أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاك جوزيف أوسي - خواطر في السياسة من وحي الربيع العربي -3-














المزيد.....

خواطر في السياسة من وحي الربيع العربي -3-


جاك جوزيف أوسي

الحوار المتمدن-العدد: 4097 - 2013 / 5 / 19 - 00:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(1)

يسمى هذا ربيع الشعوب العربية لكنه يمكن أن يصبح شتاءً إسلامياً متطرفاً, ويزيد هذا من احتمال استعمال سلاح الإبادة الجماعية.
الجنرال إيال آيزنبرغ-إسرائيلي.
ما سمي ربيع عربي سيتحول إلى كارثة قد تضع بالعرب إلى هامش التاريخ نتيجة الصعود السريع للتيارات السلفية الجهادية التي توقفت عجلة الزمن في منظومتهم الفكرية و العقائدية عند القرون الوسطى و لم تبارحها حتى الآن إن على المستوى التنظيري أو العملي.
ففي مصر كان الخيار وما زال بين دكتاتورية مجلس عسكري سيدير الأزمة في البلاد حتى أجل غير مسمى وذلك بسبب عدم وجود ضابط ذو شخصية ساحرة وقيادية تستطيع أن تتصدى لمهمة إدارة مصر والعبور بها إلى شط الأمان, وبين استبداد تيارات الإسلام السياسي التي ستقود البلاد إلى حرب طائفية وعرقية ستكون نتيجتها تقسيم مصر إلى أربع دول على أقل تقدير.
أما في بلاد الشام ووادي الرافدين فنجد فسيفساء طائفية وعرقية وقبلية بدأت نذر الشر تلمع في عيونها نتيجة ورود خطابات دينية تداعب الغرائز الحيوانية التي بدأت تحرك الكتل البشرية. هذه الخطابات إن لم يُعمل على وئدها الآن فإنها ستقود المنطقة إلى الإصدار الثاني من حرب البسوس, المنتصر فيها سيوقع صك عبوديته لإسرائيل !!!
ففي جرد سريع لحساب لمحصلة "الربيع العربي" حتى هذه اللحظة، فإننا نرى إن المنطقة سائرة نحو عصر العصابات المسلحة حيث ستسيطر الجريمة المنظمة على شوارع مدننا, الأمن والآمان أخد بالانعدام تدريجياً, خط الفقر بدأ يرتفع ليشمل الشريحة الأكبر من الطبقة الوسطى التي هي خزان النهضة وحامية المجتمع في أي نظام سياسي واجتماعي "والمثال الواضح والبسيط هو العراق الشقيق وما جرى له".
وفي النهاية من المسلمات الأولية في علم السياسة إن الحراك الشعبي لا يستطيع تغير النظام السياسي في أي دولة بالقوة, فقط من أرادت لعبة الأمم أن تقودهم إلى مستنقع الجهل والتخلف والطائفية هم من سيسقطون أنظمتهم بشعار الشعب يريد ......................... أن يصبح من العبيد.
(2)

العقلية العربية

قد يكون التوصيف المُقدّم لهنري كينسنجر وهو في طريقه إلى ما سيعرف بالرحلات المكوكية في الشرق الأوسط، لتحقيق وقف إطلاق النار بعد حرب تشرين، خير مدخل لهذا الموضوع. فالعقلية في إي مجتمع مرتبطة بنمط التفكير السائد والمهيمن على الشريحة العظمى لأفراده, فما هو هذا التوصيف الذي يشرح طبيعة العقلية والنفسية العربية، والذي وُضع بين يدي كيسنجر؟
الوصف الأول عنوانه: الشيخ والخيمة.
يتحدث هذا التوصيف عن ألية صنع القرار في العالم العربي, وكيف إنها في يد الشيخ, واضعاً عقالاً أو العمامة أو قبعة الجنرال على رأسه, فسلطة الأمر والنهي في النهاية مرتبطة بإرادة رجل واحد, محاط بحاشية تُسّمِعَهُ ما يريد أن يسمع فقط, وهو في هذه العملية يهز برأسه وهو يمسك المسبحة بيده, ثم في النهاية ينطق بالدرر والجواهر التي تتحول بقدرة قادر إلى قانون نافذ. لا راد لحكمه, مستمداً سلطته من الحكمة الصوفية الشهيرة: من لا شيخ له فشيخه الشيطان. وبما أن الشيخ هو المتدحث باسم الله فمعارضته هي عصيان لأوامر الله, والانتساب لحزب الشيطان.
من هنا نرى أحد الهدفين الرئيسين للفرد العربي أن يصبح شيخ.
أما الوصف الثاني فعنوانه: السوق.
ويصف فيه أسلوب المفاوضات, في المجتمع العربي, وكيف هي إما مزايدة على الشيء أو مناقصة, تبدأ بالمستحيلات والأحلام التي هي إلى الأوهام أقرب وتتدرج في المساومة والمفاصلة, مرة بأسلوب الصياح مظهرة الغضب مرة والحزن مرة أخرى لخسارة حاصلة والمعروض بضاعة ممتازة. ومرة بأسلوب القسم والحلفان بالكتب والأنبياء على الصدق والأمانة, بأن بضاعته من الجودة موصوفة ومن الغش معدومة. ليصل في نهاية المطاف إلى البيع بنصف القيمة وأحياناً بربعها. وليكون المعيار الوحيد للداخل إلى السوق هو خبرته كي يعرف الحد الذي يجب إن يقف عنده ولا يتجاوزه إن أراد أن يفوز بالصفقة.
ويكون الهدف الثاني للإنسان العربي أن يدخل إلى السوق إما كبائع أو كشاري.
و نستطيع إن نستنتج, وإن كنت لا أعمم, أنه عندما يكون الهدف الأخير للفرد العربي إحدى هذين الاحتمالين فإننا نكون قد دخلنا منطقة الخطر. لأننا نكون قد ربطنا الطموح إما بالمال أو بالسلطه, وحاصل النتيجتين تكون تدمير المعايير الأخلاقية في إي مجتمع.
فمنطق الشيخ جعلنا نتحدث إما بعاطفة (ولا مكان للعاطفة في عالم السياسة) أو بكرم زائد عن اللزوم فمنحنا ما لا يجوز أن نمنحه (كل المال والحلال والأرض والعرض للشيخ بيده البسط و الصد) فتحولنا من حالة الكرم إلى منطقة الخيانة، أو تجعلنا ننطق بخطب مستمدة من سيرة عنتر ومغامرات الزير سالم جعلت شيوخنا تسلية العالم.
ومنطق السوق جرّنا إلى حوارات لا نفقه أبجدياتها، أو لا نتقن لهجاتها في أحسن الفروض, فأرتفع صوتنا رويداً رويداً حتى أصبحنا ظاهرة صوتية تزعج ولكنها لا تهدد.



#جاك_جوزيف_أوسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر في السياسة -من وحي الربيع العربي 2-
- خواطر في السياسة -من وحي الربيع العربي-
- الدبلوماسية الخليجية ... والطريق إلى معركة صفين الثانية
- ملامح من الصراع على منطقة الشرق الأوسط -الأرث الهاشمي
- دور القنوات التلفزيونية في -الربيع العربي
- قراءة و معايشة للأسباب التي أدت للأزمة في سورية
- الإخوان ولحظة الحقيقة
- الوضع السياسي والاجتماعي في سورية في النصف الأول من القرن ال ...
- عصر الحارات العربية
- في الأزمة السورية


المزيد.....




- الحرس الثوري يكشف بماذا استهدف إسرائيل بأول هجوم بعد الضربة ...
- إيران تستهدف إسرائيل بصاروخ -خيبر شكن- لأول مرة.. ماذا نعلم ...
- هل تنهي الضربة الأمريكية على المواقع الإيرانية الصراع أم تُط ...
- صباح ليس كغيره.. أمريكا تستهدف المنشآت النووية الإيرانية وطه ...
- بالصور.. هكذا تابع ترامب مجريات تنفيذ الضربات الجوية منشآت ف ...
- حقائق عن قاذفات -الشبح- الأمريكية بي-2 بقنابل خارقة للتحصينا ...
- -مؤسسة غزة الإنسانية- تؤكد حاجة سكان القطاع -إلى مزيد من الم ...
- الاستهداف الأميركي لإيران وعامل الحسم في العلاقات الدولية
- الإفراج عن محمود خليل بأميركا.. المعركة مستمرة
- خبير عسكري: الضربة الإيرانية تؤكد أن إسرائيل لا تزال ضمن الا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاك جوزيف أوسي - خواطر في السياسة من وحي الربيع العربي -3-