أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ماجد الشمري - غضب ام سخرية ماركس؟!















المزيد.....

غضب ام سخرية ماركس؟!


ماجد الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 4349 - 2014 / 1 / 29 - 17:25
المحور: كتابات ساخرة
    


"لانستطيع التأثير في الناس الا بأن نحلم احلامهم،وعلى نحو اوضح مما يستطيعون،وليس بأن نبرهن لهم على افكارهم كم تبرهن النظريات الهندسية"
-هرزن-


في البداية اعترف بأن مقالي هذا عاطفيا ومرتجلا،ويتسم بقدر من الانفعالية،ولا يدعي الصرامة او النسق الفكري الدقيق والبارد!فما حركني واستفزني هو التزمت الحنبلي،لادعياء "التمركس"الكثيرون،ورافعي لواء الماركسية زورا،من فرسان الدونكيشوتية الحمقاء!فهذا من يقول:بأنهيارات عامة وشاملة لنظم وعوالم وطبقات!!!حيث دخلنا"الارض اليباب"(الاليوتية)!وذاك من يكفر ويخطيء استخدام المفردات والمصطلحات(غير العلمية)في تحديد الطبقات والفئات الاجتماعية،فكما يزعم فان:الاغنياء والفقراء هي مفاهيم لاتعكس الفهم الماركسي المزعوم للتصنيف الطبقي لقوى الانتاج الاجتماعي!مع انه امرا بديهيا وشائعا ان تكون البرجوازية غنية،والبروليتاريا فقيرة،فتلك تملك رأسمالا وتشتري قوة العمل،وهذه لاتملك سوى قوة عملها لتبيعها في سوق العمل الرأسمالي.كل هذا معروف وملموس ومفهوم لدى ابسط الشيوعيين.ولكن ليس كل منتج هو بروليتاريا وليس كل بروليتاريا هو منتجا!فهل الفلاح المنتج بأمتياز هو بروليتاريا؟!وهل ان سائق الشاحنة الذي يعمل في مجال الخدمات هو غير بروليتاريا؟!.وعليه فالتصنيف الحاد للطبقات لايعكس الواقع الطبقي الاجتماعي الملموس في مجتمعاتنا بتلك القولبة الصارمة والزعومة!.يبدو ان الماركسية تحولت على يد الدوغمائيين الجدد قد تحولت الى مايشبه جعبة الحاوي!او حمالة اوجه كالنصوص الدينية المقدسة ومجازها اللغوي!فكل يفسر ويؤول ويفهم ويشرح حسب هواه وتصوراته وقناعاته ودرجة وحدود فهمه هو عن الماركسية ونصوصها الايقونية!فهل الماركسية:فلسفة،نظرية،ايديولوجيا،منهج،رؤيا مذهبية؟!هل الماركسية:اقتصادا،سياسة،علم اجتماع،افكار،تحزب؟!.لايمكن تحديد الماركسية خارج نطاق كشفها وتحليلها لاليات سيرورة النظام الرأسمالي وتطوره،وخلقه لطبقته النقيضة،البروليتاريا.فماركس الذي يغيب عن فهم المتصلبين،ماركس الخيالي القابع في الاذهان والاوهام!هو في الحقيقة ذلك الانساني جدا،والديمقراطي والعلمي اولا،والاقتصادي الفذ،والسياسي الثوري الراديكالي العمالي ثانيا.هذا هو ماركس لاذلك المقولب ايديولوجيا،والمتزمت نظريا وفكريا،والذي تم تصنيعه على يد ستالين،وجعل منه "بروكست"البروليتاريا!وسريرا ايديولوجيا للثورة!يجب قراءة ماركس بعيدا وبالضد من تلك التجارب الرديئة والممسوخة والفاشلة من قبل التلاميذ المتحجرين والعاقين،وايضا اولئك التوفيقيون المنفلتون!تلك التجارب التي رسمت صورة كالحة وكريهة لحلم ماركس الاشتراكي الجميل،والذي انزلق من اعذب الاحلام النبيلة الى كابوس الهمجية الاكثر قسوة.يجب ان تحضى افكار ماركس الفلسفية والاقتصادية،وآراءه السياسية ونضاله العمالي،بقدر كبير من العمق في القراءة.يجب انقاذ ماركس الواقعي والحقيقي،لاصورته او شبحه ،من براثن العديد من"متمركسي"و"ماركسيو"مابعد ماركس،القدامى منهم والجدد،وخصوصا ستالين:صانع الدوغما!ونبي القداسة الدجال!.ووضعه في مكانته التي يستحقها بجدارة،كمنهجي ديالكتيكي مادي،وثوريا وسياسيا عمليا،وبعيدا عن ضيق افق الايديولوجيا،والممارسات السياسية والتجارب القميئة،والتي قتلت ماركس وهو في قبره!.كان ماركس ودائما مع التطور العلمي والتكنولوجي،وتطور القوى المنتجة،ووسائل الانتاج،اي انه كان مع التطور العلمي والاقتصادي للرأسمالية،ولكنه ضدها بالمطلق في علاقاتها الانتاجية الرأسمالية المستغلة والمسلعة لقوى العمال،والذي هو علة اغترابهم عما ينتجون،وسبب بؤسهم وافقارهم.فعندما نقرأماركس بتمعن،نجد انه رأى قبل الجميع:كيف كانت الرأسمالية تشكل تحريرا اجتماعيا من الاغترابات السابقة،وتكشف ايضا انه لم يعتقد في يوم من الايام بأمكانية قيام الاشتراكية في بلد واحد-وكومونة باريس خير دليل-فالاشتراكية لن تقوم اذا ماقامت الا كتجاوز للرأسمالية التي اضحت كونية،فالاشتراكية يجب ان تسود كونيا.وليس كما نظر وفعل ذلك من اتى بعده!.لم يجمع اي ثوري حوله وعلى مر التاريخ،كل هذه الاحلام والغايات والآمال الكبار،بغد حر وسعيد لكل البشر.انه الوحيد الذي ترك بصمته على عصره،وربما سيبقى اسمه وفكره خالدا لامعا لعصور قادمة.فقد ارهص وتنبأ بالعولمة وهو يعيش في المجتمع الصناعي الوليد في حينه،وشخص بعبقرية فذه قل نظيرها،نواقص وعلل وازمات وانسدادات الرأسمالية،وتوقع وتنبأ،بأرتكاساتها وتناقضاتها وهي لازالت في طور طفولتها،ومع ذلك لم تكن كل تنبأته صائبة ولا كل تشخيصاته خاطئة.لسنا في معرض كيل المديح لماركس،فهو ارفع بكثير من تقيمنا،وهو لايحتاج لدفاع ومدح.ولكن كتابات مالركس لاتقرأ الا كتعاليم ووصايا مقدسة ومعصومة وصالحة لكل زمان ومكان!لاكما يجب ان تقرأ كاستلهام ومنهج ودليل.فماركس تحدث في الخطوط العامة للثورة ولم يضع لوائح او مراسيم،وقد سخر كثيرا ممن كان يطلب منه التعليمات والتكتيكات،فقد تركها للنضال والممارسة السياسية العملية واليومية ووفق الظروف المستجدة.فقد اجاب"جول غيد"عندما زاره في لندن،حول الطابع "الماركسي"للبرنامج الذي يعمل عليه لدخول الانتخابات التشريعية الفرنسية،بحدة و(غضب)!:انه اقام علما وليس طائفة!!(ان المؤكد هو انني لست ماركسيا)!!!نعود لدافعي لكتابة هذه الورقة:فما ان يتحدث احدهم عن الفقراء والدعوة للعدالة الاجتماعية والمساواة بالمعنى الماركسي المفترض مستقبلا في المجتمع الشيوعي،حتى ينبري له واحدا من ادعياء الماركسية ليفند ويسفه ويسخر من ذلك الفهم المبتذل والشعبوي،ومدى قصوره و"لاعلميته"واعتبارهمسا وتطاولا على الماركسية"الارثوذوكسية"السائدة!وكأن التبسيط والاضاءة هي لاعلمية ولاموضوعية بالمطلق!!فهل ناضل ماركس من اجل النخبة والانتليجنسيا العاجية،ام اجل الطبقة العاملة العالمية،تلك الطبقة الاكثر استلابا وبؤسا،والاكثر ثورية ومستقبلية؟!.ان مادفع ماركس لكراهية الدولة والمال هي كراهية عاطفية قبل ان تكون فكرية في البدء،فالدولة والمال هما الآفتان اللتان تقفان عائقان امام تحرر الانسانية،فتجربته الحياتية المرة ومعركته مع الاستبداد البروسي المطلق،ووضعه كمنفي ومنبوذ ومهمش من المجتمع الرسمي.ففكرة القوة الاجتماعية المكلفة بمهمتها التحريرية،هي في تصوره تسبق المفهوم السسيولوجي للطبقة العاملة كما رسمها في كتاب رأس المال،ولكنها لم تخلو من تلك المسحة"الاخلاقية"لمفهوم البروليتاريا.ماقرأه في وجوه العمال الباريسيين المحرومة والبائسة هو مادفعه لتبني قضية البروليتاريا وليس شيئا اخر!.لذا فليس من هدف للشيوعية الا اقامة مجتمع كوزموبولتي تسوده"المساواة" بين الجميع،ويتحقق فيه الامن الاقتصادي"زوال الفقر"لجميع مواطني العالم،ويتم التوزيع المساواتي والمبني على الحاجات...لقد عانى ماركس من الفقر والعوز،وتحسس فضيحة الجوع والحرمان،فهو اولى واجدر من يتكلم بأسم"الفقراء"!لقد تحولت مأساة ماركس على يد الامعات والمعتوهين الى اسوء من ملهاة!الى(فارس)تهريجي يردد نصوصا ميتة داخل غرف مكيفة!!هؤلاء الحمقى اذا احسنا الظن!والمأجورون اذا خبثت نيتنا!!شاؤوا ذلك ام ابوا وعوا ذلك ام لم يعوه!!.ماركس لايغضب ممن يناضل من اجل الكادحين والفقراء،كل الكادحين والفقراء،بل يغضب ويتهكم ساخرا في نفس الوقت من ديدان البرجوازية القذرة والحقيرة التي تتمسح بأذياله!!!!.............
.........................................................................
وعلى الاخاء نلتقي....



#ماجد_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معوذة العقل الثانية!
- معوذة العقل!
- اذا الاحلام كورت! النص عندما يقف على قدميه!!
- أقرأ..بأسم عقلك!آيات شيطانية معاصرة!!
- سرير بروكست الستاليني!..تأملات سياسية في تحنيط الافكار!(6-6)
- سرير بروكست الستاليني!..تأملات سياسية في تحنيط الافكار!(5-6)
- سرير بروكست الستاليني!..تأملات سياسية في تحنيط الافكار!(4-6)
- سرير بروكست الستاليني!..تأملات سياسية في تحنيط الافكار!(3-6)
- سرير بروكست الستاليني!..تأملات سياسية في تحنيط الافكار!(2-6)
- سرير بروكست الستاليني!..تأملات سياسية في تحنيط الافكار!(1-6)
- ماركس..ومفهوم البروليتاريا(3-3)
- ماركس..ومفهوم البروليتاريا(2-3)
- ماركس..ومفهوم البروليتاريا(1-3)
- الماركسيون..واشكالية الموقف من الطقوس وحضور ذاكرة التاريخ ال ...
- هزل(انهيار الرأسمالية)السفيه!!-تأملات في الليبرالية الجديدة( ...
- هزل(انهيار الرأسمالية)السفيه!!-تأملات في الليبرالية الجديدة( ...
- هزل(انهيار الرأسمالية)السفيه!!-تأملات في الليبرالية الجديدة( ...
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/الارشيف الملعون!!!(الاخير)
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/الارشيف الملعون!!!(17)
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/الارشيف الملعون!!!(16)


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ماجد الشمري - غضب ام سخرية ماركس؟!