أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاك جوزيف أوسي - سقوط مخطط «بيغن – برافر» ... إلى حين!















المزيد.....

سقوط مخطط «بيغن – برافر» ... إلى حين!


جاك جوزيف أوسي

الحوار المتمدن-العدد: 4307 - 2013 / 12 / 16 - 19:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بناءً على اقتراح الوزير الإسرائيلي السابق والمسؤول عن تطبيق مخطط «بيغن – برافر»، بيني بيغن تمّ استبعاد مناقشة تطبيق المشروع من النقاشات الدائرة حالياً في الكنيست الإسرائيلي في خطوة تعتبر تراجعاً من قِبل الحكومة الإسرائيلية نتيجة الضغوط التي تعرضت لها داخلياً وخارجياً. حيث صدرت إدانات دولية قاسية بحق دولة الكيان الصهيوني معتبرة المخطط نوعاً من التمييز العنصري وأحد أشكال التطهير العرقي الذي يتعرض له الفلسطينيين داخل خط 1948.
لكن ما هو مخطط «بيغن – برافر» والذي أثار كل هذه الضجة؟
«مخطط بيغن - برافر» هو قانون إسرائيلي أقرته الكنيست بالقراءة الأولى في 24 حزيران (يونيو) عام 2013 بناء على توصية من وزير التخطيط الإسرائيلي إيهود برافر عام 2011 لتهجير سكان عشرات قرى البدو في النقب جنوب إسرائيل، وتجميعهم في ما يسمى «بلديات التركيز»، وتم تشكيل لجنة «بيغن - برافر» لهذا الغرض.
وقد انتهجت السلطات الإسرائيلية في النقب، ومنذ عام 1948 كل الوسائل وطرق التهجير القسري لتحصر من بقي في أرضه من سكان النقب بعد النكبة، في أصغر مساحة ممكنة من الأرض تمهيداً للاستيلاء على أراضي النقب. وعليه فقد دفعت إسرائيل بمن تبقى بعد النكبة من فلسطينيين إلى مناطق ذات مساحات صغيرة جداً، لا تتجاوز 1% من مساحة النقب كاملة، وذلك لتفريغ أراضيهم منهم أو «تنظيفها» حسب التسمية الإسرائيلية. وسُميت هذه المناطق «السياج» وفُرض على كل من كان فيها الحكم العسكري منذ عام 1952 وحتى عام 1968، وهو العام الذي بدأت فيه السلطات الإسرائيلية إنشاء ما يسمى بـ «بلديات التركيز»، وهي تجمعات حضرية مفتعلة، هدفت إسرائيل من تأسيسها إلى حشر وحصر من تبقى من سكان النقب الفلسطينيين، بعد تهجير ما يزيد عن 90% من أصل 80 ألف عربي فلسطيني في عام النكبة، لتحويلهم من فئة منتجة في قطاع الزراعة وتربية الماشية إلى عمال مياومين يخدمون قطاع الصناعة والخدمات في إسرائيل. عدد هذه البلديات 7 وهي: بئر السبع، رهط، كسيفة، شقيب السلام، اللقية، حورة وعرعرة. وقد صادق الكنيست في القراءة على قانون «برافر-بيغن» من القراءة الأولى بأغلبيّة 43 مؤيّد للقانون مقابل 40 معارض.
وتدّعي الحكومة الإسرائيلية أن الغرض من «مخطط بيغن - برافر» هو تسوية للنزاع المتواصل بين بدو النقب والسلطات الإسرائيلية في شأن ملكية الأراضي في النقب، وبالتالي التخطيط لمستقبل قرى البدو ومضاربهم في النقب. في المقابل، يؤكد أهالي النقب الأصليين أن المخطط يهدف إلى سلب ونهب ما تبقى في حوزتهم من أراضٍ، إذ قد تتم مصادرة نحو 800 ألف دونم (أي نصف الأراضي التي تبقّت لهم بعد المصادرات التي تمت في عام النكبة) وتهجّير ما بين 40 - 75 ألفاً من 34 قرية ترفض الدولة العبرية، منذ إقامتها، الاعتراف بها، وتحرمها بالتالي من أبسط الحقوق الفردية والجماعية ومقومات الحياة، من شبكات مياه وكهرباء وصرف صحي وتراخيص بناء وخدمات تعليم وغيرها.
وبارك النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي محمد بركة خطوة التراجع عن القرار، مؤكداً أن «النضال الشعبي الواسع والبرلماني المكثف أثمر وأرّغم الحكومة (الإسرائيلية) على التراجع». لكنه شدد على ضرورة عدم الغرق في التفاؤل المفرط والبقاء على اليقظة «لأن المخطط ما زال قائماً من حيث الجوهر، وهذا ما يتطلب استمرار النضال من أجل أهلنا في النقب».
من جهته، أكد «الحراك الشبابي» الذي قاد الإضرابات والتظاهرات ضد المشروع في بيان أمس: «سقط قانون برافر لأننا خُضنا التحدّي بشراسة، نزلنا إلى الشوارع وتصدّينا بشجاعة وتفان لقمع الشرطة وبطش السلطات الإسرائيليّة. تظاهرات 15 تمّوز وأوّل آب و30 تشرين الثاني وضّحت للعالم بأسره أن لا إمكانيّة لتطبيق مخطط برافر وتمرير القانون، وأن شعبنا سيمنع تهجير أهلنا في النقب وهدم قراهم مهما بلغ الثمن». وأضاف: «إن الرفض العنيد والشجاع الذي لا يتلعثم ولا يقبل بالتراجع قيد أنملة، هو الذي جعل الأمر واضحاً لا مجال للشك فيه: لا يُمكن تطبيق برافر، هذا هو الواقع. وما كان من بيغن إلا أن اعترف مستسلماً: أحياناً علينا أن نعترف بالواقع ... وهكذا سقط برافر».
وتابع أن «الوحدة الوطنيّة، والتكاتف بين الحركات الشبابيّة، والمؤسسات، والأحزاب، والجمعيّات، ولجنة المتابعة، هو ما أنجز دحر مخطط التهجير، وحافظ على 35 قرية، وحفظ لـ 70 ألف إنسان حقهم بالعيش الكريم». وخلص: «إسقاط مخطط برافر هو إنجاز مهم، والطريق نحو الانتصار طويل، لكنه ممكن ونرى الضوء في آخره: الاعتراف بملكيّتنا التاريخية على أرضنا، الاعتراف بقرى النقب غير المعترف بها والإيقاف الفوري لهدم البيوت، وإطلاق معتقلي الحرية».
وقال المحامي طلب الصانع، رئيس الحزب الديمقراطي العربي والنائب السابق في الكنيست الإسرائيلي، إنّ توصية «بيني بيغن» وقرار رئيس الحكومة الإسرائيلية إلغاء مخطط «بيغن -برافر» هو انتصار لإرادة الأهل في النقب الذين اتخذوا قرارهم بإسقاط المخطط، والتجاوب الجماهيري الواسع، بحيث أصبحت قضية النقب قضية كل العرب.

وقال: «أكدنا أكثر من مرة أن جماهيرنا لن تسمح بنكبة جديدة وأنّ مصير مخططات التهجير والتطهير العربي الفشل". وحذر الحكومة اليمينية من محاولة الالتفاف وتبني مخطط يميني جديد، وقال «إن الخيار الوحيد القائم والمقبول هو الاعتراف بكل قرانا بدون استثناء والاعتراف بحقنا في الملكية على أرض الآباء ولا تراجع عن هذه المطالب».
وقد اعتبر «موشيه أرينز» في مقاله الذي نُشر في صحيفة «ها آريتز» أن هناك ثمة شك في أن الخطوات التي تتضمنها خطة «بيغن - برافر» هي الحل. فالخطة تضمنت اعترافاً بجزء من المطالب المشكوك بأمرها لبعض البدو في ملكيتهم للأراضي، ورفضت مطالب مشابهة أخرى، كما فرضت بالقوة انتقال جزء من البدو إلى بلدات جديدة. فلا عجب أن يثير ذلك غضب الكثير من البدو. وقد استغل الوضع أعضاء الكنيست العرب المتطرفون الذين يحاولون تحويل الموضوع إلى جزء من النزاع الفلسطيني ــ الإسرائيلي.
ماذا نستطيع أن نفعل؟ في البداية يجب أن نفهم أن الانتقال من نمط الحياة التقليدية إلى الحياة المعاصرة أمر لا يمكن فرضه من خلال القانون والمحامين. ففي الأساس، ليست هذه مشكلة قانونية ولا يمكن حلها بواسطة القانون، ويجب عدم حلها بالإكراه. إن الذي باستطاعته مساعدة البدو على التغلب على صعوبة الانتقال هم الخبراء في علم الأنثروبولوجيا.
ولسنا بحاجة لأن نكون علماء أنثروبولوجيا كي ندرك أن المشكلة الأساسية لا تكمن في مشكلة الأراضي بل في غياب التعليم المطلوب. يجب السماح للبدو بالحصول على المعرفة والمؤهلات المطلوبة من أجل الاندماج في المجتمع الإسرائيلي. وكل من يعرف جهاز التعليم لدى بدو النقب يدرك أن الأمر يتطلب جهداً رسمياً كبيراً بدءاً من روضة الأطفال حتى الجامعة. أما المطالبة بحقوق ملكية الأراضي فيجب أن تعالجها المحاكم ولا ضرورة لقوانين جديدة.
إلى جانب ذلك، يجب منع تعدد الزوجات الذي يسيء إلى البدو أنفسهم. ويجب إبعاد الحركة الإسلامية التي في الأساس لا تضع مصالح البدو في رأس اهتماماتها. ويجب على الجيش الإسرائيلي إيجاد الحوافز التي تشجع الشباب البدو على الانضمام إلى صفوفه، ففي النهاية هو المؤسسة التعليمية الأفضل في إسرائيل.

هذا الخطاب قد يؤشر إلى أن المعركة لاسترداد الأراضي العربية المحتلة لن تكون هي المعركة الرئيسية في الصراع العربي الإسرائيلي، بل إن المعركة الرئيسية هي التي ستدور حول إعادة رسم شخصية الإنسان العربي فإما سنكون أمام إنسانٍ واعٍ لتاريخه وحضارته مؤمن بدوره الحضاري كرسول حاملٍ للروحية الشرقية كي يوازن بها المادية الغربية أو أن يكون إنسان بلا لون أو طعم أو رائحة يتحول إلى بيدق مسخّر لخدمة تحقيق مشروع إسرائيل الكبرى.



#جاك_جوزيف_أوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأزمة التونسية إلى أين؟
- أسباب فشل -النموذج التركي- في البلاد العربية
- معارك آل سعود الكبرى
- ما هو مصير الإخوان المسلمين بعد سقوط حكم المرشد في مصر؟
- دوافع التدخّل... أسباب النجاح وعوامل الضعف السياسة الروسية ف ...
- سقوط النموذج التركي
- السعودية إلى أين؟
- إعادة رسم حدود الشرق الأوسط من جديد
- خواطر في الدين والسياسية
- السعودية ... ومعضلة البحث عن الدور الإقليمي
- المأزق السعودي ... والبئر العميق التركي
- نظرية الأمن القومي الإسرائيلي
- الصراع على سوريا
- دور الإسلام السياسي في تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد
- الوجه العاري للإخوان المسلمين
- دور اليسار التونسي في تصحيح مسار ثورة الياسمين
- الفخ الأميركي
- الديمقراطية من وجهة نظر الإخوان
- الزلزال المصري وتداعياته
- الحكمة الصينية والذئاب الرمادية والعقلية العثمانية.


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاك جوزيف أوسي - سقوط مخطط «بيغن – برافر» ... إلى حين!