرة "الربيع العربي" والدور السلبي الذي لعبته القنوات التلفزيونية في خلط الحابل بالنابل وصب الزيت على النار داخل مجتمعات المنطقة هياً الفرصة المثالية، والتي قد لا تسنح مرة أخرى أبداً، لعملية دق إسفين في المجتمعات العربية تكون بدايته عملية هدر الطاقات البدنية والعقلية لتتحول إلى عملية استنزاف الموارد المادية والبشرية تؤدي في نهاية المطاف إلى إغراق مجتمعات المنطقة في دوامات من الصراع ..... على لا شيء. وليقطف ثمار هذه الصراعات القوى الطامعة بالسيطرة على موقع وخيرات هذه المنطقة.



#جاك_جوزيف_أوسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة و معايشة للأسباب التي أدت للأزمة في سورية
- الإخوان ولحظة الحقيقة
- الوضع السياسي والاجتماعي في سورية في النصف الأول من القرن ال ...
- عصر الحارات العربية
- في الأزمة السورية


المزيد.....




- خامنئي ينتقد إسرائيل بسبب شن هجوم على إيران في ظل المفاوضات ...
- الإعلام الإيراني يستعرض لقطات يزعم أنها لمسيّرة إسرائيلية تم ...
- لافروف ونظيره العماني يؤكدان ضرورة وقف القتال بين إسرائيل وإ ...
- زاخاروفا: روسيا تبذل كل ما بوسعها لدرء الكارثة
- استخبارات الحرس الثوري تفكك شبكة سيبرانية عميلة للموساد
- صعود أسعار الغاز في أوروبا... ورغم ذلك: وداعًا للغاز الروسي! ...
- كيف تتحسب أنقرة من تهديدات إسرائيل بعد الهجوم على إيران؟
- ثوران بركان في إندونيسيا يتسبب بإلغاء عشرات الرحلات إلى بالي ...
- -كل اللي فات إشاعات-.. محمد رمضان يعلن عن الصلح بين نجله وزم ...
- وفاة الطاهية والشخصية التلفزيونية الشهيرة آن بوريل عن عمر 55 ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاك جوزيف أوسي - دور القنوات التلفزيونية في -الربيع العربي