أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فؤاد قنديل - كيف نقضى على التتار؟















المزيد.....

كيف نقضى على التتار؟


فؤاد قنديل

الحوار المتمدن-العدد: 4348 - 2014 / 1 / 29 - 08:55
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



لكم أن تتخيلوا وأنا أقيم في العجوزة على بعد كيلومترين على الاقل من مديرية أمن القاهرة في شارع بورسعيد ، أصحو من نومى بعد صلاة الفجر على صوت انفجار هائل في السادسة والنصف صباحا وأسرع إلى الشرفة وأري بكل وضوح كتل الدخان الأسود تملأ السماء .. الدخان الأسود الذي لم يصدر عن التفجير ولكنه انطلق من قلوب حاقدة وعمياء ومظلمة لا تعيش إلا على الدمار والقتل والدم مثل مصاصى الدماء ..أسرعت رائحة البارود إلى بيتى بعد دقيقة من سماع الدوي الذي وجّه طعنة بشعة إلي قلبي وقد سمعت الشهود يتحدثون عن تهشم جزء كبير من واجهة مديرية الأمن القوية وأعمدتها العالية الغليظة وواجهة المتحف الإسلامي وعشرين محلا من محلات المناصرة ، فضلا عن تدمير واجهة محكمة الاستئناف والأرض أمام مديرية الأمن حيث مكان الانفجار مبقورة ، وأعلن وزير الآثار تدمير جميع التحف النادرة التى يضمها المتحف ، الذي يعد أكبر متحف للفنون والآثار الإسلامية في العالم.
.. عربات الإسعاف تعمل بأقصى ما يستطيع رجالها البواسل في نقل المصابين والضحايا .. الأصوات المكلومة تصلنا من الإذاعة .. دماء في كل مكان ..سقطت الكثير من الجدران على الجنود والموظفين والأهالي .. حادث يكشف طبيعة النفوس الكريهة العمياء وانعدام الضمائر .. البرابرة والهمج انطلقوا من غابات الظلام وانقضوا على البشر الآمنين .. تجار الدين من الأبالسة والسفلة يمارسون هواياتهم في تدمير الوطن وقتل المسلمين ..تتار العصر الحديث يواصلون مشروعهم القذر ضد سلام الجماهير وأمنهم ومستقبلهم .
بعد ساعة تنقل الأخبار نبأ الهجوم على وحدة للأمن المركزي في الدقي لتقتل جنديا وتصيب ثمانية عند مترو محطة البحوث ، وبعد ساعة أخري تنفجر قنبلة في جسر السويس وقنبلة في الهرم وقنابل أخري في سيناء..وفي اليوم التالي يقتلون مساعد وزير الداخلية أمام بيته ، ويقتلون جنودا يحرسون كنيسة العذراء وتكلف قيادات الإخوان مجموعة من البنات لوضع القنابل في أماكن خية تحت مبنى القضاء العالي وسط القاهرة ، لأنهم يمقتون القضاة والقضاء ..ويمضى المسلسل الرهيب على قدم وساق الوطن كله ميدان مفتوح لهم .. القتلى الأبرياء يتساقطون والمصابون يتكدسون على أسرة المستشفيات في انتظار نقل الدماء لأجسادهم التي سالت دماها من العروق .. مشاهد وحشية تتوالي يتقترف جرائمها عقول غبية تطمع في السلطة وتطلقها أرواح فاسدة خلت من الضمير والدين والرحمة والإنسانية والانتماء .. أرواح منقوعة على مدي عقود في آبار الصرف الصحي تحت الأرض ثم خرجت مع اندلاع ثورة يناير ..جنود الشرطة يركضون في كافة الاتجاهات لاستباق الجرائم الرهيبة التى أقدم عليها ذئاب التتار ...أي خراب يلحقونه بالأمة والشعب المسالم !!!!

الموقف منذ شهور يتكرر بصور متعددة والتدمير لا يتوقف ، لأن الشرطة لا تحسم الأمر بإجراءات رادعة ولا القضاء ينهى المهزلة .. يستمتع القضاة بالمحاكمات .. النيابة والدفاع والثرثرة بينما أنهار الدماء تغرق الشوارع .. آلاف الطلاب المأجورين يخربون الجامعات والسادة المسئولون يتفرجون والشرطة تنثر المياه على القتلة والمخربين لكى تفرقهم ليعودوا في اليوم التالي ويقتلون ويدمرون ثم تتناثر عليهم المياه وقد يهاجمهم الدخان .. قمة المشهد العبثى ، وتبدو جلية كل أشكال التهاون والتواطؤ والعجز .. والغريب أن الحكومة أصدرت إعلانها بأن عصابة الإخوان تنظيم إرهابي وأبلغت ذلك لكل دول العالم ، لكنها لا زالت تتعامل معها بوصفها جماعة من الأصدقاء فاعلى الخير .. وقد آن أن تتم المواجهة بمنتهى الحسم بل والقسوة دون اعتبار للإعلام والحكومات الغربية ولا لدعاوى حقوق الإنسان .. أتصور أن يكون الحل كالتالي :
1 – تحديد مدة ستة أشهر يتم خلالها القبض على كل من يخرج للتظاهر سواء كان سلميا أو غير سلمى وإيداعه السجن دون محاكمة ،وإخلاء الشوارع تماما من أي سلوك من شأنه تعطيل الحياة.
2 – نتف لحي القتلة شعرة شعرة وحبسهم عرايا منقوعين كما اعتادورا في حمامات الصرف الصحي التي تليق بأرواح متعفنة .
3– تجميع الطلاب والشباب المخرب وترحيلهم إلى الصحراء للعمل في مشروعات استصلاح الأراضى مقابل الطعام فقط لمدة عام تحت إشراف القوات المسلحة .
4– التنفيذ الفوري للعقوبات التى قضت بها المحاكم ، فليس من المقبول أبدا أن يقبض على شخص انعدمت من كيانه أية ذرة من الإنسانية ويقوم بإلقاء صبية من فوق أسطح العمارات وتم تسجيل جريمته بالصوت والصورة وتم التحقيق معه واعترف ثم أودع السجن تمهيدا لهروبه أو تبرئته أو الحكم عليه بسنة مع إيقاف التنفيذ .. مهزلة المهازل .. المئات في السجون بلا عقاب ومسلسل التدمير مستمر على خلفية التواطؤ القضائي ، فما دام لا يوجد أي عقاب فالسفلة يستمرئون اللعبة .
5 – يجب اعتقال أهل الشخص الذي دمر وخرب أيضا وسجنهم وإنزال العقاب بهم لأنهم لم يراعوا الله في أولادهم ولم يحسنوا تربيتهم .
6 – سحب الجنسية المصرية من كل من يرتكب جرما أو يفكر في ارتكابه ولا تطاله يد العدالة ، وسحبها من كل من منحها لهم مرسي الملعون في غيبة من القانون والضمير الوطنى وهم لا يستحقون هذا الشرف.
7- التدمير بدأ منذ شهور يتم على يد فرق محترفة ، وقد احتكر تنفيذ مشروعات التدمير عصابة " أنصار بيت المقدس " الذين تخلوا عن بيت المقدس لإسرائيل وانتقلوا لتحرير مصر من شعبها الوديع ومحاولة تجريف كل المنشآت والمعالم الحضارية لحساب الخونة من جماعة التنظيم الدولي الإرهابي ، وأظن أن الوقت قد تأخر كثيرا على اتخاذ موقف حاسم مع جماعة حماس الإرهابية ، ويجب التصرف معها بشكل عاجل وحازم ،وأظن أن من الضرورى توجيه إعلان لهذه الجماعة الفاشلة التي اختطفت الشعب الفلسطينى في غزة عن غير استحقاق بأن تسلم لمصر كل شخص ينتمى لعصابة أنصار بيت المقدس في خلال شهر على الأكثر وإلا قامت الطائرات بضرب مواقعهم أينما كانت .. الشعب الفلسطينى البطل لا ذنب له .. ذلك الشعب الذي حاربت مصر من أجله على مدي ستة وستين عاما وضحت بمئات الألوف من شبابها وأنفقت مليارات الدولارات على إصلاح ما تخرب من عدوان إسرائيل على الجبهات المصرية انتقاما من مصر لأنها لا تتخلى مطلقا عن دعم القضية الفلسطينية والدفاع بكل ما تملك عن سلامة وحقوق الشعب الفلسطينى .. لقد ضاعت أعمار ثلاثة أجيال لحساب الدولة الشقيقة وها هي جماعة أنصار بيت المقدس تقدم المكافأة للشعب المصري المسالم الذي عاني أسوأ المعاناة من أجل فلسطين السليبة ، ألا لعنة الله على عميان البصيرة ، وسحقا لكل من لم يفكر في فضل مصر ، وإلى الجحيم كل من يتنكر للمعروف لقاء بضعة دولارات.
مستقبل مصر وحياة المصريين على المحك ..إما أن تعيش أم الدنيا ومؤسسة الحضارة وإما النهاية لها ولكم فاختاروا ، وإذا عزمتم على أن تختاروا الحياة لها ولكم فلا ترحموا الأعداء، وقمة الغباء أن تتعاملوا معهم بإنسانية لا يستحقونها ، واعلموا أن الله سبحانه وهو العليم الخبير قال في قرآنه المجيد
"ولكم في القصاص حياة يا أولي الالباب"



#فؤاد_قنديل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - كناري - مجموعة الخميسي الفاتنة
- السيسي ومعايير اختيار الرئيس
- فى مديح الجمعة
- في رحاب السيد المسيح
- -قصة ما ئلة-
- أيام أمى الأخيرة فصل من رواية -دولة العقرب-
- حساب الأرباح والخسائر لعام 2013
- الحياة ... مشكلة جمالية
- أ رَ د تُه جَبَا نا
- الترجمة وصورة مصر في الثقافة العالمية (2)
- الترجمة ومكانة مصر فى الثقافة العالمية(1)
- حب خريفي بطعم العواصف
- دستوركم يا مصريين
- المفتون - مقدمة الجزء الأول من سيرتي الروائية
- الحب على كرسي متحرك
- حبى يمنعنى من خداعها
- أسرار رابعة2
- أسرار رابعة 1
- الجوائز العربية بين الحضور والغياب
- - سلالم النهار - رواية فوزية السالم بين السياسة والأيروتيكا


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فؤاد قنديل - كيف نقضى على التتار؟