أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل من دور للمثقفات والمثقفين في الحياة السياسية العراقية في المرحلة الراهنة؟















المزيد.....

هل من دور للمثقفات والمثقفين في الحياة السياسية العراقية في المرحلة الراهنة؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4348 - 2014 / 1 / 28 - 21:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكاتبة والروائية الجزائرية أحلام مستغانمي ذكّرت القارئات والقراء بحقيقة مرّة كانت شعوب الدول العربية وما تزال تعيش تحت وطأتها وتعاني منها، سواء أكانوا من العرب أم من قوميات أخرى كالكُرد والأمازيغ والتركمان والكلد-آشور، لخصتها بما يلي:
"يقضي الإنسان سنواته الأولى في تعلمه النطق، وتقضي الأنظمة العربية بقية عمره في تعليمه الصمت!" (أحلام مستغانمي. ذاكرة الجسد، ط 1، دار الآداب-بيروت، 1997). إنها تعبر بدقة ووضوح عن المأساة الفعلية والمصادرة الحقيقية لحقوق الفرد في هذه المجتمعات حيث النظم السائدة فيها دكتاتورية وعموماً فاقدة في أغلبها للشرعية الدستورية وقامعة للأفراد والمجتمعات. وإذا كانت ذه الظاهرة معروفة للجميع، فإنها ومنذ أكثر من ثلاثة عقود قد تفاقمت إذ لم تعد النظم السياسية القمعية العربية تكتفي بتعليم الإنسان الصمت حسب، بل تقوم بخنق صوته من خلال زجه في سجون تحت الأرض وأخرى صحراوية، أو قتله تحت التعذيب أو دهسه بسيارة, أو اغتياله بكاتم صوت في أماكن عامة وفي وضح النهار. وهذا الأساليب شائعة حالياً بالعراق وسوريا والسعودية، إضافة إلى بعض دول الخليج وإيران.
وبالعراق يستطيع المثقف والمثقفة أن يتحدثا بما يشاءان ويكتبا ما يشاءان وينشرا ما يشاءان، ولكن العاقبة لا تخرج عن الوقوع تحت طائلة :
1. إما التهديد بالاعتقال ودفع المثقف إلى ترك العراق هارباً، كما حصل مع الأستاذ الدكتور غسان العطية؛
2. أو الاعتقال الفعلي أو الاختطاف وفقدان أي أثر للمختطف؛
3. أو الاغتيال، كما حصل لعدد من سياسي ومثقفي العراق والذين لا يمكن نسانهم ومنهم كامل عبدالله شياع وهادي المهدي ووضاح حسن عبد الأمير (سعدون) واغتيال الصحفي كاوة الگرمياني .
ومع ذلك فهناك الكثير من المثقفات والمثقفين الذين يتصدون لهذا الواقع ويناضلون بعناد داخل العراق نتيجة أوضاع معينة لا تسمح باغتيالهم أو إسكاتهم بسهولة، ولكن يبقى الخطر يحوم حولهم!
في عهد دكتاتورية البعث الصدَّامية كان الناس وعائلة المثقف أو الإنسان الاعتيادي يعرفون تماماً الجهة التي كانت تقوم باعتقال أو اختطاف أو اغتيال هذا المثقف أو تلك المثقفة، إذ لا يخرج الفاعل عن دائرة قوى الحكم ذاته. أما اليوم فلا يمكن معرفة الجهة التي تمارس الاختطاف أو الاعتقال أو الاغتيال، إذ أصبحت الجهات الفاعلة كثيرة ومتنوعة الأهداف وتمارس فعلها بأساليب عديدة وخسيسة، ولا يمكن نفي هذا الأسلوب عن الحكومة، بل كثيراً ما يثار الحديث وتتوجه أصابع الاتهام صوب قوى في الحكومة أو في الأجهزة الأمنية الخاصة.
إن الوضع الراهن بالعراق يشير إلى عدد من الحقائق التي تزيد من عمق المأساة التي يعيشها الفرد والمجتمع بالعراق، وأعني بذلك:
أ‌. ممارسة الأحزاب الإسلامية السياسية الحاكمة أو المشاركة في الحكم، الشيعية منها والسنية، سياسة تصعيد الصراع الديني –المذهبي وتشديده ودفع البلاد إلى الاصطفاف والاستقطاب الطائفيين بما يمكن أن يقودا إلى حرب أهلية دموية.
ب‌. ومثل هذه السياسة تلعب دوراً مباشراً وفاعلاً على المثقفات والمثقفين الذين يعانون من هشاشة في ثقافتهم وفي وعيهم السياسي وضعف إدراكهم لمخاطر الحرب الطائفية التي يمكن أن تشتعل بسبب الاصطفاف والاستقطاب في الساحة السياسية العراقية، فيتجهون صوب واحد من تلك الأحزاب السياسية الطائفية ليمنحوه أصواتهم بدعوى المظلومية السابقة أو المظلومية الراهنة.
ت‌. إن سير المثقفة أو المثقف في ركاب قوى وأحزاب إسلامية طائفية سياسياً ودعم دعاياتها المضرة بالمجتمع ووحدة نسيجه الوطني، يدفع بالكثير من الناس إلى اللحاق بهذه القوى شيعية كانت أم سنية. خاصة وإن القوى المتصارعة شددت من نشاطها المصاحب لعمليات إجرامية لقوى الإرهاب التكفيرية على صعيد المنطقة الغربية ومحافظات عراقية أخرى من حيث التفجيرات الانتحارية والسيارات الملغمة أو ما يجري اليوم في الفلوجة مثلاً.
إن النخب الحاكمة ومنها الحكومة والحزب الحاكم الأول، حزب الدعوة الإسلامية، الذي يمارس سياسات ضد نهج المواطنة المتساوية والهوية الوطنية، وكذلك الأحزاب الإسلامية السياسية الأخرى، سنية أم شيعية، تمارس كلها سياسة تهميش المثقف والمثقفة وإبعادهما عن التأثير في الحياة السياسية بوجهة وطنية وديمقراطية وتنويرية، وهي محاولة لقتل الصوت الشريف لصالح الأصوات النشاز لوعاظ السلاطين الذين يعملون بشكل مباشر أو غير مباشر لصالح القوى الطائفية والحكم الطائفي بالبلاد.
الموقف النضالي الوطني يتطلب من كل أبناء وبنات العراق، وبشكل خاص من مثقفاته ومثقفيه، ومن المتعلمات والمتعلمين، أن يرفضوا هذه الصراعات المرتبطة بالهويات الفرعية المسيَّسة والقاتلة والرافضة للهوية الوطنية المتساوية، أن يمتنعوا عن دعم هذه القوى الطائفية، أن يرفضوا التصويت لقوائمهم في الانتخابات القادمة، سواء أكانت أحزاباً وقوى وقوائم شيعية أم سنية، فهي كلها ترفض الوطن والمواطن والمواطنة، إنها الخنجر المسوم الذي يغرس في ظهر هوية المواطنة المنشودة لعراق موحد، مدني وديمقراطي وإنساني في آن. أن الموقف الوطني يحترم أتباع جميع القوميات والديانات والمذاهب, يحترم الشيعي المذهب تماماً كما يحترم السني المذهب أو المسيحي أو اليهودي أو الصابئة المندائي أو الإيزيدي أو الكاكائي أو الشبكي، فهم جميعاً مواطنات ومواطنون من الدرجة الأولى وليس هناك مواطنين أو مواطنات من الدرجة الثانية أو الثالثة. هذا هو الموقف الذي يتناغم تماماً مع لائحة حقوق الإنسان الدولية وكل العهود والمواثيق الأخرى ضمن شرعة حقوق الإنسان.
إن النداء الذي أوجهه إلى أخوتي المثقفين وأخواتي المثقفات بالعراق وخارجه كافة يتلخص في أن من واجبنا أن نعي جميعاً دورنا الثقافي التنويري ومسؤوليتنا الوطنية في الانتخابات القادمة، أن نعطي صوتنا لمن يدافع عن الهوية الوطنية، لمن يرفض التمييز بين أتباع القوميات والديانات والمذاهب والاتجاهات الفكرية الديمقراطية، لمن يرفض التمييز بين الرجل والمرأة لصالح الحقوق والواجبات المتساوية، لصالح الإنسان العراقي ومصالحه الأساسية في هذا الوطن الجريح والمستباح، لصالح الأجيال الحالية والأجيال القادمة، لصالح وضع الثروات الوطنية في خدمة عملية التنمية وتغيير بنية الاقتصاد والمجتمع وفي سبيل العدالة الاجتماعية والاستخدام العقلاني للدخل القومي والتوزيع وإعادة التوزيع العادلتين للدخل القومي, ولصالح دحر الإرهاب والطائفية السياسية والفساد المالي والإداري وإعادة بناء العراق الجديد على أسس مدنية وديمقراطية وبناء حياة آمنة مستقرة متطورة وسلام دائم.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقفون والهوية الثقافية الوطنية العراقية!
- شرطة المالكي تهين كل مثقفي العراق بالإساءة للشاعر عبد الزهرة ...
- قراءة في كتاب -أحاديث برلينية حول قضايا أوروبا والإسلام وفي ...
- المالكي وعسكرة العراق!
- لتتوحد جهود الشعب والجيش لدحر قوى الإرهاب، ولكن لا ينبغي إفل ...
- برنامج التحالف المدني الديمقراطي والموقف من الملاحظات التي ت ...
- وستنقضي الأيام والخير ضاحك يعم الورى والشر يبكي ويلطم للشاعر ...
- إلى متى تغوصون بدماء بنات وأبناء الشعب العراق أيها القتلة ال ...
- ولوج هادئ وودي على خط النقاش الحامي في عمٌان
- برنامج التحالف المدني الديمقراطي يجسد شغف الشعب بالحرية والد ...
- مانديلا الموحد للشعب والمالكي المفرق للصفوف
- من المسؤول عن الفساد وكيف يكافح؟
- تحية وتهنئة وشكر إلى المشاركين في مؤتمر أصدقاء برطلِّة بالعر ...
- هل ينسجم وضع صورة المالكي في -جواز سفر إلى حقوق الإنسان- مع ...
- رسالة مفتوحة إلى سماحة السيد عمار الحكيم حول التغيير السكاني ...
- بغداد ومدن أخرى تغرق ... هلهولة للدعوة الصامد...هلهولة..
- قراءة في كتاب صيدُ البطَّ البرّي للروائي محمود سعيد
- هل مشكلات البلاد تحل بالعراق أم في البيت الأبيض؟
- إعادة قِراءة في كتاب -جدار بين ظلمتين- لبلقيس شرارة ورفعة ال ...
- قراءة في كتاب السيدة بلقيس شرارة الموسوم -محمد شرارة من الإي ...


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل من دور للمثقفات والمثقفين في الحياة السياسية العراقية في المرحلة الراهنة؟