أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاك جوزيف أوسي - المأزق السعودي ... والبئر العميق التركي














المزيد.....

المأزق السعودي ... والبئر العميق التركي


جاك جوزيف أوسي

الحوار المتمدن-العدد: 4231 - 2013 / 9 / 30 - 09:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قلبت الحرب الأميركية على العراق الموازين السياسية والعسكرية في منطقة الشرق الأوسط، فقد أدت هذه الحرب إلى تدمير العراق الذي كان يُشكل الرادع وعامل التوازن في المنطقة ضد إيران التي انتهزت فرصة هذه الحرب لتزيد نفوذها في العراق والمنطقة، وفي مقابل ذلك انشق الصف العربي وانهار التوازن الذي كان يحكم المنطقة العربية منذ الخمسينيات والذي كانت أعمدته الأقوى الرياض – القاهرة – دمشق عندما قررت دمشق الانضمام إلى محور الممانعة الذي تشكّل من دمشق وطهران وفصائل المقاومة اللبنانية والفلسطينية. هذا الأمر أدى إلى تراجع نفوذ ما بدأ يُعرف في الأدبيات السياسية "بِعرب الاعتدال" وقابل تمدد محور الممانعة وتسجيله لانتصارات عديدة على أكثر من محور. وعند هذا المنعطف بدأت أنظار محور "عرب الاعتدال" تتجه صوب تركيا كحليف جديد لها ضد إيران، وخصوصاً عندما قررت المملكة العربية السعودية أن صراعها مع إيران هو صراع طائفي وليس صراع سياسي، واعتقدت الرياض أن الشعب التركي الذي يتقاطع مذهبياً مع محور "عرب الاعتدال" وجيشه القوي يستطيع أن يلعب الدور الذي كانت يلعبه بغداد كحارس للبوابة الشرقية ليمنع تغلغل النفوذ الإيراني في المنطقة العربية.
لكن تركيا، في تِلك الفترة، رفضت العرض السعودي بأن تكون زعيمة العالم الإسلامي بدبلوماسية، وأكّدت أنها دولة علمانية النظام وأنها ضد الاستقطاب المذهبي والطائفي فالمنطقة وأنها تؤيد الحوار مع طهران، ولكنها في الوقت نفسه استثمرت هذه الحاجة الرسمية العربية لها في توقيع العديد من الاتفاقيات التجارية والاقتصادية مع العالم العربي من المحيط شرقاً إلى المحيط غرباً.
داود أوغلو وعودة العثمانيون الجدد
كشفت سياسة العمق الاستراتيجي التي وضعها داود أوغلو عن خلاف واسع بين الإسلاميين والكماليين في قراءة الإرث العثماني في المنطقة. فبينما يعتبر أنصار مصطفى كمال أتاتورك أن التاريخ العثماني الإسلامي كان السبب في تخلّف البلاد، اعتبر الإسلاميون هذا التاريخ مصدر فخر واعتزاز بالنسبة لهم، معتبرين أن الدولة العثمانية قد منحت رعاياها العدالة والأمن والازدهار، حيث كان الوضع في القوقاز والبلقان وعموم منطقة الشرق الأوسط أفضل حالاً تحت حكم العثمانيين.
ويعتبر الإسلاميون في تركيا، أن الدولة العثمانية قد نجحت في تحقيق العدل وإقامة مجتمع متسامح متعدد الأعراق بغض النظر عن الدين أو المذهب، واستمرت هذه الحالة حتى استشرت دسائس الأوروبيين التي عملت على تغذية الانقسام داخل المجتمع والتركي وحرّضت الأقليات غير التركية من غير المسلمين على التمرد، مما تسبب في النهاية في سقوط الدولة العثمانية. ويعتقد داود أوغلو أن مغالاة الكماليين في إبعاد تركيا عن تاريخها وجغرافيتها كانت السبب في تحجيم قدرة تركيا منعها من التأثير بشكل قوي على الأحداث التي عصفت في المنطقة. الأمر الذي دفعه إلى وضع نظريته "العمق الاستراتيجي" في محاولة للخروج من الطريق المسدود التي وصلت إليه السياسة الخارجية والداخلية التركية، ومعالجة المشكلة الكردية والعلوية في تركيا عن طريق تبني نهج مغاير لنهج الكماليين الذين اعتمدوا القومية والعرقية كمبدأ أساسي في رسم الشخصية التركية.
إن الغزو الأميركي للعراق سمح لأنقرة بالتمدد اقتصادياً داخل الدول العربية وتَبِع ذلك غزو ناعم خططت له أنقرة بهدوء وصبر وكان رأس حربة هذا الغزو المسلسلات التركية المدبلجة التي قدمت نمط حياة مختلف لدولة كانت معقل لِأخر خلافة ولجمهورية عصرية يحكمها حزب ذو توجه إسلامي. وبعد أن مهدت أنقرة "بقيادة العثمانيون الجدد" الطريق اقتصادياً واجتماعياً، لم يبقى لها سوى أن تسيطر سياسياً حتى تتمكن من أن تصبح عاصمة مهمة عالمياً ... وهذه الفرصة لاحت عندما هبّت عواصف "الربيع العربي" حاملةٍ إلى سدة السلطة تيارات الإسلام السياسي في المنطقة. لكن الرياح "الربيع العربي" جرت بما لا تشتهي سفينة العثمانيون الجدد، فقد نامت تركيا على قصص العمق الاستراتيجي التي كتبها داوود أوغلو وطاقمه من حزب العدالة والتنمية عديم الخبرة وفاقد البصيرة والكفاءة، ليستيقظوا وتستيقظ معهم تركيا ويجدوا أنفسهم مرمين في بئر عميقة من المشاكل الداخلية والخارجية.



#جاك_جوزيف_أوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية الأمن القومي الإسرائيلي
- الصراع على سوريا
- دور الإسلام السياسي في تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد
- الوجه العاري للإخوان المسلمين
- دور اليسار التونسي في تصحيح مسار ثورة الياسمين
- الفخ الأميركي
- الديمقراطية من وجهة نظر الإخوان
- الزلزال المصري وتداعياته
- الحكمة الصينية والذئاب الرمادية والعقلية العثمانية.
- خواطر في السياسة من وحي الربيع العربي -3-
- خواطر في السياسة -من وحي الربيع العربي 2-
- خواطر في السياسة -من وحي الربيع العربي-
- الدبلوماسية الخليجية ... والطريق إلى معركة صفين الثانية
- ملامح من الصراع على منطقة الشرق الأوسط -الأرث الهاشمي
- دور القنوات التلفزيونية في -الربيع العربي
- قراءة و معايشة للأسباب التي أدت للأزمة في سورية
- الإخوان ولحظة الحقيقة
- الوضع السياسي والاجتماعي في سورية في النصف الأول من القرن ال ...
- عصر الحارات العربية
- في الأزمة السورية


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاك جوزيف أوسي - المأزق السعودي ... والبئر العميق التركي