أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ماجد الشمري - ماركس..ومفهوم البروليتاريا(2-3)















المزيد.....

ماركس..ومفهوم البروليتاريا(2-3)


ماجد الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 4292 - 2013 / 12 / 1 - 16:26
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


اذن..ماقرأه ماركس في وجوه العمال الفرنسيين،هو اكثر من الرفض لوضع لاانساني سافر.قرأ شيئا اخر،اكثر عمقا ودلالة.هل قرأ ببساطة في هذه الوجوه المتعبة،والمحرومة،حنينه الذاتي،الذي تغذى من ينابيع الفلسفة في سنواته الجامعية،ونزعة التمرد،وروح الثورة على الواقع المتعسف،لننسفه،وتغييره؟مهما كان الامر،فلا شك انه ولاول مرة في تاريخ الحركة العمالية الثورية،تتخذ المواقف،والنشاطات،والممارسات الجماعية للرفض والتمرد لنفسها،سقفا عاليا لعواملها واهدافها،وبعداجوهريا لتحويل مصائرها.البروليتاريا..تلك الطبقة التي تجتمع فيها كل عاهات،ومساويء المجتمع الحديث،فوضعها،كان بمثابة فضيحة عامة،وادانة بكل المقاييس والقوانين والقيم،تؤكد الحدود القصوى للاجرام والحيف والظلم الظاهر للمجتمع كله.فوجودها العميق،مكبل بالقيود والاكراهات،والانسحاق المادي والنفسي،يمثل انحلالا اخلاقيا شاملا لاوضاع المجتمع البرجوازي.وثورة البروليتاريا القادمة،تتضمن طابعا شاملا،لان بؤسها ومعاناتها شاملة،ولانها لاتعاني من ظلم خاص،بل ظلما عاما،وشرطها ووضعها البشري،يشكل خسارة فادحة للمجتمع الانساني،وان تحررها،سيكون شرطا للتحرر الشامل والكامل لعموم الانسانية..هذا ماتوصل اليه ماركس في رؤيته للصورة الاولى للبروليتاريا في كتاباته النظرية،والتي سيعطيها لمفهوم البروليتاريا،عندما سيكتب عن صراع الطبقات في المجتمع الحديث،الذي عاصره.لذا سنرى صورة البروليتاريا:مثقلة ضمنيا،بالعناصر الوجدانية والعاطفية الظاهرة في سرده الملحمي في كتاباته الاولى،غير ان هذه الصورة،ستعدل في نقطة اساسية،حين سيتخلى عن مخططه الاخلاقي البحت،من اجل مخطط اكثر جدوى وفاعلية،وعملية،للنضالات الاجتماعية والسياسية.فماركس لدى احتكاكه الاول وعن كثب بالبروليتاريا،لم يشاهد فيها سوى العنصر السلبي للثورة،مادتها الايحائية والملهمة للفكر التحريضي.القوة النائمة والخاملة،والتي تستطيع النظرية وحدها ايقاظها من سباتها،ومدها بالحركة،كمادة للتغيير التاريخي.وتبينت له الثورة،هكذا:كتركيب لحركتين:عمل الجماهير،ونشاط الفكر،او بشكل ادق:كمركب،بين فلسفة جذرية ما،لواءها التغيير،وانسانية تؤمن بيقين،وتعتبر ان اختفاء البروليتاريا،شرطا ضروريا،ولازما للتحرر العام والشامل.الا ان ماركس سينقد هذه الفكرة بعد اربع سنوات في"البيان الشيوعي".بعد ان حاول ماركس في السابق،دراسة الاقتصاد السياسي الكلاسيكي،والعقائد الاشتراكية الطوباوية،وانتقاده للمثاليين،الذين خلقوا انظمة شيوعية خيالية متهافتة،بدوافع اخلاقية،ودينية،ولعدم رؤيتهم في البروليتاريا،غير مجرد"الطبقة الاكثر عذابا"،ولكونه منظما لتقليد معين،اكثر وعيا في الحركة العمالية والفكر الاجتماعي،لذا تخلى ماركس،عن فكرته الاساسية حول البروليتاريا،كمادة سلبية،منفعلة،للتنظير الثوري.فوجه نظره الجديدة هي عكس فكرته الاولى:النظرية الثورية،ليست الا التعبير عن الحركة الثورية العفوية المستقلة للطبقة العاملة،وعن الفعالية،والممارسة الذاتية التاريخية للبروليتاريا.وجاءت الثمرة الجديدة"الايديولوجيا الالمانية"والمتوبة بالتعاون مع انجلس،مكرسة لدحض"فيورباخ"و"شتيرنر".وهو الكتاب الاكثر قسوة من"العائلة المقدسة"والذي انجز في عام1845-1846والمتروك بسبب عدم وجود ناشر"لنقد الفئران القاضم"!.ويمكن تسمية هذا النص:بسسيولوجيا ماركس"المادية".حيث مثل هذا الكتاب تطورا ملموسا،ومتقدما على مفهوم البروليتاريا الوارد في"العائلة المقدسة"عام1844.غير انه بسبب الفكرة الغامضة التي يتضمنها عن بروليتاريا محددة بشكل وثيق بالتاريخ،عرضته لموجة لاذعة من النقد نتيجة هذه"التاريخانية".اما انجلس،فقد كتب،عدة مقالات نقدية حول هذه النقطة،فقد اتجه في خط معاكس:"الفكر لايصنع التاريخ،الجماهير الشعبية هي التي ترسم للتاريخ مهمته،وهي التي تحتل مكانة كبرى منه بحسب تعمق نشاطاتها في مجراه"."التاريخ لايصنع شيئا،الانسان الحي الحقيقي هو الذي يصنع كل هذا"."الانسان ليس الاداة السلبية للتاريخ المبني بأشخاص يتابعون اهدافهم الذاتية"."التاريخ هو نشاط الانسان الذي يتابع اهدافه الحقيقية"..ومع كل هذا،فأن فكر ماركس،المؤلف الرئيسي،ل"العائلة المقدسة"يتخذ شكلا اخر مختلفا،صحيح ان وصفه للبروليتاريا يشبه كثيرا،ومن حيث الاسلوب،التصريحات العاطفية للبدايات الاولى،الا ان تجديده يكمن في الاستخدام الكبير،للدراسات الاقتصادية،ومن الممكن تلخيص فكره العميق والمعقد،بما يلي:ان مؤسسة الملكية الخاصة محكومة بالاختفاء،بسبب ديناميكيتها الذاتية،ولانها تتضمن القوة المضادة والنقيضة،والتي تمثل سلبيتها:البروليتاريا،وفي شروط وجود البروليتاريا،فأن كل الاوضاع اللاانسانية للمجتمع الحديث،توجد بكثافة،وبهذه الدرجة القصوى من البؤس والجوع،فأن البروليتاريا تعي وضعها،ويدفعها فقرها المتناهي،لاختيار الحل الراديكالي،المتطرف والجذري:كي تتحرر،عليها ان تحرر المجتمع بأسره،لانها فقط بألغاءها لشروط وجود اللاانسانية في المجتمع،تستطيع استعادة انسانيتها،التي كانت قد جردت منها..في نص"العائلة المقدسة" هذا والمكتوب في عام1844نمسك بأساس القانون المسمى:ب"افقار البروليتاريا"والذي جرى توضيحه بعد عشرين عاما من ذلك التاريخ،وبتعابير اكثر علمية وتقنية في"رأس المال"كما نجد فيه،وان كان بنوع من الوجدانية الطاغية،الديالكتيك الشهير للسلبية.ولكن ماركس لم يبرز في مكان آخر،وبهذه القوة،الاساس الاخلاقي،لنظريته عن الحركة الاجتماعية،كما بدت في هذه السطور من"العائلة المقدسة":"ان مايتخيله البروليتاري ،او ماتتخيله البروليتاريا كلها،عما يمكن ان يكون هدفها الآني،ليس بهام جدا.ان ما هو مهم،هو ماهي عليه فعلا،وما ستكون،تاريخيا،مجبرة على صنعه تطابقا مع نفسها،وفي تنظيم المجتمع البرجوازي الحالي"..ان بديهية التحرر الذاتي للبروليتاريا،كانت موجودة دائما،كلازمة في كل اعمال كارل ماركس:ابتداءا ،من نقد هيجل،ونقد العائلة المقدسة فيعام1844،وحتى في الخطاب الافتتاحي للاممية الشيوعية الاولى،بشعارها المدوي"تحرر الطبقة العاملة،سيكون من صنع الطبقة العاملة نفسها"وايضا في خطابه حول كومونة باريس،وتأملاته الاخيرة حول مصير الكومونة الفلاحية في الثورة الروسية القادمة،ونجدها ايضا-هذه اللازمة-في مفاهيم ماركس السسيولوجية،عن الطبقة والاحزاب العمالية،فعامل العفوية الديناميكي،هو بنظر ماركس،اساسي وحيوي،في مختلف مراحل النضال التحرري للبروليتاريا،وبالعكس من البرجوازية التي خضعت ولادتها،وتطورها التاريخي كطبقة اجتماعية،لآلية عمياء،تتلمس اتجاهاتها المتداخلة،في طريقة الانتاج الرأسمالي نفسها......
......................................................................................
يتبع..
وعلى الاخاء نلتقي....



#ماجد_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماركس..ومفهوم البروليتاريا(1-3)
- الماركسيون..واشكالية الموقف من الطقوس وحضور ذاكرة التاريخ ال ...
- هزل(انهيار الرأسمالية)السفيه!!-تأملات في الليبرالية الجديدة( ...
- هزل(انهيار الرأسمالية)السفيه!!-تأملات في الليبرالية الجديدة( ...
- هزل(انهيار الرأسمالية)السفيه!!-تأملات في الليبرالية الجديدة( ...
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/الارشيف الملعون!!!(الاخير)
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/الارشيف الملعون!!!(17)
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/الارشيف الملعون!!!(16)
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(15)
- فؤاد النمري/ حوار الدم...مطاردة الساحرات!!!
- لينين-تروتسكي ...العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(14)
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(13)
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(12)
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(11)
- كرنفال الديالكتيك،وصياح الديك!!!
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(10)
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(9)
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/الارشيف الملعون!!!(8)
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/الارشيف الملعون!!!(7)
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/الارشيف الملعون!!!(6)


المزيد.....




- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ماجد الشمري - ماركس..ومفهوم البروليتاريا(2-3)