أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - وستنقضي الأيام والخير ضاحك يعم الورى والشر يبكي ويلطم للشاعر محمود سامي البارودي















المزيد.....

وستنقضي الأيام والخير ضاحك يعم الورى والشر يبكي ويلطم للشاعر محمود سامي البارودي


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4323 - 2014 / 1 / 1 - 22:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلنا يدرك في قرارة نفسه، سواء اعترف بذلك أم لم يعترف ان الشعب العراقي يعيش أياماً مظلمة وحزينة، أياماً مليئة بالخوف والدم والدموع. الشعب العراقي يعيش فترة لم يكن يفكر أي إنسان عاقل أنه سيعيش تحت وطأتها بعد سقوط دكتاتورية البعث وصدام حسين ورهطه من القادة المجرمين الذين أذاقوا الشعب العراقي مُرَّ العذاب والدوس على كرامته ومصادرة حقوق كاملة وزجه في حروب مدمرة وتعريضه لحصار اقتصادي دولي مهين وسقوطه تحت رحمة النهّابة والسلّابة الذين سرقوا أموال الدولة لصالح القيادة القومية والقطرية ومجلس قيادة الثورة وجمهرة من الطفيليين الملّتمين حول صدام حسين ورهطه العفن وجمهرة من المرتزقة في الدول العربية وغيرها. ورغم كل التشاؤم الذي عبرت عنه بكتاباتي ومحاضراتي ولقاءاتي التلفزيونية قبل حرب الخليج الثالثة وفي عشيتها وخشيتي الشديدة من عواقبها على الشعب العراقي وعلى مسيرته اللاحقة حين يتخلص من صدام حسين عبر قوى أجنبية طامعة وليس لها هم سوى السيطرة على منابع النفط وعلى سياسة العراق الداخلية والخارجية، فأني لم أكن أتصور إن الحالة المأساوية التي وصفتها في محاضرة لي، وهي موجودة لدى السيد محمد بحر العلوم (أبو إبراهيم) التي طلبها مني حال انتهائي من إلقائها في ندوة مشتركة معه ومع الدكتور محمود عثمان والسيد يونادم كنا، ستصل إلى هذا الدرك المؤسف من التداعيات المتواصلة والمتلاحقة والمتفاقمة سوءاً في حياة الإنسان والمجتمع بالعراق.
إذا كان الشاعر معروف الرصافي قد قال يومياً عن حالة العراق في العهد الملكي:
علم ودستور ومجلس أمة كل عن المعنى الصحيح محرف
فكيف كان له أن يعبَّر عن حالة العراق في ظل الأوضاع الراهنة. فرئيس الجمهورية غائب عن البلد ويعاني من مرض نرجو له الشفاء، ونائبه يعيش دوامته الطائفية، ورئيس وزراء العراق يمارس تأجيج الطائفية بسياسة مريضة لا تعرف لغة غير لغة الأمن والقوة، ليحصل على أصوات الشيعة في أنحاء العراق، كبقية الطائفيين في الطرف الآخرالذين يسعون إلى كسب أصوات السنة، في الانتخابات القادمة، ومجلس النواب، المؤرق للشعب كله، يعيش بين ظلمتين، ظلمة الجهل وظلمة الطائفية المقيتة إضافة إلى عدم الرغبة في العمل والرغبة في زيادة الرواتب والمخصصات، والقضاء العراقي مهيمن عليه من رئيس الوزراء ولم يحصل مثل هذا الوضع إلا في فترة البعث الصدامية، والحزب الحاكم الرئيسي حالياً، هو حزب الدعوة الإسلامية، الذي يمارس سياسة الحزب القائد والرائد ولكن على أنغام شيعية مزيفة ومشوهة لا تمت إلى المذهب الشيعي بصلة، كما لم تمت سياسة حزب البعث إلى المذهب السني أو إلى القومية العربية بصلة.
الطائفيون يمارسون سياسة قذرة في هذه الأيام وقبل الانتخابات القادمة، وهم بهذا يؤججون المشاعر الطائفية غير العقلانية في عقول وأفئدة الناس ويدفعون بالبلاد إلى جحيم من العداء لا يطاق ولا يعرف الإنسان متى تتفجر الأوضاع لتتحول إلى حرب أهلية تحرق الأخضر واليابس في آن. لم يكن للقاعدة أن تعود إلى العراق وأن تكسب المؤيدين من الناس لو مورست سياسة عقلانية من جانب الأحزاب الحاكمة كلها دون استثناء، ولو لم يسيطر على عقولهم المزاج والذهنية الطائفية بأيديولوجيتها المتخلفة والمفرقة للصفوف والمعبئة للحقد والكراهية والمشحونة بالعداء المستحكم.
ما كان لتصل الأوضاع إلى ما هي عليه الآن في محافظة الأنبار لو مارس المالكي سياسة عقلانية واعية لما يراد للعراق من القاعدة ودول الجوار، ولكنه لم يكن رجل دولة ولا رجل سياسة يعي الأوضاع ويستوعب المشكلات ويعالجها بحكمة وروح إنسانية. لقد استطاع طائفي وقح مثل أحمد العلوان أن يوجج المشاعر الطائفية، تماماً كما تؤججها سياسات بعض العناصر الطائفية في الطرف الآخر وفي إطار الحكومة أو خارجها. وهكذا يعيش العراق بسياسات فعل ورد فعل من قوى طائفية حاكمة وممثلة في مجلس النواب ومنتخبة عبر قائم وليس على ثقة الناخب بكل منهم.
إن الخلاص من هذه الأوضاع لا يتم بالتمني أو بالدعاء فكلاهما لن ينفع، لأن التغيير لا يأتي إلا بالعمل وبالحركة بركة وليس بغير ذلك. والتغيير إن أراده الشعب فلن يتم إلا بحركة الشعب صوب التغيير، صوب صناديق الاقتراع ومنح الصوت لمن يستحق ذلك، لمن لم تُدنس أيديهم بالمال والسحت الحرام، لمن لم يمارسوا الإرهاب والقتل والتدمير بحق الشعب العراقي، لمن لم يمارسوا السياسات الطائفية اللعينة ويحترمون كل الديانات والمذاهب وأتباعها دون استثناء، لمن يقفوا بوجه الفساد المالي والإداري وضد المحسوبية والمنسوبية والإرهاب بالعراق، لمن يطالبوا بالعدالة الاجتماعية وممارسة الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ووحدة الشعب.
إن خيار التغيير بيد الشعب وخيار إبقاء الوضع على ما هو عليه الآن وربما اشد بكثير مما هو عليه الآن بيد الشعب ايضاً, بصوته الحر الذي يفترض أن يستخدمه بوعي ومسؤولية، فهل سيحصل هذا في الانتخابات القادمة؟ إن ما يجري اليوم على الساحة السياسية العراقية لا تبشر بالخير بسبب تصاعد نبرة العداء الطائفي بين الأحزاب والشخصيات الطائفية والتي تعيش على تحقيق وتأمين المزيد من الاصطفاف والاستقطاب الطائفيين. ولهذا لا بد من العمل الدؤوب مع بنات وأبناء الشعب، مع أولئك الذين دخلوا في أو أيدوا الأحزاب الطائفية بأن هذا الطريق الوعر لن يوصل الشعب إلى شاطئ الأمن والسلام والاستقرار والديمقراطية وحقوق الإنسان والتنمية والعدالة الاجتماعية، بل إلى طريق الصدّ ما ردّ، إلى المزيد من العذابات والآلام والأحزان والحرمان.
إن أصوات الناخبين الذكية ينبغي أن تذهب إلى أولئك الذين يواجهون الاستبداد والطائفية بحزم وجدية ويرفضون السياسات الراهنة ويملكون برنامجاً وطنياً، مدنياً وديمقراطياً يحقق للشعب ما يصبو إليه من الوحدة الوطنية والشعبية والاستقلال والسيادة الوطنية. إن أصوات الناخبين يفترض أن تذهب إلى التحالف المدني الديمقراطي، إلى الأحزاب والقوى والشخصيات التي تتعهد لهذا الشعب بالعمل على تجنيبه الحرب الطائفية أو العداء الطائفي وتعمل على نشر ألوية المحبة والإخاء والسلام بين بنات وأبناء العراق على امتداد الأرض العراقية ابتداءً من الموصل مروراً بإقليم كردستان والمحافظات الغربية، ومنها الأنبار، وبغداد وبقية محافظات الوسط وصولاً إلى جنوب العراق إلى البصرة الفيحاء.
ليلقن الشعب بأصواته الأحزاب الطائفية دروساً لا تنسى بسبب ما عانته من سياساتها خلال السنوات العشر المنصرمة، سواء أكان بسبب سقوط عشرات ألوف الشهداء وأكثر من ذلك من الجرحى والمعوقين، أم بسبب الدمار الواسع النطاق الذي لحق بالبلاد وتدهور الخدمات العامة أم تعطل التنمية الوطنية أم بسبب الفساد السائد. لنضع بداية فعلية للحد من هذه المظاهر السلبية السيئة وإنهائها كلية بانتخاب الشعب لقوى الشعب النظيفة، لقوى التحالف المدني الديمقراطي والتصويت لصالح تطبيق برنامجه الوطني والديمقراطي.
ولا شك في أننا نردد مع الشاعر البارودي قوله مع العمل والفعل اليومي للخلاص من الشر والأشرار, وللوصول إلى إقامة أيام وسنوات الخير والعطاء والابتسامة العريضة والعيون الفرحة تملأ وجوه العراقيات والعراقيين كما ابتغاه شاعرنا:
وستنقضي الأيام والخير ضاحك يعم الورى والشر يبكي ويلطم



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى متى تغوصون بدماء بنات وأبناء الشعب العراق أيها القتلة ال ...
- ولوج هادئ وودي على خط النقاش الحامي في عمٌان
- برنامج التحالف المدني الديمقراطي يجسد شغف الشعب بالحرية والد ...
- مانديلا الموحد للشعب والمالكي المفرق للصفوف
- من المسؤول عن الفساد وكيف يكافح؟
- تحية وتهنئة وشكر إلى المشاركين في مؤتمر أصدقاء برطلِّة بالعر ...
- هل ينسجم وضع صورة المالكي في -جواز سفر إلى حقوق الإنسان- مع ...
- رسالة مفتوحة إلى سماحة السيد عمار الحكيم حول التغيير السكاني ...
- بغداد ومدن أخرى تغرق ... هلهولة للدعوة الصامد...هلهولة..
- قراءة في كتاب صيدُ البطَّ البرّي للروائي محمود سعيد
- هل مشكلات البلاد تحل بالعراق أم في البيت الأبيض؟
- إعادة قِراءة في كتاب -جدار بين ظلمتين- لبلقيس شرارة ورفعة ال ...
- قراءة في كتاب السيدة بلقيس شرارة الموسوم -محمد شرارة من الإي ...
- الحزب الذي أصبح كارثة ورئيسه الذي أصبح طامة كبرى بالعراق!!!
- قراءة في مسرحية -ثور فالارس- للكاتب والصحفي ماجد الخطيب
- نقاش هادئ مع أفكار افتتاحية طريق الشعب في 10/10/2013
- هل من أخطاء فادحة ارتكبتها المعارضة السورية؟
- جرائم بشعة متلاحقة ترتكب يومياً بالعراق!!!
- قراءة في كتاب -نبوة محمد- للكاتب الدكتور محمد محمود
- الحذر ثم الحذر ثم الحذر من مخاطر التلويث الإضافي لبيئة عراقي ...


المزيد.....




- في وضح النهار.. فتيات في نيويورك يشاركن قصصًا عن تعرضهن للضر ...
- برج مائل آخر في إيطاليا.. شاهد كيف سيتم إنقاذه
- شاهد ما حدث لمراهق مسلح قاد الشرطة في مطاردة خطيرة بحي سكني ...
- -نأكل مما رفضت الحيوانات أكله-.. شاهد المعاناة التي يعيشها ف ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- صفحات ومواقع إعلامية تنشر صورا وفيديوهات للغارات الإسرائيلية ...
- احتجاجات يومية دون توقف في الأردن منذ بدء الحرب في غزة
- سوريا تتهم إسرائيل بشن غارات على حلب أسفرت عن سقوط عشرات الق ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- الجيش السوري يعلن التصدي لهجوم متزامن من اسرائيل و-النصرة-


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - وستنقضي الأيام والخير ضاحك يعم الورى والشر يبكي ويلطم للشاعر محمود سامي البارودي