أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاك جوزيف أوسي - إعادة رسم حدود الشرق الأوسط من جديد















المزيد.....

إعادة رسم حدود الشرق الأوسط من جديد


جاك جوزيف أوسي

الحوار المتمدن-العدد: 4252 - 2013 / 10 / 21 - 12:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" على موقعها الألكتروني خريطة جديدة توضّح "كيف يمكن أن تتحول 5 دول إلى 14 دولة". هذه الخريطة ترسم حدود الشرق الأوسط الجديد، من وجهة نظر واشنطن، والذي يجري تشكّله ببطء نتيجة الأحداث التي تعصف بالمنطقة منذ الغزو الأميركي للعراق. وقد تسارعت هذه العملية بتأثير موجة "الربيع العربي" الذي هبّت على المنطقة والتي تُنذر بتفجر المنطقة نتيجة الصراعات العرقية والمذهبية والطائفية التي اندلعت في المنطقة الممتدة من سواحل الأطلسي حتى ضفاف الخليج العربي.
فتحت عنوان "على الزناد"* وضّحت الصحيفة أن الصراعات العرقية والطائفية يمكن أن تؤدي على المدى البعيد إلى تقسيم سورية إلى ثلاثة دول على الأقل وهي:
1- دولة للأقليات تسيطر على الخط الممتد من جبل العرب والقنيطرة حتى حدود لواء الإسكندرون مروراُ بدمشق وحمص والمنطقة الساحلية.
2- كردستان السورية والتي تعرف بالأدبيات السياسية الكردية"غرب كردستان"، والتي من المرجح أن تتحد مع أقليم كردستان العراقي ويؤلفوا دولة كردستان.
3- انفصال مراكز تواجد "السُنة" واتجاههم للتوّحد مع السُنة العراقيين لتأليف أقليم "سنيستان".
انفصال هذه الأقليم السورية عن الوطن الأم وامتدادها نحو العراق سيؤدي إلى تمزقه تلقائياً ومما يؤدي إلى تأسيس إقليم "شيعستان" يمتد من بغداد إلى البصرة.
أما بالنسبة للمملكة العربية السعودية فتوقعت الصحيفة أن تعود إلى عصر ما قبل تأسيس المملكة نتيجة الصراعات على السلطة التي ستنشأ بين أمراء الجيل الثاني بعد وفاة الملك عبدلله، إضافة إلى عودة الصراع القبلي التقليدي، وتفجّر الصراع المذهبي في منطقة الخليج العربي. الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى تقسيم المملكة إلى خمسة أقاليم هي على الشكل التالي: "شمال الجزيرة – شرق الجزيرة (الدمام) ذو أغلبية شيعية وسيبتلع هذا الأقليم معظم إمارات الخليج– غرب الجزيرة (المدينة ومكة) والتي ستكون "كفاتيكان إسلامي"– جنوب الجزيرة – ودولة تتبنى العقيدة الوهابية في منطقة نجد". الأمر الذي قد يوضّح عصبية الدبلوماسية السعودية وتصرفاتها التي تُشبه تصرفات الطفل غير المهذب في الآونة الأخيرة.
وتطرّقت الصحيفة إلى اليمن وقالت عنها: "في هذه الأثناء يمكن أن يصبح جنوب اليمن كله أو أجزاء منه جزء من المملكة السعودية، فتقريبًا كل تجارة السعودية تتم عبر البحر، وسيقلّل الوصول المباشر إلى بحر العرب من الاعتماد على الخليج "الفارسي"، وسيقلل أيضًا من المخاوف السعودية من قدرة إيران على قطع مضيق هرمز". وقد توقعت الجريدة أن يتم تقسيم اليمن إلى دولتين، شمالية وعاصمتها صنعاء، وجنوبية وعاصمتها عدن.
ورجّحت الصحيفة احتمال انشطار ليبيا إلى ثلاثة دول نتيجة للمنافسات القبلية والإقليمية القوية بين العرب والبربر والقبائل التي تعود إلى أصول إفريقية (للسيطرة على ثروات البلاد)، وهذه الدول هي طرابلس وبرقة وفزان في جنوب غرب البلاد.
لماذا يتم إعادة رسم الحدود في منطقة الشرق الأوسط في هذا الوقت بالذات؟
يعتبر صانع القرار في واشنطن إن الأحداث التي رافقت هبوب عواصف الربيع العربي على منطقة الشرق الأوسط بدأت تؤشر إلى انتهاء مرحلة ما بعد الحكم العثماني في هذه المنطقة. ذلك أن النظام التي وضعته بريطانيا وفرنسا عبر اتفاقية سايكس – بيكو ليحكم المنطقة خلال الفترة الممتدة منذ نهاية الحرب العالمية الأولى والقضاء على الامبراطورية العثمانية واقتسام إرثها وحتى بداية الربيع العربي قد اعتمد على مبدأ الهيمنة "العربية السّنّية". إلا أن الثورة الإسلامية في إيران وحرب الخليج الثالثة والاحتلال الأميركي للعراق وما رافقه من إعلان الأكراد في شمال العراق الحكم الذاتي قد هزّا هذه الهيمنة.
بروز القومية الكردية كأحد المكونات الرئيسية في المنطقة بالإضافة إلى القوميات الفارسية والتركية والعربية، وصعود الإسلام الشيعي بعد قيام الجمهورية الإسلامية في إيران ومنافسته للهيمنة السّنّية، بالإضافة إلى صعود وتزايد أدوار الأقليات الدينية والعرقية الأخرى في لعب أدوار على مسرح الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، تحوّل في منطقة وادي الرافدين وبلاد الشام، التي تعتبر منطقة تلاقي العوالم الفارسية والتركية والعربية ونقطة التقاطع بين الشرق ذو الحضارة الإسلامية والغرب ذو الحضارة المسّتمدة من التراث المسيحي، إلى بوادر حرب أهلية بين أقوام وطوائف وقوميات مختلفة. ذلك أن الخلافات السياسية الداخلية سرعان ما تأخذ أبعاداً قومية أو طائفية تؤدي إلى تفجّر العنف المسلح في المجتمع، الأمر الذي يسّهل تدخّل قوى إقليمية ودولية لتنفخ النار في الرماد إما للبحث عن موطئ قدم أو زيادة نفوذ أو تحقيق مكاسب اقتصاديةٍ كانت أم سياسية. ودائماً على حساب دموع ودماء شعوب المنطقة.
ما لم تصرّح عنه الخريطة؟
إن تفتيت المنطقة إلى دويلات تقوم على أساس عرقي أو طائفي يجعل من وجود "إسرائيل كدولة يهودية" أمراً طبيعياً في محيط من الدويلات المتناحرة طائفياً. حيث ستكون تل أبيب حينها قبلة تلك الدويلات التي ستسعى للتحالف معها والحج إليها في مواسم معلومة باعتبار "إسرائيل" دولة قوية عسكرياً ومتفوقة تكنولوجياً ومدعومة غربياً. والنتيجة النهائية ستكون القضاء على القضية الفلسطينية، وإسقاط حق العودة نهائياً وتوطين الفلسطينيين اللاجئين في أماكن وجودهم في تلك الدويلات الطائفية، التي لن ترفضهم باعتبارهم جزءاً من انتمائها المذهبي،مع إمكانية استخدامهم واللاجئين السوريين كوقود يُصب على مذبح الصراعات الطائفية والعرقية في المنطقة، فهم في النهاية "إخوة في المذهب وأشقاء في النسب" سيُعززون وضع هذه الدويلات الطائفية ديموغرافياً ويزيدون من قدرتها عسكرياً.
لماذا استهداف سورية بالتحديد؟
سورية هي المفتاح قارة آسيا، وهي قلب الشرق وروحه النابضة، وما يجري فيها هذه الأيام سيحدد مستقبل المنطقة برمّتها، ذلك أن الموقع الاستراتيجي الهام لسورية والذي جعلها تسيطر على الطريق الواصلة بين الدول المنتجة للنفط والغاز وموانئ تصديرهما على البحر المتوسط يجعلها مؤهلة لتكون قاعدة لتهديد هذه الدول أو أن تكون خط الدفاع الأمامي عنها، مما يُجبر مالكي النفط وحلفاءهم وخصومهم إلى الصراع للسيطرة على سورية حتى يتمكنوا من دفعها إلى تبني سياسات داخلية وخارجية تخدم استراتيجياتهم الخاصة للدفاع عن منابع النفط أو محاولة السيطرة عليها، ومحاولة تقسيمها يندرج في خدمة هذه المخططات والاستراتيجيات.
هذه هي نقاط الضعف في الجسد العربي
تمر المنطقة العربية بثلاث أزمات رئيسية هي: أزمة هوية – بنية المجتمع – مفهوم الدولة.
1- أزمة الهوية الناتجة عن عدم المقدرة على صياغة روابط واضحة وثابتة وقادرة على أن تحافظ على العلاقات البينية الاجتماعية بمختلف تنوعاتها. فالمحرك الأساسي لهذه الروابط هو الخوف والإلغاء، حيث أن كل رابطة لطائفة أو مذهب أو قبيلة أو عشيرة يُراوح سلوكها بين هذين المحركين، خوف من الآخر ينتج عنه انغلاق أو هروب أو محاولة للإلغاء. حيث يعود سبب ذلك إلى إرث الحروب الصليبية في المنطقة التي أدّت إلى فقدان حلقة الوصل بين مكونات المجتمع وانعدام الثقة بين بعضهم البعض نتيجة التخّوين والتكّفير الذي أصبح بالنسبة للبعض من ثوابت وأصول الدين الأمر الذي أدى إلى ارتكاب مذابح بحق بعض الطوائف يندى لها جبين الإنسانية.
2- إن المجتمع في المشرق العربي لم يبن بالطريق الصحيح، فوجوده في منطقة غير مستقرة سياسياً لم يسمح له ببناء قواعد اجتماعية ثابتة ومتماسكة، الأمر الذي لم يُمكنه من تكوين هوية خاصة به نتيجة حالة الاضطراب الذي نشأ بظله، الأمر الذي سمح بوجود شقوق في بنيته يمكن أن تتسلل منها قوى الاستعمار التي ترغب بتمزيق منطقتنا حتى تستطيع سرقة خيراتنا وثرواتنا.
الأزمة حول هوية المجتمع نتجت عن سوء إدارة التنوع الأهلي في المنطقة، حيث رأى صانع القرار السياسي أن "يصهر" كافة الروابط ضمن رابطة واحدة عن طريق إلغاء جميع الهويات الفرعية مقابل فرض هوية واحدة عن طريق القوة الأمر الذي أدى إلى نفور الأقليات الدينية والقومية من هذه الهوية لأنها كانت إما قومية أو مذهبية لم تأخذ بالاعتبار الحقوق الثقافية والدينية لباقي أطياف المجتمع.
والحل لا يكون إلا بإعادة كتابة عقد اجتماعي جديد يمنح لجميع مكونات المجتمع الشرقي الحقوق والواجبات نفسها، وبتفّعيل مفهوم المواطنة القائمة على أساس الانتماء لهذا المجتمع بعيداً عن أي مفهوم أو تعريف آخر يأخذ المنحى الديني أو المذهبي أو القومي.
• المصطلحات الطائفية والقومية جرى ترجمتها كما وردت في الخريطة المرفقة وتمت كتابة المقال على أساسها.



#جاك_جوزيف_أوسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر في الدين والسياسية
- السعودية ... ومعضلة البحث عن الدور الإقليمي
- المأزق السعودي ... والبئر العميق التركي
- نظرية الأمن القومي الإسرائيلي
- الصراع على سوريا
- دور الإسلام السياسي في تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد
- الوجه العاري للإخوان المسلمين
- دور اليسار التونسي في تصحيح مسار ثورة الياسمين
- الفخ الأميركي
- الديمقراطية من وجهة نظر الإخوان
- الزلزال المصري وتداعياته
- الحكمة الصينية والذئاب الرمادية والعقلية العثمانية.
- خواطر في السياسة من وحي الربيع العربي -3-
- خواطر في السياسة -من وحي الربيع العربي 2-
- خواطر في السياسة -من وحي الربيع العربي-
- الدبلوماسية الخليجية ... والطريق إلى معركة صفين الثانية
- ملامح من الصراع على منطقة الشرق الأوسط -الأرث الهاشمي
- دور القنوات التلفزيونية في -الربيع العربي
- قراءة و معايشة للأسباب التي أدت للأزمة في سورية
- الإخوان ولحظة الحقيقة


المزيد.....




- بعد أيام من التوتر.. شيوخ السويداء وقادة الفصائل يصدرون بيان ...
- مصدر لـCNN: تأجيل الجولة الجديدة من المفاوضات النووية بين أم ...
- إيلون ماسك باق على رأس تسلا: مجلس إدارة الشركة ينفي بحثه عن ...
- إرجاء المحادثات النووية بين طهران وواشنطن... هل تنعقد الأسبو ...
- تهديد جديد شديد اللهجة من وزير الدفاع الإسرائيلي للشرع دعما ...
- هيئة البث الإسرائيلية: مئات الجنود الدروز يستعدون لتقديم مبا ...
- -كتائب القسام- تعلن تنفيذ عملية مركبة في شارع الطيران بحي تل ...
- مخاطر الاستخدام الخاطئ لسماعات الرأس والأذن
- مخاوف عراقية من حرب إيرانية أمريكية
- ترامب يهدد كل من يشتري نفطا من إيران بفرض عقوبات ثانوية


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاك جوزيف أوسي - إعادة رسم حدود الشرق الأوسط من جديد